بسم الله الحمن الرحيم }
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ ( معناه: أنه لم يكن الذين كفروا من
أهل الكتاب والمشركين متروكين حتى تأتيهم
البينة، يعني أن الله -جل وعلا- لن يترك أهل
الكتاب الذين كفروا، ولن يترك المشركين
هكذا، بل لا بد أن يرسل إليهم رسولًا يبين
لهم آيات
الله -جل وعلا- ويدعوهم إلى الإسلام
رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً أي: يتلو
هذا القرآن العظيم الذي هو منزل من عند الله
مطهر ولهذالَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ .فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌf أي: في هذه الصحف أحكام
قيمة؛
فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (قال بعض العلماء: "الكتب"
هنا جمع كتاب بمعنى حكم؛ لأن مادة "كتب"
تأتي بمعنى حكم، كما قال الله جل وعلا: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ) وبعض العلماء
يقول: إن قوله جل وعلا: فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (
أي: أن هذا القرآن مشتمل على كتب سابقة من
الكتب التي لم تنسخ، ولم تُحَرَّف
وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ أهل الكتاب لما جاءتهم البينة من
عند الله تفرقوا، فاليهود منهم من آمن
بموسى، ومنهم من كفر، والنصارى منهم من آمن
بعيسى، ومنهم من كفر، ومنهم من قال: إنه
هو الله، ومنهم من قال: إنه ابن الله، ومنهم من
قال: إنه ثالث ثلاثة، تعالى الله عما يقولون
علوًا كبيرًا
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِأي: أن الله -جل وعلا- ما أمر عباده
إلا ليعبدوا الله جل وعلا مخلصين له بمعنى أنهم
يعبدونه عبادة يصرفونها له، خالية من شوائب
الشرك والرياء، بل تكون مخلصة لله -جل وعلا- لا
يشركون فيها مخلوقًا، ولا يلتمسون بها حظًا
من حظوظ الدنيا
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ يعني: أن المشركين في نار جهنم،
وأنهم خالدين فيها لا يخرجون
منها أبدًا، وقد تقدم بيان ذلك وزاد الله -جل
وعلا- في هذه الآية أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (البرية
بمعنى الخليقة، يعني: أن الكفار هم شر
الخلق، فهم أشر من البهائم والدواب؛ لأن هذه
البهائم والدواب إذا كان يوم القيامة يجري
بينها القصاص، لكن ليس عليها حساب، ولا عذاب،
يقتص الله -جل وعلا- لكل واحدة من الأخرى،
ثم يقال لها: كوني ترابًا، فتكون ترابًا؛ لأن الله -
جل وعلا- لم يخلق فيها عقولًا لتدرك شرعه وحكمه
ثم قال جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ - قد صدق لنا أن الله
-جل وعلا- دائمًا في كتابه الكريم يقرن ببن
الجزاءين ويبين حال الفريقين، وهنا لما ذكر الله -جل
وعلا- حال الكفار والمشركين، وما أعده لهم
ذكر جل وعلا بعد ذلك حال عباده المؤمنين في
الآخرة
أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ #) يعني: أن هؤلاء يكونون في جنة عدن،
وجنة عدن هي جنة الإقامة؛ لأن كلمة عدن
معناها مقيم، فهم في دار الإقامة، لا يخرجون عنها
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ ( معناه: أنه لم يكن الذين كفروا من
أهل الكتاب والمشركين متروكين حتى تأتيهم
البينة، يعني أن الله -جل وعلا- لن يترك أهل
الكتاب الذين كفروا، ولن يترك المشركين
هكذا، بل لا بد أن يرسل إليهم رسولًا يبين
لهم آيات
الله -جل وعلا- ويدعوهم إلى الإسلام
رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً أي: يتلو
هذا القرآن العظيم الذي هو منزل من عند الله
مطهر ولهذالَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ .فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌf أي: في هذه الصحف أحكام
قيمة؛
فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (قال بعض العلماء: "الكتب"
هنا جمع كتاب بمعنى حكم؛ لأن مادة "كتب"
تأتي بمعنى حكم، كما قال الله جل وعلا: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ) وبعض العلماء
يقول: إن قوله جل وعلا: فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (
أي: أن هذا القرآن مشتمل على كتب سابقة من
الكتب التي لم تنسخ، ولم تُحَرَّف
وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ أهل الكتاب لما جاءتهم البينة من
عند الله تفرقوا، فاليهود منهم من آمن
بموسى، ومنهم من كفر، والنصارى منهم من آمن
بعيسى، ومنهم من كفر، ومنهم من قال: إنه
هو الله، ومنهم من قال: إنه ابن الله، ومنهم من
قال: إنه ثالث ثلاثة، تعالى الله عما يقولون
علوًا كبيرًا
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِأي: أن الله -جل وعلا- ما أمر عباده
إلا ليعبدوا الله جل وعلا مخلصين له بمعنى أنهم
يعبدونه عبادة يصرفونها له، خالية من شوائب
الشرك والرياء، بل تكون مخلصة لله -جل وعلا- لا
يشركون فيها مخلوقًا، ولا يلتمسون بها حظًا
من حظوظ الدنيا
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ يعني: أن المشركين في نار جهنم،
وأنهم خالدين فيها لا يخرجون
منها أبدًا، وقد تقدم بيان ذلك وزاد الله -جل
وعلا- في هذه الآية أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (البرية
بمعنى الخليقة، يعني: أن الكفار هم شر
الخلق، فهم أشر من البهائم والدواب؛ لأن هذه
البهائم والدواب إذا كان يوم القيامة يجري
بينها القصاص، لكن ليس عليها حساب، ولا عذاب،
يقتص الله -جل وعلا- لكل واحدة من الأخرى،
ثم يقال لها: كوني ترابًا، فتكون ترابًا؛ لأن الله -
جل وعلا- لم يخلق فيها عقولًا لتدرك شرعه وحكمه
ثم قال جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ - قد صدق لنا أن الله
-جل وعلا- دائمًا في كتابه الكريم يقرن ببن
الجزاءين ويبين حال الفريقين، وهنا لما ذكر الله -جل
وعلا- حال الكفار والمشركين، وما أعده لهم
ذكر جل وعلا بعد ذلك حال عباده المؤمنين في
الآخرة
أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ #) يعني: أن هؤلاء يكونون في جنة عدن،
وجنة عدن هي جنة الإقامة؛ لأن كلمة عدن
معناها مقيم، فهم في دار الإقامة، لا يخرجون عنها