راتب الزوجة … أهو للزوجة وحدها؟

 



[url=/u5028][/url]

مساء الخير بالفعل هذا الموضوع يزعجني شخصيا
لا ادري كيف تتوافق بعض الفتاوي في ذلك وأستغرب سماعها من بعض المشايخ
معروف أن رباط الزواج رباط غليظ رباط مقدس بني على المودة والرحمة
ولا أظن ذلك يختلف عليه إثنان
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

قَوْله تَعَالَى " وَمِنْ آيَاته أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسكُمْ أَزْوَاجًا " أَيْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ جِنْسكُمْ إِنَاثًا تَكُون لَكُمْ أَزْوَاجًا " لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا " كَمَا قَالَ تَعَالَى " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا " يَعْنِي بِذَلِكَ حَوَّاء خَلَقَهَا اللَّه مِنْ آدَم مِنْ ضِلْعه الْأَقْصَر الْأَيْسَر . وَلَوْ أَنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ بَنِي آدَم كُلّهمْ ذُكُورًا وَجَعَلَ إِنَاثهمْ مِنْ جِنْس آخَر مِنْ غَيْرهمْ إِمَّا مِنْ جَانّ أَوْ حَيَوَان لَمَا حَصَلَ هَذَا الِائْتِلَاف بَيْنهمْ وَبَيْن الْأَزْوَاج بَلْ كَانَتْ تَحْصُل نُفْرَة لَوْ كَانَتْ الْأَزْوَاج مِنْ غَيْر الْجِنْس ثُمَّ مِنْ تَمَام رَحْمَته بِبَنِي آدَم أَنْ جَعَلَ أَزْوَاجهمْ مِنْ جِنْسهمْ وَجَعَلَ بَيْنهمْ وَبَيْنهنَّ مَوَدَّة وَهِيَ الْمَحَبَّة وَرَحْمَة وَهِيَ الرَّأْفَة فَإِنَّ الرَّجُل يُمْسِك الْمَرْأَة إِمَّا لِمَحَبَّتِهِ لَهَا أَوْ لِرَحْمَةٍ بِهَا بِأَنْ يَكُون لَهَا مِنْهُ وَلَد أَوْ مُحْتَاجَة إِلَيْهِ فِي الْإِنْفَاق أَوْ لِلْأُلْفَةِ بَيْنهمَا وَغَيْر ذَلِكَ " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

بعض المشايخ برر مقاسمة الرجل لزوجه راتبها أو إشتراطه عليها بأن يقتطع من راتبها بالتفسير التالي
سمعت من أحدهم أن الزوجة وجودها في البيت حق الزوج وهي تخرج للعمل وبخروجها للعمل تقتطع هذا الوقت من حقه عليها في مكوثها في البيت وعلى ذلك له عليها أن يشترط أن يقتطع من راتبها كما هي تقتطع من وقته المتوجب عليها بقائها في بيته

لا أدري هذه الفتاوي يجاملون بها من وعلى حق من وبحق من وجعل المودة والرحمة والقوامة هي محاصصة مالية كأننا في شركة فقط نازعين كل مودة ورحمة
بصراحة القصص كثيرة وموجعة وليست مؤلمة فقط
كمن نسمع عنهم من يحجر على إبنته ولا يزوجها طمعاُ براتبها ويصبح عمرها فقو الثلاثين وهو يبقى عليها دون زواج ويرفض كل من يتقدم لخطبتها حتى لا ينقطع راتبها عنه

نعود للزوج
بنظري الزوج كما الصدق كما المال كما الكمال والكمال لله وحده
الزوج يجب أن يحافظ ان يكون الرجل الأوحد في عيون زوجه ويبقى باقي الناس بالنسبة لها اشخاص فقط
فكيف له هذا الزوج ان يتعامل مع زوجه بالمحاصصة والمحاسبة وراء راتبها ويبقى في عينها رجل
الرجل يكسر في حال كذب على زوجه
فكيف له أن يتدنى بتعامله معها ويقتسم عرقها وجهدها
لاشك المحبة والرحمة والمودة والشراكة في البيت من روائع الصور الأسرية في البيوت ولكن على أن يبقى ذلك في المحبة والرغبة فقط بحب أن تنفق الزوجة من نفس راضية على بيتها دونما إكراه

فليتختار الزوج وله الخيار ان يقف بجوار الدرهم قرب الجدار وليقس نفسه ومقاسه فإذا فضل أن يكون المال أطول من قامته فله ذلك ولا يحاسب زوجته بعد ذلك في تفضيلها ل طويل القامة بينمها
أو أن يبقى قامته طويلة طويلة تصل إلى عنان الرجولة
للحديث بقية
waell

الشرح حوال الموضوع لايقتصر على الشق المادي فيه
ولا يقتصر في معالجته على الراتب  فمناقشة راتب الزوجة وإن صلحت المناقشة لهو بمثابة مسكن  لو وجد هناك إتفاق
كيف مسكن وما القصد من ذلك

غالبا الزوجة  والتي يصبح زوجها سكنها وموؤلها وملاذها  تعمل جاهدة لتفادي مواقف   وتقبل واقع غير مقتنعة به وذلك لآسباب عدة منها بيت الزوجية والحفاظ عليه ومنها الأولاد إن وجدوا
وهنا بسطحية وغباء إن لم يكن بتجاهل يصدق الزوج المشترط أنه أنتزع رضاء الزوجة بذلك
بل ويقنع  نفسه أن زوجه راضية بما آلت إليه الأمور

فإذا كان نقاش الراتب هو المسكن 

أين يكمن جوهر الخلاف وجوهر الصلح  في ذلك

من المعروف أن حواء كل حواء  تجد في زوجها الملاذ الآمن والحماية والرعاية
 ولك أن تسأل نفسك عن الصور التي تود ان تراك زوجك بها
ذاك الرجل رب الأسرة مصدر الرعاية والحماية والقوامة
أم ذلك الرجل الذي يقبل أن يأكل من عرق زوجه ويشترط عليها ذلك
ايهما من الصوووووووور تفضل أن تكون
هنا السؤال الحقيقي وهنا مكمن عمار بيتك وصلاحه في مكاتنك به

لكل منها مكانه  ومكانته أكان زوج أم زوجه
ولكل منا مقعده ومن يرتضي النزول من مقعده والجلوس على قارعة الشبهة فلن يجد من يعيده لمكانه ومكانته

نصر ابوزيد
البلسم المفقود:
يعود الزوج إلى منزله منهكاً متعباً قد أعيته متاعب الحياة ومتطلباتها فتقابله الزوجة بوجه شاحب عابس يشكو هموم الأولاد ومسؤوليات المنزل.. متذمرة من غياب زوجها الطويل عن المنزل.. ومن رغبات لم تحقق، فلا يجد الزوج عندئذ بداً من أمرين: إما أن يصب عليها وابل همومه ومتاعبه في صورة غضب يهز كيانها ويقضي على أنسهما وسعادتهما الزوجية لتنقلب الحياة بعده صحراء جرداء لا أنيس فيها ولا جليس، ويعيش كل من الزوجين في أقصى نقطة من الخط منعزلاً عن صاحبه أياماً بل أحياناً شهوراً وربم...ا أعواماً لا يلتقيان بعدها أبداً!! وإما أن يتمالك نفسه ويلتمس لها العذر وينسحب بكل هدوء إلى مخدعه مستسلماً لنوم عميق.. وتبقى الزوجة تعاني الحسرة والهم والشعور بالتعاسة!!

وفي المقابل صورة الزوجة وهي تتكبد رعاية الأسرة ومسؤوليات الزوج وربما تعاني من حمل قد أثقل كاهلها وحملته كرهاً على كره.. وقد يكون مع ذلك عمل خارج المنزل قد أخذ الكثير من جهدها ونشاطها.. فيقابلها الزوج كل يوم بضيف جديد وكل أسبوع بدعوة ووليمة فلا تنتهي من واحدة حتى تعد لأخرى وهو في الوقت نفسه لا يتنازل عن أبسط حقوقه ولو كان تلميعاً لحذائه أو وقت تقديم شاي المساء أو الصباح.. ومن هنا ترفع الزوجة صوتها صارخة بالرفض لهذا الحال.. فتشتعل نار الخلاف ويؤججها إبليس بخيله ورجله حتى تكون نهايتها أموراً لا تحمد عقباها وانهياراً لصرح كيان الزوجية وتشتيت الأولاد وتفريقاً بين زوجين متحابين.

إذاً من المسؤول عن كل ما حصل في الصورتين.. الزوج.. أم الزوجة؟!
ارجو المشاركة والاراء والحلول.