الدمام- علي سعيد
أطلق عازف الجيتار والفنان السعودي عادل الزهراني أكبر مسابقة لعزف الجيتار في العالم العربي على الإنترنت، بمشاركة سبعة وأربعين عازفاً وعازفة من مختلف الأقطار العربية ومن العرب المقيمين في خارج الوطن العربي، من خلال بث أفلام مصورة للفنانين والفنانات الشباب وهم يعزفون مقطوعات على آلة الجيتار، ليطلع عليها جمهور المسابقة ولتخضع إلى تقييم المحكمين عادل الزهراني والدكتور الكندي من أصل أردني العازف طارق حرب. ويشارك الجمهور من خلال التصويت على صفحة (المسابقة الكبرى للجيتار) على موقع الفيسبوك، عبر مشاهدة التسجيلات المصورة في "اليوتيوب" والتي تبث على صفحة المسابقة.
وعن تنظيم المسابقة يشير الزهراني، إلى "أن مواقع موسيقية معروفة أتاحت لي الفرصة وأعطتني مساحة للإعلان عن المسابقة وفعلاً تلقينا العديد من المشتركين في العالم العربي". أما عن الدعم، فيوضح الزهراني "أنه دعم تشجيعي أكثر من أن يكون مادياً"، مشيراً إلى تبني ودعم أكبر موقع ومؤسسة للكلاسيكال جيتار في العالم وهو مؤسسة (صالون جيتار) في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية. وتعد المسابقة الثانية من نوعها، بعد مسابقة كان الزهراني، أيضاً أطلقها في منتدى الموسيقيين السعوديين قبل أعوام إلا أنها كانت على نطاق محدود، حسبما يشير الزهراني.
وكان الفنان الزهراني قد عُرف بدروسه الشهيرة لآلة الجيتار وتسجيلاته المصورة وهو يعزف ويقدم دروساً موسيقية في "اليوتيوب" رغم أنه لم يتعلم في أي معهد موسيقي. محققاً إنجازاً قياسياً في سنٍ يصفه بأنه "عادة ما يعتبر فيه الإنسان منتهٍياً فنياً". كاشفاً أنه بدأ مع الجيتار في سن الخامسة والأربعين وفي ظروف لم تكن أبداً ملائمة للتعلم.
وحول علاقته بآلة الجيتار، يعلق: "البداية كانت منذ الصغر مع آلة العود، عندما تعلمته لوحدي، محاولاً تقليد العوادين المتاحين آنذاك مثل فريد الأطرش وعبادي الجوهر". مضيفاً: "بقيت مع العود فترة طويلة من الزمن كهاوٍ، لكنني أحسست أنني موسيقي ولست مطرباً ولا أستسيغ الغناء كثيراً ولذلك تصادف حينها أني رأيت جيتاراً في السوق الدولي بجدة وتأملته وشعرت أن الموسيقى تكمن داخله، دون أن ننسى أنه أيامها لم يكن ثمة إنترنت ولا يوتيوب.. وتصادف أن وقع بيدي سي دي لعازف رائع على الكلاسيكال جيتار اسمه بيبي روميرو وقد سمعته وانجذبت إليه وقلت: هذا ما أريده بالضبط".
ويتذكر الفنان السعودي حجم الصعوبة التي واجهها وهو يتعلم بنفسه من خلال شراء كمية من الكتب والاسطوانات التي تشرح طريقة العزف والتعلم، دون معلم مباشر، ليتلمس بداية العزف السليم ويستمر لبضع سنوات حتى إطلاق موقع اليوتيوب الذي شارك فيه بتسجيلات مصورة لعزفه. مضيفاً بالقول: "وبدأت في اليوتويب الذي ربما أكون أول موسيقي عربي، ينشر فيه معزوفات ودروسا لتعليم الجيتار بالعربية".
أما عن تجربة دروسه الشهيرة في تعلم الجيتار، يعلق، مجيباً: "كنت أطبق الدروس وأسجلها على فديوهات بطريقة جذابة". مضيفاً "الدروس التعليمية، أوصلتني لكل شباب العالم العربي الراغبين في تعلم العزف على آلة الجيتار". ورغم إقامته الدائمة والحصرية في العوالم الافتراضية، إلا أن عادل الزهراني، يرى أن العالم الافتراضي هو "العالم الحقيقي الآن". مشيراً إلى أن الجميع بات يتواصل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعية "وأنا قادر على الوصول لكل المهتمين بالجيتار بالعالم العربي عن طريق النت، لكني لو نزلت للأرض فلن أجد أحدا بجانبي خصوصاً هنا". مذكراً بأن القلائل في العالم هم متذوقو عزف الجيتار الكلاسيكي وبالتالي "العالم الافتراضي هو الذي سيوصلك بجمهورك الموسيقي المحدد".