Emad Al Armashi باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لم

عماد الأرمشي باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق

الدراسة الإبتدائية : مدرسة ابراهيم هنانو / نوري باشا
الدراسة الإعدادية: ثانوية ابن خلدون ـ دمشق
الدراسة الثانوية: ثانوية اسعد عبد الله.
الدراسة الجامعية: جامعة دمشق ـ كلية الآداب ـ قسم التاريخ ـ الدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق . خريخ عام
الكتب المفضلة لديه
جميع الكتب والمجلدات التي تخص تاريخ مدينة دمشق الشام.
المعلومات
الشخصية باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق.
الاهتمامات الشخصية تاريخ مدينة دمشق، واهتمام بشؤون الكون والفضاء والإعجاز العلمي، متابع بشغف لناشيونال جيغرافيك. الموسيقى الهادئة لأشهر العازفين

المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 31 أغسطس





قال ابن شداد في الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام و الجزيرة أن باني المدرسة ( الأمير بدر الدين حسين ابن الداية ) المعروف بـ لالا الداية في سنة 638 للهجرة الموافق 1240 للميلاد ، وهي منسوبة إليه .

كان هو و إخوته من أكابر أمراء السلطان نور الدين محمود بن زنكي ، وكان الأمير فخر الدين أبا بكر ابن الداية ( رضيعه ـ شقيقه بالرضاع ) أكبر أمرائه . وكلمة لالا تعني المؤدب .. أو لؤلؤ تعني المهذب .

وأعلمنا ...الشيخ عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي بالدارس في تاريخ المدارس أنها قبالة الشبلية التي بالجبل عند جسر كحيل .

وقال ابن كثير في تاريخه في سنة خمس عشرة وستمائة : جسر كحيل يعرف الآن بجسر الشبلية . وفيها فوض الملك المعظم النظر في التربة البدرية تجاه مدرسة الشبلية عند الجسر الذي على ثورا ويقال له جسر كحيل ، وهي منسوبة إلى بدر الدين حسن بن الداية كان هو وإخوته من أكابر أمراء نور الدين محمود ابن زنكي .

وهنا نلاحظ تضارب التواريخ عند ابن شداد وعند ابن كثير ( على تاريخ الإنشاء بين سنوات ـ 638 للهجرة و بين 615 للهجرة ) .

وأكد النعيمي : وقد جعلت في حدود الأربعين وستمائة جامعاً فيه خطبة يوم الجمعة ولله الحمد ، ووقفها نصف الحمام بقرية مسنون ، والبستان بقرب جسر كحيل كذا رأيته مكتوباً بأعلى عتبتها انتهى.







المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 31 أغسطس





ثم أن هذا الجامع قد تهدم و صار خرابه ، و أضيف وقفه إلى وقف الجامع المظفري المعروف بجامع الحنابلة بسفح قاسيون ، ثم قال بالقرب من جسر كحيل الذي على تورا موضع في البستان يسمى الشبلي و البدري ، وهو في بستان السنبوسكي من جهة طريق العين المعروفة بعين الكرش .

اليوم في نهاية عام 2005 للميلاد ... إبان تدويني لهذا البحث ... لا وجود للجامع .. ولا أي أثر لمحرابه ، وكذلك : لا أثر للمدرسة ولا الى أي أثر يمت اليها ، ولم يبق منها سوى التربة ذات القبة المحززة و المجددة في هذا العام .

قلت: من ينشد له عند موته قول الشاعر:
ما زلت تكتب في التاريخ مجتهداً .... حتى رأيتك في التاريخ مكتوبـا .









المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 31 أغسطس






قال ابن شداد : اذكر من درس بها الذي تحقق منهم :
زكي الدين زكريا بن عقبة ، ثم من بعده صفي الدين يحيى بن فرج بن عتاب الحنفي البصروي المعروف بالأسود ، وهو مستمرٌ بها إلى الآن انتهى.

وقال الحافظ البرزالي في تاريخه في سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة: وفي ليلة الثلاثاء ثالث عشر ربيع الأول توفي الشيخ الفقيه الإمام العالم العدل الرضي شمس الدين محمد بن علي بن هاشم بن جبريل بن ذرع الحنفي ، وصلي عليه ظهر الثلاث...اء بجامع دمشق ، ودفن بسفح قاسيون بتربة الشيخ موفق الدين ، وكان يوماً مطيراً ، وكان رجلاً جيداً فقيهاً فاضلاً عدلاً محترماً فقيهاً بالمدارس ، وله تدريس بالصالحية بمدرسة صغيرة تعرف ( بالبدرية ) .

وكان الشيخ شمس الدين أبو الظفر سبط الإمام ابن الجوزي ، كثير الفضائل و الصفـات وله " مرآة الزمان " في عشرين مجلداً من أحسن التواريخ ، نظم فيه كتاب المنتظم لجده ، وزاد عليه و ذيل إلى زمانه.

وقال شمس الدين الشريف الحسيني رحمه الله تعالى في ذيل العبر في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة: وفي هذا العام جددت خطبة بالمدرسة البدرية جوار الشبلية باعتناء القاضي شهاب الدين بن فضل الله كتاب السر انتهى.

المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 31 أغسطس





وأخبرنا فضيلة الشيخ عبد القادر بن بدران رحمه الله في منادمة الأطلال ومسامرة الخيال ببدايات القرن العشرين أن المدرسة البدرية المشهورة بين الناس اليوم ( بجامع البدرية ) قد تغيرت أحوالها ، ووقع سقفها ، ودثرت عمارتها ... وتصرف في آلاتها ، وصار خرابة من الخرابات ، ، كانت قبالة الشبلية ( اي جنوبها ) التي بالجبل عند الجسر المعروف بجسر كحيل .

وأوقافها كانت مكتوبة على عتبتها كما جاء عند ابن كثير حينما جع...لت في حدود الأربعين وسبعمائة جامعا فيه خطبة ويوم جمعة ( ووقفها نصف حمام بقرية مسنون ، والبستان بقرب جسر كحيل ) كذا رايته مكتوبا على عتبتها ، و هذا ما أكده الشيخ محمود العدوي في زياداته على مختصر تنبيه الطالب للعلموي.

فأضيفت أوقافها بعد انهدامها إلى وقف الجامع المظفري ( يعني جامع الحنابلة ) المعروف بجامع الجبل انتهى.





المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 31 أغسطس






أقول ( أي بدران ) : وبقرب جسر كحيل الذي على نهر تورا موضع يعرف الآن : بالشبلي والبدري ، وقد وقفت على البدري في بستان هناك يقال له ( السنبوسكي ) من جهة طريق عين الكرش ، فرأيت هناك قبة مهدومة الأعلى منها ، وبها ( قبران ) بجانب نهر تورا .. وهناك كان محل المدرسة البدرية .

بناها الأمير بدر الدين حسن بن الداية المعروف بلؤلؤ ، وكان أميرا معظما ، تولى دولة القاهرة ، ومن قبله تولى دولة أبيه مسعود بن أر...سلان شاه بن مسعود بن مودود ابن زنكي بن آقسنقر .

وقد سكن هذه المدرسة أيام شبابها سبط ابن الجوزي ( الشيخ شمس الدين أبو الظفر الجوزي بن أبي الفرج الجوزي ) الواعظ ، وكان له مجلس وعظ على طريقة جده الإمام ابن الجوزي في المدرسة التي فٌوضت إليه ، ودرس بها فكانت سكنه ، و بها توفى ودفن سنة أربع وخمسين وستمائة وحضر جنازته الملك العزيز. وأثنى أبو شامة على علومه وفضائله وحسن وعظه وطيب صوته ونضارة وجهه وتواضعه وزهده وتودده .

ثم زكي الدين بن عقبه ، ثم الصفي بن فرج ، ثم الشمس ابن جبرييل .... ثم سلبها الزمان شبابها المستعار ، وأبدلها منه بالشيخوخة والهرم ، ثم بالفناء ومحو الآثار .







المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 31 أغسطس




وذكر الدكتور قتيبة الشهابي في مشيدات دمشق ذوات الأضرحة ، أثناء زيارته الميدانية للمدرسة والتربة البدرية أنه لم يبق منها إلا التربة فقط ، ويفترض أن غرفة الأضرحة تحتوي على قبرين شاهدهما ( الشيخ عبد القادر بن بدران بعينه ) .

ولكني لم أر أي قبر عند زيارتي الميدانية لهذه المشيدة سنة 1993 ، و يظهر أنهما درسا . وقد رممت حديثاً ، وطليت باللون الأبيض ، وستصبح قريباً مقرأ ( لنادي فن التصوير الضوئي بدمشق ) .








المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 31 أغسطس




تربة المدرسة البدرية من الغرب الى الشرق بعدسة الدكتور المرحوم قتيبة الشهابي في صيف عام 1993 ، وقد طليت كلها باللون الأبيض .

المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 31 أغسطس




أقول هنا ضمن أبحاث المدارس القديمة والأضرحة في دمشق دراسة تاريخية تحليلية مفصلة : أن بناء التربة البدرية يتألف من مبنى حجري ضخم بارتفاع عشرة أمتار عن الأرض ، ترتكز القبة على قاعدة مربعة الشكل ، يعلوها جذع مثمن الأضلاع ، يتوسط كل ضلع نوافذ قوسيه أخذت شكل محراب ، فيها أربع نوافذ صماء ، وأربع نوافذ مفتوحة مزدوجة بكل قوس .

وتستند على الجذع رقبة القبة وتحتوي على ستة عشر ضلعاً ، بكل ضلع نوافذ على هيئة محراب منها أصم مقعر ، والآخر مفتوح . وتعلو الرقبة قبة ضخمة محززة ، وفي أعلاها قمريات زجاجية في كل ( حز ) لتأمين الإنارة لغرفة الضريح ، وتم تجديدها في فترة زمنية قريبة .

المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 31 أغسطس




فيها نوافذ جميلة ومشغولات خشبية معشقة بالزجاج الملون كانت تستخدم لإنارة الضريح ، ويستند على الرقبة قبة نصف مكورة محززة ، وعند زيارتي الميدانية لها في صيف 2004 للميلاد ، وجدت أن جمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة قد شغلت المدرسة .... و لا أثر للضريحين على المطلق ولا حتى تحدب الأرض ، أو الشواهد ، وغالب ظني أن أحدهما لباني المدرسة ( الأمير بدر الدين حسين ابن الداية ) ، والثاني لسبط ابن الجوزي ( الشيخ شمس الدين أبو الظفر الجوزي بن أبي الفرج الجوزي ) .
















المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 31 أغسطس





أخبرني القيم فيها : أن من أولويات أنشطة الجمعية كان إعادة تشييد القبة بشكلها القديم و بترميمها و تجديدها وطلاءها باللون القرميدي .. لتكون مقرأ رئيسياً لها .

وذكرت السيدة زكاء الكحال أن وزارة الاوقاف خصصت هذه التربة لنادي فن التصوير الضوئي بدمشق وتسليم مفتاحها للفنان المرحوم ( د. على النحوي ) ، وتم الاتفاق مع مؤسسة الانشاءات العسكرية للترميم ، ولكن مجلس الادارة الذي تلاه عم مشروع اكبر ابتلع معه س...احة الميسات كلها ... فاحتج سكان المنطقة وتم الغاؤه ، وبعد فترة استلم التربة ( جمعية حماية البيئة والتنمية المستدامة ) للمحافظة علي البيئة وما زالت تشغليها لليوم .

وعموماً فالبناء اليوم في حالة جيدة ، أما الجامع و المدرسة للأسف الشديد قد اندرست آثارهما ولم يبق أي أثر يدل على وجود المدرسة أو الجامع !! .


إعداد عماد الأرمشي
باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق.

المراجع :
ـ دمشق الشام / أستاذنا الفاضل أيوب سعدية ص 58
ـ منادمة الأطلال و مسامرة الخيال / الشيخ عبد القادر بن بدران ص 153
ـ مشيدات دمشق ذوات الأضرحة و عناصرها الجمالية / د. قتيبة الشهابي ص 331
ـ الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام و الجزيرة / الشيخ يوسف ابن شداد ص : 225
ـ الدارس في تاريخ المدارس / الشيخ عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي ـ المدارس الحنفية
ـ الآثار التاريخية في دمشق / جان سوفاجيه ؛ عربه وعلق عليه د. أكرم حسن العلبي ص : 117
ـ تنبيه الطالب وإرشاد الدارس / الشيخ عبد الباسط بن موسى العلموي الدمشقي ـ المدارس الحنفية

التربة العادلية البرانية للباحث عماد الأرمشي

تربة الملك العادل السلطان المملوكي زين الدين كتبغا المغلي المنصوري




المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





تربة الملك العادل السلطان المملوكي زين الدين كتبغا المغلي المنصوري .




المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو




الخارطة مأخوذة من مخطط الأماكن الأثرية المعروفة بين سنة 553 ـ 1153 هجرية لمدينة الصالحية التي وضعها العلامة الكبير محمد أحمد دهمان.

تقع التربة العادلية البرانية خارج أسوار مدينة دمشق في شرق ساحة عدنان المالكي اليوم . وفيها ضريح السلطان المملوكي الملك العادل زين الدين كتبغا المغلي المنصوري ، المتوفى في مدينة حماه سنة 702 هجرية الموافق 1302 للميلاد ، ونقلت رفاته الى هذه التربة الواقعة على طريق الرشيد في محلة دوحة الوليد في وقت لاحق من وفاته ، فيما ذكر الشيخ عبد القادر بن محمد النعيمي بكتابه الدارس في تاريخ المدارس فصل الترب فقال : هي غربي دار الحديث الناصرية البرانية بسفح قاسيون .




المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





Damascus General View 1852

قال ابن كثير في سنة اثنتين وسبعمائة أن الملك العادل زين الدين كتبغا ، توفي بحماة نائباً عليها بعد صرخد يوم الجمعة يوم عيد الأضحى ونقل إلى تربته بسفح قاسيون غربي الرباط الناصري ، يقال لها العادلية .

وهي تربة مليحة ذات شبابيك وبوابة ومئذنة ، وله عليها أوقاف دارة على وظائف من قراءة وأذان وإمامة ، وكان من كبار الأمراء المنصورية ، وقد ملك البلاد بعد مقتل الأشرف خليل بن المنصور، ثم انتزع الملك منه لاجين وجلس في قلعة دمشق ، ثم تحول إلى صرخد فكان بها حين قتل لاجين ... وأخذ الملك الناصر بن قلاوون ، فاستنابه بحماه حتى كانت وفاته بها ، وكان من خيار الملوك وأعدلهم وأكثرهم براً ، وكان من خيار الأمراء والنواب رحمه الله تعالى انتهى







المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو






1863 GRAVURE 19 ème DAMAS

قال الذهبي في ذيل العبر في سنة اثنتين وسبعمائة: ومات متولي حماة الملك العادل زين الدين كتبغا المغلي المنصوري ونقل ودفن بتربته بسفح قاسيون ، مات يوم الجمعة يوم الأضحى ، وكان في آخر الكهولة ، أسمر قصيراً دقيق الصوت ، شجاعاً ، قصير العنق ، منطوياً على دين وسلامة باطن وتواضع ، تسلطن بمصر عامين ، وخلع في صفر سنة ست وتسعين فالتجأ إلى صرخد ، ثم أعطي حماة انتهى.

ونشاهد في هذه ...الرسمة ( التربة العادلية البرانية ) بريشة فنان أوروبي زار دمشق في منتصف القرن التاسع عشر ، يظهر فيها بناء التربة المكون من قبة ضريح و جذع المنارة المهدمة ، كما يبدو طريق القوافل مسوراً بالحجارة والجدران الطينية ، و على كتفيه البساتين الكثيفة بأشجار ألآس و المشمش و الخوخ و التوت و الجوز .. و بالعمق مدينة دمشق الخالدة بمآذنها و دورها





المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





Damascus - Damas Vintage colorful

ولنا كتبغا غير هذا معاصراً له :
قال الذهبي في ذيل العبر سنة إحدى وعشرين وسبعمائة. ومات كبير الحجاب زين الدين كتبغا رأس النوبة بدمشق ، وكان فيه كرم وخير انتهى.
...
وأفادنا ابن كثير أن الأمير حاجب الحجاب زين الدين كتبغا المنصوري حاجب دمشق ، كان من خيار الأمراء ، وأكثرهم براً للمساكين والفقراء ، يحب الختمة والمواعيد ، وسماع الحديث ، ويكرم أهله ويحسن إليهم كثيراً ، إلى أن توفي يوم الجمعة آخر النهار ثامن عشرين شوال ، ودفن من الغد بتربته قبلي القبيبات ( في الميدان جنوبي دمشق القديمة ) وشهده خلق كثير ، وأثنوا عليه انتهى. وقد وافق في الاسم واللقب والنسبة.

ونشاهد في هذه الرسمة ( التربة العادلية البرانية ) بريشة فنان أوروبي زار دمشق في منتصف القرن التاسع عشر ، يظهر فيها بناء التربة المكون من قبة ضريح و جذع المنارة المهدمة ، كما يبدو بعض الرحالة قد حطوا رحالهم بجانب التربة المسورة بالحجارة الأبلقية ، وبساتين ومآذن ودور الشام متناثرة هنا و هناك ... وبالعمق مدينة دمشق الخالدة بمآذنها و دورها و نسيجها العمراني




المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو






Damascus_GeneralView_1870

و جاء عند الشيخ عبد القادر بن بدران سنة 1340 للهجرة الموافق 1921 للميلاد في كتابه منادمة الأطلال و مسامرة الخيال فقال : هي غربي دار الحديث الناصرية البرانية بسفح قاسيون غربي الرباط الناصري وهي تربة مليحة ذات شبابيك ومنارة ولها أوقاف دارة على وظائف من قراءة وأذان وإمامة بناها الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري المعلى توفي سنة اثنتين وسبعمائة في حماة ونقل الى دمشق فدفن ...في تربته هذه .

والملك العادل كتبغا ملخصاً :
هو زين الدين بن عبد الله المنصوري المغلي ، من مماليك الملك المنصور قلاوون و إليه نسب . عاشر من تسلطن بمصر و الشام من المماليك البحرية الأتراك ، ولد سنة 639 للهجرة الموافق 1241 للميلاد ، و تولى سنة 694 للهجرة الموافق 1294 للميلاد ، و خلع سنة 696 للهجرة الموافق 1296 للميلاد ، ثم ولّي مدينة حماة سنة 699 للهجرة الموافق 1299 للميلاد .
و توفي سنة 702 للهجرة الموافق 1303 للميلاد و دفن بالتربة العادلية البرّانية وهي الآن عند ساحة دوحة الوليد بمحلة المهاجرين بدمشق .








المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو






التربة العادلية البرانية بعدسة المصور جين بابيست شارلير 1868
Turbah Kitbughâ -1868

عند الرجوع إلى أقدم الوثائق الفوتوغرافية الضوئية التي وصلت إلينا لمدينة دمشق وللتربة العادلية البرانية ، والملتقطة من الشمال الى الجنوب في عصر يوم مشمس بموجب شكل الظل عام 1868 للميلاد وبحسب تحليلي الشخصي بعدسة المصور ( جين بابيست شارلير ) ، نرى فيها سفح جبل قاسيون و أطراف غوطة دمشق الغناء ، و بساتينها الوادعة ، و... مئذنتي التكية السليمانية وعدم وجود أي أبنية خلفها في محلة مقابر الصوفية ( محلة الحلبوني اليوم ) ، وكذلك نرى ميدان إبن أتابك ( ميدان سباق الخيل و الملعب البلدي القديم ـ و الذي تحول إلى مدينة معرض دمشق الدولي عام 1954 ) ، وفي جهة اليسار نرى مآذن دمشق تعانق الأفق البعيد في أحضان النسيج العمراني للمدينة الخالدة .

ونستطيع أن نشاهد بوضوح بناء التربة العادلية البرانية والبوابة المطلة على طريق الرشيد ، يعلوها جذع مئذنة متهدم ، وتقوم قبة قائمة على رقبة مثمنة من جهة الغرب ، ورقبة قبة فقط بدون الطاسة ( تهدمت القبة بوقت سابق ) من جهة الشرق .







المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو




Turbah Kitbughâ -1868

هذا مقطع مكبر عن الصورة الأصلية للتربة العادلية البرانية ، والملتقطة من الشمال الى الجنوب ، ونرى بوضوح رقاب القبتان الشرقية وقد فقدت طاستها ، و الغربية ما زالت محافظة على الطاسة و بينهما جذع المئذنة المتهدم والمرتفعة بحوالي مترين عن سطح أعلى طاسة القبة الغربية .

وأكد الدكتور عبد القادر الريحاوي بان هذا البرج هو قاعدة مئذنة مبنية من الآجر ، قليلة الارتفاع ، بطبقة واحدة كما جاء في القلائد الجوهرية لأبن طولون ص 258 .

المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





Damas - Vue generale- 1870 -Frank Mason Good

صورة رائعة لدمشق وغوطتها الغناء ، والملتقطة من الشمال إلى الجنوب في عصر يوم مشمس بموجب شكل الظل وبحسب تحليلي الشخصي في عام 1870 بعدسة المصور الإنكليزي ( فرانك ماسون جود ـ Frank Mason Good)

و نرى بوضوح بناء التربة العادلية البرانية وجذع مئذنتها المتهدم ، وتقوم قبة قائمة على رقبة مثمنة من جهة الغرب ، ورقبة قبة فقط بدون الطاسة ( تهدمت الطاسة بوقت سا...بق ) من جهة الشرق . كما تبرز مآذن التكية السليمانية وقبة المدرسة السليمانية في أقصى يمين الصورة قبل تشييد المشفى الحميدي ( مستشفى الغرباء ـ الوطني ) عام 1899 للميلاد ، وقبل بناء القشلة الحميدية ( الجامعة السورية ) عام 1895 للميلاد .

وتبدو دمشق بدورها ومساكنها و جوامعها المنتشرة من الغرب الى الشرق محاطة بطوق أخضر من البساتين ، ويهيمن عليها جامعها الكبير ( جامع بني أمية ) بمآذنه الثلاث والنسيج العمراني للمدينة القديمة










المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





Damas - Vue générale prise de Salhieh - Felix Bonfils - BONFILS

صورة قريبة للتربة العادلية البرانية ـ تربة السلطان المملوكي ( زين الدين كتبغا المغلي المنصوري ) من بعد ظهر يوم مشمس ، من الشمال إلى الجنوب بموجب شكل الظل وبحسب تحليلي الشخصي في عام 1873 بعدسة المصور الفرنسي الشهير ( فيلكس بونفيلس ـ Felix Bonfils ) الظاهر في كادر الصورة جالساً يتأمل مسار شمس دمشق . وأستطيع الجزم أن تاريخ هذه الصورة... في عام 1873 للميلاد لوجود عدة صور للصالحية من تصويره قبل وفاته عام 1885 .

و نرى بوضوح بناء التربة العادلية البرانية وجذع مئذنتها المتهدم ، بينما تغيب ( رقبة القبة الشرقية من جهة الشرق التي شاهدناها في الصور السابقة والتي تهدمت خلال الثلاث سنوات السابقة من عام 1873 ) ، وتقوم قبة غربية على رقبة مثمنة من جهة الغرب ، كما يظهر بوضوح تهدم الجناح الغربي و قبته الثالثة ، وانهيار كامل للحجرة الحاوية على قبرين مجهولين .

و تبدو دمشق الخالدة في منتصف الصورة محاطة بطوق أخضر من البساتين اليافعة ، ويهيمن عليها الجامع الأموي الكبير بمآذنه الثلاث و النسيج العمراني للمدينة القديمة .

طبعاً الصورة بعدسة المصور الفرنسي ( فيلكس بونفيلس ) كما أسلفنا ، وقد حاولت شركة ( LIFE ) طمس توقيع ( بونفيلس ) في أسفل يمين الصورة بوضع ختمها فوق الاسم ، و الصورة حملت رقم 1101 تحت عنوان :


















المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





Panorama of Damascus_Garabed Krikorian – 1899

من أجمل صور مدينة دمشق ... وملتقطة في نهاية القرن التاسع عشر من الشمال إلى الجنوب وبحسب تحليلي الشخصي في عام 1899 للميلاد بعدسة المصور ( كرابيد كريكوريان ـ Garabed Krikorian) . قبل أن يلتهم السرطان العمراني المدمر بساتين الصالحية والنيربين الأعلى و الأدنى !!! والذي بدأ يستشري بالغوطة منذ عام 1921 بعد الاحتلال الفرنسي لدمشق ، و يتساءل الدكتور قتيبة ...شهابي : هل فعلوا نـفس الشيء أو كانوا سيفعلون بغابة ( بولونيا ) كي تتوسع باريس ؟ .

الصورة ملتقطة من الشمال إلى الجنوب ضمن منطقة الحواكير الغنية بنبات الصبارة ذي الثمر الطيب وكذلك البساتين الواقعة على ضفاف أنهر دمشق ( يزيد ـ تورا و بردى ) ... وكذا كانت أشجار الآس و ثماره الحبلاس تغطي المنطقة ، علاوة على الأشجار المثمرة ، والخضار الصيفية والشتوية ، وكانت هذه الخضار والفواكه من أجود و أطيب أنواع الخضار والثمار في كل بلاد الشام .

كان أهل الشام يتنزهون في ظلال هذه الأشجار ، ويقضون أوقات جميلة .... للتمتع بالهواء العنابي العليل في تلك البقعة على نحو ربع ساعة من دمشق بفرس تعدو خلال خمس دقائق عالياً إلى سفح جبل قاسيون .
نرى بوضوح بناء التربة العادلية البرانية وجذع مئذنتها المتهدم ، بينما تغيب ( رقبة القبة الشرقية من جهة الشرق التي شاهدناها في الصور السابقة والتي تهدمت بين عامي 1871 وبين 1873 ) ، وتقوم قبة غربية على رقبة مثمنة من جهة الغرب ، كما يظهر بوضوح تهدم الجناح الغربي و قبته الثالثة ، وانهيار كامل للحجرة الحاوية على قبرين مجهولين . وبالعمق تبدو مدينة دمشق الخالدة بمآذنها و دورها و نسيجها العمراني









المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





صورة قريبة للتربة العادلية البرانية في بداية القرن العشرين مع جذع مئذنتها المتهدم ، وقد غابت ( رقبة القبة الشرقية من جهة الشرق التي شاهدناها في صور سابقة حين اندرست بين عامي 1871 وبين 1873 ) ، وتقوم قبة غربية على رقبة مثمنة من جهة الغرب ، كما يظهر بوضوح تهدم الجناح الغربي و قبته الثالثة ، وانهيار كامل للحجرة الحاوية على قبرين مجهولين . ضمن منطقة الحواكير الغنية بنبات الصبارة ذي الثمر الطيب وكذلك ا...لبساتين الواقعة على ضفاف أنهر دمشق ( يزيد ـ تورا و بردى ) .

كما نشاهد في أقصى اليمين بناء ( القشلة الحميدية ـ الجامعة السورية فيما بعد ) وعُرفت بالثكنة الحميدية كما ذكرها الدكتور المنجد في كتابه ( ولاة دمشق بالعهد العثماني ) أنها شُيدت إبان الولاية الأولى لحسين ناظم باشا طيب الله ثراه التي امتدت من عام 1895 و حتى عام 1907 للميلاد في عهد السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله ، وبالعمق في جهة اليسار تبدو مدينة دمشق الخالدة بمآذنها و دورها الجميلة




المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو






وقد ورد ذكر التربة العادلية بإسهاب في الصفحة ـ 241 ـ في كتاب البعثة الألمانية التركية التي قامت بإجراء مسح ميداني شامل للأبنية الأثرية والإسلامية بدمشق ( كتاب الآثار الإسلامية في مدينه دمشق ) تأليف كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر ( Carl Watzinger & Karl Wulzinger ) ، تعريب عن الألمانية قاسم طوير، تعليق الدكتور عبد القادر الريحاوي عام 1335/1917 فقالا :

الخاتونية كانت في البدء تربة ثم أضيف إليها مسج...د ( وهذا خطأ تاريخي ) والصحيح هو ( التربة العادلية البرانية ) نسبة الى الملك العادل سيف الدين كتبكا أو كتبغا الذي تولى السلطنة مدة عامين ، كما يذكر الأستاذ ( أكرم العلبي في الآثار التاريخية لدمشق ) صفحة 128 ، فقد أسر في موقعة حمص قبل أن يصبح سلطاناً تلك الموقعة التي أعقبت معركة عين جالوت ، ثم أعتق ، وترقى في المناصب حتى أصبح سلطاناً على مصر و الشام سنة 693 هجرية الموافق 1294 للميلاد .

وبعد أقل من سنتين بقليل أطاح به نائبه حسام الدين لاجين سنة 696 هجرية ، فهرب الى دمشق ، ثم ولي ولاية حماه ، فمنحت له و بقي فيها حتى وفاته ، ونقل الى تربته هذه .. التي أنشأها قبل وفاته وجعل لها الأوقاف لأداء نفقات وظائف القرآن و الإمامة .

أما ( الخاتونية ) فهي المنسوبة الى عصمة الدين ومكانها جنوبي الجهاركسية في الصالحية والى جوار الجامع الجديد





المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو




فقط للمهتمين من مهندسي الترميم و العمارة و علماء الأثار .

مرجعاً الى المخطط الأول الذي رسمه مؤلف كتاب ( الآثار الإسلامية في مدينه دمشق ) يمكننا التمييز بوضوح بين مرحلتي بناء التربة ، فالبناء الأصلي متناظر ( بوابة يعلوها برج ) وكانت هناك قبة قائمة على يسار المخطط بجانب البوابة / تهدمت كلها منذ فترة بعيدة لعدم صيانتها ، و ثمة قبة أخرى على يمين المحطط ، باقية لحين زيارته الميدانية للتربة ، ورسم هذا المخطط ، ويبدو أن هناك توسع بالبنيان نحو الغرب ، وفوقه قبة ثالثة مثمنة كانت فوق التوسع .

المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو




فقط للمهتمين من مهندسي الترميم و العمارة و علماء الأثار .

ويمكن التمييز من خلال الخط الذي رسمته أنا فاصلاً بين مرحلتي بناء التربة ، ويبدو أن هناك توسع بالبنيان نحو الغرب بما نسميه ( الجناح الغربي ) ، وكانت فوقه قبة مثمنة فوق التوسع كما رسمه المؤلف (( حالياً الجناح الغربي غير موجود وقد تهدم منذ فترة بعيدة ، وقد أجريت تحريات عليه فعثر على قبرين مجهولين داخل الغرفة )) .

وثمة حاملة حجرية صغيرة ( كونسيل ـ Konsole ) مزينة بالمقرنصات تلتصق بحافة الجدار العلوي ، ولعل الهدف من ورائها هو التأكيد على الحد الفاصل بين مرحلتي البناء ، بالرغم من وجودها في الجانب الأيسر من الخط الفاصل






المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





فقط للمهتمين من مهندسي الترميم و العمارة و علماء الأثار .

تم اعادة رسم القبة المندرسة ( القبة الشرقية ) في المخطط الثالث بواسطة الباحث عماد الأرمشي ، مع الإبقاء على القبتين الغربيتين مع الجناح الغربي المتهدم منذ فترة بعيدة . ولكني لم أستطع تحديد شكل المئذنة بالماضي ، و لم أستطع تحديد شكل القلنسوة أيضاُ ... ولم يصلنا أي وصف عنها أو رسم حتى نتمكن من إعادتها الى شكلها السابق .

و أتمنى القيام على اعادة ترميم الجناح الغربي المتهدم والمزال كلياً ، ودراسة هذا البناء بشكل هندسي لترميمه الترميم الأكاديمي ، وتشييد القبة الثالثة كما كانت قائمة بالماضي لوجود متسع وبرحة مكانية للبناء ( حديقة ) ، ولوجود رفاة أشخاص دفنوا فيها ، واندرست القبور عند الترميم في بداية ستينات القرن العشرين







المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو






Ernst Herzfeld 1908

عند العودة الى الصورة الفوتوغرافية التي إلتقطها عالم الآثار والمعمار الألماني ( ارنست هرتسفلد ) عام 1908 حين زار محلة الصالحية ، وبالمقارنة مع ما ذكره ( كارل ولتسينجر ) عندما أجرى دراسة موجزة عن العمارة الإسلامية بدمشق وعن هذه التربة .. فكانت النوافذ مسدودة بحجارة غشيمة ، والباب موصد ، و لم يتمكن من معاينة البناء من الداخل لذلك أقتصر على الوصف الخارجي .

فقال : تستمر قشرة الح...جارة المنحوتة مسافة حوالي 3 أمتار حول الزاوية الشمالية الشرقية ثم يليها بعد 72 سم من حافة النافذة جدار مطلي بالجص ( لعله إصلاح قديم ) ، يقابل النوافذ الثلاث في الواجهة ثلاث نوافذ بالخلف .

تعتبر الواجهة الشمالية نموذجاً رائداً في تقنية النحت و الدقة المتناهية في رصف المداميك . أما الحجارة فهي من النوع الكلسي الضارب للأصفر .






المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





Ernst Herzfeld 1908

يعلو النافذتين في الواجهة الشمالية قوسان تخفيفيان يتوسط كل منهما حجرة بازلتية مقصقصة مشابهة لتلك التي تتوسط القوس التخفيفي المنبسط ، ويوجد شريط فوق المدخل من الحجارة المتناوية الألوان توضع مائلة ، و لها أطراف غير مستقيمة ملتوية ، وهو شريط زخرفي نجده في أكثر مباني العهد المملوكي .

تعلو النوافذ الثلاث أقراص شمسية وهي بالحقيقة كما نوه الدكتور عبد القادر الريحاوي في الذيل : هي ن...وافذ مستديرة لها إطار مكون من حجارة مدككة وملونة ومرصوفة بالتناوب و لها شكل الشرفات أو زهرة اللوتس .

و يظهر بوضوح بالصورة أنه كان يلتصق بالضلع الجنوبي لهذه الغرفة المقببة غرفة أخرى مغطاة بقبوة سريرية مدببة . طبعاً نوه الدكتور الريحاوي أن الجزء الحديث الذي ورد ذكره ( زائل ) و غير موجود اليوم 2007 أثناء تدويني لهذه الفقرة .




المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





Ernst Herzfeld 1908

إن الشريط الداكن و المجوف قليلاً لا يتضمن أي نوع من الكتابة ، و لعل الكتابة كانت موجودة ثم زالت ، أو أن الشريط نفسه كان مهيئاً لتنفيذ الكتابة عليه . و تتسم الأوراق المجوفة التي تزين الطنف بالبساطة التامة ، و لقد جرى ملؤ زاويا الإنكسار بالمقرنصات كيما لا يحث أي إنقطاع في سلسلة الأوراق المجوفة نفسها . يملاً كل زاوية من زاويتي أنكسار الطنف السفليين شكل كأس منفذ بطريقة الحفر البارز ، في ساكف الباب لوحة تبدو و كأنها كانت مهيأة لأن تنفذ الكتابة عليها . كما أن رصف المداميك لم يعد مثالياً في الدقة رغم جودة الحجارة المستعملة ، و يضاف إلى ذلك أن النافذة في هذا الجزء لا تتمتع بقوس تخفيفي ، كما أن القشرة الخارجية فقدت أهميتها بالنسبة للبنيان الداخلي و تضاءلت قيمة الحجارة كمادة إنشائية .

المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





Ernst Herzfeld 1908

إن رقبة القبة الباقية مشيدة من حجارة منحوته لكن سطوحها خشنة و منقرة ، مما يشير إلى أن الرقبة كانت في الأصل مطلية بالجص ، كذلك نواجه الحجارة نفسها في المداميك الأربعة الأولى للمئذنة التي تم تشييد أقسامها العلوية و القلنسوة التي تعلوها من الآجر ، ومن المرجح أن تكون تفتت الحلقة الخشبية هو السبب في انهيارها .

بالرغم من الجهود التي بذلت لمواءمة الجزء الحديث مع الأجزاء القديمة ،... إلا أن الجزء الحديث يكشف لنا تعديلات لها أهميتها بالنسبة لتحديد تاريخ مبان أخرى في دمشق ، فإرتفاع الماميك أصبح أقل ( ثلاثة مداميك ) في المتر الواحد بدلاً من مدماكين و نصف ، أصبحت رقبة القبة الثانية من الآجر بدلاً من الحجارة .

و بالرغم من أن القبة المتهدمة قد فقدت ثلاث أرباع أجزائها ، إلا أننا نلاحظ وجود الحنايا الركنية ( Trompe ) بدلاً من المثلثات الكروية ( pendentif ) للانتقال من الرقبة إلى القبة .








المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





Damas - Vue générale prise de la Salhie. 1930

ظلت التربة العادلية البرانية بدون أي ترميم أو أي أعمال إعادة بناء حتى بداية ستينات القرن العشرين و نرى بالصورة الملتقطة من الشمال الى الجنوب في ثلاثينات القرن العشرين حال التربة قبل ترميمها ، وقد غابت ( رقبة القبة الشرقية من جهة الشرق التي شاهدناها في صور سابقة حين اندرست بين عامي 1871 وبين 1873 ) ، وتقوم قبة غربية على رقبة مثمنة من جهة الغرب ، كما يظهر بوضوح تهدم الجناح الغربي و قبته الثالثة ، وانهيار كامل للحجرة الحاوية على قبرين مجهولين . ونلاحظ حولها المساحات الخضراء المزروعة بثمر ( الصبارة ) التي كانت دمشق غنية بها ، وكذلك البساتين الواقعة على ضفاف أنهر دمشق ( يزيد ـ تورا و بردى ) قبل أن يبدأ الإجتياح الإسمني وإستبدال الشجر والثمر ... بالحجر









المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو






Damas. Mausolée de Ketboghâ

المخطط من أرشيف الدكتور : عبد الرزاق معاذ

في بداية ستينات القرن العشرين جرى ترميم التربة العادلية البرانية ، و لكن مع الأسف الشديد ، لم يلق الجناح الغربي من التربة ، والقبة القائمة فوقه أي أعتبار .. فتم إزالته ... ؟؟ ولا ندري أي صارت الحجارة الخاصة بالتربة الغربية ؟؟؟ ...

وتم إعادة تشسييد القبة الشرقية ، وإزالة آثار المئذنة المتهدمة ، و أضحت على ما هي عليه اليوم .

يتوج المدخل مقرنصات كثيفة لكنها تخلو من المدليات و تنتهي المقرنصات في الأعلى بطاسة مضلعة ، ولقد نفذ محراب المدخل بحجارة داكنة قليلاً كي تتلاءم مع الطبيعة المعقدة للزخارف المقصصة . و تولف الزخارف شريطاً يعلو العقد العاتق أو القوس التخفيفي المزدوج الكائن فوق ساكف الباب وهي عبارة عن مجموعة من الحجارة على شكل الشرافات تتناوب ألوانها بين الأبيض و الأسود

المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو




مسقط منظوري للتربة العادلية البرانية بعد الترميم و فيها ضريح السلطان المملوكي زين الدين كتبغا المغلي المنصوري




المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





أما الأجزاء القديمة فتتألف من غرفتين صغيرتين يفصل بينهما دهليز مستقيم ، مسقوفتان بقبتين متناظرتين لكل منهما رقبة مثمنة .







المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو






صفاتها المعمارية كما جاء في مشيدات دمشق ذوات الأضرحة :

تتوضع فوق التربة ، وعلى طرفيها قبتان ملساوتان متجاورتان و مجددتان منذ عهد ليس ببعيد . وكانت بينهما في السابق مئذنة ما زالت قاعدتها المربعة ظاهرة للعيان الى اليوم فوق الواجهة الشمالية الغربية .

تستند القبتان الى رقبتين ، كل منهما بطبقة واحدة مثمنة الأضلاع تزينها أربع نوافذ توأم متطاولة ، ضمن قوس ، و أربع نوافذ صماء مقوسة ، و تفتح في واجهة ا...لتربة بوابة مرتفعة تنتهي في أعلاها بطاسة مظلية تحتها نسق من الحنايا الضحلة الممتدة فوق مقرنصات بدلايات .

وفوق بابها مدماكان مزرران ، و على طرفي البوابة نافذتان تعلو كل منهما قطعة حجرية مزررة ، فوقها حشوة مستديرة مزررة أيضاً ، و يحيط بالواجهة أفريز زخرفي من الحنايا الضحلة و تحته شريط تزييني من الحجر السود الأملس ، كما يتوضع في الوسط من أعلى الواجهة مدماك مزرر .





المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو




الواجهة الشمالية الشرقية للتربة العادلية البرانية ( تربة السلطان المملوكي زين الدين كتبغا المغلي المنصوري ) في الجهة الشرقية لساحة عدنان المالكي بدمشق





المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





الواجهة الشمالية الغربية للتربة العادلية البرانية ( تربة السلطان المملوكي زين الدين كتبغا المغلي المنصوري ) في الجهة الشرقية لساحة عدنان المالكي بدمشق .







المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو ·





قبة التربة العادلية البرانية قبل الترميم شرق ساحة عدنان المالكي في بداية الستينات من القرن العشرين وفي المقدمة متحف وساحة عدنان المالكي ، وبالخلف أبنية شارع ابراهيم هنانو ، و النسيج العمراني لحي المهاجرين الغربي في حضن جبل قاسيون ./ تقديم رئيف الحكيم .





المقامات والأضرحة في دمشق .
أعجب بهذه الصفحةمعجب · 30 يونيو





التربة العادلية البرانية في منتصف ستينات القرن العشرين و تبدو القباتان بعد ترميمهما و طلائهما باللون الأحمر ، وفي المقدمة ساحة عدنان المالكي و تمثاله في وسط الساحة . و بالخلف أبنية شارع ابراهيم هنانو ، و النسيج العمراني لحي المهاجرين الغربي في حضن جبل قاسيون . / تقديم نبهان زادة و ترميم مهند الحلبي .


إعداد عماد الأرمشي
باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق ...

ـ الصور : موقع دمشق بالأبيض و الأسود / Facebook


المراجع :
ـ العبر في خبر من غبر / الشيخ شمس الدين محمد الذهبي
ـ مخطط الأماكن الأثرية لمدينة الصالحية / محمد أحمد دهمان .
ـ منادمة الأطلال و مسامرة الخيال / الشيخ عبد القادر بن بدران
ـ البداية و النهاية / أبو الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي
ـ القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية / أحمد بن طولون الصالحي
ـ الدارس في تاريخ المدارس / الشيخ عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي
ـ مشيدات دمشق ذوات الأضرحة و عناصرها الجمالية / د. قتيبة الشهابي 1995
ـ الآثار التاريخية في دمشق / جان سوفاجيه ؛ عربه وعلق عليه د. أكرم حسن العلبي


ـ الآثار الإسلامية في مدينه دمشق / تأليف كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر، تعريب عن الألمانية قاسم طوير، تعليق الدكتور عبد القادر الريحاوي ـ 241
- Damaskus: die islamische Stadt / Carl Watzinger & Karl Wulzinger