يمكن تقسيم أعداء الإسلام بصورة عامة إلى ثلاث فئات كبرى، الأولى: فئة المبشرين المسحيين، والثانية فئة العلماء والمؤلفين الأوربيين والأمريكيين ذوي النظرة اللادينية (العَلمانية)، والثالثة: فئة المتجددين الذين هم في الأصل مسلمون ونشئوا في بلاد إسلامية، إلا أنهم بالرغم من هذا متشبعون تمامًا بالمثل الغربية!
وإننا ندرك تمامًا لماذا يسعى المسيحي المتحمس الذي يعتقد بأن الحقيقة لا توجد إلا في حدود عقيدته لأن يجعلها سائدة في أنحاء العالم، فكل من قبِل فكرة كون المسيح هو وحده منقذ البشرية وأن الإنجيل هو وحده وحي إلهي أصيل لا يمكنه إلا أن ينكر ما جاء به القرآن ويكذب برسالة النبي الكريم. إن الإسلام يهاجم ويذم يعنف أكثر بكثير مما يتعرض له أي دين آخر لمجرد أنه كان – دائمًا – ولا يزال أشد خصم للمسيحية عنادًا وقوة.
الهجمات المسيحية
كان الأدب الغربي برمته قبل منتصف القرن التاسع عشر يهاجم الإسلام باسم المسيحية على أساس الدين المسيحي وحده، إلا أن عمل المبشرين المسيحيين أصبح يزداد تماثلاً مع أهداف الاستعمار البريطاني والفرنسي، فانتقل التركيز تدريجيًا من الناحية الدينية إلى اللادينية (العلمانية).
وظلت الناحية الدينية زمنًا طويلاً ممزوجة تمامًا مع الناحية اللادينية وغير متميزة عنها، وكان الأسلوب المفضل لدى المبشرين في عملهم هو أن يزعموا أن المسيحية كانت صاحبة الفضل في كل ما تم تحقيقه وإضفاؤه على طريقة الحياة الغربية الحديثة؛ لذا فالمسيحية والمدنية الغربية لا يمكن الفصل بينهما أو عزل إحداهما عن الأخرى، وأصبحت القيم الدينية للمسيحية خاضعة أكثر فأكثر لهذا القصد.
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية نبذ هذا الادعاء المسيحي نبذًا يكاد يكون تامًا لتحل محله مادية صافية لا شائبة فيها، وصار الإسلام لا يذم؛ لأنه يرفض الثالوث وألوهية المسيح أو فكرة الخطيئة الأصلية، ولم يبق الأمر مسألة صفات الله حق وأي كتاب هو أكثر كتب الوحي صدقًا، أو صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
بل إن كل فكرة النبوة والوحي والآخرة وكل شكل من أشكال الإيمان بالله الذي يتجلى أثره واضحًا في كل شؤون الإنسان.. كل ذلك رُفض من الأساس، ولم يبق النزاع نزاعًا بين المسيحية والإسلام وإنما بين قوى المادية متحدة من جهة والقيم الروحية الأصلية من جهة أخرى؛ لذا فقد أصبح الكاثوليكي التقي واليهودي الصحيح العقيدة وكذلك المسلم كلهم عرضة للازدراء والسخرية.
ولكن يبقى الإسلام الهدف الأول الأمامي للدعاية المعادية للدين؛ لماذا؟ لأن الإسلام وحده صمد ورفض أن يخضع، فالقبول الحرفي كل كلمة من كلمات القرآن الكريم على أنها الكلمة المباشرة من الله، والوحي الأخير الكامل الذي لا يمكن أبدًا أن يلغى ولا أن يحلّ محله سواه، مع الالتزام بطاعة سنة رسولنا الكريم في أدق تفاصيلها على أنها تفسيره الوثيق الوحيد.. كل ذلك يعطي للإسلام درعًا لا يخرق ضد المبادئ الأجنبية والمعادية، وهذا ما لا يملكه أي دين آخر.
ضغط الماديين
تدعي المادية الحديثة أن القيم الخلقية والجمالية محدودة بالزمان والمكان والظروف التي هي معرضة دائمًا للتغير في خلال التقدم الارتقائي الإنساني، إن مبدأ (التقدم) يجعل آخر شيء وأكثره جدة وأشده حداثة عهد بالظهور هو نفسه الأحسن والأكثر رغبة فيه والأشد (تقدمًا).
وبناء على هذا التفكير توصم القيم الدينية السامية بأنها تعود إلى القرون الوسطى وأنها راكدة ورجعية، ويثني على المادية (العلمية) بأنها أوج التنوّر والتقدم، وحتى عند الإقرار بأن العلم قد فشل في إثبات خطأ الدين، في نظر الماديين، فإن تطبيقه في الحياة اليومية قد جعله على الأقل غير ضروري ولا محل له. لذا فإن الحجة الكبرى التي يحتج بها العلماء الغربيون ضد المسلمين هي «أن الإسلام مضى زمانه وهو غير ملائم لهذا العصر».
وإننا ندرك تمامًا لماذا يسعى المسيحي المتحمس الذي يعتقد بأن الحقيقة لا توجد إلا في حدود عقيدته لأن يجعلها سائدة في أنحاء العالم، فكل من قبِل فكرة كون المسيح هو وحده منقذ البشرية وأن الإنجيل هو وحده وحي إلهي أصيل لا يمكنه إلا أن ينكر ما جاء به القرآن ويكذب برسالة النبي الكريم. إن الإسلام يهاجم ويذم يعنف أكثر بكثير مما يتعرض له أي دين آخر لمجرد أنه كان – دائمًا – ولا يزال أشد خصم للمسيحية عنادًا وقوة.
الهجمات المسيحية
كان الأدب الغربي برمته قبل منتصف القرن التاسع عشر يهاجم الإسلام باسم المسيحية على أساس الدين المسيحي وحده، إلا أن عمل المبشرين المسيحيين أصبح يزداد تماثلاً مع أهداف الاستعمار البريطاني والفرنسي، فانتقل التركيز تدريجيًا من الناحية الدينية إلى اللادينية (العلمانية).
وظلت الناحية الدينية زمنًا طويلاً ممزوجة تمامًا مع الناحية اللادينية وغير متميزة عنها، وكان الأسلوب المفضل لدى المبشرين في عملهم هو أن يزعموا أن المسيحية كانت صاحبة الفضل في كل ما تم تحقيقه وإضفاؤه على طريقة الحياة الغربية الحديثة؛ لذا فالمسيحية والمدنية الغربية لا يمكن الفصل بينهما أو عزل إحداهما عن الأخرى، وأصبحت القيم الدينية للمسيحية خاضعة أكثر فأكثر لهذا القصد.
ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية نبذ هذا الادعاء المسيحي نبذًا يكاد يكون تامًا لتحل محله مادية صافية لا شائبة فيها، وصار الإسلام لا يذم؛ لأنه يرفض الثالوث وألوهية المسيح أو فكرة الخطيئة الأصلية، ولم يبق الأمر مسألة صفات الله حق وأي كتاب هو أكثر كتب الوحي صدقًا، أو صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
بل إن كل فكرة النبوة والوحي والآخرة وكل شكل من أشكال الإيمان بالله الذي يتجلى أثره واضحًا في كل شؤون الإنسان.. كل ذلك رُفض من الأساس، ولم يبق النزاع نزاعًا بين المسيحية والإسلام وإنما بين قوى المادية متحدة من جهة والقيم الروحية الأصلية من جهة أخرى؛ لذا فقد أصبح الكاثوليكي التقي واليهودي الصحيح العقيدة وكذلك المسلم كلهم عرضة للازدراء والسخرية.
ولكن يبقى الإسلام الهدف الأول الأمامي للدعاية المعادية للدين؛ لماذا؟ لأن الإسلام وحده صمد ورفض أن يخضع، فالقبول الحرفي كل كلمة من كلمات القرآن الكريم على أنها الكلمة المباشرة من الله، والوحي الأخير الكامل الذي لا يمكن أبدًا أن يلغى ولا أن يحلّ محله سواه، مع الالتزام بطاعة سنة رسولنا الكريم في أدق تفاصيلها على أنها تفسيره الوثيق الوحيد.. كل ذلك يعطي للإسلام درعًا لا يخرق ضد المبادئ الأجنبية والمعادية، وهذا ما لا يملكه أي دين آخر.
ضغط الماديين
تدعي المادية الحديثة أن القيم الخلقية والجمالية محدودة بالزمان والمكان والظروف التي هي معرضة دائمًا للتغير في خلال التقدم الارتقائي الإنساني، إن مبدأ (التقدم) يجعل آخر شيء وأكثره جدة وأشده حداثة عهد بالظهور هو نفسه الأحسن والأكثر رغبة فيه والأشد (تقدمًا).
وبناء على هذا التفكير توصم القيم الدينية السامية بأنها تعود إلى القرون الوسطى وأنها راكدة ورجعية، ويثني على المادية (العلمية) بأنها أوج التنوّر والتقدم، وحتى عند الإقرار بأن العلم قد فشل في إثبات خطأ الدين، في نظر الماديين، فإن تطبيقه في الحياة اليومية قد جعله على الأقل غير ضروري ولا محل له. لذا فإن الحجة الكبرى التي يحتج بها العلماء الغربيون ضد المسلمين هي «أن الإسلام مضى زمانه وهو غير ملائم لهذا العصر».