بريد إلى القلوب

فاتحة الكتاب
-------------------------
بسم اله الرحمن الرحيم
﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا)
[2، فاطر].

يا فتاح يا عليم .. يا وهاب يا كريم
﴿رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)
[10 - الكهف].

إن من فضل الله علينا في هذا الزمان أن هدانا ووفقنا للترحال والتجوال في بلاد الله عزَّ وجلَّ
مذكرين لجماعة المسلمين بما يحتاجون إليه من الحكمة والموعظة الحسنة،
وما يتشوقون إليه من العلم النافع، ومعرفة أسرار الشريعة الغراء،
حتى يُقبلوا على الله عزَّ وجلَّ بنفوس راضية، وقلوب واعية، وصدور منشرحة،
مستبشرين بفضل الله ورحمته، فرحين بمحبة الله ومرضاته.
ولقد أمليت على إخواني رضي الله عنهم في هذه الزيارات مجموعة من الدروس في تزكية النفوس
ضمنتها هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم
وكلِّي رجاء في الله عزَّ وجلَّ أن ينفع به إخواني المسلمين، وأن يتقبله عملاً خالصاً لوجهه الكريم،
وأن يجزي أبنائي الذين أسهموا في إخراج هذا الكتاب خير الجزاء،
خاصة ابني الكريم الحاج/ مختار حسن حافظ - رئيس قطاع العمليات بمصر للطيران -
فإنه كان يكتب هذه الدروس أثناء إلقاءها.
وفقنا الله لخدمة الإسلام والمسلمين .. آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
العبد المنكسر القلب إلى الله ورسوله
محمد على سلامة
--------------------------
يتبع إن شاء الله

الرضا بالقضاء والقدر
---------------
إن بغية المؤمن الجنة، والطفل الذي يموت بعد ولادته اختصر الطريق إلى الجنة
فمن مات مبكراً على الإيمان، وصل إلى بغيته في وقت قليل، قال صلى الله عليه وسلم:
(كلكم تموتون وإنما يعجل بخياركم).

وإن الله أشد شوقاً للقاء المؤمن من شوق المؤمن إلى لقاء الله،
وإن من بين الشهداء المؤمن الذي يموت فجأة بغير علَّة، فإنه دخل في عداد الشهداء،
لأن موت الفجأة من مُرِّ القضاء:
(اللهم رضنا بقضائك حتى لا نحب تأخير ما عجلت ولا تعجيل ما أخرت)
وهذا من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والرضا بالقضاء من مقامات الأولياء الكاملين، والصبر على البلاء واجب على جميع المؤمنين،
ولكن الصبر الجميل هو ما يكون فيه الرضا عن الله عزَّ وجلَّ،
قال الله تعالى حكاية عن صبر سيدنا يعقوب عليه السلام:
﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾
[18، يوسف]
وهذا المقام يكون بفضل الله عزَّ وجلَّ،
فلو مات سيدنا يوسف عليه السلام، ورآه أبوه لكان أمراً عاديا،
ولكن المرارة التي كانت في نفس سيدنا يعقوب عليه السلام
قد أصيب بها من شناعة الأفعال التي فعلها بنوه مع سيدنا يوسف،
وهى لا تتفق مع أخلاق أولاد النبيين لأنهم يعلمون أن الله سيخبر أباهم بذنبهم،
وغاب عنهم عدم تمزيق الذئب لقميص يوسف الذي جاءوا به إلى أبيهم، ولطخوه بالدماء الكاذبة،
فكيف يتأتى أن يفترسه الذئب والقميص سليم لم يتمزق؟!!!!
ولقد سأل سيدنا يعقوب الذئب الذي أحضروه معهم، هل أكلت يوسف يا ذئب؟
فبكى الذئب بين يدي سيدنا يعقوب، وقال: أنت تعلم يا نبي الله أن الله حرم علينا أكل لحم الأنبياء
فلحم الأنبياء لا تؤثر فيه الأسباب، فلا تقطعه سكين، ولا تحرقه نار،
ولا يفترسه سبع، ولا يغرقه الماء، لأنه لحم مقدس
بخلاف بقية الناس فإنه تجري عليهم العادات والأسباب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الله عز وجل حرَّم على الأرض أن تأكل أجسام الأنبياء)
( رواه أحمد وأبو داود والنسائي )
--------------------------
يتبع إن شاء الله

 

 نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد