الاعجاز في القرآن
لما كان لابد ان يكون القائم على الدعوة من موطن بدايتها، ومن افضل ابنائها ..
وخير اهلها .. يصطفيه الله سبحانه وتعالى لها ، ويختاره امينا عليها ..
فقد كان سيدنا محمد بن عبد الله الصادق الامين ..
هو المختار رسولا منه داعيا اليه حيث كانت بلاد العرب هى منطلق الدعوة الاسلامية ..
لتنتشر منها الى العالم والى الناس كافه ، والخلق عامة ..
وحتى يستجيب الناس للداعي الى الله ،ويلتزموا بما جاء به ويتبعوا ما يدعوا اليه ..
كان لابد ان يؤيد الداعي بمعجزة يناقشها الناس ويجدونها فوقما يستطيعون ..
وابعد مما يقدرون ، وغير ما يعهدون .
فكانت معجزة الله سبحانه وتعالى لسيدنا محمد بلغة العرب
حيث بعث منهم وارسل فيهم حتى يمكن لعلمائهم وفصحائهم بحثها وفحصها ..
ثم الايمان بها والاطمئنان اليها
فانزل الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم القرآن الكريم وتحداهم ان يأتوا بمثله ..
وهو من لغتهم ، وحروف هجائهم .
وان يجمعوا لذلك جمعهم من الانس والجن وذذلك بنص القرآن الكريم ..
"قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ
وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" سورة الاسراء .آية 88
ثم خفف الله عليهم التحدي وجعله بدلا من ان يأتوا بمثله كاملا ان يأتوا بعشر سور منه
وذلك تبيانا لضعفهم وتأكيدا لفشلهم وذذلك بنص قوله الشريف ..
"أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " سورة هود 13
ويصل التحدي الى قمته بأن يحاولوا بسورة واحدة ثم يتحدى ايضا باعلان النتيجة بانهم
لم يستطيعوا ولن يستطيعوا وذلك بالنص الشريف ..
"َإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ
مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ " سورة البقرة 23
ولان الاسلام لكل الخلق فرسوله انما هو للعالمين فلابد ان يكون
اعجاز القرآن انما هو للناس اجمعين
ولذلك فلقد حرص القرآن على الا يحدد في اعجازه اوجهه والا يذكر صوره حتى لا نتوقف
عند وجه منه او صوره له فكأننا بذذلك نتوقف بالدعوة عند امة بحصرها
او حقبة بعصرها ونكون قد حكمنا على القرآن بخصوصية لا يرضاها ولم يقل عنها
وابطلنا منه عمومية جاء بها ودعا اليها
وان من الاعجاز ما عرف قبلنا ومنه ما هو في سبيله الينا ،
ومنه ما ستعرفه الاجيال بعدنا
وهكذا قد وجدنا ان وجوه اعجاز القرآن الكريم تتعدد ..
بتعدد البشر .. بل والاقوام
وتتجدد بتجدد الاجيال .. بل والاعوام
وهكذا القرآن اعجازه متعدد ومتجدد .