_ عندما يبكي العظماء
[rtl]
[/rtl]
كتاب عندما بكى نيتشه الذي تحول فيما بعد إلى فلم سينمائي يحمل نفس الإسم ..
هو رحلة تحليق إلى عوالم نيتشه الخفية وفلسفته الجدلية عن الحياة و عبثية الموت ،عن الاضطرابات التي رافقت حياته عن مأساة قلبه الأولى وبكاء كلماته على الورق لكاتبه (ايرفون دي يالوم) أستاذ مادة التحليل النفسي في جامعة ستانفورد الامريكية والذي كتب روايته بعقله الوجودي وكلماته الفلسفية البحتة فذهب ايرفون في رحلته البحثية نحو القرن التاسع عشر ليتناول قصة عشق مبهمة الملامح بين نيتشه والشاعرة الروسية لو سالومي التي خلفت عقما عاطفيا في ذات نيتشه بالاضافة للمواجهة العلاجية والفكرية والقوة الإرادية بين نيتشه وطبيبه النمساوي الدكتور جوزيف برويير الشهير بأبحاثه المرموقة بمجال الهيستيريا , الذي قبل علاج نيتشه من داء الشقيقة والسوداوية بناء على طلب صديقته الحسناء ( لو سالومي ) بمحاولة منها لتنفض عن كاهلها الذنب بما أصاب نيتشه من قصة حبه وشغفه اللامحدود بها منذ لقائهما الاول .
كانت تخفي وراء جمالها ثقافة مبهرة ,عبقرية ساحرة , مما دفعه لطلب الزواج منها لكنها رفضت و أوضحت فيما بعد سبب ذاك الرفض فقالت : (أردته أن يعلمني ، لا أن يقيدني ) لم تكن معجبة بشخصه لكنها أغرمت بأفكاره وهامت بآرائه الخارجة عن المألوف , حرصت الشاعرة الروسية لو سالومي على تلقي نيتشه العلاج على يد الدكتور برويير لما يتمتع به من خبرة ودراية بتلك الامراض ولما له من سمعة , اهدته بعض مؤلفاته فتعرف الطبيب على نيتشه بصورة حقيقية فصدمه انغلاقه على ذاته وتكتمه عن مرضه وعلاقته بالمرأة والجنس و عن أفكاره وهمومه فلجأ الدكتور إلى فكرة(العلاج بالكلام) التي تشبه (التداعي الحر) عند فرويد و كان يأمل أن يجد تجاوبا من نيتشه فيكشف له عما يدور في لا وعيه وماهي الأسباب الخفية التي تجعله يعاني من الشقيقة والسوداوية وتدفعه للانتحار , لكنه فشل بأكثر من محاولة فطرح على تلميذه فرويد فكرته الذكية بأن يلجأ إلى لعب دور التبادل المهني فيشفي أمراض نيتشه الجسدية على أن يشفي نيتشه له عقله هو الآخر , طرح الفكرة على نيتشه فوافق من باب رد الدين ليكتشف أن برويير يعاني فعلا من اضطرابات نفسية وصراعات أخرى بين ولائه لزوجته ( متيلدا ) وحبه الجنسي السري لمريضته ( برثا ) الذي تجسد في أحلام اليقظة بهيئة دوافع لا شعورية كانت متنفسه الوحيد فطلب منه نيتشه أن ينشد التحرر ويتخلص من هيمنة ( برثا ) عليه والتي تعني له فقدان الحرية والانغماس في الآخر وطمس معالم الأنا لتصبح خاضعة للغريزة وخاصة بعد أن اكتشف أن أحد أسباب انجذابه لها هو تشابه اسمها مع والدته التي توفيت في طفولته المبكرة حيث لم يكن يتجاوز حينها الثلاث سنوات فقط فحرم من حبها وحنانها , فحول تلك الحاجة الماسة للحب والام المرتبطة معه منذ الطفولة إلى مريضته لتساعده بعيش ذاته المحرومة من خلال مقاومة احلام اليقظة التي كانت ترافقه وبعدم الشعور بالخزي من خيالاته الجنسية وأفكاره الغرائزية وأن يواجهها بكل مودة واعتياد فقرر برويير أن يعيش حياته ويتحرر من سلطة مريضته وزوجته حتى ذكرى والدته , فعزم على الرحيل ليسمو بذاته ويكتشف فيما بعد أنه فقد كل شيء فيستيقظ مذعورا ليرى تلميذه فرويد يحمل بيده ساعة التنويم المغناطيسي وهي تلوح أمام عينيه ، اما نيتشه فاعترف لبرويير بوحدته بعد رحيل سالومي والفراغ الذي خلفته في روحه متهما صديقه بول ري بالخيانة واستغلال الفرص وسرقة محبوبته. وفي لحظة الحقيقة الكبرى تعرى نيتشة من صمته فتجردت كلماته بعفوية وانسابت دموعه كما لو انها لم تسكب من قبل لتعبر أكثر عن وجعه فبكى وبكى حبه ابداعا ليقول : كم كنت مخدوعا
فأجابه الدكتور: لا انها مهتمة بك وهي من اوصتني بعلاجك
فقال: آه كم اشعر بالخزي ولكني ايضا اشعر اني حر لو ان دموعي تنطق لقالت اننا احرار انها ليست حزن بل هي راحة عظيمة .
للمرة الاولى تمكن نيتشة من البوح بوحدته لتذوي فيما بعد كغيمة بللت المظلات في موسم مطرها وغادرت مودعة دون أن تترك اثرا ، فالعزلة ما ان تشاركها أحدا حتى تختفي وتصبح مجرد ذكرى عابرة قد نعود لاستذكارها يوما أو قد لا نعود , تنتهي هذه الحالة الوجدانية بكلمة يا صديقي التي أثرت به فما عاد يؤمن بالصداقة , لكن و بالنهاية الفراق محتوم , فهما كمركبتين جمعهما طريق ما لمسافة ما ثم افترقا كل في مساره وعليهما فيما بعد أن يغدوا غرباء.
يجمع نيتشه ذاكرته وخيباته في حقيبة ويستقل القطار المتجه إلى الاراضي الإيطالية الدافئة ليرحل في رحلة جديدة مع نبي فارسي يدعى زرادشت ليكون كتابه الاكثر شهرة والعلامة الفارقة في حياته
يارا المحاميد
[rtl]
[/rtl]
كتاب عندما بكى نيتشه الذي تحول فيما بعد إلى فلم سينمائي يحمل نفس الإسم ..
هو رحلة تحليق إلى عوالم نيتشه الخفية وفلسفته الجدلية عن الحياة و عبثية الموت ،عن الاضطرابات التي رافقت حياته عن مأساة قلبه الأولى وبكاء كلماته على الورق لكاتبه (ايرفون دي يالوم) أستاذ مادة التحليل النفسي في جامعة ستانفورد الامريكية والذي كتب روايته بعقله الوجودي وكلماته الفلسفية البحتة فذهب ايرفون في رحلته البحثية نحو القرن التاسع عشر ليتناول قصة عشق مبهمة الملامح بين نيتشه والشاعرة الروسية لو سالومي التي خلفت عقما عاطفيا في ذات نيتشه بالاضافة للمواجهة العلاجية والفكرية والقوة الإرادية بين نيتشه وطبيبه النمساوي الدكتور جوزيف برويير الشهير بأبحاثه المرموقة بمجال الهيستيريا , الذي قبل علاج نيتشه من داء الشقيقة والسوداوية بناء على طلب صديقته الحسناء ( لو سالومي ) بمحاولة منها لتنفض عن كاهلها الذنب بما أصاب نيتشه من قصة حبه وشغفه اللامحدود بها منذ لقائهما الاول .
كانت تخفي وراء جمالها ثقافة مبهرة ,عبقرية ساحرة , مما دفعه لطلب الزواج منها لكنها رفضت و أوضحت فيما بعد سبب ذاك الرفض فقالت : (أردته أن يعلمني ، لا أن يقيدني ) لم تكن معجبة بشخصه لكنها أغرمت بأفكاره وهامت بآرائه الخارجة عن المألوف , حرصت الشاعرة الروسية لو سالومي على تلقي نيتشه العلاج على يد الدكتور برويير لما يتمتع به من خبرة ودراية بتلك الامراض ولما له من سمعة , اهدته بعض مؤلفاته فتعرف الطبيب على نيتشه بصورة حقيقية فصدمه انغلاقه على ذاته وتكتمه عن مرضه وعلاقته بالمرأة والجنس و عن أفكاره وهمومه فلجأ الدكتور إلى فكرة(العلاج بالكلام) التي تشبه (التداعي الحر) عند فرويد و كان يأمل أن يجد تجاوبا من نيتشه فيكشف له عما يدور في لا وعيه وماهي الأسباب الخفية التي تجعله يعاني من الشقيقة والسوداوية وتدفعه للانتحار , لكنه فشل بأكثر من محاولة فطرح على تلميذه فرويد فكرته الذكية بأن يلجأ إلى لعب دور التبادل المهني فيشفي أمراض نيتشه الجسدية على أن يشفي نيتشه له عقله هو الآخر , طرح الفكرة على نيتشه فوافق من باب رد الدين ليكتشف أن برويير يعاني فعلا من اضطرابات نفسية وصراعات أخرى بين ولائه لزوجته ( متيلدا ) وحبه الجنسي السري لمريضته ( برثا ) الذي تجسد في أحلام اليقظة بهيئة دوافع لا شعورية كانت متنفسه الوحيد فطلب منه نيتشه أن ينشد التحرر ويتخلص من هيمنة ( برثا ) عليه والتي تعني له فقدان الحرية والانغماس في الآخر وطمس معالم الأنا لتصبح خاضعة للغريزة وخاصة بعد أن اكتشف أن أحد أسباب انجذابه لها هو تشابه اسمها مع والدته التي توفيت في طفولته المبكرة حيث لم يكن يتجاوز حينها الثلاث سنوات فقط فحرم من حبها وحنانها , فحول تلك الحاجة الماسة للحب والام المرتبطة معه منذ الطفولة إلى مريضته لتساعده بعيش ذاته المحرومة من خلال مقاومة احلام اليقظة التي كانت ترافقه وبعدم الشعور بالخزي من خيالاته الجنسية وأفكاره الغرائزية وأن يواجهها بكل مودة واعتياد فقرر برويير أن يعيش حياته ويتحرر من سلطة مريضته وزوجته حتى ذكرى والدته , فعزم على الرحيل ليسمو بذاته ويكتشف فيما بعد أنه فقد كل شيء فيستيقظ مذعورا ليرى تلميذه فرويد يحمل بيده ساعة التنويم المغناطيسي وهي تلوح أمام عينيه ، اما نيتشه فاعترف لبرويير بوحدته بعد رحيل سالومي والفراغ الذي خلفته في روحه متهما صديقه بول ري بالخيانة واستغلال الفرص وسرقة محبوبته. وفي لحظة الحقيقة الكبرى تعرى نيتشة من صمته فتجردت كلماته بعفوية وانسابت دموعه كما لو انها لم تسكب من قبل لتعبر أكثر عن وجعه فبكى وبكى حبه ابداعا ليقول : كم كنت مخدوعا
فأجابه الدكتور: لا انها مهتمة بك وهي من اوصتني بعلاجك
فقال: آه كم اشعر بالخزي ولكني ايضا اشعر اني حر لو ان دموعي تنطق لقالت اننا احرار انها ليست حزن بل هي راحة عظيمة .
للمرة الاولى تمكن نيتشة من البوح بوحدته لتذوي فيما بعد كغيمة بللت المظلات في موسم مطرها وغادرت مودعة دون أن تترك اثرا ، فالعزلة ما ان تشاركها أحدا حتى تختفي وتصبح مجرد ذكرى عابرة قد نعود لاستذكارها يوما أو قد لا نعود , تنتهي هذه الحالة الوجدانية بكلمة يا صديقي التي أثرت به فما عاد يؤمن بالصداقة , لكن و بالنهاية الفراق محتوم , فهما كمركبتين جمعهما طريق ما لمسافة ما ثم افترقا كل في مساره وعليهما فيما بعد أن يغدوا غرباء.
يجمع نيتشه ذاكرته وخيباته في حقيبة ويستقل القطار المتجه إلى الاراضي الإيطالية الدافئة ليرحل في رحلة جديدة مع نبي فارسي يدعى زرادشت ليكون كتابه الاكثر شهرة والعلامة الفارقة في حياته
يارا المحاميد
صديقة مقربة
