تسبّب انفجار صهريج محمل بالوقود على طريق خريص بالرياض، أمس، في مقتل وإصابة وفقدان العشرات، إضافة الى دمار واسع بالممتلكات والمركبات القريب من الانفجار
أعلن الدفاع المدني السعودي، أمس، مقتل 22 شخصا وإصابة 126 آخرين في انفجار صهريج غاز شرق الرياض صباح أمس، نتيجة حادث مروري، ما أسفر عن دمار واسع في الممتلكات والمركبات أيضاً، اضافة الى وضع عشرة آلاف شخص تحت الخطر نتيجة تسرب الغاز. وقال مصدر في الدفاع المدني ان «عدد وفيات انفجار شاحنة الغاز على طريق خريص صباح الخميس (أمس) ارتفع الى 22 واصيب 126 آخرون»، فيما ذكر المدير العام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري، أن «ثلاثة اشخاص ما زالوا في عداد المفقودين». وأشار التويجري لقناة «الاخبارية» الى «سوء تصرف سائق الشاحنة، الذي يحمل جنسية دولة آسيوية». وكان مصدر سابق قد قال إن السائق يحمل الجنسية الإندونيسية. وأضاف أن الحريق الضخم نتيجة تسرب الغاز من الشاحنة امتد مسافة 300 متر من مكان اصطدامها بجسر تقاطع طريق خريص مع شارع الشيخ جابر. وحذر التويجري من «اصابات قد يتعرض لها حوالى عشرة آلاف من المتجمهرين والمارة نتيجة تسرب الغاز»، موضحاً أن «آثار التسرب لا تزال قائمة». وكانت حصيلة سابقة للدفاع المدني قد أشارت الى مقتل 15 شخصاً على الأقل واصابة حوالي ستين في انفجار صهريج غاز. كما أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في الرياض، محمد الحبيل الحمادي، أن الانفجار حدث بعد ارتطام ناقلة غاز على طريق خريص شرق الرياض «بأحد الجسور الممتدة على الطريق اثر مصادفتها حادثا مروريا على خط سيرها ما أدى الى تسرب للغاز».
وذكر الحمادي أن الحادث «تسبب في حدوث أضرار كبيرة نتيجة الاحتراق والانفجار، بفعل تشبع المكان بالغاز، كما تسبب ذلك في وقوع عدد من الحوادث المرورية بالموقع، وسقوط عدد من الضحايا» من دون أن يحدد عددهم.
وبحسب البيان الصادر عن الدفاع المدني، انتشر الغاز المتسرب، وخصوصاً في معرض مجاور للمعدات وللسيارات، وأحدث تفجيراً في شركة «الزاهد» المخصصة للمعدات والآليات الثقيلة، والتي انهار سقفها وتدمرت. وتمتد مباني الشركة ومستودعاتها على مساحة عشرين ألف متر مربع.
من جهته، قال شاهد عيان نجا من الحادث في المكان «كانت الساعة السابعة وعشرين دقيقة، عندما حاول صهريج ضخم الالتفاف تحت الجسر لكن خرجت منه مادة شبيهة بالضباب وبعد عدة ثوان وقع الانفجار المرعب». وكان هناك «أكثر من 15 سيارة متفحمة بشكل كلي تحت الجسر وحافلة ركاب محترقة تماما فوقه». لكن شهود آخرين أكدوا أن الحافلة كانت «تعبر الجسر حاملة ثلاثين عاملا احترقوا بشكل كامل». والمنطقة التي وقع فيها الانفجار صناعية وتجارية لكنها تضم بعض المباني السكنية أيضاً.
من جهة ثانية، ذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن الأمير متعب بن عبدالله، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، أصدر تعليماته الى المستشفيات باستقبال المصابين في حادثة حريق ناقلة الغاز، وتقديم جميع الخدمات الطبيّة لهم.
ونقلت عن المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني بندر بن عبدالمحسن القناوي، قوله إنه «تم استدعاء جميع أفراد الفرق الطبية المتخصصة لمتابعة حالة 72 مصاباً ومصابة تم نقلهم من موقع الحادث إلى المستشفى»، مشيراً الى «39 مصاباً في حالة خطيرة، والباقي تراوحت حالاتهم ما بين المتوسطة والخفيفة، ومنهم من بدأ في الخروج من المستشفى». وأوضح أن «المصابين من الرجال والنساء والأطفال، شخصت حالاتهم الطبية بالكسور الطفيفة والمضاعفة، والحرائق، والجروح بجميع أنواعها»، وأنه «تم وضع وحدة العناية المركزة وقسم الحروق بمبرة فهدة بنت العاصي بن شريم ومركز الجراحة الذي يتسع إلى 170 سريراً في حالة جاهزية وتأهب قصوى». وأكد «وجود كميات كبيرة من الدم بكل فصائله في المستشفى تكفي لتغطية جميع الحالات».
(الأخبار، أ ف ب)
عربيات
العدد ١٨٤٩ الجمعة ٢ تشرين الثاني ٢٠١٢