ولا شيء بعدك
لأنك سرٌ...
وكلُّ حياتي مشاعٌ..مشاع
..ستبقينَ خلفَ كهوفِ الظلام
طقوساً.. ووهماً
عناقَ سحاب..ونجوَى شعاع
فلا أنتِ أرضٌ..
ولا أنتِ بحرٌ
ولا أنتِ لُقيا..
تطوفُ عليها ظلالُ الوداع
وتبقين خلفَ حدودِ الحياةِ
طريقاً.. وأمناً
وإن كان عمري ضياعاً.. ضياعْ
* * *
لأنكِ سرٌ...
وكلُّ حياتي مشاعٌ مشاعْ..
فأرضي استُبيحتْ..
وما عدتُ أملكُ فيها ذراعْ
كأني قطارٌ
يسافر فيه جميعُ البشرْ
فقاطرةٌ لا تَملُّ الدموعْ
وأخرى تَهيم عليها الشموعْ
وأيامُ عمري غناوِي السفرْ..
* * *
..أعود إليك
إذا ما سئمتُ
...زماناً جحودًا
تكسَّر صوتي على راحتْيهِ..
وبين عيونكِ لا أُمتهنْ..
وأشعر أن الزمانَ الجَحودَ
سيُنجب يوماً زماناً بريئاً..
ونحيا زماناً.. غير الزمنْ
عرفتُ كثيراً..
وجربتُ في الحربِ كلَّ السيوفْ
وعدتُ مع الليل كهلاً هزيلاً
دماءٌ.. وصمتٌ.. وحزنٌ..وخوفْ
جنوديَ خانوا..فأسلمتُ سيفي
وعدتُ وحيداً..
أجرجرُ نفسيَ عند الصباحْ
وفي القلب وكرٌ لبعضِ الجراحْ..
وتَبقين سراً
وعشاً صغيراً..
إذا ما تعِبتُ.. أعودُ إليهْ
فألقاكِ أمناً ..إذا عاد خوفي
يعانقُ خوفي.. ويحنو عليهْ
ويصبح عمري مشاعاً لديهْ
* * *
أراكِ ابتسامةَ يومٍ صبوحٍ
تصارع عمراً عنيدَ السأمْ
وتأتي الهمومُ جموعاً.. جموعاً
تحاصر قلبي رياحُ الألمْ
فأهفو إليكِ..
وأسمع صوتاً شجيَّ النغمْ..
ويحمل قلبي بعيداً بعيداً..
فأعلو.. وأعلو..
ويضحَى زمانيَ تحتَ القَدم
وتبقينَ أنت الملاذَ الأخيرَ..
ولا شيءَ بعدَكِ غير العدمْ
فاروق جويدة