فإنَّ الهمة عملٌ قلبيٌ ، والقلب لا سلطان بعد الله لغير صاحبه عليه ، وكما أن الطائر يطير بجناحيه ، كذلك يطير المرء بهمته فتحلق به لأعلى الآفاق ، طليقة من القيود التي تكبل الأجساد .
والهمم تتفاوت حتى بين الحيوانات ، فالعنكبوت مثلاً منذ أن يولد ينسج لنفسه بيتًا ولا يقبل منّة الأم ، والحية تطلب ما حفر غيرها إذ طبعها الظلم ، والغراب يتبع الجيف ، والصقر لا يقع إلا على الحيِّ ، والأسد لا يأكل البايت ، والفيل يتملق حتى يأكل ، والخنفساء تُطْرَد فتعود .
فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
ومن أبرز صفات صاحب الهمة أنه ذو طموح ، والطموح كنز لا يفنى ولا يبلى ، ولا يسعى للنجاح من لا يملك طموحًا ، فصاحب الطموح دائمًا يتطلع للمعالي ، فهذا عمر بن عبد العزيز وكان صاحب همة عا لية ، ونفس طموحة – يقول : \" إنَّ لي نفسًا توَّاقة تمنت الإمارة فنالتها ، وتمنَّت الخلافة فنالتها ، وأنا الآن أتوق إلى الجنة ، وأرجو أن أنالها \".
روى ابن كثير في تاريخه في ترجمة عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – أنه لما مات وحُمل إلى قبره هبَّت ريح عاصفة حول قبره ، فلما سكنت وجد الناس صحيفة مكتوبًا فيها \" بسم الله الرحمن الرحيم براءة من الله لعمر بن عبد العزيز من النار \". ومن صفات صاحب الهمة العالية أنه لا يكترث بكثرة العوائق وبنيات الطريق ، فشعاره دائمًا \" فإذا عزمت فتوكل على الله \" .
والذي يلتفت لنعيق الباطل فهو كالظبي ، والظبي أشدُّ سعيًا من الكلب ، ولكنه إذا أحسَّ به التفت إليه ، فحينئذ يضعف فيدركه الكلب فيأخذه ، وما أجمل قول الشاعر :
أُخي فامض لا تلتفت للوراء طريقك قد خضبته الدماء
ولا تلتفت ها هنا أو هناك ولا تتطلع لغير السماء
ومن صفات صاحب الهمة العلية أيضًا أنه شحيح على وقته فإذا أمضى يومًا من عمره في غير حقٍ قضَّاه ، أو فرضٍ أدَّاه ، أو حَمْدٍ حصَّله ، أو خيرٍ أسسه ، أو علمٍ اقتبسه ، فقد عق يومه ، وظلم نفسه .
فالمؤمن ابن وقته ، والعقل ابن لحظته ، فالوقت حياة الجادين ، وموت المستهترين ، قال - صلى اله عليه وسلم - : \" ليس يتحسَّر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرَّت بهم لم يذكروا الله عزَّ وجلَّ فيها \" .
والهمم تتفاوت حتى بين الحيوانات ، فالعنكبوت مثلاً منذ أن يولد ينسج لنفسه بيتًا ولا يقبل منّة الأم ، والحية تطلب ما حفر غيرها إذ طبعها الظلم ، والغراب يتبع الجيف ، والصقر لا يقع إلا على الحيِّ ، والأسد لا يأكل البايت ، والفيل يتملق حتى يأكل ، والخنفساء تُطْرَد فتعود .
فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
ومن أبرز صفات صاحب الهمة أنه ذو طموح ، والطموح كنز لا يفنى ولا يبلى ، ولا يسعى للنجاح من لا يملك طموحًا ، فصاحب الطموح دائمًا يتطلع للمعالي ، فهذا عمر بن عبد العزيز وكان صاحب همة عا لية ، ونفس طموحة – يقول : \" إنَّ لي نفسًا توَّاقة تمنت الإمارة فنالتها ، وتمنَّت الخلافة فنالتها ، وأنا الآن أتوق إلى الجنة ، وأرجو أن أنالها \".
روى ابن كثير في تاريخه في ترجمة عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – أنه لما مات وحُمل إلى قبره هبَّت ريح عاصفة حول قبره ، فلما سكنت وجد الناس صحيفة مكتوبًا فيها \" بسم الله الرحمن الرحيم براءة من الله لعمر بن عبد العزيز من النار \". ومن صفات صاحب الهمة العالية أنه لا يكترث بكثرة العوائق وبنيات الطريق ، فشعاره دائمًا \" فإذا عزمت فتوكل على الله \" .
والذي يلتفت لنعيق الباطل فهو كالظبي ، والظبي أشدُّ سعيًا من الكلب ، ولكنه إذا أحسَّ به التفت إليه ، فحينئذ يضعف فيدركه الكلب فيأخذه ، وما أجمل قول الشاعر :
أُخي فامض لا تلتفت للوراء طريقك قد خضبته الدماء
ولا تلتفت ها هنا أو هناك ولا تتطلع لغير السماء
ومن صفات صاحب الهمة العلية أيضًا أنه شحيح على وقته فإذا أمضى يومًا من عمره في غير حقٍ قضَّاه ، أو فرضٍ أدَّاه ، أو حَمْدٍ حصَّله ، أو خيرٍ أسسه ، أو علمٍ اقتبسه ، فقد عق يومه ، وظلم نفسه .
فالمؤمن ابن وقته ، والعقل ابن لحظته ، فالوقت حياة الجادين ، وموت المستهترين ، قال - صلى اله عليه وسلم - : \" ليس يتحسَّر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرَّت بهم لم يذكروا الله عزَّ وجلَّ فيها \" .