كيف نديرها ونتجاوزها؟
الشجارات جزء من حياتنا، لكن غالباً ما تكون العائلة موضع التعبير عنها على نحو أكثر حدة.
علماً أن بعض الشجارات ضروريّ لفهم الآخر واستيعاب الوضع بطريقة أفضل. كيف السبيل
إلى تجنب هذه النزاعات؟ كيف نتحكم فيها حين يكون تلافي حصولها صعباً؟
لا وجود للعائلة المثالية التي لا تعاني مشاكل. تثير العلاقات العائلية والحياة الزوجية وتربية الاطفال
دوماً الخلافات. أمر طبيعي داخل العائلة لا يدعو إلى القلق. في الواقع، يشهد الجميع مداً وجزراً في
العلاقات فيتعارك الأشقاء بسبب برنامج تلفزيوني أو نزهة كما يخوض الأهل نزاعات مع أولادهم لسبب أو آخر.
القول إن الشجارات أمر طبيعي لا يعني بالضرورة أنه يسهل تحملها أو التحكم فيها.
كل عائلة تتطلع إلى العيش بانسجام. لكن الصعوبة في الاختلافات بين أفراد العائلة. كل فرد يدخل في
هذه الحال في صدام مع قيم الآخرين وأذواقهم ومزاجهم وشخصياتهم. إذاً، الاختلافات تولد الخلافات.
سلطة الوالدين مصدر الخلافات
عندما تحصل بعض الخلافات بين الزوجين أو على نحو متكرر بين الأشقاء والشقيقات، ينبغي
الاقرار أن معظمها يتمّ بين الوالدين وأبنائهما. السبب بسيط، فالسلطة مصدر النزاعات ما إن يخرج
الطفل من براءة الطفولة. هذا «النزاع على السلطة» الذي يبرز جلياً في عمر السنتين أو الثلاث حتى
المراهقة يسمح ب{اختبار سلطة الوالدين». فالمواجهة هي بحث عن الهوية. منذ السن الباكرة، يعد رفض
الطعام وعدم الحفاظ على النظافة وإطلاق كلمة «لا» المشهورة عشوائياً من المؤشرات التي تدل على بداية
تحرر يستمر حتى خلال فترة المراهقة لدى خروج الشاب برفقة أصدقائه في حين يمنع عليه ذلك. كثر يخرجون
من المنزل من دون إذن. المشكلة هي في الثقة بين الأهل وأولادهم إذ تشكل دعامة العلاقات بينهم.
فعندما يبلغ أولادنا السن التي يطالبوننا فيها بمزيد من الحرية يطالبون كذلك بأن نثق بهم. عندئذ يجب أن
نحسّن تحقيق التوازن اللطيف بين حاجة الولد الشرعية إلى الخصوصية وواجب التدخل من قبل الأهل. لا شك
في أننا مسؤولون عن سلامة أولادنا، لذا يجب التشديد على بعض القواعد الأساسية كأن يترك لنا رقم هاتف
لنطمئن عليه وأن يعود في ساعة محددة. كلما قللنا توبيخ الولد بشأن مسائل بسيطة كالفوضى والسباب
والسروايل الممزقة ننجح في إبلاغه الرسالة حول المسائل المهمة كالجنس والمخدرات وغيرها.
الثقة وسيلة للحد من الخلافات، بيد أنها ليست الوحيدة.
العيش في وئام
يصعب تفادي بعض الخلافات. مع ذلك، يمكن تجنب عدم حصولها مراراً وتكراراً. للنجاح في ذلك، علينا
أولاً أن نتعلم «العيش معاً». إننا نتقدم طوال حياتنا بوجود الآخرين سواءً كانوا أباءنا أو أمهاتنا أو أشقاءنا
أو شقيقاتنا أو أطفالنا، فنحن نعيش مع أشخاص مختلفين عنا. إن تعلّم العيش معاً معناه تعلم المواءمة بين مختلف
الأمزجة والأطباع التي تتعايش مع بعضها البعض تحت سقف واحد. لذا، يجب الأخذ في الاعتبار فردية كل شخص
في العائلة، علماً أن القول أسهل من الفعل.
ينطلق العيش بوئام من اكتشاف الذات. لذا يجب إعادة تأمل ذاتنا من أجل معرفة من نحن لكي نتبنى الموقف
الصحيح. حين نكون معتادين على الاستماع الى الآخرين من الضروري تعلم التفكير في أنفسنا لأن تناسي
أمرنا ليس الحل. قد يحصل أيضاً أن تنشأ عدوانية لدينا، بل عنف، من خلال الصراخ والأعمال الفظة أو حتى الضرب.
لكن عندما لا نكون معتادين الاهتمام بأمر المحيطين بنا علينا أن ندرك أن «الآخر مهم أيضاً». لذا يجب أن نعيره
آذاناً صاغية فندرك بالتالي أحاسيسه. لكي نبني علاقات جيدة مع الآخر يجب أن نتقبله كما هو ونحاول استيعابه.
معرفة الآخر تبدأ من معرفة الذات. يمكن تقبل الآخر بفوارقه ومزاياه ما يخفض خطر نشوء الخلافات.
الوساطة العائلية
سواء لم يعد هناك إمكان للتواصل أو انقطعت العلاقات مع أحد افراد العائلة أو حتى أصبح الطلاق حتمياً،
يمكن لوسطاء في العائلة مساعدتكم على إيجاد حل لهذا الخلاف العائلي. فالوساطة العائلية صلة وصل بين
أشخاص أقاموا حواجز بينهم، تعيد إرساء الحوار الذي كان منقطعاً.
يفترض تقبل وجود شخص ثالث داخل العائلة. لا يقدم النصائح أو ولا يصدر الأحكام بل يواكب العائلة خطوةً
بخطوةً على طريق حل الخلاف. على مدى الجلسات التي تعقد في مكان محايد، يمكن لكل فرد التعبير عن رأيه
والاستماع إلى الآخر والإجابة عن الاسئلة المطروحة من قبل الوسطاء، ما يسمح بإقامة مشروع تفاهم مقبول من
الطرفين. الخلافات جزء من حياتنا اليومية، يمكن تجنب بعضها ولا يمكن تجنب البعض الآخر. وحين يستعر الخلاف
يمكن اللجوء إلى أشخاص من خارج العائلة للتدخل كوسطاء.
إدارة الخلافات
ثمة العديد من الوسائل لإدارة الخلاف. الحوار الذي يسمح لشخصين بالتواصل مباشرةً جزء من تلك الوسائل.
يتيح لكل منهما التعبير عن ذاته وفي الوقت عينه الاستماع إلى الآخر.
التفاوض وسيلة أخرى لحل الخلاف. شأنه شأن الحوار إذ يتواجه شخصان مباشرة ويبحث كل منهما عن حاجاته
وعن حلول مرضية للطرفين.
ثم يأتي دور التحكيم الذي يلجأ إليه الأهل غالباً لفض الخلاف الناشئ بين أولادهم. يتخذ الأهل قراراً منصفاً
للطرفين فيحمل أحدهما المسؤولية ويعفي الآخر منها.
في النهاية، إذا استشرت الخلافات بين أفراد العائلة يمكن الاستعانة بوسيط.
الشجارات جزء من حياتنا، لكن غالباً ما تكون العائلة موضع التعبير عنها على نحو أكثر حدة.
علماً أن بعض الشجارات ضروريّ لفهم الآخر واستيعاب الوضع بطريقة أفضل. كيف السبيل
إلى تجنب هذه النزاعات؟ كيف نتحكم فيها حين يكون تلافي حصولها صعباً؟
لا وجود للعائلة المثالية التي لا تعاني مشاكل. تثير العلاقات العائلية والحياة الزوجية وتربية الاطفال
دوماً الخلافات. أمر طبيعي داخل العائلة لا يدعو إلى القلق. في الواقع، يشهد الجميع مداً وجزراً في
العلاقات فيتعارك الأشقاء بسبب برنامج تلفزيوني أو نزهة كما يخوض الأهل نزاعات مع أولادهم لسبب أو آخر.
القول إن الشجارات أمر طبيعي لا يعني بالضرورة أنه يسهل تحملها أو التحكم فيها.
كل عائلة تتطلع إلى العيش بانسجام. لكن الصعوبة في الاختلافات بين أفراد العائلة. كل فرد يدخل في
هذه الحال في صدام مع قيم الآخرين وأذواقهم ومزاجهم وشخصياتهم. إذاً، الاختلافات تولد الخلافات.
سلطة الوالدين مصدر الخلافات
عندما تحصل بعض الخلافات بين الزوجين أو على نحو متكرر بين الأشقاء والشقيقات، ينبغي
الاقرار أن معظمها يتمّ بين الوالدين وأبنائهما. السبب بسيط، فالسلطة مصدر النزاعات ما إن يخرج
الطفل من براءة الطفولة. هذا «النزاع على السلطة» الذي يبرز جلياً في عمر السنتين أو الثلاث حتى
المراهقة يسمح ب{اختبار سلطة الوالدين». فالمواجهة هي بحث عن الهوية. منذ السن الباكرة، يعد رفض
الطعام وعدم الحفاظ على النظافة وإطلاق كلمة «لا» المشهورة عشوائياً من المؤشرات التي تدل على بداية
تحرر يستمر حتى خلال فترة المراهقة لدى خروج الشاب برفقة أصدقائه في حين يمنع عليه ذلك. كثر يخرجون
من المنزل من دون إذن. المشكلة هي في الثقة بين الأهل وأولادهم إذ تشكل دعامة العلاقات بينهم.
فعندما يبلغ أولادنا السن التي يطالبوننا فيها بمزيد من الحرية يطالبون كذلك بأن نثق بهم. عندئذ يجب أن
نحسّن تحقيق التوازن اللطيف بين حاجة الولد الشرعية إلى الخصوصية وواجب التدخل من قبل الأهل. لا شك
في أننا مسؤولون عن سلامة أولادنا، لذا يجب التشديد على بعض القواعد الأساسية كأن يترك لنا رقم هاتف
لنطمئن عليه وأن يعود في ساعة محددة. كلما قللنا توبيخ الولد بشأن مسائل بسيطة كالفوضى والسباب
والسروايل الممزقة ننجح في إبلاغه الرسالة حول المسائل المهمة كالجنس والمخدرات وغيرها.
الثقة وسيلة للحد من الخلافات، بيد أنها ليست الوحيدة.
العيش في وئام
يصعب تفادي بعض الخلافات. مع ذلك، يمكن تجنب عدم حصولها مراراً وتكراراً. للنجاح في ذلك، علينا
أولاً أن نتعلم «العيش معاً». إننا نتقدم طوال حياتنا بوجود الآخرين سواءً كانوا أباءنا أو أمهاتنا أو أشقاءنا
أو شقيقاتنا أو أطفالنا، فنحن نعيش مع أشخاص مختلفين عنا. إن تعلّم العيش معاً معناه تعلم المواءمة بين مختلف
الأمزجة والأطباع التي تتعايش مع بعضها البعض تحت سقف واحد. لذا، يجب الأخذ في الاعتبار فردية كل شخص
في العائلة، علماً أن القول أسهل من الفعل.
ينطلق العيش بوئام من اكتشاف الذات. لذا يجب إعادة تأمل ذاتنا من أجل معرفة من نحن لكي نتبنى الموقف
الصحيح. حين نكون معتادين على الاستماع الى الآخرين من الضروري تعلم التفكير في أنفسنا لأن تناسي
أمرنا ليس الحل. قد يحصل أيضاً أن تنشأ عدوانية لدينا، بل عنف، من خلال الصراخ والأعمال الفظة أو حتى الضرب.
لكن عندما لا نكون معتادين الاهتمام بأمر المحيطين بنا علينا أن ندرك أن «الآخر مهم أيضاً». لذا يجب أن نعيره
آذاناً صاغية فندرك بالتالي أحاسيسه. لكي نبني علاقات جيدة مع الآخر يجب أن نتقبله كما هو ونحاول استيعابه.
معرفة الآخر تبدأ من معرفة الذات. يمكن تقبل الآخر بفوارقه ومزاياه ما يخفض خطر نشوء الخلافات.
الوساطة العائلية
سواء لم يعد هناك إمكان للتواصل أو انقطعت العلاقات مع أحد افراد العائلة أو حتى أصبح الطلاق حتمياً،
يمكن لوسطاء في العائلة مساعدتكم على إيجاد حل لهذا الخلاف العائلي. فالوساطة العائلية صلة وصل بين
أشخاص أقاموا حواجز بينهم، تعيد إرساء الحوار الذي كان منقطعاً.
يفترض تقبل وجود شخص ثالث داخل العائلة. لا يقدم النصائح أو ولا يصدر الأحكام بل يواكب العائلة خطوةً
بخطوةً على طريق حل الخلاف. على مدى الجلسات التي تعقد في مكان محايد، يمكن لكل فرد التعبير عن رأيه
والاستماع إلى الآخر والإجابة عن الاسئلة المطروحة من قبل الوسطاء، ما يسمح بإقامة مشروع تفاهم مقبول من
الطرفين. الخلافات جزء من حياتنا اليومية، يمكن تجنب بعضها ولا يمكن تجنب البعض الآخر. وحين يستعر الخلاف
يمكن اللجوء إلى أشخاص من خارج العائلة للتدخل كوسطاء.
إدارة الخلافات
ثمة العديد من الوسائل لإدارة الخلاف. الحوار الذي يسمح لشخصين بالتواصل مباشرةً جزء من تلك الوسائل.
يتيح لكل منهما التعبير عن ذاته وفي الوقت عينه الاستماع إلى الآخر.
التفاوض وسيلة أخرى لحل الخلاف. شأنه شأن الحوار إذ يتواجه شخصان مباشرة ويبحث كل منهما عن حاجاته
وعن حلول مرضية للطرفين.
ثم يأتي دور التحكيم الذي يلجأ إليه الأهل غالباً لفض الخلاف الناشئ بين أولادهم. يتخذ الأهل قراراً منصفاً
للطرفين فيحمل أحدهما المسؤولية ويعفي الآخر منها.
في النهاية، إذا استشرت الخلافات بين أفراد العائلة يمكن الاستعانة بوسيط.