لقد خلق الله الأرض وقدر فيها أقواتها، وخلق الخلق وقدر لها أرزاقها، وكل ميسّر لما خلق له. وفي هذه الحياة يوجد الغني المفرط الذي رزقه الله مالاً بغير حساب، وآتاه الله من الأموال ما شاء، ذهبٌ وفضة وعقار وأنعام رزقًا من عند الله. ويوجد أيضًا الفقير الذي لا يجد ما يسد قوته، فهو يعيش على حسنات الناس، بل ربما وجدت يومًا من مات جوعًا لشدة فقره.
فهذه حكمة الله، فقد فضل بعض الناس على بعض لحكمة أرادها، فيها مصالح الناس، وهي سبب لاستمرار الحياة، ولولا ذلك لفسدت الحياة ولم تعمر، ولما تسخر الناس بعضهم لبعض. ولو تساوى الناس لم يحتج أحد لأحد، ولم يعمل أحد لأحد، وذلك هو فساد الأرض ومن عليهاوفي ظلّ زيادة تعقيدات الحياة المعاصرة وزيادة الفتن، يزداد المرء منا خوفًا على أسرته في حال غيابه عنهم بموت أو غيره، فيزداد عندنا الشعور بأهمية تأمين حياة كريمة لذريته من بعده. وهذا أمر طبعي فطري لا يُنْكَرُ على أحد، لكن السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه الحال: ما هي الحياة الكريمة التي يمكن أننؤمنها لذريتنا من بعدنا؟ وينبني عليه سؤال آخر لا يقلّ أهمية عنه وهو: كيف يكون تأمين هذه الحياة الكريمة؟ وما هي السبل والوسائل الموصلة إلى هذا المقصود العظيم؟
أرجو من الجميع المشاركة لكي نجد الحل والسبل نحو هذا الأمر