كلنا متألمون.. ليس في الأرض إنسان إلا وفيه شيء من الحزن مهما بلغ من رفعة الشأن وطيب العيش وإقبال دنياه.. ومن الآيات التي ساقها الله إلينا في كتابه العزيز قوله تعالى: "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ".. ذلك أن الله لا يريد لنا الأسى على ما فات.. ذلك ليبعد عنا الحزن. .فهيا بنا نقف على باب النبى الله عليه وسلم، نلتمس منه الدواء لقلوبنا..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن أحوال المؤمنين: "عجباً لأمر المؤمن، إنّ أمره كلَّه له خير، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاؤ صبر فكان خيراً له"... ذلك لنعلم أن ما قدره الله لنا مهما كان أمره فهو يقرب العبد من ربه فإن سعد بنعمة شكر فكان سعادة له وإن كانت مصيبة صبر فكان خيرا وسعادة له.. وما للحزن من موضع لمن وثق في ربه وتوكل عليه..
وقد يسأل العبد بينه وبين نفسه لماذا ما أمر به.. ولماذا يشتد علي البلاء؟ ويكون سؤاله من باب الرغبة في الفهم وليس الاعتراض على أمر الله.. لأنه يخشى أن يكون ربه غضبان عليه مما يزيد من حزنه على ما هو فيه.. وهنا يجيبه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:" ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في تفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة"
ليس هذا فحسب وإنما يحمل النبي البشرى لمن ابتلي في ماله أو ولده أو أي أمر من أمور حياته فيبشره بما هو أعظم ويشرح له سببا يدعوه وهو في خضم البلاء ينشرح صدره ويستبشر بما ادخره له ربه فيقول:"إن الرجل ليكون له المنزلة عند الله فما يبلغها بعملٍ ، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتّى يبلّغه إيّاها"..
حتى وإن ظن العبد أن المصائب تأتيه لأنه فعهل ذنبا والله يعاقبه عليه فإن في ذلك عين الرحمة كما قال النبي: "إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشرّ أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة"
يقول الشيخ عائض القرني في كتابه الجليل لا تحزن: إن الحزنُ منهيٌّ عنهُ قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا ﴾ وقولِه: ﴿ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾ في غيْرِ موضعٍ . وقوله : ﴿ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ﴾ . والمنفيُّ كقوله: ﴿ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ . فالحزنُ خمودٌ لجذْوَةِ الطلبِ، وهُمودٌ لروحِ الهمَّةِ، وبرودٌ في النفسِ ، وهو حُمَّى تشلُّ جسْمَ الحياةِ.
وسرُّ ذلك: أن الحزن مُوَقِّفٌ غير مُسَيّر، ولا مصلحة فيه للقلب، وأحبُّ شيءٍ إلى الشيطان: أن يُحْزِن العبد ليقطعهُ عن سيرِه ، ويوقفه عن سلوكِه ، قال الله تعالى :﴿ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ .
ونهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَتَناجَى اثنانِ منهم دون الثالثِ، لأن ذلك يُحْزِنُه. وحُزْنُ المؤمنِ غيْرُ مطلوبٍ ولا مرغوبٍ فيه لأنَّهُ من الأذى الذي يصيبُ النفس، وعليه ومغالبتُه بالوسائلِ المشروعةِ .
فالحزنُ ليس بمطلوبٍ ، ولا مقصودٍ ، ولا فيه فائدةٌ ، وقدِ استعاذ منه النبيُّ r فقال : ((اللهمَّ إني أعوذُ بك من الهمِّ والحزنِ)) فهو قرينُ الهمِّ ، والفرْقُ ، وإنّ كان لما مضى أورثه الحُزْنَ ، وكلاهما مضعِفٌ للقلبِ عن السيرِ ، مُفتِّرٌ للعزمِ .
والحزنُ تكديرٌ للحياةِ وتنغيصٌ للعيشِ ، وهو مصلٌ سامٌّ للروحِ ، يورثُها الفتور والنكَّدَ والحيْرَة ، ويصيبُها بوجومٍ قاتمٍ متذبِّلٍ أمام الجمالِ ، فتهوي عند الحُسْنِ ، وتنطفئُ عند مباهج الحياةِ ، فتحتسي كأسَ الشؤم والحسرةِ والألمِ.
إننا ندعو أنفسنا وندعوكم لمغالبة الحزن.. ومقاومة الهم والنكد.. ندعو أنفسنا وإياكم للبشرى بما عند الله.. وحسن الثقة فيما اختاره لنا.. فإن ظننا أننا اخترنا لأنفسنا وأننا لولا ما فعلناه ما وصلنا لما نحن فيه فلنتذكر ما جاء في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
" احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"
فاللهم ثبت قلوبنا وقت المحن والشدائد.. وصفي قلوبنا ونفوسنا مما علق بها من حب الدنيا والحرص عليها والحزن لفقدها.. اللهم باعد بيننا وبين الحزن واجعل فرحتنا بك ومنك وفيك.. إنك على كل شيء قدير.
وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن أحوال المؤمنين: "عجباً لأمر المؤمن، إنّ أمره كلَّه له خير، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاؤ صبر فكان خيراً له"... ذلك لنعلم أن ما قدره الله لنا مهما كان أمره فهو يقرب العبد من ربه فإن سعد بنعمة شكر فكان سعادة له وإن كانت مصيبة صبر فكان خيرا وسعادة له.. وما للحزن من موضع لمن وثق في ربه وتوكل عليه..
وقد يسأل العبد بينه وبين نفسه لماذا ما أمر به.. ولماذا يشتد علي البلاء؟ ويكون سؤاله من باب الرغبة في الفهم وليس الاعتراض على أمر الله.. لأنه يخشى أن يكون ربه غضبان عليه مما يزيد من حزنه على ما هو فيه.. وهنا يجيبه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:" ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في تفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة"
ليس هذا فحسب وإنما يحمل النبي البشرى لمن ابتلي في ماله أو ولده أو أي أمر من أمور حياته فيبشره بما هو أعظم ويشرح له سببا يدعوه وهو في خضم البلاء ينشرح صدره ويستبشر بما ادخره له ربه فيقول:"إن الرجل ليكون له المنزلة عند الله فما يبلغها بعملٍ ، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتّى يبلّغه إيّاها"..
حتى وإن ظن العبد أن المصائب تأتيه لأنه فعهل ذنبا والله يعاقبه عليه فإن في ذلك عين الرحمة كما قال النبي: "إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشرّ أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة"
يقول الشيخ عائض القرني في كتابه الجليل لا تحزن: إن الحزنُ منهيٌّ عنهُ قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا ﴾ وقولِه: ﴿ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾ في غيْرِ موضعٍ . وقوله : ﴿ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ﴾ . والمنفيُّ كقوله: ﴿ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ . فالحزنُ خمودٌ لجذْوَةِ الطلبِ، وهُمودٌ لروحِ الهمَّةِ، وبرودٌ في النفسِ ، وهو حُمَّى تشلُّ جسْمَ الحياةِ.
وسرُّ ذلك: أن الحزن مُوَقِّفٌ غير مُسَيّر، ولا مصلحة فيه للقلب، وأحبُّ شيءٍ إلى الشيطان: أن يُحْزِن العبد ليقطعهُ عن سيرِه ، ويوقفه عن سلوكِه ، قال الله تعالى :﴿ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ .
ونهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَتَناجَى اثنانِ منهم دون الثالثِ، لأن ذلك يُحْزِنُه. وحُزْنُ المؤمنِ غيْرُ مطلوبٍ ولا مرغوبٍ فيه لأنَّهُ من الأذى الذي يصيبُ النفس، وعليه ومغالبتُه بالوسائلِ المشروعةِ .
فالحزنُ ليس بمطلوبٍ ، ولا مقصودٍ ، ولا فيه فائدةٌ ، وقدِ استعاذ منه النبيُّ r فقال : ((اللهمَّ إني أعوذُ بك من الهمِّ والحزنِ)) فهو قرينُ الهمِّ ، والفرْقُ ، وإنّ كان لما مضى أورثه الحُزْنَ ، وكلاهما مضعِفٌ للقلبِ عن السيرِ ، مُفتِّرٌ للعزمِ .
والحزنُ تكديرٌ للحياةِ وتنغيصٌ للعيشِ ، وهو مصلٌ سامٌّ للروحِ ، يورثُها الفتور والنكَّدَ والحيْرَة ، ويصيبُها بوجومٍ قاتمٍ متذبِّلٍ أمام الجمالِ ، فتهوي عند الحُسْنِ ، وتنطفئُ عند مباهج الحياةِ ، فتحتسي كأسَ الشؤم والحسرةِ والألمِ.
إننا ندعو أنفسنا وندعوكم لمغالبة الحزن.. ومقاومة الهم والنكد.. ندعو أنفسنا وإياكم للبشرى بما عند الله.. وحسن الثقة فيما اختاره لنا.. فإن ظننا أننا اخترنا لأنفسنا وأننا لولا ما فعلناه ما وصلنا لما نحن فيه فلنتذكر ما جاء في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
" احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"
فاللهم ثبت قلوبنا وقت المحن والشدائد.. وصفي قلوبنا ونفوسنا مما علق بها من حب الدنيا والحرص عليها والحزن لفقدها.. اللهم باعد بيننا وبين الحزن واجعل فرحتنا بك ومنك وفيك.. إنك على كل شيء قدير.
وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين