الخوف ليس حكراً على فئة معينة من الناس وليس قاصراً على الأطفال. كل انسان يمكن أن يتعرض للخوف في مرحلة من مراحل حياته. الخوف يشل حركة الانسان لأنه يجعله في حالة تأهب. بعض حالات الخوف العابرة يمكن أن تكون لها آثار سلبية كبيرة. لكن الأسوأ عندما يطول الخوف ويتحول من حالة عابرة إلى أزمة مستمرة. كيف يمكن أن تقي نفسك من الخوف؟
للخوف أشكال وأنواع عديدة. من الممكن حصر أنواع هذا الخوف بمجموعة بسيطة تنبع منها معظم الأنواع الأخرى: مثل الخوف من العوز المادي، الخوف من المرض، الخوف من الموت،... لكن مايهم هو ليس تصنيف أنواع الخوف وإنما كيفية التعامل معها كيفما جاءت وتحت أي غطاء كان. لأن المهم هو أن يتحرر الانسان من هذا الخوف.
الخوف نابع بشكل أساسي عن الجهل. الانسان يخاف من المجهول بطبعه. بعض الفقراء يذكرون هذا الأمر بصراحة. ما يخيفهم من الحياة هو ليس الفقر الذي يعيشون فيه، لأنه شيء معروف بالنسبة لهم. لكن ما يخيفهم هو لأي حد يمكن أن يصل هذا الفقر ولأي حال مزرية يمكن أن تصل حياتهم. الخوف من المرض هو مثال آخر. لأن المرض والألم ليس ما يخيف المريض. فهو شيء يتعود عليه لكنه يخاف من تطور هذا المرض ومن الموت الذي يمكن أن يأتي بعده.
لكن الأهم هو ليس هذه الأنواع العامة من الخوف. لأنه غالباً لا تأتي بشكل واضح. المهم هو التعامل مع المخاوف اليومية. مثل غضب رئيس العمل إن حصل تقصير، كلام الناس إذا تلطخت السمعة، شماتة الأعداء إن دار الزمن، حل مشاكل الأولاد المستعصية،... وغيرها من الهموم اليومية التي تؤرق حياتنا.
للتعامل مع كل أنواع الخوف لا بد من كشف الجانب المجهول في هذه المخاوف. قديماً قالوا " من تعرف ديته اقتله". عندما تتعرض لموقف يجلب لك الفزع والخوف توقف فوراًُ عن التفكير بالنتائج. لان عقلك يمكن أن يأخذك أبعد مما تتصور في حلقة تصاعدية من الخوف الذاتي. عوضاً عن ذلك فكر بالطرق التي يمكن أن تحل فيها مشكلتك، استشر من هم أعرف منك إذا لزم الأمر وابدأ فوراً بالحل.
هناك تكلفة لكل خطأ يرتكبه الانسان، ولكل مشكلة أو مصيبة تحيق به. هذا الأمر أكثر من طبيعي. تذكر أن كل الناس يتعرضون لمصائب ومشاكل ومعظمهم يخرج منها. ليكن هذا هدفك: أن تخرج بأقل الخسائر. بهذا تجنب نفسك حالة من الخوف لا مبرر لها.
إذا أخطأت في العمل، لا تفكر بالعقوبة بل ابحث عن معرفة سبب التقصير وكيفية اصلاح نتائجه ما أمكن وبأمانة. إن جار عليك الزمان لا تعر انتباهاً لكلام الناس، حاول أن تفك لغز مشكلتك وتذكر أنك كلما أسرعت بالحل قلت الشماتة وقصرت دورة حياة الخوف. إن تعرضت لوعكة صحية تذكر أن لديك فرصة لتخفيف آثار المرض بمعرفته، لأن الآوان لا يفوت أبداً على شخص لديه الرغبة بالحياة.
حارب جهلك بأسباب خوفك. تعلم عن كل شيء يخيفك. بعض الخسارة قد تكون ضرورية، لكنها تبقى أفضل من العيش تحت رحمة الخوف