أسوار وأبراج حمص القديمة
المهندس جورج فارس رباحية
كانت الوسيلة المتّبعة في حفظ المدن وتأمبن الحماية لسكّانها هي الأسـوار التي تحيط بالمدينــة وتُطوِّقها مع وجود بعض الأبراج الدّفاعية والخنادق بالاضافة إلى الأبواب التي تُوَزَّع في مواقع مناسبة حول المدينة .
إن معظم المؤرخين يؤكّدون أن أسوار حمص هي إسلامية وأن الأسوار الرومانية مدفونةتحتها
يقال إن أسوار المدينة جُدِّدت أيام الأمويين وأفشلت هجوم الصليبيين سنة 1098مثم رُمِّمت بعد الهجوم الصليبي الثاني سنة 1126م . كما إن زلزال 1267 كان من القوة بحيث هدم أكثر أسوار مدن بلاد الشام ومنها حمص حيث أعاد أعمارها نور الدين زنكي وكذلك الملك المنصور إبراهيم بن محمد شيركوه . وإن الزلزال الكبير الذي حدث سنة 1302 م هدّم الكثير منها .
إن الإهمال الكبير للأسوار والأبراج والأبواب والتي أزيلت نتيجة التوسّع العمراني لم يبق منها شيء يُذكر أصبح من الصعوبة تحديد مسارها بدقّة , فإذا بدأنا من برج جامع الأربعين فإن السور يتّجه نحو الجنوب بخط مستقيم إلى مسجد مقام النبي هود (هدم بتاريخ 28/3/2004) الذي كان يستند إلى جدار السور الغربي وإلى الشمال منه باب هود ثم يأتي الخندق ( شارع الخندق حالياً ) ثم يتابع باتجاه الجنوب ليصل إلى الباب المسدود ثم إلى باب التركمان ليحيط بخندق القلعة ليصل إلى باب السباع ليستقيم بعدها باتجاه الشرق ليصل إلى باب الدريب ثم يتابع مسيره إلى باب تدمر ثم يتابع نحوالغرب ليصل إلى المصلّى الخارجي لجامع النوري الكبير ثم إلى باب السّوق غرب بناية الأوقاف ليكمل طريقه إلى برج جامع الأربعين . ونجد بقايا للسور في شارع كعب الأحبارتهدّم جزء منه في أمطار شهر نيسان سنة 2004 وكان السور يرتفع عن مستوى الأرض حوالي 7 أمتار وعرضه ( سماكته) من 1 ـ 1,5 م .
وكانت الأبراج الدفاعية تتوضّع على جسم السور وأكثرها نصف دائري ومبنيّة من الحجارة البازلتيةأو من صخور كلسيّة ولها فتحات للمراقبة ورمي النّبال , وإن بعضها لا يزال قائماَ كبرج جامع الأربعين الذي يتوسّطه مئذنة الجامع وهي التي حفظته ليومنا هذا ويوجد إلى الجنوب منه (شرقي مجمّع البلدية) برج آخر , وإلى الشرق من برج الأربعين على بُعد 60 م يوجد بقايا برج نصف دائري , وقبل الباب المسدود يوجد برج آخر يختفي ضمن البيوت كما نجد بقايا برج نصف دائري في شارع كعب الأحبار . كما كان لكل باب ، أبراج دفاعية مجاورة له حيث كان الحارس أو (البواب أو الدرباس) يصعد إلى سطحها قبيل الغروب ليراقب الطريق والدروب الفرعية ويستخدم الإشارات والأصوات والأبواق ليستعجل المتأخّرين لدخول المدينة قبل أذان المغرب حيث تُغلَق كافة الأبواب .
1/9/2005 المهندس جورج فارس رباحية
المصادر والمراجع :
ـ مدينة حمص : محمد غازي حسين آغا 2005
ـ تاريخ حمص ج 1 : الخوري عيسى أسعد 1939
ـ تاريخ حمص ج 2 : منير الخوري أسعد 1984
ـ ربوع محافظة حمص : د. عماد الدين الموصلي 1981
ـ الجذر السكاني الحمصي ج 5 : نعيم الزهراوي 2003
ـ حمص دراسة وثائقية ج 1 : سباعي ـ زهراوي 1992