أقصاكم يناديكم_بقلم إبتسام بوكري

أقصاكم يناديكم

ماحدث الأسبوع الماضي يوم الأحد 8 شوال الموافق 27 سبتمبر في ساحة الأقصى المبارك من إقتحام جماعات يهودية متطرفة للإحتفال بعيد لهم وإعتدائهم على المسلمين القاصدين بيت الله للصلاة ومنهم المرابطين لحمايته، وتكفلت الشرطة الصهيونية بإكمال التعدي السافر على الفلسطينيين .. أمر لايمكن إلتزام الصمت تجاهه أو الإكتفاء ببيان مقتضب يشجب ويستنكر – على إستحياء – من قبل جامعة الدول العربية !! ربما لم يروا مارأيناه على شاشات الفضائيات من لقطات يدمى لها القلب .. رأيت شيخاً سقط على الأرض فتكالب عليه عدد من الجنود وأنهالوا عليه ضرباً وركلاً بالأقدام – تخيل أنه والدك أو جدك - وبعدها أخذ للأسعاف على كرسي متحرك وهو مصاب في أماكن مختلفة من جسده وعينه عليها رباط والله أعلم بحاله.


إنها صورة قاتمة للذل والهوان اللذي وصلنا إليه في هذا الزمن الذي تخلينا فيه عن مقدساتنا وتنازلنا عن كرامتنا دون أن يرف لنا جفن .
ولم يخفف هول هذا المشهد في نفسي إلا مشهد آخر يحمل بذور تفاؤل بشعاع منبثق وسط العتمة ، طفل فلسطيني وقف بكل إباء مقابل جندي صهيوني مدجج بالسلاح ولم يتجاوز نصف قامته لكنه تطاول عليه بشموخه وشجاعته وكأنه رجل بل جيش من الرجال الأقوياء حتى صار ذلك الجندي يبدو قزماً أمامه ، لقد لقنه درس عملياً في الصمود والعزة ، ولقننا أيضاً.. لعلنا نصحو من غفلتنا وغفوتنا التي طاااااااااااالت .. حتى كدنا نصبح في عداد الأموات وإن كانوا أحياء بصورهم وأجسادهم لاغير.

الدفاع عن الأقصى ليس مسئولية الشيخ ولاالطفل الفلسطيني بل هو في رقابنا جميعا نحن المسلمين بإعتباره وقف لنا منذ صلى فيه نبينا عليه الصلاة والسلام إماماً لكل الأنبياء عليهم السلام . وقد تجاوز الإعتداء البشر إلى الحجر ، ومازالت الحفريات مستمرة تحت المسجد حتى صار عرضة للإنهيار في أي لحظة وفي أي جانب منه !



إن أخواننا المرابطين يبذلون كل مابوسعهم لحماية ثالث المساجد الذي تشد له الرحال في ديننا ، ومسجد قبة الصخرة الذي عرج منه رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى السماء .
إن تلك الأرض المباركة ليست ملك لأحد بل هي لنا جميعاً ، وعلينا الذود عنها كما نزود عن أنفسنا وبيوتنا وأهلنا حين نتعرض للإعتداء والإنتهاك من قبل أي شخص أو جهة ، فمالنا لانفعل ؟؟ وكأن الأمر لايعنينا !!



أيها المسلمون .. أقصاكم يناديكم


يقول لكم : لاتتركوني بأيدي أعداءكم
يئن ويستغيث بكم .. فهل من مجيب ؟؟

د. إبتسام بوقري




هذه المقالة سوف تنشر في جريدة المدينة الأسبوع المقبل
لكن الكاتبة والأخت إبتسام ابت إلا وأن تقرأ في موعدها وقبل صدروها ووفاتنا بالمقالة قبل صدروها
شكرا للصديقة أبتسام
.