صديق مقرب
هذه القصة الثانية من موسوعتي بعنوان الأمل المفقود
استلقيت على سريري والابتسامه تجوب شفتي , لقد بدات اعتاد او اتقبل فكره رحيل والدي من الحياه, صحيح بان هذا الامر صعب بل ومدمر ولكن هذه هي الحياه! تغيرت ملامح وجهي وانا اتذكر عمتي , كانت تتمنى دائما بان تجد الفتاه التي تقوم بمساعدتها في الاعباء المنزل لان ابنتها شروق ترفض ذلك بحجه انها لا تحب الاعمال المنزليه وان هذا يؤثر على دراستها , شروق تلك الفتاه المدللـه والتي اتشارك انا وايها نفس العمر اثنا عشر سنه , تذكرت فيصل يا الله يا لهذا الفيصل , احب دائما ان اناديه فيصل الشرير , انه فعلا شرير , دائما ما يضربني ويقتل فرحتي، ولكن كل هذا يهون امام احمد , ما ان اتذكر اسمه الا وتتسع ابتسامتي فاسناني اقرب ما تكون الى لؤلؤ مرصوص حول بعضه البعض, احمد دائما يقول هذا , يا الله يا لهذا الاحمد انني احبه كثيراكثيرا
مع انه يسبقني العمر الا انني لا اتفق الا معه , الجميع يقسون علي حتى عمي كان جافا وقاسيا الى ابعد مدى , الا احمد الذي ما ان يراني الا ويبتسم , مع احمد فقط استطعت ان اتجاوز محنه وفاة والدي, كنت اخبره بكل شئ ,
حتى ادق الامور خصوصيه في حياتي , بالرغم من انه شاب ولا يفهم الكثير عن هموم الفتيات ومشاكلهن الا انه كان دائما يجد الحل, دائما ما يقف الى جانبي, تذكرت ذلك اليوم الذي جئته وهو يدخن , كنت مقطبه جبيني , صرخت بغضب( احمد هل تظن انني غبيه!) ابتسم لمنظري قائلا( لا , لا اظن ذلك، لماذا تسالين هذا السؤال الغبي) ( انت الوحيد الذي يقول هذا الكلام, جميع من في المدرسه يظنون اني غبيه , درجاتي دائما متدنيه, احمد انا غبيه) ( لقد اثبت لي انك الان غبيه) رددت بحزن ( ولكن لماذا) ( حسنا ساسئلك سؤال ) ( تفضل) ( هل تعتقدين باني غبي ) رددت على الفور ( لا , انت اذكى شخص في العالم) ابتسم لي برقه قائلا( وكذلك انا افشل شخص من الناحيه الدراسيه)
تلك الليله نمت على ذكريات احمد التي تجدد فيني الحياه كل يوم . اعتدت دائما ان انتظره وان استقبله قبل اي شخص, كنت احيانا ارتمي في حضنه , واحينا امسك يده ليركض معي بلا شعور , وكان دائما يبتسم لتصرفاتي الطائشه , اتذكر ذلك اليوم الذي رجع من الجامعه و فيصل يضربني لاني تسببت في تدمير جهازه المفضل ( السوني بلاستيشين) وقتها امسك فيصل وضربه على الارض بشده , لتصرخ به والدته ( ويحك ما الذي تفعله باخيك , الي اجلها فعلت هذا !) لم يرد عليها لتردف ( اتدري يا احمد , اتمنى لو انك مثل فيصل , فصيل متفوق وناجح , فيصل لم يسبب لي الالم يوما وانت تسببه لي دوما ) وقتها اتذكر كيف تغيرت معالم وجهه ولكنه كتم المه , يا الله لقد سببت له الكثير من الالم , اكثر ما يحيرني ان الجميع يقولون عنه انه شخص فاشل , ليس فقط فاشل بل دنئ و مؤذي , شخص يجب الحذر منه , لقد لاحظت كيف كان يقسو على شروق , و لكن هذا لا يهم فاحمد معي شخص ثاني !
كبرت وغدوت شابه في 18 من عمري , وكان حب احمد يكبر معي كل ثانيه ، كان يعرف عني كل شي ولم اكن اعرف عنه سوى انني احبه اكثر من اي شي, كنت واقفه عند النافذه اترقب حضوره لانزل لاستقباله، فحبيبي الان صار رجلا لم يعد ذلك الشاب المجنون ، ولكنه ما زال احمد الذي ينظر الي كطفلته المدلـله , نظرت الي شروق باستعجاب ( ليان صدقيني ان ما تفعلينه سيضرك) لم ارد عليها لتردف ( هل تعتقدين انني احبك كثير
رددت بملل ( نعم ) ( اذا لماذا لا تستمعين الي ، احمد خطير , احمد رجل لا تعرفين عنه شي ، وانت بريئه يا ليان , لا تستحقين ان تتاذي ) لم ارد عليها لتردف من جديد ( ليان انه يعرف كثير من البنات غيرك ، ليان عزيزتي لا تاذي نفسك ) لا زمت الصمت وهي غادرت ، وما ان شاهدته يدخل الا ونزلت مسرعه لاستقباله باحضاني، ابتسم لمنظري هذا , لقد حذرتني والدته من جراءتي و لكنني لا اعيرها اهتماما , نظرت الى عينيه وسالته مباشره ( احمد هل تعرف كثير من البنات ؟) ابتسم ( نعم كثير كثير ) ( احمد هل انت شرير وخطير) ( فوق ما تتصورين) ( احمد ولكني احبك ) ضمني برفق قائلا ( اذا هذه مشكله , هل تودين حلها ) نزلت دموعي رغما عني وقلت (لا) ابتسم ( حقا انك فتاه غبيه ) يا الله كم اكره هذه الكلمه دائما ما تقال لي , ضربت على صدره بقوه قائله ( انت الغبي الاحمق ) ضمني برفق قائلا ( رفقك بي انت تؤلمينني )
دخلت والدته لتجدنا على هذا الحال , نظرت اليه نظرات قاتله ، ثم قالت ( احمد انت تعرف ما ستؤؤل اليه الامور، لا تعلق الفتاه اكثر) ويلي هذه ثاني مره ارى الالم على وجه احمد و انا السبب , لاحظ نظراتي الحزينه ليبتسم قائلا ( اعتقد الان اننا نعرف من الشرير والخطير) ابتسمت ( احب ان اكون مثلك في كل شي )
( اتعلمين ان ابتسامتك هذه تقتلني ) ( فقط ابتسامتي ! كم انت محظوظ ، انت كلك تقتلني ) ابتسم ولم يرد لاقول له ( احمد هل تسبب لي الالم يوما ) تنهد قائلا ( انا متاكد من انني سافعل) كنت الاحظ ان احمد جافا مع والديه , ويعامل فيصل وشروق بقسوه , كنت الاحظ مدى شراسه لهجته مع اصدقائه , كنت اعلم جيدا بان من اسوء الامور التي قد تحدث لك هي ان تكلمه وهو في مزاج غاضب ، ومع ذلك كنت احبه اكثر واكثر واكثر
مرت الايام وبمرورها يزداد حبي له , بل ان حبه اصبح الان مؤلما قاتلا , فشوقي له لا يطفا حرارته حتى لقاءه
ولكن ما الذي يحدث هذه الايام ! احمد يتجاهلني بشده , يبعدني عنه بقسوه , ما الذي ينوي ان يفعل بي؟ ضقت ذرعا بتجاهله , سوف اذهب لاتحدث معه , سوف اتحمل رده فعله ايا كانت , فقلبي يتمزق شوقا , بالفعل انتظرت حتى وصل , كعادته الجديده , دخل وهو متجاهل وجودي , ولكنني صرخت به ( احمد كُف عن فعل هذا)
نظر الي ( ماذا تريدين) ( لماذا تتجاهلني هل اخطات في حقك , اخبرني يا احمد بحق حبي لك الذي يمزق جسدي اخبرني) نظر الي بصرامه ( لا تقولي مثل هذا الكلام مره اخرى , يالك من مراهقه ) احتدم النقاش بيني وبينه الى ان قال ( ليان هل تثقين بكلامي ) كنت احاول ان لا اذرف الدموع ( نعم افعل) ( هل تنفذين اي شي اطلبه ) ( بالتاكيد) ( اذا اسمعي ما ساقول لك جيدا , فيصل يحبك يا ليان , وفيصل رجل ناجح , انت فتاه جميله بشكل لا يوصف , ستكونان سعيدان مع بعضيكما , اريدك ان تتزوجي فيصل ) صرخت فيه ( احمد ما الذي تقوله ) احتدم النقاش بيننا من جديد , وعندما لم اجد فائده منه اقتربت منه قائله ( ولكني احبك انت ، قدمت لك كل شي , ليس عندي شي اخر اقدمه لغيرك ) ابعدني عنه بقوه ( انت فتاه غبيه وستظلين كذلك الى الابد )
يا الله هذه الكلمه , لا استطيع تحملها ، ضربته بعنف ، ليبعدني عنه ويذهب دون ان يهتم بي , صرخت بقوه ( حسنا احمد افعل ما تريد وسافعل انا ما اريد
كان هذا القاء اشبه بالبركان الذي اذاب مشاعري واحرق قلبي ، لم اتقبل فكره ابتعاده عني , اغلقت على نفسي باب غرفتي واضربت عن كل شي وكنت ادعي الله ان ياخذ روحي كل لحظه , فشوقي له اصبح فوق طاقتي , بالفعل بدا جسمي يهزل واحسست بان الموت يقترب مني , لحظتها شعرت بالسعاده فموتي اهون بكثير من هذا الشوق الذي لا استطيع تحمله , في هذا الوقت سمعت الباب يطرق , يا الله هذه شروق لن اهتم بها , هل تريد ان تذكرني بأنها حذرتني كثيرا
( ليان افتحي انا احمد ) ما ان سمعت هذا الصوت حتى واحسست بان الحياه رجعت لي , نهضت من على السرير وفتحت الباب ولكن ما ان راى وجهي حتى صفعني صفعه كادت ان تهشم اسناني , صرخ فيني بقوه ( ما الذي تفعلينه ايتها الحمقاء) نظرت اليه وقلت بلا شعور ( احمد تزوجني , تزوجني انت) تغيرت ملامح وجهه وظل ساكتا برهه , ثم قال ( ليان هل تفهمين ما اقوله ) رددت بلا شعور( لا افهم أي شي فانا غبيه ، فقط تزوجني ) تنهد قائلا ( ليان لا تزيدي المي , ليان انا رجلا دنئ , هل تفهمين معنى ذلك , لقد دمرت كل من احببت , لقد فعلت كل امر كريه يمكن ان تفكري فيه!) ( تزوجني يا احمد ،فقط تزوجني هذا كل ما اطلب ) نزلت دموعه على خده ولاول مره ، احسست بان قلبي يعتصر الما , حتى اني سقطت على الارض دون ان اشعر , قال كلماته بكل هدوء ( ليان لم يبقى لي الكثير في هذه الحياه , ايامي اصبحت معدوده) قالها بكل هدوء ولم يفكر في تاثير كلماته علي , اردف بلا شعور ( ليان منذ ان كنت طفلا وانا مصاب بمرض والاطباء كانوا يتوقعون باني لن اتم الثلاثين ، عجز الاطباء عن فعل أي شي , اصبح الامر خارج ايديهم ) كانت دموعي تنزل كالمطر قلت و انا بالكاد اتكلم ( احمد تزوجني ) لم يستطع احمد التحمل اكثر وانهار , انهار كالطفل امامي ( ليان انا رجلا مذنب هل تعرفين معنى هذه الكلمه ، فعلت كل ما هم محرم , قد الاقي ربي في أي ساعه ، دعيني الاقيه بشي حسن , دعيني الاقيه بعمل قد يكفر لي, دعيني الاقيه وانا اشعر باني احسنت وعطفت على طفله يتيمه ، عسى هذا الامر ان يكفر لي او يغفر لي ، انت الشي الوحيد الذي لم اخطء عليه في حياتي , انت النور الابيض الذي قد يعينني بعد مماتي , ارجوك ليان ساعديني و تقبلي الامر ) رددت والدموع قد جفت ومشاعري كانت خاليه ( احمد تزوجني )
فعلا تزوجت احمد رغما عنه ، عشت معه اجمل ايام عمري , اه لتلك الايام ليتها تعود , برغم من انها كانت مليئه بالمعاناه الا انها كانت جميله بشكل لا يوصف
اتذكر ذلك اليوم الذي كان يأن فيه متالما ، سالته وقلبي يعتصر الما عليه ( احمد انت تتالم ) ( كثيرا يا عزيزتي ) نزلت دموعي ( احمد اعطني المك ) ابتسم قائلا ( اتريدين المي ) ( نعم فكل شي استطيع تحمله , الا رؤيتك متؤلما ) وقتها تغيرت ابتسامته وقال ( كلامك يؤلمني اكثر)
ذهب احمد , وذهب معه كل شي , فارقني الى الابد , اتذكر تلك اللحظه التى كان الموت يختطفه مني , كنت اشعر بانه يموت ، بانه حان وقته , ولذلك فقد اقتربت منه , ونظرت الى عينيه ، امسكت بيده وقلت متوسله ( احمد خذني معك ، خذني معك ، اتوسل اليك ان تفعل ) احسست لحظتها بانه يتوسل الي ان ابتعد لاني اجعله يتعزر فروحه لا تريد الخروج والسبب انا , اخرجني والده بقوه فهو لا يريد ان يتعزر ابنه اكثر , اصبحت ايامي متشابهه , لا فرق بين نهار او ليل , الساعات متشابهه , لم يعد هناك شي اعيش من اجله , كثيرا ما كان يخطر ببالي ان اذهب الى قبره و افتحه ثم اشاركه اياه وان اساله سؤال واحد فقط ( احمد هل كنت تعلم بان الالم الذي ستسببه لي هو فراقك )
ساعيش على ذكراه وسادعوا له دوما بان يغفر الله له , تقدم لي الكثيرون و مازلوا حتى الان , و لكني لن اتزوج بعده رجلا , لاني كما اسلفت قدمت له كل شي ولم يبقى لي شي لاقدمه لغيره !
تحياتي لكم وانتظروا المزيد
دمتم بود استلقيت على سريري والابتسامه تجوب شفتي , لقد بدات اعتاد او اتقبل فكره رحيل والدي من الحياه, صحيح بان هذا الامر صعب بل ومدمر ولكن هذه هي الحياه! تغيرت ملامح وجهي وانا اتذكر عمتي , كانت تتمنى دائما بان تجد الفتاه التي تقوم بمساعدتها في الاعباء المنزل لان ابنتها شروق ترفض ذلك بحجه انها لا تحب الاعمال المنزليه وان هذا يؤثر على دراستها , شروق تلك الفتاه المدللـه والتي اتشارك انا وايها نفس العمر اثنا عشر سنه , تذكرت فيصل يا الله يا لهذا الفيصل , احب دائما ان اناديه فيصل الشرير , انه فعلا شرير , دائما ما يضربني ويقتل فرحتي، ولكن كل هذا يهون امام احمد , ما ان اتذكر اسمه الا وتتسع ابتسامتي فاسناني اقرب ما تكون الى لؤلؤ مرصوص حول بعضه البعض, احمد دائما يقول هذا , يا الله يا لهذا الاحمد انني احبه كثيراكثيرا
مع انه يسبقني العمر الا انني لا اتفق الا معه , الجميع يقسون علي حتى عمي كان جافا وقاسيا الى ابعد مدى , الا احمد الذي ما ان يراني الا ويبتسم , مع احمد فقط استطعت ان اتجاوز محنه وفاة والدي, كنت اخبره بكل شئ ,
حتى ادق الامور خصوصيه في حياتي , بالرغم من انه شاب ولا يفهم الكثير عن هموم الفتيات ومشاكلهن الا انه كان دائما يجد الحل, دائما ما يقف الى جانبي, تذكرت ذلك اليوم الذي جئته وهو يدخن , كنت مقطبه جبيني , صرخت بغضب( احمد هل تظن انني غبيه!) ابتسم لمنظري قائلا( لا , لا اظن ذلك، لماذا تسالين هذا السؤال الغبي) ( انت الوحيد الذي يقول هذا الكلام, جميع من في المدرسه يظنون اني غبيه , درجاتي دائما متدنيه, احمد انا غبيه) ( لقد اثبت لي انك الان غبيه) رددت بحزن ( ولكن لماذا) ( حسنا ساسئلك سؤال ) ( تفضل) ( هل تعتقدين باني غبي ) رددت على الفور ( لا , انت اذكى شخص في العالم) ابتسم لي برقه قائلا( وكذلك انا افشل شخص من الناحيه الدراسيه)
تلك الليله نمت على ذكريات احمد التي تجدد فيني الحياه كل يوم . اعتدت دائما ان انتظره وان استقبله قبل اي شخص, كنت احيانا ارتمي في حضنه , واحينا امسك يده ليركض معي بلا شعور , وكان دائما يبتسم لتصرفاتي الطائشه , اتذكر ذلك اليوم الذي رجع من الجامعه و فيصل يضربني لاني تسببت في تدمير جهازه المفضل ( السوني بلاستيشين) وقتها امسك فيصل وضربه على الارض بشده , لتصرخ به والدته ( ويحك ما الذي تفعله باخيك , الي اجلها فعلت هذا !) لم يرد عليها لتردف ( اتدري يا احمد , اتمنى لو انك مثل فيصل , فصيل متفوق وناجح , فيصل لم يسبب لي الالم يوما وانت تسببه لي دوما ) وقتها اتذكر كيف تغيرت معالم وجهه ولكنه كتم المه , يا الله لقد سببت له الكثير من الالم , اكثر ما يحيرني ان الجميع يقولون عنه انه شخص فاشل , ليس فقط فاشل بل دنئ و مؤذي , شخص يجب الحذر منه , لقد لاحظت كيف كان يقسو على شروق , و لكن هذا لا يهم فاحمد معي شخص ثاني !
كبرت وغدوت شابه في 18 من عمري , وكان حب احمد يكبر معي كل ثانيه ، كان يعرف عني كل شي ولم اكن اعرف عنه سوى انني احبه اكثر من اي شي, كنت واقفه عند النافذه اترقب حضوره لانزل لاستقباله، فحبيبي الان صار رجلا لم يعد ذلك الشاب المجنون ، ولكنه ما زال احمد الذي ينظر الي كطفلته المدلـله , نظرت الي شروق باستعجاب ( ليان صدقيني ان ما تفعلينه سيضرك) لم ارد عليها لتردف ( هل تعتقدين انني احبك كثير
رددت بملل ( نعم ) ( اذا لماذا لا تستمعين الي ، احمد خطير , احمد رجل لا تعرفين عنه شي ، وانت بريئه يا ليان , لا تستحقين ان تتاذي ) لم ارد عليها لتردف من جديد ( ليان انه يعرف كثير من البنات غيرك ، ليان عزيزتي لا تاذي نفسك ) لا زمت الصمت وهي غادرت ، وما ان شاهدته يدخل الا ونزلت مسرعه لاستقباله باحضاني، ابتسم لمنظري هذا , لقد حذرتني والدته من جراءتي و لكنني لا اعيرها اهتماما , نظرت الى عينيه وسالته مباشره ( احمد هل تعرف كثير من البنات ؟) ابتسم ( نعم كثير كثير ) ( احمد هل انت شرير وخطير) ( فوق ما تتصورين) ( احمد ولكني احبك ) ضمني برفق قائلا ( اذا هذه مشكله , هل تودين حلها ) نزلت دموعي رغما عني وقلت (لا) ابتسم ( حقا انك فتاه غبيه ) يا الله كم اكره هذه الكلمه دائما ما تقال لي , ضربت على صدره بقوه قائله ( انت الغبي الاحمق ) ضمني برفق قائلا ( رفقك بي انت تؤلمينني )
دخلت والدته لتجدنا على هذا الحال , نظرت اليه نظرات قاتله ، ثم قالت ( احمد انت تعرف ما ستؤؤل اليه الامور، لا تعلق الفتاه اكثر) ويلي هذه ثاني مره ارى الالم على وجه احمد و انا السبب , لاحظ نظراتي الحزينه ليبتسم قائلا ( اعتقد الان اننا نعرف من الشرير والخطير) ابتسمت ( احب ان اكون مثلك في كل شي )
( اتعلمين ان ابتسامتك هذه تقتلني ) ( فقط ابتسامتي ! كم انت محظوظ ، انت كلك تقتلني ) ابتسم ولم يرد لاقول له ( احمد هل تسبب لي الالم يوما ) تنهد قائلا ( انا متاكد من انني سافعل) كنت الاحظ ان احمد جافا مع والديه , ويعامل فيصل وشروق بقسوه , كنت الاحظ مدى شراسه لهجته مع اصدقائه , كنت اعلم جيدا بان من اسوء الامور التي قد تحدث لك هي ان تكلمه وهو في مزاج غاضب ، ومع ذلك كنت احبه اكثر واكثر واكثر
مرت الايام وبمرورها يزداد حبي له , بل ان حبه اصبح الان مؤلما قاتلا , فشوقي له لا يطفا حرارته حتى لقاءه
ولكن ما الذي يحدث هذه الايام ! احمد يتجاهلني بشده , يبعدني عنه بقسوه , ما الذي ينوي ان يفعل بي؟ ضقت ذرعا بتجاهله , سوف اذهب لاتحدث معه , سوف اتحمل رده فعله ايا كانت , فقلبي يتمزق شوقا , بالفعل انتظرت حتى وصل , كعادته الجديده , دخل وهو متجاهل وجودي , ولكنني صرخت به ( احمد كُف عن فعل هذا)
نظر الي ( ماذا تريدين) ( لماذا تتجاهلني هل اخطات في حقك , اخبرني يا احمد بحق حبي لك الذي يمزق جسدي اخبرني) نظر الي بصرامه ( لا تقولي مثل هذا الكلام مره اخرى , يالك من مراهقه ) احتدم النقاش بيني وبينه الى ان قال ( ليان هل تثقين بكلامي ) كنت احاول ان لا اذرف الدموع ( نعم افعل) ( هل تنفذين اي شي اطلبه ) ( بالتاكيد) ( اذا اسمعي ما ساقول لك جيدا , فيصل يحبك يا ليان , وفيصل رجل ناجح , انت فتاه جميله بشكل لا يوصف , ستكونان سعيدان مع بعضيكما , اريدك ان تتزوجي فيصل ) صرخت فيه ( احمد ما الذي تقوله ) احتدم النقاش بيننا من جديد , وعندما لم اجد فائده منه اقتربت منه قائله ( ولكني احبك انت ، قدمت لك كل شي , ليس عندي شي اخر اقدمه لغيرك ) ابعدني عنه بقوه ( انت فتاه غبيه وستظلين كذلك الى الابد )
يا الله هذه الكلمه , لا استطيع تحملها ، ضربته بعنف ، ليبعدني عنه ويذهب دون ان يهتم بي , صرخت بقوه ( حسنا احمد افعل ما تريد وسافعل انا ما اريد
كان هذا القاء اشبه بالبركان الذي اذاب مشاعري واحرق قلبي ، لم اتقبل فكره ابتعاده عني , اغلقت على نفسي باب غرفتي واضربت عن كل شي وكنت ادعي الله ان ياخذ روحي كل لحظه , فشوقي له اصبح فوق طاقتي , بالفعل بدا جسمي يهزل واحسست بان الموت يقترب مني , لحظتها شعرت بالسعاده فموتي اهون بكثير من هذا الشوق الذي لا استطيع تحمله , في هذا الوقت سمعت الباب يطرق , يا الله هذه شروق لن اهتم بها , هل تريد ان تذكرني بأنها حذرتني كثيرا
( ليان افتحي انا احمد ) ما ان سمعت هذا الصوت حتى واحسست بان الحياه رجعت لي , نهضت من على السرير وفتحت الباب ولكن ما ان راى وجهي حتى صفعني صفعه كادت ان تهشم اسناني , صرخ فيني بقوه ( ما الذي تفعلينه ايتها الحمقاء) نظرت اليه وقلت بلا شعور ( احمد تزوجني , تزوجني انت) تغيرت ملامح وجهه وظل ساكتا برهه , ثم قال ( ليان هل تفهمين ما اقوله ) رددت بلا شعور( لا افهم أي شي فانا غبيه ، فقط تزوجني ) تنهد قائلا ( ليان لا تزيدي المي , ليان انا رجلا دنئ , هل تفهمين معنى ذلك , لقد دمرت كل من احببت , لقد فعلت كل امر كريه يمكن ان تفكري فيه!) ( تزوجني يا احمد ،فقط تزوجني هذا كل ما اطلب ) نزلت دموعه على خده ولاول مره ، احسست بان قلبي يعتصر الما , حتى اني سقطت على الارض دون ان اشعر , قال كلماته بكل هدوء ( ليان لم يبقى لي الكثير في هذه الحياه , ايامي اصبحت معدوده) قالها بكل هدوء ولم يفكر في تاثير كلماته علي , اردف بلا شعور ( ليان منذ ان كنت طفلا وانا مصاب بمرض والاطباء كانوا يتوقعون باني لن اتم الثلاثين ، عجز الاطباء عن فعل أي شي , اصبح الامر خارج ايديهم ) كانت دموعي تنزل كالمطر قلت و انا بالكاد اتكلم ( احمد تزوجني ) لم يستطع احمد التحمل اكثر وانهار , انهار كالطفل امامي ( ليان انا رجلا مذنب هل تعرفين معنى هذه الكلمه ، فعلت كل ما هم محرم , قد الاقي ربي في أي ساعه ، دعيني الاقيه بشي حسن , دعيني الاقيه بعمل قد يكفر لي, دعيني الاقيه وانا اشعر باني احسنت وعطفت على طفله يتيمه ، عسى هذا الامر ان يكفر لي او يغفر لي ، انت الشي الوحيد الذي لم اخطء عليه في حياتي , انت النور الابيض الذي قد يعينني بعد مماتي , ارجوك ليان ساعديني و تقبلي الامر ) رددت والدموع قد جفت ومشاعري كانت خاليه ( احمد تزوجني )
فعلا تزوجت احمد رغما عنه ، عشت معه اجمل ايام عمري , اه لتلك الايام ليتها تعود , برغم من انها كانت مليئه بالمعاناه الا انها كانت جميله بشكل لا يوصف
اتذكر ذلك اليوم الذي كان يأن فيه متالما ، سالته وقلبي يعتصر الما عليه ( احمد انت تتالم ) ( كثيرا يا عزيزتي ) نزلت دموعي ( احمد اعطني المك ) ابتسم قائلا ( اتريدين المي ) ( نعم فكل شي استطيع تحمله , الا رؤيتك متؤلما ) وقتها تغيرت ابتسامته وقال ( كلامك يؤلمني اكثر)
ذهب احمد , وذهب معه كل شي , فارقني الى الابد , اتذكر تلك اللحظه التى كان الموت يختطفه مني , كنت اشعر بانه يموت ، بانه حان وقته , ولذلك فقد اقتربت منه , ونظرت الى عينيه ، امسكت بيده وقلت متوسله ( احمد خذني معك ، خذني معك ، اتوسل اليك ان تفعل ) احسست لحظتها بانه يتوسل الي ان ابتعد لاني اجعله يتعزر فروحه لا تريد الخروج والسبب انا , اخرجني والده بقوه فهو لا يريد ان يتعزر ابنه اكثر , اصبحت ايامي متشابهه , لا فرق بين نهار او ليل , الساعات متشابهه , لم يعد هناك شي اعيش من اجله , كثيرا ما كان يخطر ببالي ان اذهب الى قبره و افتحه ثم اشاركه اياه وان اساله سؤال واحد فقط ( احمد هل كنت تعلم بان الالم الذي ستسببه لي هو فراقك )
ساعيش على ذكراه وسادعوا له دوما بان يغفر الله له , تقدم لي الكثيرون و مازلوا حتى الان , و لكني لن اتزوج بعده رجلا , لاني كما اسلفت قدمت له كل شي ولم يبقى لي شي لاقدمه لغيره !
تحياتي لكم وانتظروا المزيد
abo mazar
