من الثابت أن خمس وسبعون بالمائة من حياتنا نقضيها في الإتصال والتواصل مع غيرنا ولكي يصبح تواصلنا سليماً نتاجه علاقة سليمة مع الأخرين يجب علينا أن نتحلى بعدة أمور من أهمها
الذكاء الإجتماعي
والذكاء العاطفي
بما هو مفوهم بالعامية ب (( اللباقة ))
فيقال دائما
(( ليس مهما ما سوف تقول ولكن المهم كيف تقول ما تحب أن تقول ))
ونحن سوف نخصص الحديث عن العلاقة مع الشريك في إطار الخطبة والزواج
وهي لاشك مرحلة دقيقة من مراحل حياتنا وغالباً ما يكون الموضوع مؤرقاً للبنت والشاب على حد سواء
وقد يفسد ضياع الحكمة والأسلوب كثير من العلاقات الجادة وقد نظلم أنفسنا وشركنا بطيب تصرفنا الغير حكيم
دعونا نبدأ معاً
البساطة في التعامل
دائما في أي علاقة عامة مطلوب حسن النية والبساطة في التعامل والصدق
وخاصة علاقات الخطبة والزواج تعتمد على الصدق وقضية الصدق ليست كلمة عادية ومفهومها ليس مفهوم سطحي ساذج
وعلينا أن نأخذ في عين الاعتبار
أن الصدق في المعاملة لا يعني خلط الحابل في النابل ولا يعني البوح بكل صغيرة وكبيرة تعنينا أو لا تعنينا ،تعني أسرتنا أو لا تعنيهم فالثرثرة الزائدة وطريقة التفكير في أنني أبوح لخطيبي بكل أسرار البيت ليست طريقة مجدية للتقرب من الخطيب
كذلك من طرف الشاب
البوح بكل ما يلزم أو لا يلزم من ماضيك لخطيبتك لا يخدم هذه العلاقة وقد يفسدها بشكل أو بأخر
إذاً ليس البوح بكل ما لا يلزم وكثرة الثرثرة يسمى الصديق وليس هذا هو المعنى للصدق هذا أسمه سذاجة وخلط الأمور ببعضها البعض
فما هو الصدق
الصدق هنا تحديداً في أمور تعني الخاطب بشكل مباشر وتعني الخاطبة بذلك ما قد يؤثر على مستقبل هذه العلاقة سواء تكلمنا به أو أخفيناه وعلى صاحب هذا الأمر تقدير ذلك ليس بعناية فقط
بل بضمير وحكمة وكليهما لا ينفصلا عن بعضهما الضمير والحكمة هنا
كذلك حسن النوايا مطلوب فلا يجب علينا أن نتخيل ونتوهم أشياء ونحاسب الطرف الأخر على أساسها ونحسب لكل تصرف سوء النية فكثرة التحاذق تفسد العلاقة
الحكمة والعاطفة (( الذكاء العاطفي ))
هنالك أحد الأطراف قد يكون عاطفياً جداً وعفوياً جدا ما يتصرف بكثير من العفوية
والخطيب ليس حبيب فقط
فابالحب هنالك علاقة ثنائية لا تعتمد على شروط وضوابط مادية سواء أو إجتماعية
أو كثير من التعقيدات الشرقية من طرف الرجل أو المرأة فكثير من التعقيدات هذه يسهل التغاضي والتغافل عنها في حلات الحب 0 لكن في حلات الخطبة والزواج الروابط هنا وثيقة فهنا
الخطيب حبيب نعم لكنه كذلك رجل شرقي وليس محب شرقي الخطيب هنا ليس حبيب فقط بل زوج تشبع بكثير من الحشوا والتقاليد ما تجعله يفكر بطريقة تجعله وإن فعل يخفي كثيراً من عواطفه لآنه لم ينسى كثير من مقولات أسلافه
(( أن يقطع راس القط ليلة العرس ))
كذلك لا يجب أن نرى في الطرف الأخر أنه حبوب وطيوب وبسيط ونستغل هذه الطيبة في إفسادها بفتح نقاشات وحوارات عقيمة تذهب بهذه الطيبة والبساطة وتدخل عليها نقاشات دون مستوى التهذيب والاحترام
دعونا نفكر في طريقة إذاً
سوف نأتي بمثال
وإن يكن مثال ميكانيكي لكنه مجدي ويوضح الفكرة قبل الخوض في الموضوع
معلوم أن السيارة عندما تسير في الطرقات تسير بسرعة منها العالية جداً ومنها السرعة البسيطة أو المتوسطة ولا بد من وقت لأخر على السائق من أن يستعمل المكابح (( الفرامل ))لكي يتحكم في سرعة السيارة أو التوقف ولولا وجود هذا الفرامل سوف تصطدم السيارة بنا والاصطدام هذا سيؤدي بنا إلى حادث وقد يكون الحادث قاتل مميت وقد يكون استعمال الفرامل في وقت مبكر يخفف من حدة الحادث وقد يجنبنا الحادث تجنباً تاماً
بعد هذا المثال دعونا نرى الربط بين المثال والتعامل مع الشريك بطريقة الفرامل هذه
معلوم أن أي علاقة بين شريكين قد تسير بشكل يسير وممتع ويصبح فيها التودد والحب والألفة ما يجعل كل تقارب جميل ما يوصلنا للحب والتعلق بهذا الشريك وقد نرى أن هذا الشريك أصبح جزء مهم في حياتنا ما يحببنا أن نتقبل منه كل جميل ونجد له كل عذر لا وقد نحب أغلاطه هنا هذا كله سوف نسميه سير لهذه العلاقة بسرعة محببة وهادئة بكل بساطتها وعفويتها وسوف نرى ذلك جميل
وقد نغفل إننا في هذا الوضع الجميل نحتاج لأن نستعمل الفرامل stop
وماهي فائدة الفرامل طالما الحب موجود والعلاقة تسير بود وسلاسة
إن كثرة المودة هنا بدون استعمال الذكاء العاطفي قد تسمح لنا بتقبل قليل من تمادي الشريك سواء بالكلمة أو بالأسلوب أو بعدم احترام المواعيد أو التذبذب في الكلمة والتراجع عن كثير من المواقف
هنا فرط الحب والمودة بين الشريكين قد يجعل أحدهم يتقبل كل تصرف من شريكه لأن الحب لا يظهر سوى كل جميل من المحبوب
يأتي قائل ويقول ما فائدة الفرامل الذي تقول عنه وأين يستعمل ومتى
نحن إفترضنا أن السيارة تيسير في الطريق بسرعة
كذلك العلاقة تسير بسرعة جميلة ومقبولة ومحببة
قد ترد بالحديث بعض المفردات المقبولة وليست الجيدة وكذلك ليست السيئة
يعني مفردات غير موفقة
أو كثير من المواعيد الكاذبة في التعامل
أو السؤال عمالا يعنيه
أو التذبذب في الوعود
ومن غيرها من بعض التصرفات
هنا يجب أن نستعمل الفرامل لماذا؟؟
لأنه إعطاء ملاحظة قبل الأوان أن هذه الكلمة غير مقبلوة
أو هذا السؤال غير مقبول أو هذا التصرف غير مقبول
خير من أن ننتظر إلى أن تتكرر الكلمات وتزداد سؤ
تتكرر الاسئلة وتزداد تدخل في ما لا يعني الشريك
ماذا نكون فعلنا هنا
نكون قد حافظنا ونأينا بأنفسنا وشريكنا عن النزول عن مستوى معين من اللباقة والاحترام
وسوف ندخل الحياة الزوجية في مستوى يليق بمسمى الحياة الزوجية
يبقى احترام الكلمة أساس ويصبح التمادي بالكلمة من الممنوعات ما يطفي على كل شخص مكانته
إذا هنا نستعمل وسائل وقائية قبل الأوان لكي نبقي على هذا الحب في المستوى المطلوب
البعض من الشباب قد يصادف نقد من خطيبته نقد تجاه والدته أخته ويقابل ذلك بكثير من الإنحناء ويشارك الخطيبة او الزوجة هذا النقد بل يسمح لنفسه بنعت أخته أو والدته بنعوت ليس مرغوب بها لكي يحافظ على ود خطيبته وهو لايعي بنفس الوقت بأنه يفسد العلاقة بين طرفين لابد من تعاملهم مع بعض بكل إحترام لأنه لم يتكلم بلسان الحكيم يحافظ على مكانة خطيبته كما يحافظ على مكانة والدته أو أخته
وقد تتصرف البنت نفس التصرف من إختلاف بوجهات النظر مع شقيقتها أو والدتها وتقلب بحديثها لزوجها أو خطيبها هذا الإختلاف إلى خلاف وتعطي الفرصة لزوجها في التلفظ أو النعت أو أخذ موقف خلافي مع شقيقة هذه الزوجة أو والدتها وتكون هي من تسببت في سذاجتها في منعها من زيارة أختها أو ما شابه ذلك
إنتهينا من فن إستعمال الإشارات الإستباقية
000000000000
سوف نتكلم
كيف تكسب الخطيبة والزوجة خطيبها أو زوجها بالود والمحبة
وكذلك العكس من قبل الشريك الزوج
من المعلوم أن الشاب سابقا يكون فرد من مجموعة في بيت والديه مهما تقدمت سنه فهو قبل ذلك يقضي معظم حوائجه الخصوصية بنفسه من أنتقاء ملابسه إلى أناقته إلى أدوات حمامه
عندما يتزوج الشاب قد يبقى كذلك متأقلما مع هذا الوضع وضع العزوبية
لكن من الجميل بمكان أن تهتم به خطيبته من بدايات العلاقة تسأله عن لبسه عن أناقته لو كان الظرف ملائم لأن تهتم بنفسها في ذلك وخصوصاً بعد الزواج تجعل له طقوسا رومانسية لحمامه لأناقته
هنا الزوج سوف يشعر في الفرق في التبدل في حياته وسوف تشعره بذلك زوجته فإن إستيقاظ الزوجة من الصباح وإن يكن الزوج ممن لا يتناولون فطوره في البيت على الأقل تشاركه القهوة وإن لم يكونان من محبي القهوة أن تشاركه أنا قته ولباسه بل وتوديعه عند خروجه من البيت صباحا ً
هذه الامور ليس أمور رومانسية ولا علاقة لها بالرومانسية هذه أمور لها علاقة بوجودنا بمسؤلياتنا فكثير من البنات تحتاج زوجاً تحتاجمن يحبها ولكنها لا تعرف أن تحب فان تحتاج من يحبك فقط غير أن تكون قادر على أن تحِب وتُحب والمثل يقول
من لم تهم حياته لم يهم مماته
إذا لم تكن مهم في جميع أوقات الشريك وتكون جزء من يومياته ولباسه واناقته ومقاسمته ساعاته سوف يكون وجودك وغيابك واحد وعندما يبحث الزوج بل يقع فريسة أي من تسأل عنه وتقع الطامة الكبرى سوف لا ينفع مع هذه العلاقة لا فرامل ولا تصرف ونقع ضحية إهمالنا وأنانيتنا
جميل أن تذهب الزوجة لزيارة أهلها وزويها وهذا ما نشهده غالبا عند بعض الأسر فإن الزيارة الاسبوعية لبيت العائلة عمل مقدس لو على حساب ساعات الفراغ التي سوف تترك زوجها بها بل وغالبا ما يكون ذلك مع نهاية الأسبوع
الأجمل من ذلك أن أزور بيت العائلة لكن مع زوجي والزيارة لساعة أو يوم تكفي ولا ضرورة لتكون يوم كامل ولاحاجة لتقيمها على ضروريات بيتي وإحتياجات زوجي
حدثني احدهم يسألني بقوله
يا أخي تعبتمع زوجتي كل شوي أهلي أهلي أمي أمي كل ما أشتري لزوجتي شيء أراه عند أهل زوجتي استنفذتني ماديا ونفسيا كأنها لم تتزوج أهلها ومن بعدهم الطوفان
وكانت نصيحتي له التالي
يا رضوان هل إشتريت بعمرك هدية من نفسك لحماتك أم زوجتك
قال وكيف وهل زوجتي مقصرة ذبحتني يارجل هدايا لأمها
فقلت له
هنا غلطك أنت
لا تستطيع منع زوجتك من محبتها لأهلها وزيارتهم وإهدائهم الهدايا
ولكن هنالك طريقة
حواء لايتغلب عليها سوى حواء
عليك التدخل بين حماتك وإبنتها زوجتك وفك هذا الوثاق المتفاقم الغير مقبول
سألني وكيف
قلت له قصر بعض الشيء عن زوجتك وأغدق بالهدايا على حماتك
سوف يؤالف ذلك بينك وبين حماتك هذا أولا
وثانيا سوف تنقلب المكائد والوساوس من أن تكون عليك سوف تكون لصالحك
وقد يصبح كثرة إغداقك للهديا لزوجتك ما يثير حفيظة زوجتك وتبصر أن الحال غير طبيعي أنت تهدي وأنت تقدم وهي تقدم وهي وبيتها في حال استنزاف واضح وما كانت تحبه لأنه من صنيعها سوف لا تحبه لأنه ليس من صنيعها
وبالفعل بعد عدة أيام أو أكثر أتصل بي باكرا
وأخبرني بأنه بأحسن حال هون وزوحته وهاهم يتناولون فطورهم مع بعض على البحر
إذاً الحنكة والحكمة في التصرف دائما تحل أكثر الأمور تعقيداً
مما سلف علينا أن نستخلص التالي
جميل الحب وجميل الود والتودد ولكن يجب علينا أن لا نكون ساذجين سطحين كذلك لا نتمتع بالخباثة وأخذ الأمور بسوء النيات
وإن أستعمال اشارات مبكرة لطيفة قبل تفاقم التمادي من طرف من الطرفين كفيل في أن يبقي العلاقة على المستوى المطلوب من الأحترام وسوف ندخل بيت الزوجية بهذا المستوى ونبقي على اهتمامنا بالشريك من ضمن أولوياتنا ويجب أن لا نطب الحب فقط
يجب أن نتعلم ان نحِب ونُحَب
دائما للحديث بقية
عدل سابقا من قبل waell في السبت 2 يناير 2010 - 1:34 عدل 1 مرات