وسجدت شكرا لله/ قصة حقيقية/

عرفتها منذ طفولتها ابنة الحارة المدللة ,الصغرى بين إخوتها وأخواتها يحيط ها الجميع بالحب والدلال ـإن صح المقال ـولها من العطايا والهدايا الحظ الأوفر ,من أختها الكبرى وأخيها الأكبر . حتى أن البنات يحسدنها وبالنظرات يرمقنها .وتتابعت الأيام والبنت الصغيرة أصبحت فتاة يانعة وشجرة يافعة , وتمنت كل أم أن تكون تلك الفتاة الرائعة أما لأحفادها أ و زوجة لأحد أفلاذ أكبادها .وشاء القدر أن تقترن تلك الفتاة بشاب من حسب ونسب ودين وخلق فأبوه أحد علماء البلدة الأوائل ومشايخها الأفاضل كما شاء القدر أن أعرفها عن قرب أكثر حيث أصبحت زوجة أخيها الكبير فرأيت قد حباها الرب صفات فاضلة فهي ذكية وعاقلة رغم صغر سنها وحداثة عهدها بالزواج حيث أنجبت ولدا جميلا كان أول حفيد للعائلة لاقى من الجميع الحب والحنان والتحنان والرعاية والدفء والعناية وهي سعيدة به رغم أنها رزقت بغيره وكبر الطفل بين دلال الكل وكأنه عقد من الفل ,ولكنه فجع بقد أبيه الشاب في ظروف غامضة فقد خرج ولم يعد وتلقت الأم الخبر بالصبر واستسلمت للأمر طالبة من الله الأجر. وزاولت مهمة الأب ورعاها الرب وحرمت نفسها من أشياء كثيرة وهي في ريعان شبابها ,وكبر الأولاد وأحست ببارقة الأمل:ستفرح بالأحفاد وفعلا فقد تزوج ذلك الشاب وأنجب ولدين كانا لها السلوى بعد تناسي البلوى .تعلقا بأبيهما تعلقا شديدا/ وكلنا تعجبنا/ وشاء القدر أن تسافر زوجته إلى سوريا لتقضي الإجازة بين أهلها وفي الخامس عشر من رمضان أقبل على أمه مستعجلا متوسلا يودعها لأنه قرر السفر اليوم فقد اشتاق إلى أولاده وسألته الأم أن يؤجل السفر يومين لترافقه الرحلة ولكنه أقنعها أن تسمح له بالسفر لأنه اشتاق لأولاده ولا مجال للصبر أكثر ,وغادر البيت عجلا بعد أن طبع قبلة على يد أمه والبسمة تعلو محياه ولوح بيده لأخيه وحياه ولم يدر ماخبأ له القدر بين حناياه. وبعد ساعات سمعت الأم بالخبر الفاجع لقد قضى في حادث أليم, وحين تسمع الأم الخبر وتكون فورا ردة الفعل والأثر: سجدة شكر لله تعالى شكرا على هذا الاصطفاء ويعلو على صوت البكاء ذلك الدعاء :الحمد لله ولتكون رفيق والدك في الجنة يا حبيبي وهذا من الله نصيبي وهو معيني ورقيبي. وعندما تحاول إحدى قريباتها الصراخ والعويل ينزل عليها الرب الجليل آيات السكينة وتقول لا:تصرخي فلن أعذب ولدي الحبيب بصرخة جاهلة أونحيب وليرعك الله في جنات الخلود انه الرب الودود صاحب العرش المجيد .....ويقف الجميع مشدوهين من هذا الحدث الجليل والصبر الجميل والعيون تدمع والقلوب تخشع وإلى الرب تضرع :سبحان الله إنا لله وإنا إليه راجعون....رحمك الله ياصفوان وأسكنك فسيح الجنان وألهم أمك الصبر والسلوان

نعم هو بمثابة ولدي ويعز علي فراقه قفد كان يحبني ويحترمني وطالما عاش بين اولادي شهورا متتابعة كما ان اولادي يحبونه جدا جدا ويميزونه عن الباقي من الاقارب

ان كان قصدك من اختطفها حادث أليم الشهر الماضي هي الدكتورة :يمان فأضيف الى كلامك اننا فقدناها جميعا ولنا السلوى فيمن بقي من اخواتها الكريمات فنسأل الله ان تكون رفيقتنا في الجنة والله لقد تجرع القلب العلقم بفقدها ولكن انا لله وانا اليه راجعون.شكرا على عواطفك الجياشة واحساسك المرهف ولدي