قصر الحير الشرقي
المهندس جورج فارس رباحية
يعد قصر الحير الشرقي احد القصور التي بناها الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك عام 728 م في بادية حمص بالإضافة لقصر الحير الغربي الذي بناه أيضاً عام 727 م وكذلك قصر هشام على بعد 5 كم شمال مدينة أريحا بالضفة الغربية شيّده بين عامي 743 ـ 744 م
يقع قصر الحير الشرقي شمال شرق تدمر بمسافة 120 كم ويبعد عن الرصافة 60 كم الذي كان يعشق حياة البادية ويدير امور الخلافة منها أكثر الاوقات ولكسب ود القبائل التي تقيم قربه
يشكل القصر مدينة متكاملة وهو عبارة عن قصرين : كبير وصغير القصر الكبير : ذو شكل مربّع ، يمتدّ على مساحة تبلغ الـ 11200 م2 ، ويبلغ طول ضلعه، 170 م وجدرانه الخارجيّة مدعومة بعدد من الأبراج شكلها نصف دائري يبلغ عددها 26 برجاً ويبلغ قطر البرج الواحد أربعة أمتار ، تتشكّل كل زاوية أربعة أبراج ، ونجد ستّة أبراج موجودة في كل جدار ، إلا واجهة القصر الرئيسيّة فإنّه يتوسطّها فقط برجان ، شكلهما نصف دائري ، يحيطان بكل من الدهليز والباب ومهمتهما هي حماية المدخل للقصر ، حيث نجد في الفسحة ما يعرف بالصحن المكشوف ، وهو محاطاً برواق ذو طابقين ، محمولاً على أقواس حجريّة . في هذا القصر عدد كبير من الغرف الواسعة ، وتقع هذه الغرف في الجزء الشرقي للقصر ، ونجد الغرف موزّعة في طابقين ، تشكّلت على تجمّعات منفصلة ولها مداخل مستقلة ، إضافة لغرف الخدم وأيضاً المسجد. ما يميّز هذا القصر هو وجود مداخل متقابلة من بعضها البعض وعددها أربعة ، ويبلغ عرضها ثلاثة أمتار ، وفيها عوارض معشّقة شكلها أفقي، إضافة لوجود قوس قلبه مفصص وشكله مدبب. ونجد داخل القصر خزان للمياه بسعة 3000 متر مكعب في وسطها، وعلى معصرة للزيت. وقد شيد في زاويتها الجنوب شرقية "مسجد هشام" الذي يعتبر نموذجا مصغرا للمسجد الأموي في دمشق. أما الحمامات التي كانت تقع الى الشمال من القصر فكانت تشتمل على ثلاث قاعات متفاوتة الحرارة، رصفت ارضيتها بقطع من المرمر. وفيه دار خاصة للإمارة أما البستان : الممتد على مساحة 6 × 3 كم2 فقد أحيط بسور مازال جزء منه قائما حتى اليوم. وقد كان البستان وكذلك سكان المدينة يزودون بالمياه العذبة عبر قناة صخرية تمتد لمسافة 30 كلم وتجلب المياه من ينابيع منطقة الكوم لسقاية البستان المزروع بأطيب الفاكهة والزيتون والحبوب والخضار الذي تغنت به فيروز سائليني ياشآم ( ألحقوا الدنيا ببستان هشام ).. القصر الصغير : فإنّ شكله أيضاً مربّعٌ إلاَّ أنّه غير منتظم ، وطوله هو 70 متراً ، ونجده محاطاً بأسوار حجرية مدعومة باثني عشر برجاً نصف دائري ، وما يميّز هذا القصر هو وجود مدخل وحيد فيه ، يتوسّطه قوس حجريّ ذو زخارف. وكان مخصّص للخليفة وحاشيته وأفراد عائلته ومنهم حفيده عبد الرحمن الداخل (صقر قريش ) الذي اعاد الخلافة الاموية في الاندلس بعد سقوطها في دمشق
ان عمليات التنقيب التي جرت في الموقع ما بين عامي 1964 و 1972 توصلت الى تحديد أن القصر من الحقبة الأموية كما أكّدت الاكتشافات التي حصلت في الفترة العبّاسية بأنّه تمّ تحويل هذا القصر من استراحة للخليفة الأموي ، لتصبح مدينة لها طابعها التجاري. وظل مسكونا حتى القرن الرابع عشر كخان على طريق القوافل التجارية المتوجهة من مدينة حلب الى بُصرى إلى أن تم حفر قناة السويس في أواخر القرن التاسع عشر .
عملت مديرية الآثار على بناء غرف مبيت واستراحة للسياح على شكل قباب من اللبن تعطي البرودة في الصيف والدفء في الشتاء .
تنويه : كلمة الحير جاءت من حيرتا بالآرامية وتعني المعسكر
12/6/2020 المهندس جورج فارس رباحية
المصادر والمراجع :
ــ زيارات الكاتب لموقع القصر في أعوام : 1976 و و1985 و 1993 و 1998 و 2000
ــ كتاب تدمر التاريخ والآثار والمتحف : خالد الأسعد وعدنان البني
ــ مواقع على الإنترنت :
المهندس جورج فارس رباحية
يعد قصر الحير الشرقي احد القصور التي بناها الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك عام 728 م في بادية حمص بالإضافة لقصر الحير الغربي الذي بناه أيضاً عام 727 م وكذلك قصر هشام على بعد 5 كم شمال مدينة أريحا بالضفة الغربية شيّده بين عامي 743 ـ 744 م
يقع قصر الحير الشرقي شمال شرق تدمر بمسافة 120 كم ويبعد عن الرصافة 60 كم الذي كان يعشق حياة البادية ويدير امور الخلافة منها أكثر الاوقات ولكسب ود القبائل التي تقيم قربه
يشكل القصر مدينة متكاملة وهو عبارة عن قصرين : كبير وصغير القصر الكبير : ذو شكل مربّع ، يمتدّ على مساحة تبلغ الـ 11200 م2 ، ويبلغ طول ضلعه، 170 م وجدرانه الخارجيّة مدعومة بعدد من الأبراج شكلها نصف دائري يبلغ عددها 26 برجاً ويبلغ قطر البرج الواحد أربعة أمتار ، تتشكّل كل زاوية أربعة أبراج ، ونجد ستّة أبراج موجودة في كل جدار ، إلا واجهة القصر الرئيسيّة فإنّه يتوسطّها فقط برجان ، شكلهما نصف دائري ، يحيطان بكل من الدهليز والباب ومهمتهما هي حماية المدخل للقصر ، حيث نجد في الفسحة ما يعرف بالصحن المكشوف ، وهو محاطاً برواق ذو طابقين ، محمولاً على أقواس حجريّة . في هذا القصر عدد كبير من الغرف الواسعة ، وتقع هذه الغرف في الجزء الشرقي للقصر ، ونجد الغرف موزّعة في طابقين ، تشكّلت على تجمّعات منفصلة ولها مداخل مستقلة ، إضافة لغرف الخدم وأيضاً المسجد. ما يميّز هذا القصر هو وجود مداخل متقابلة من بعضها البعض وعددها أربعة ، ويبلغ عرضها ثلاثة أمتار ، وفيها عوارض معشّقة شكلها أفقي، إضافة لوجود قوس قلبه مفصص وشكله مدبب. ونجد داخل القصر خزان للمياه بسعة 3000 متر مكعب في وسطها، وعلى معصرة للزيت. وقد شيد في زاويتها الجنوب شرقية "مسجد هشام" الذي يعتبر نموذجا مصغرا للمسجد الأموي في دمشق. أما الحمامات التي كانت تقع الى الشمال من القصر فكانت تشتمل على ثلاث قاعات متفاوتة الحرارة، رصفت ارضيتها بقطع من المرمر. وفيه دار خاصة للإمارة أما البستان : الممتد على مساحة 6 × 3 كم2 فقد أحيط بسور مازال جزء منه قائما حتى اليوم. وقد كان البستان وكذلك سكان المدينة يزودون بالمياه العذبة عبر قناة صخرية تمتد لمسافة 30 كلم وتجلب المياه من ينابيع منطقة الكوم لسقاية البستان المزروع بأطيب الفاكهة والزيتون والحبوب والخضار الذي تغنت به فيروز سائليني ياشآم ( ألحقوا الدنيا ببستان هشام ).. القصر الصغير : فإنّ شكله أيضاً مربّعٌ إلاَّ أنّه غير منتظم ، وطوله هو 70 متراً ، ونجده محاطاً بأسوار حجرية مدعومة باثني عشر برجاً نصف دائري ، وما يميّز هذا القصر هو وجود مدخل وحيد فيه ، يتوسّطه قوس حجريّ ذو زخارف. وكان مخصّص للخليفة وحاشيته وأفراد عائلته ومنهم حفيده عبد الرحمن الداخل (صقر قريش ) الذي اعاد الخلافة الاموية في الاندلس بعد سقوطها في دمشق
ان عمليات التنقيب التي جرت في الموقع ما بين عامي 1964 و 1972 توصلت الى تحديد أن القصر من الحقبة الأموية كما أكّدت الاكتشافات التي حصلت في الفترة العبّاسية بأنّه تمّ تحويل هذا القصر من استراحة للخليفة الأموي ، لتصبح مدينة لها طابعها التجاري. وظل مسكونا حتى القرن الرابع عشر كخان على طريق القوافل التجارية المتوجهة من مدينة حلب الى بُصرى إلى أن تم حفر قناة السويس في أواخر القرن التاسع عشر .
عملت مديرية الآثار على بناء غرف مبيت واستراحة للسياح على شكل قباب من اللبن تعطي البرودة في الصيف والدفء في الشتاء .
تنويه : كلمة الحير جاءت من حيرتا بالآرامية وتعني المعسكر
12/6/2020 المهندس جورج فارس رباحية
المصادر والمراجع :
ــ زيارات الكاتب لموقع القصر في أعوام : 1976 و و1985 و 1993 و 1998 و 2000
ــ كتاب تدمر التاريخ والآثار والمتحف : خالد الأسعد وعدنان البني
ــ مواقع على الإنترنت :