في ذكرى لغز سقوط بغداد

كتب – جرجس ميلاد: الثلاثاء , 08 أبريل 2014 20:01



يوم من أسوأ أيام العراق فى التاريخ.. لحظات تحبس لها الأنفاس.. العالم يجتمع حول فكرة وهمية.. والعرب فى واد بعيد.. والعراق وحده فى مرمى النيران.
إنها الذكرى الحادية والعشرون على سقوط بغداد فى قبضة الجيش الأمريكى، فى التاسع من أبريل عام 2003، بحجة "نزع أسلحة الدمار الشامل من العراق".

20 مارس 2003 وفى الساعة 02:30 بتوقيت جرنتش أى بعد انقضاء 90 دقيقة على المهلة التى أعطاها جورج بوش للرئيس الراحل صدام حسين ونجليه بمغادرة العراق سمع دوى انفجارات فى بغداد وبعد 45 دقيقة صرح الرئيس الأمريكى أنه أصدر أوامره لتوجيه "ضربة الفرصة" التى استهدفت منزلا كان يعتقد أن صدام حسين متواجداً فيه.
بعد ثلاثة أسابيع من بداية الحملة بدأت القوات الأمريكية تحركها نحو بغداد. كان التوقع الأول أن تقوم القوات المدرعة الأمريكية بحصار بغداد وتقوم بحرب شوارع فى بغداد بإسناد من القوة الجوية الأمريكية

وفى 5 أبريل 2003 قامت مجموعة من المدرعات الأمريكية وعددها 29 دبابة و14 مدرعة نوع برادلى (Bradley Armored Fighting Vehicles) بشن هجوم على مطار بغداد الدولى وقوبلت هذه القوة بمقاومة شديدة من قبل وحدات الجيش العراقى التى كانت تدافع عن المطار وعدد من العمليات الاستشهادية ومنها عمليتان قامتا بهما سيدتان عراقيتان كانتا قد أعلنتا عن عزمهما بالقيام بإحدى العمليات الاستشهادية من على شاشة التلفاز العراقي.

فى 7 أبريل 2003 قامت قوة مدرعة أخرى بشن هجوم على القصر الجمهورى واستطاعت تثبيت موطئ قدم لها فى القصر وبعد ساعات حدث انهيار كامل لمقاومة الجيش العراقى ولا تزال تفاصيل معركة المطار وانهيار مقاومة الجيش غير معروفة حتى الآن.
ولكن المزاعم التى لها صدى قوى تقول إن قيادات الجيش الأمريكى تمكنت من إبرام صفقات مع بعض قيادات الجيش العراقى الذى اضمحل فجأة بعد أن كان الجميع يتوقعون معارك عنيفة فى شوارع بغداد.

فى 9 أبريل 2003 أعلنت القوات الأمريكية بسط سيطرتها على معظم المناطق ونقلت وكالات الأنباء مشاهد لحشد صغير يحاولون الإطاحة بتمثال للرئيس العراقى صدام حسين فى وسط ساحة أمام فندق الشيراتون، والتى قاموا بها بمساعدة من ناقلة دبابات أمريكية وقام المارينز بوضع العلم الأمريكى على وجه التمثال ليستبدلوه بعلم عراقى فيما بعد.

جدير بالذكر أن إحدى المحطات الفضائية العربية كانت قد بثت لاحقا لقطات للرئيس السابق صدام حسين وهو يتجول فى إحدى مناطق بغداد فى نفس يوم سقوط التمثال التى أصبحت من أحد المشاهد العالقة فى ذاكرة الكثيرين.
بعدها تولى القائد العسكرى الأمريكى تومى فرانكس قيادة العراق فى تلك الفترة باعتباره القائد العام للقوات الأمريكية وفى مايو 2003 استقال فرانكس وصرح فى إحدى المقابلات مع صحيفة الدفاع الأسبوعى Defense Week بأنه تم بالفعل دفع مبالغ لقيادات الجيش العراقى أثناء الحملة الأمريكية وحصار بغداد للتخلى عن مراكزهم القيادية فى الجيش.
بعد سقوط بغداد فى 9 أبريل 2003، دخلت القوات الأمريكية مدينة كركوك فى 10 أبريل وتكريت فى 15 أبريل 2003.

نقلا عن موقع الوفد