معـلمي الفاضـــل
علمتـَـني الغرام .. علمتني الإخلاص .. فأجدت يا أستاذ العشقٍ والهيام
تعلمتُ منكَ معنى السلام ، وعايشتني الأمان ، تعلمتُ منك أصل الحنان
فأجدتَ تعليمي يا أستاذ العشقٍ والهيام ..
بقيَ درسٌ واحد لم تعلمني إياه .. وهو حب الذات
لم تحبَ أن تتفوق تلميذة ً على معلمها ..
لم تحبَ أن تتفوق تلميذة ً على معلمها ..
فقتلتَ روحي وكأنك لا تعلم أن روحَـكَ تحيي روحي
نزفت دمائي وقطعت أحلامي و مزقت دفاتري التي دونتُ بها
دروس الحب والوفاء .. جرحتَ قلبي وكسرتَ جدرانه بكل قسوة
وكأنكَ لم تعلمني الحنان ولم تشعرني بالأمان ..
حرقتَ آمالي التي زخرفتها بجدٍ واجتهاد وسهرٍ على ضوء القمر
كسرتَ محبرتي وريشتي التي أخط من خلالها صدقي وعلمي وخيري
تحت الشمس وحرارتها ..
فحاولت أن أعملَ بما حفظته في مخيلتي و ذاكرتي من قواعد الحب
وأساسيات الوفاء بالعهد .. حتى مع الوقت ومر السنين التي أفطرتُ
بها على مرارٍ وصعاب لم أنساك .. يا معلمي الفاضل
سألوني يوماً عنك .. أحبائي وأصدقائي .. فأخبرتهم بأنني لا أنكر إحسانك علي
ولا أنسى ابتسامةً أو دمعةِ فرحٍ منك ، ولا تصفيق زملائي القدامى
ولا شهادات أساتذتي .
قالوا عني مجنونة فقدتُ عقلي .. فقلتُ لهم لا تلومونني فقد أتعبني قلبي
كل شيءٍ أستطيع السيطرة عليه إلا قلبي .
قالوا لي : لم يكتفي بجرحٍ واحد يصفعكِ به .. بل جراحه طعناتٌ أقسى من
قرص البرد التي تجعل كل شيءٍ حولها جليد ، لم يترك بكِ حلماً واحداً
ولا هدفاً تعملين لأجله ، لم يحن عليكِ بلحظةٍ ولم تلينه دمعةٌ من بريق عينيكِ
نسيَ بوجعه ضمادات يديك ..
أمازلتِ تشتاقين إليه بعد كل العذاب الذي وهبه هدية لك ؟!
أجبتُ بكل وجع : أحبه .. ليس بأمري .. ليس بحكمي .. إنه قلبي الذي يجعلني
أحن إليه وأدمعي تنهمر شوقاً لنظرةٍ من عينيه .. إنه عشقي الذي علمني إياه
إنه إخلاصي ووفائي الذي صنعهما في ذاتي
وزرع كل الحب في فؤادي .. أحبه .. أحبه .. فأرجوكم أعذروني
ولا تلومونني أكثر .. فبقي درس واحد لم يعلمني إياه .. لم يعلمني حب الذات
لأنساه .. وأحب نفسي .