صديقة مقربة
غالباً ما تدل مقتنيات الانسان من حاجات شخصية أو أدوات على مدى يسرة حياته.
والثياب لا تشكل استثناء لهذه القاعدة. فالأغنياء غالباً ما يرتدون ملابساً باهظة الثمن تحمل علامات تجارية مميزة.
لكن هل يمكن أن يكون العكس هو الصحيح؟
هل يمكن أن يكون ارتداء الشخص لملابس مميزة واقتناءه حاجيات باهظة الثمن سبباً وراء نجاحه؟
إذا لم تكن الاجابة نعم بشكل قاطع فهي بالتأكيد ليست لا.
اعتناء الانسان بمظهرة الخارجي وسعيه لاقتناء أشياء مرتفعة الثمن هو حافز كبير في نجاحه في الحياة من منظور مادي بشكل أساسي.
التحفظ البسيط على الاجابة بنعم بشكل تام هو وجود بعض الأغنياء الذين يفضلون مظهراً رثاً على مظهر يعكس الغنى ويسرة الحال.
هؤلاء في الحقيقة ليسوا أغنياء وإنما أصحاب أموال. طريقتهم في جمع المال تقوم على البخل والحرمان وهو أسوأ أنواع الغنى.
عدا عن ذلك فإن سعي الانسان لأفضل الأمور المادية في ملبسه، مأكله وحاجياته هو السبب الأساسي في غناه. بالطبع هناك أشخاص لا يودون غناً مادياً وهؤلاء يهملون مظهرهم الخارجي بينما يغنون نواحي أخرى في حياتهم مثل الثقافة، الفن، الفكر،...
تظل الثياب والحاجيات الشخصية أكثر الأشياء التي يمكن أن يبرزها الانسان. في حين تقل الفرص التي يمكن أن يعرض فيها الانسان ثقافته الواسعة أو موهبته الفنية وبشكل أقل بكثير مقدراته العقلية.
بالنسبة لكل من يحلم بجمع كم كبير من المال والحصول على مزايا مادية من الحياة. الطريقة العكسية أسرع للوصول للنجاح. أي بدلاً من أن تنتظر أن تصبح غنياً لكي تقتني ثياباً جميلة، سيارة فاخرة أو بيتاً واسعاً. ابدأ بالعكس، لا تهمل أبداً مظهرك الخارجي واجعل من ثيابك ومظهرك الخارجي أولوية في حياتك تصرف عليها قبل غيرها. إذا نجحت في تعويد نفسك على الحياة بهذه الطريقة والتخلص من جمع المال عن طريق البخل، تكون تجاوزت نصف المسافة نحو هدفك. لأن عقلك سوف يسعى جاهداً لأن يحافظ على المستوى الذي يراك فيه، لا بل سوف يحاول تحسينه كي يضمن أنه الأفضل. عندها أبواب النجاح المادي تفتح أمامك أسرع مما تتوقع وتستطيع اقتناء كل ما تحلم به ضمن زمن معقول لا تنتظر معه الشيخوخة حتى تحصل على ما تريد.
أما إذا كنت ممن يعيشون لأهداف أخرى غير النجاح المادي، فبإمكانك أن توجه اهتمامك لما تحب. إن كنت تحب القراءة اقتن أحسن الكتب، وإن كنت تحب الموسيقى اقتن أفضل الأدوات الموسيقية والاسطوانات الغنائية، ...
وتذكر دوماً بأن حصولك على ما تريد هو سبب سعادتك. فلا تجعل سعادتك تنتظر.
منقول من مجلة صباح الخير
