وفاة منصور الرحباني

كلمات وألحان طبعت إلى الابد في ذاكرة العرب أجمعين، يحملها صوت فيروز يصدح في هياكل بعلبك ومهابة أرز لبنان إلى طراف الدني كطير الحب يحكي للحبايب شو بني، ممهورة بتوقيع رجلين اسمهما كفيل بسرد قصة كلماتها ألحان وقواعدها نغمات وحبكتها ثقافة وابداع.
انهما الاخوان رحباني. فلم يذكر اسم اي منهما الا بعد وفاة عاصي عام الف وتسعمئة وستة وثمانين. وها عاصي ومنصور عادا ليجتمعا مجددا بعد انفصال دام اثنين وعشرين عاما وليلتأم شمل الشقيقين العملاقين بعدما فجع لبنان صباح اليوم بوفاة ثاني الكبيرين منصور بعد معاناة طويلة مع المرض.
كتب ولحن للبنان، وبغداد وفلسطين. فمن ينسى زهرة المدائن خصوصا في مثل هذه الايام، وسنرجع يوما الى حيّنا. كتب الاخوان للحب والانسان ورحل اليوم الصنو الثاني من عظماء لبنان تاركا وراءه ارثا عظيما من الاغاني والمسرحيات والمؤلفات.
بعد رحيل عاصي لمع اسم منصور الرحباني لأول مرة في مسرحية "صيف 840" من بطولة الفنان غسان صليبا والفنانة هدى شقيقة السيدة فيروز, واستمر في الانتاج فقدم مسرحية "الوصية" كما قدم مسرحية "ملوك الطوائف"، اضافة الى مسرحية المتنبي شارك فيهم صليبا وكارول سماحة, ومسرحية حكم الرعيان من بطولة الفنانة لطيفة ومسرحية
"سقراط" من بطولة رفيق علي أحمد.
ولا تزال اخر اعماله "عودة طائر الفينيق", التي افتتح بها مهرجان بيبلوس صيف عام ألفين وثمانية تقدم على مسرح كازينو لبنان.
عاش منصور وشقيقه الراحل عاصي طفولة بائسة قبل ان يشتهرا في عالم الفن وفي كتابه "الاخوين رحباني طريق النحل" ينقل الشاعر اللبناني هنري زغيب عن منصور قوله "تشردنا في منازل البؤس كثيرا. سكنا بيوتا ليست ببيوت هذه هي طفولتنا.
الاخوان رحباني وفيروز أنشدوا بيوتنا تسكنها العاصفة والريح، والتلج نازل بالدني تجريح ، فعاصي رحل وسط العاصفة وكذلك منصور وطول البقاء لفيروز تنشدنا القدس لنا والبيت لنا وسنرجع يوما الى حيّنا.