يا قادما ركضاً من الزمن القديم
أتعبت خيلك في متاهات السد يم
الأرض تحتك كم بباطنها عظيم
باتوا سهارى لا يؤانسهم نديم
فاقرأ عليهم قصة الزمن الأليم
.......................
يا قادماً ركضاً من الزمن القديم
القومُ قد ذهبوا لهارون الرشيد
وليس فيهم أيما رجل رشيد
يستمتعون برقص غانية تميد
ويطربون لضرب دف من حديد
فاقرأ عليهم آية الحلم الفقيد
..........................
يا صاحبي...
الخيلُ قد ملت من السفر الطويل
وسيوف حربك لم تعد تهوى الصليل
والرمحُ خار وقد بدى طفلاً نحيل
وأنا وأنت نفوسنا تهوى الرحيل
أين الدليل إلى السبيل؟ أين الدليل؟
:: :: :: ::
رنِم بليلك قصة الزمن القـديم...
فالخيلُ قد سئمت متاهات السـديم
والقلبُ ملَ من الهوى ومن النـديم
والكأسُ قد فاضت من الجرحِ الأليم
والبدرُ يشكو سطوة الليلِ البهيم
فأقرأ علينا قصة الـزمن الأليم
..........................
رنِم بليلك قصة الزمن القـديم...
القوم قد نزحوا من اليمن السعيد
واستوطنوا شرقاً إلى الشط البعيد
ويسلبون بحُسنهم عقل الرشيد
فأقـراْ علينا قصة الحُب الفقيد
..........................
يا صاحبي...
القلبُ أضناهُ الهـوى فنوى الرحيل
وحروفُ شعرك لم تعد تُرضي الخليل
والعمرُ يرقُبُ عـودة الزمن الجميل
والخيلُ قد تعبت من السفرِ الطويل!
ونفوسُنا جُبلت على حُبِ الرحيل!!
أين الدليلُ إلى السبيل؟ أين الدليل؟