جولان
الارض الاسيرة
الجولان أرض عربية سورية تقع في أقصى جنوب غرب سورية على امتداد حدودها مع فلسطين المحتلة. تقدر مساحته بـ 1800 كم مربع. وله شكل متطاول من الشمال إلى الجنوب على مسافة 75-80 كم، بعرض متوسط يتراوح بين 18 و20 كم.
والجولان تسمية مرادفة لمحافظة القنيطرة التي أحدثت عام 1964. وتقدّر مساحة محافظة القنيطرة بـ 1860 كم مربع، أي أكبر بقليل من مساحة منطقة الجولان الجغرافي.
مناخ الجولان ومياهه
يتأثر مناخ الجولان بقربه من البحر المتوسط وعدم وجود عوائق تضريسية هامة تمنع وصول المؤثرات البحرية. لذا فإن مناخ الجولان رطب هضبي-جبلي، يشبه النماذج المتوسطية الساحلية من جهة، ويشبه النماذج الجبلية من جهة ثانية.
ويعد الجولان جزءاً من المنطقة فوق المدارية ذات الحرارات الصيفية العالية والمعدلات السنوية العالية أو المتوسطية.
وأما الشتاء في الجولان فهو أبرد منه في معظم مناطق سوريا الأخرى على مدار السنة. وبشكل عام تزداد الحرارة في الجولان بالاتجاه من الغرب إلى الشرق، أو بالاتجاه من الجنوب المنخفض إلى الشمال العالي.
وفي الوقت الذي يتشكل فيه الجليد ويسقط الثلج بمعدل متوسط بين 15 و21 يوماً في السنة في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية وفي منطقة أقدام جبل الشيخ، ترتفع درجات الحرارة،
بمتوسطها السنوي وبمتوسط أبرد الأشهر، في الجولان الجنوبي والجنوبي الغربي، ولا سيما في سهل البطيحة ومنطقة الحمة بحماماتها الحارة التي اشتهرت بأنها مشتى يندر أن تنخفض حرارته السنوية عن 10 درجات مئوية.
والجولان من أجزاء سوريا المطيرة، ولكن أمطاره متفاوتة بتفاوت الارتفاعات.
ويمكن القول أن جميع مناطق الجولان التي يزيد ارتفاعها عن 500-550 م فوق سطح البحر تتلقى من الأمطار السنوية أكثر من 500 مم،
وتكتسي بثلوج تصل كثافتها إلى 35 سم.
ومعدلات الرطوبة مرتفعة في الجولان لسيادة الرياح الغربية والجنوبية الغربية، ولا سيما في الجولان الشمالي،
إذ تبلغ الرطوبة النسبية في القنيطرة 50 بالمئة في الصيف و83 بالمئة في كانون الثاني (يناير).
وأما في الجولان الجنوبي فتقل الرطوبة النسبية نتيجة تعرضه للرياح القادمة من الداخل، ومن جهة الشرق والجنوب الشرقي.
تاريـــخ الجولان وسكانه
تؤكد الدراسات الأثرية إعمار الجولان منذ القدم. ولقد اكتشف أكثر من 100 موقع أثري فيه يرجع معظمها إلى العصور اليونانية والرومانية البيزنطية.
والعرب هم سكان الجولان القدماء والأصليون، ويشكلون أغلبية السكان، وينتشرون في مختلف أنحاء الجولان، وينتمون إلى عشائر كثيرة.
وهم يعيشون في القرى والمراكز الحضرية، كما هي الحال في منطقة فيق ومسعدة وخان أرنبة والبطيحة. ومنهم من بقيت في حياتهم بعض مظاهر الحياة القبلية، مثل عشيرتي الفضل والنعيم.
لكن الجولان، بحكم موقعه، ظل منطقة عبور، ولم تقم فيه تجمعات سكانية على شكل مدن أو قرى كبيرة حتى الربع الأخير من القرن التاسع عشر،
حين أسكن العثمانيون فيه أفواج الشراكسة وبعض التركمان.
وشراكسة الجولان هم الأفواج التي وصلت إلى فلسطين عن طريق البحر وأقامت هناك بضع سنوات،
ثم دخل معظمهم، بتخطيط من السلطات العثمانية، منطقة الجولان في سوريا ومنطقة عمان في الأردن.
وقد انتشر شراكسة الجولان في 13 قرية على امتداد شريط مساير لسلسلة جبال الجولان، وقدّر عدد سكان هذه القرى عام 1967 بنحو 17.000 نسمة.
وأما التركمان فلم يتجاوز عددهم في العام نفسه 3000 نسمة.
وبذلك أخذت منطقة الجولان تتطور ويتزايد سكانها، واستقر فيها عدد كبير من البدو أيام الانتداب الفرنسي. ولكن القفزة الكبرى في إعمار الجولان كانت بعد عام 1948 عندما وصلت إليه أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين،
وأصبح منطقة ذات أهمية عسكرية لمواجهتها الأرض المحتلة من فلسطين.
وقد قدّر عدد سكان محافظة القنيطرة سنة 1960 بحوالي 108.046 نسمة،
وقدر عدد سكان الجولان سنة 1967 بنحو 153.000 نسمة، كانوا يعيشون في 275 مدينة وقرية ومزرعة (لا يدخل في هذا العدد رجال القوات المسلحة وعائلاتهم
ولم يبقَ إلا بعض أبناء قرى شمال الجولان المحتل، وهي مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قينة والغجر. وقد قدّر عددهم عام 1982 بنحو 15.000 نسمة....
كان احتلال منطقة الجولان أحد الأهداف الرئيسية للحرب التي شنتها إسرائيل في 1967 ضد الدول العربية.
وقد غزت إسرائيل الجولان خلال هذه الحرب واحتلت منه ما مساحته 1250 كم مربع، وفيها المنطقة منزوعة السلاح ومساحتها 100 كم مربع.
ويدخل في هذه المساحة المحتلة أجزاء صغيرة من جبل الشيخ هي النهايات الجنوبية الغربية لسلسلة هذا الجبل. وتدخل هذه الأجزاء ضمن إطار "الجولان المحتل" تجاوزاً للمفهوم الجغرافي.
لقد طردت إسرائيل 120 ألف مواطن عربي سوري من سكان الجولان، لجأوا جميعهم إلى داخل سوريا.
وخلال حرب تشرين 1973 تم تحرير القنيطرة، مركز المحافظة، وبعض القرى كالحميدية والقحطانية وبير عجم وبريقة والرفيد وغيرها.
منظر من تل العرام بارتفاع 1167م عن سطح البحر على السهل الواقع بين مدينة القنيطرة والمنصورة. تظهر في الأفق مدينة القنيطرة التي دمرها الاسرائيليون قبل الانسحاب منها بعد اتفاقية فض الاشتباك في العام 1974
قريه مجدل شمس ليلاا
بحيرة مسعدة
تقع قرية زعورة على السفوح الجنوبية الغربية لجبل الشيخ على ارتفاع يقارب الـ 500م عن سطح البحر، في مواجهة سهل الحولة. هجّر أهلها ودمرت بيوتها إبان الاحتلال الاسرائيلي عام 1967- تصوير معن عويدات
صباح يوم مثلج في شمالي الجولان- جنوبي مجدل شمس- سهل اليعفوري، منطقة البستان، والخواريط
مجدل شمس في يوم مثلج
أكبر قرى الجولان الباقية تحت الاحتلال، يبلغ عدد سكانها 8600 نسمة، تقع على السفوح الجنوبية لجبل الشيخ على ارتفاع 1350م عن سطح البحر، اشتهرت بمقاومتها لكافة قوى الاحتلال التي مرت على المنطقة، أحرقها الفرنسيون مرتين، تشتهر بزراعة التفاح والكرز[/center]