سؤال: إذا كان الإسلام هو دين السلام لماذا شنَّ الرسول محمدٌ الحروب ضد الديانات الأخرى؟
---------------------------------------------------------------------
شن الرسول صلى الله عليه وسلم الحروب ضد الديانات الأخرى للأسباب الآتية :
أولاً :
بالنسبة للأديان غير السماوية كالبوذية والمجوسية وغيرها: فلأن هذه الأديان وضعها بشر وليست ناشئة عن وحي إلهي سماوي وهذا ما أدى إلى اضطراب أحكامها وقوانينها ، عدم ملائمتها للبشر في أي زمان ومكان ، وعدم استساغة العقول الناضجة لما جاءت به
ثانيــاً :
وأما أهل الأديان اليهودية والمسيحية ، فمن كان منهم على الحق وتمسك به فقد اتبعه وآمن به حسب ما تُوجه إليه هذه الأديان ويوصي به رسلها ، وأما الذين رغبوا في المكاسب الدنيوية وحرصوا على المناصب الكهنوتية فقد حرّفوا وبدّلوا دياناتهم لتلائم أهوائهم وأوعزوا إلى أتباعهم بأقوال باطلة في حق الإسلام ونبيه تخالف الحقائق التي يعرفونها وجاءت بها دياناتهم
ثالثـــاً :
لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم مرسلاً بالحق من عند الله لكافة عباد الله وهذا في قول الله في القرآن الكريم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} سبأ28
فكان لا بد أن يبين للناس جميعا حقائق الدين الذي أمره الله بتبليغه لهم وكل من يعارضه ويمنعه من تبليغه فلا بد له من إزاحته من طريقه ليتسنى له أداء المهمة التي كُلِّف بها من الله
رابعاً :
لو رجعنا إلى حقائق التاريخ نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلن الحرب على أحد من هؤلاء ، وأنهم هم الذين حرضوا ملوكهم وأتباعهم لتجييش الجيوش لحربه وتأليب القبائل عليه ، هذا وقد تولى أحبارهم وعلماؤهم الحرب المعنوية في تكذيبه وإدحاض دينه
فما كان صلى الله عليه وسلم في الحقيقة إلا مدافعاً عن نفسه ، وموضحاً للقيم والمبادئ والأحكام التى جاء بها من عند ربه ، والتى أثبتت الأيام وما تزال تثبت أنها الأنفع للبشرية في كل زمان ومكان ، بل ما أحوج البشر إليها الآن ، وهذا الذي جعل الكاتب الإنجليزي برناردشو يقول بعد الحرب العالمية الثانية التي قتل فيها أكثر من ثلاثين مليونا من البشر: "لو بعث محمدٌ صلى الله عليه وسلم إلينا الآن لحل كل مشاكل البشرية بمقدار تناوله لفنجان من القهوة"[1]
منقول من كتاب {سؤالات غير المسلمين}