ولا ريب أن المشركين الذين كذبوا الرسل يترددون بين البدعة المخالفة لشرع الله وبين الاحتجاج بالقدر على مخالفة أمر الله فهؤلاء الأصناف فيهم شبه من المشركين إما أن يبتعدوا وإما أن يحتجوا بالقدر وإما أن يجمعوا بين الأمرين كما قال تعالى عن المشركين [ 28 الأعراف ] : { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون } وكما قال تعالى عنهم [ 148 الأنعام ] : { وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء }
2 مشترك
العبودية/ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
waell- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 29437
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
وقد كثرت مثل هذه المقالات في المتأخرين وأما المتقدمون من هذه الأمة فلم تكن هذه المقالات معروفة بينهم وهذه المقالات هي محادة الله ورسوله ومعاداة له وصد عن سبيله ومشاقة له وتكذيب لرسله ومضادة له في حكمه وإن كان من يقول هذه المقالات قد يجهل ذلك ويعتقد أن هذا الذي هو عليه طريق الرسول وطريق أولياء الله المحققين فهو في ذلك بمنزلة من يعتقد أن الصلاة لا تجب عليه لاستغنائه عنها بما يحصل له من الأحوال القلبية أو أن الخمر حلال له لكونه من الخواص الذين لا يضرهم شرب الخمر أو أن الفاحشة حلال له لأنه صار كالبحر لا تدركه الذنوب ونحو ذلك
ولا ريب أن المشركين الذين كذبوا الرسل يترددون بين البدعة المخالفة لشرع الله وبين الاحتجاج بالقدر على مخالفة أمر الله فهؤلاء الأصناف فيهم شبه من المشركين إما أن يبتعدوا وإما أن يحتجوا بالقدر وإما أن يجمعوا بين الأمرين كما قال تعالى عن المشركين [ 28 الأعراف ] : { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون } وكما قال تعالى عنهم [ 148 الأنعام ] : { وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء }
ولا ريب أن المشركين الذين كذبوا الرسل يترددون بين البدعة المخالفة لشرع الله وبين الاحتجاج بالقدر على مخالفة أمر الله فهؤلاء الأصناف فيهم شبه من المشركين إما أن يبتعدوا وإما أن يحتجوا بالقدر وإما أن يجمعوا بين الأمرين كما قال تعالى عن المشركين [ 28 الأعراف ] : { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون } وكما قال تعالى عنهم [ 148 الأنعام ] : { وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء }
(1/17)
waell- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 29437
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
وقد ذكر عن المشركين ما ابتدعوه من الدين الذي فيه تحليل الحرام والعبادة التي لم يشرعها الله بمثل قوله [ 138 الأنعام ] : { وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه } إلى آخر السورة وكذلك في سورة الأعراف [ 27 ] : { يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة } إلى قوله { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء } إلى قوله { قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد } إلى قوله { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين * قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة } إلى قوله { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون }
(1/18)
waell- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 29437
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
وهؤلاء قد يسمعون ما أحدثوا من البدع حقيقة كما يسمون وما يشهدون من القدر حقيقة ولا طريق الحقيقة عندهم هو السلوك الذي لا يتقيد صاحبه بأمر الشارع ونهيه ولكن بما يراه ويذوقه ويجده نحو ذلك وهؤلاء لا يحتجون بالقدر مطلقا بل عمدتهم اتباع أرائهم وأهوائهم وجعلهم لما يرونه ويهونه حقيقة وأمرهم باتباعها دون اتباع أمر الله ورسوله نظير بدع أهل الكلام من الجهمية وغيرهم الذين يجعلون ما ابتدعوه من الأقوال المخالفة للكتاب والسنة حقائق عقلية يجب اعتقادها دون ما دلت علية السمعيات ثم الكتاب والسنة إما أن يحرفوه عن مواضعه وإما أن يعرضوا عنه بالكلية فلا يتدبرونه ولا يعقلونه بل يقولون نفوض معناه إلى الله مع اعتقادهم بنقيض مدلوله وإذا حقق على هؤلاء ما يزعمونه من العقليات المخالفة للكتاب والسنة وجدت جهليات واعتقادات فاسدة وكذلك أولئك إذا حقق عليهم ما يزعمونه من حقائق أولياء الله المخالفة للكتاب والسنة وجدت من أهوائهم التي يتبعوها أعداء الله لا أولياؤه
أصل ضلال من ضل تقديم قياسه على النص المنزل من عند الله
وأصل ضلال من ضل هو تقديم قياسه على النص المنزل من عند الله واختياره الهوى على اتباع أمر الله فإن الذوق والوجد ونحو ذلك هو بحسب ما يحبه العبد فكل محب له ذوق ووجد بحسب محبته
أهل الإيمان لهم من الذوق والوجد مثل ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح : [ ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا الله ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ] وقال صلى الله عليه وسلم : [ ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ]
أصل ضلال من ضل تقديم قياسه على النص المنزل من عند الله
وأصل ضلال من ضل هو تقديم قياسه على النص المنزل من عند الله واختياره الهوى على اتباع أمر الله فإن الذوق والوجد ونحو ذلك هو بحسب ما يحبه العبد فكل محب له ذوق ووجد بحسب محبته
أهل الإيمان لهم من الذوق والوجد مثل ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح : [ ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا الله ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ] وقال صلى الله عليه وسلم : [ ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ]
(1/19)
waell- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 29437
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
وأما أهل الكفر والبدع والشهوات فكل بحسبه قيل لسفيان بن عيينة : ما بال أهل الأهواء لهم محبة شديدة لأهوائهم ؟ فقال : أنسيت قوله تعالى [ 93 البقرة ] : { وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم } أو نحو هذا الكلام فعباد الأصنام يحبون آلهتهم كما قال تعالى [ 165 البقرة ] : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } وقال [ 50 القصص ] : { فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله } وقال [ 166 الأنعام ] : { إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى } ولهذا يميل هؤلاء إلى سماع الشعر والأصوات التي تهيج المحبة المطلقة التي لا تختص بأهل الإيمان بل يشترك فيها محب الرحمن ومحب الأوثان ومحب الصلبان ومحب الأوطان ومحب الإخوان ومحب المردان ومحب النسوان وهؤلاء الذين يتبعون أذواقهم ومواجيدهم من غير اعتبار لذلك بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة
(1/20)
waell- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 29437
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
فالمخالف لما بعث الله به رسله من عبادته وطاعته وطاعة رسله لا يكون متبعا للدين الذي شرعه الله كما قال [ 18 الجاثية ] : { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون * إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين } بل يكون متبعا لهواه بغير هدى من الله قال تعالى [ 21 الشورى ] : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } وهم في ذلك تارة يكونون على بدعة يمسونها حقيقة ويقدمونها على شريعة الله وتارة يحتجون بالقدر الكوني على شريعة الله كما أخبر به تعالى عن المشركين كما تقدم ومن هؤلاء طائفة هم أعلاهم قدرا وهو مستمسكون بالدين في أداء الفرائض المشهورة واجتناب المحرمات المشهورة لكن يغلطون في ترك ما أمروا به من الأسباب التي هي عبادة ظانين أن العارف إذا شهد القدر أعرض عن ذلك مثل من يجعل التوكل منهم أو الدعاء نحو ذلك من مقامات عامة دون الخاص بناء على أن من شهد القدر علم أن ما قدر سيكون لا حاجة إلى ذلك وهذا غلط عظيم بأن الله قدر الأشياء بأسبابها كما قدر السعادة والشقاوة بأسبابها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ إن الله خلق للجنة أهلا خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم وبعمل أهل الجنة يعملون وخلق للنار أهلا خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم وبعمل أهل النار يعملون ] كما [ قال النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبرهم بأن الله كتب المقادير فقالوا يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب ؟ فقال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فسيسير لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاوة فسيسير إلى عمل أهل الشقاوة ]
(1/21)
waell- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 29437
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
فما أمر الله به عباده من الأسباب هو عبادة والتوكل مقرون بالعبادة كما في قوله تعالى [ 123 هود ] : { فاعبده وتوكل عليه } وفي قوله تعالى [ 30 الرعد ] : { قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب } وقول شعيب عليه السلام [ 110 الشورى ] : { عليه توكلت وإليه أنيب } ومنهم طائفة قد تترك المستحبات من الأعمال دون الواجبات فتنقص بقدر ذلك ومنهم طائفة يغترون بما يحصل لهم من خرق عادة - مثل مكاشفة أو استجابة دعوة مخالفة للعادة العامة ونحو ذلك - فيشتغل أحدهم عما أمر به من العبادات والشكر ونحو ذلك فهذه الأمور ونحوها كثيرا ما تعرض لأهل السلوك والتوجيه وإنما ينجو العبد بملازمة أمر الله تعالى الذي بعث به رسوله في كل وقت كما قال الزهري : كان من مضى من سلفنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة وذلك أن السنة كما قال مالك رحمه الله مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق
العبادة لها أصلان : أن لا يعبد إلا الله وأن يعبد بما أمر وشرع
والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم ونحو ذلك من الأسماء مقصودها واحد ولها أصلان أحدهما
أحدهما أن لا يعبد إلا الله
والثاني أن يعبد بما أمر وشرع لا بغير ذلك من الأهواء والبدع قال تعالى [ 110 الكهف ] : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } قال تعالى [ 112 البقرة ] : { بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } وقال تعالى [ 125 النساء ] : { ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا }
فالعمل الصالح هو الإحسان وهو فعل الحسنات والحسنات هي ما أحبه الله ورسوله وهو ما أمر به من إيجاب واستجاب
العبادة لها أصلان : أن لا يعبد إلا الله وأن يعبد بما أمر وشرع
والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم ونحو ذلك من الأسماء مقصودها واحد ولها أصلان أحدهما
أحدهما أن لا يعبد إلا الله
والثاني أن يعبد بما أمر وشرع لا بغير ذلك من الأهواء والبدع قال تعالى [ 110 الكهف ] : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } قال تعالى [ 112 البقرة ] : { بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } وقال تعالى [ 125 النساء ] : { ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا }
فالعمل الصالح هو الإحسان وهو فعل الحسنات والحسنات هي ما أحبه الله ورسوله وهو ما أمر به من إيجاب واستجاب
(1/22)
waell- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 29437
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
فما كان من البدع التي في الدين ليست مشروعة فإن الله لا يحييها ولا رسوله فلا تكون من الحسنات ولا من العمل الصالح كما أن ما يعلم أنه فجور كالفواحش والظلم ليست من الحسنات ولا من العمل الصالح وأما قوله [ 110 الكهف ] : { ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } وقوله [ 112 البقرة 125 النساء ] { أسلم وجهه لله } فهو إخلاص الدين لله وحده وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا
وقال الفضيل بن عياض في قوله [ 7 هود 2 الملك ] : { ليبلوكم أيكم أحسن عملا } قال أخلصه وأصوبه قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا ولم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة فإن قيل فإذا كان جميع ما يحبه الله داخلا في اسم العبادة فلماذا عطف عليها غيرها كقوله [ 5 الفاتحة ] : { إياك نعبد وإياك نستعين } وقوله [ 123 هود ] : { فاعبده وتوكل عليه } وقول نوح [ 3 نوح ] : { اعبدوا الله واتقوه وأطيعون } وكذلك قول غيره من الرسل قبل هذا له نظائر كما في قوله [ 45 العنكبوت ] : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } وكذلك [ 90 النحل ] : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي } وإيتاء ذي القربى هو من العدل والإحسان كما أن الفحشاء والبغي من المنكر وكذلك قوله [ 170 الأعراف ] : { والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة } وإقام الصلاة من أعظم التمسك بالكتاب وكذلك قوله [ 90 الأنبياء ] : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا } ودعاؤه رغبا ورهبا من الخيرات وأمثال ذلك في القرآن كثير
وقال الفضيل بن عياض في قوله [ 7 هود 2 الملك ] : { ليبلوكم أيكم أحسن عملا } قال أخلصه وأصوبه قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا ولم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة فإن قيل فإذا كان جميع ما يحبه الله داخلا في اسم العبادة فلماذا عطف عليها غيرها كقوله [ 5 الفاتحة ] : { إياك نعبد وإياك نستعين } وقوله [ 123 هود ] : { فاعبده وتوكل عليه } وقول نوح [ 3 نوح ] : { اعبدوا الله واتقوه وأطيعون } وكذلك قول غيره من الرسل قبل هذا له نظائر كما في قوله [ 45 العنكبوت ] : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } وكذلك [ 90 النحل ] : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي } وإيتاء ذي القربى هو من العدل والإحسان كما أن الفحشاء والبغي من المنكر وكذلك قوله [ 170 الأعراف ] : { والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة } وإقام الصلاة من أعظم التمسك بالكتاب وكذلك قوله [ 90 الأنبياء ] : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا } ودعاؤه رغبا ورهبا من الخيرات وأمثال ذلك في القرآن كثير
(1/23)
waell- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 29437
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
وهذا الباب يكون تارة مع كون أحدهما بعض الآخر فيعطف عليه تخصيصا له بالذكر لكونه مطلوبا بالمعنى العام والمعنى الخاص وتارة تكون دلالة الاسم تتنوع بحال الإفراد والاقتران فإذا أفرد عم وإذا قرن بغيره خص كاسم الفقير والمسكين لما أفرد أحدهما في قوله تعالى [ 273 البقرة ] : { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله } وقوله [ 89 المائدة ] : { إطعام عشرة مساكين } دخل فيه الآخر ولما قرن بينهما في قوله تعالى [ 60 التوبة ] : { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } صارا نوعين وقد قيل إن الخاص المعطوف على العام لا يدخل في العام حال الاقتران بل يكون من هذا الباب
والتحقيق أن هذا ليس بلازم قال تعالى [ 98 البقرة ] : { من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال } وقال تعالى [ 7 الأحزاب ] : { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم }
وذكر الخاص مع العام يكون لأسباب متنوعة : تارة لكونه له خاصية ليست لسائر أفراد العام كما في نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وتارة لكون العام فيه إطلاق قد لا يفهم منه العموم كما في قوله [ أول البقرة ] : { هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك } فقوله { يؤمنون بالغيب } يتناول الغيب الذي يجب الإيمان به لكن فيه إجمال وليس فيه دلالة على أن من الغيب ما أتزل إليك وما أنزل من قبلك وقد يكون من المقصود أنهم يؤمنون بالمخبر به وهو الغيب وبالإخبار بالغيب وهو ما أنزل إليك وما أنزل من قبلك
والتحقيق أن هذا ليس بلازم قال تعالى [ 98 البقرة ] : { من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال } وقال تعالى [ 7 الأحزاب ] : { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم }
وذكر الخاص مع العام يكون لأسباب متنوعة : تارة لكونه له خاصية ليست لسائر أفراد العام كما في نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وتارة لكون العام فيه إطلاق قد لا يفهم منه العموم كما في قوله [ أول البقرة ] : { هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك } فقوله { يؤمنون بالغيب } يتناول الغيب الذي يجب الإيمان به لكن فيه إجمال وليس فيه دلالة على أن من الغيب ما أتزل إليك وما أنزل من قبلك وقد يكون من المقصود أنهم يؤمنون بالمخبر به وهو الغيب وبالإخبار بالغيب وهو ما أنزل إليك وما أنزل من قبلك
(1/24)
waell- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 29437
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
ومن هذا الباب قوله تعالى [ 45 العنكبوت ] : { اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة } وقوله تعالى [ 170 الأعراف ] : { والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة } وتلاوة الكتاب هي اتباعه كما قال ابن مسعود في قوله [ 121 البقرة ] : { الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته } قال يحللون حلاله ويحرمون حرامه ويؤمنون بمتشابهه ويعملون بمحكمه فاتباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها لكن خصصها بالذكر لمزيتها وكذلك قوله لموسى [ 14 طه ] : { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري } وإقام الصلاة لذكره من أجل عبادته كذلك قوله تعالى [ 70 الأحزاب ] : { اتقوا الله وقولوا قولا سديدا } وقوله [ 35 المائدة ] : { اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة } وقوله [ 119 التوبة ] : { اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } فإن هذه الأمور هي أيضا من تمام تقوى الله فكذلك قوله [ 123 هود ] : { فاعبده وتوكل عليه } فإن التوكل والاستعانة هي من عبادة الله لكن خصت بالذكر ليقصدها المتعبد بخصوصيتها بأنها هي العون على سائر أنواع العبادة إذ هو سبحانه لا يعبد إلا بمعونته
(1/25)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
كمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله وكلما ازداد تحقيقا للعبودية ازداد كماله
إذا تبين هذا فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلت درجته ومن توهم أن المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه أو أن الخروج عنها أكمل فهو من أجهل الخلق وأضلهم قال تعالى [ 27 الأنبياء ] : { وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون } وقال تعالى [ 89 مريم ] : { وقالوا اتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا * إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا } وقال تعالى في المسيح [ 59 الزخرف ] : { إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل } وقال تعالى [ 19 الأنبياء ] : { وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون } وقال تعالى [ 172 النساء ] : { لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا } وقال تعالى [ 60 غافر ] : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } وقال تعالى [ 37 فصلت ] : { ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون * فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون } وقال تعالى [ 205 الأعراف ] : { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول
إذا تبين هذا فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلت درجته ومن توهم أن المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه أو أن الخروج عنها أكمل فهو من أجهل الخلق وأضلهم قال تعالى [ 27 الأنبياء ] : { وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون } وقال تعالى [ 89 مريم ] : { وقالوا اتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا * إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا } وقال تعالى في المسيح [ 59 الزخرف ] : { إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل } وقال تعالى [ 19 الأنبياء ] : { وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون } وقال تعالى [ 172 النساء ] : { لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا } وقال تعالى [ 60 غافر ] : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } وقال تعالى [ 37 فصلت ] : { ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون * فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون } وقال تعالى [ 205 الأعراف ] : { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول
(1/26)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين * إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون } وهذا ونحوه مما فيه وصف أكابر المخلوقات بالعبادة وذمه من خرج عن ذلك متعدد في القرآن وقد أخبر الله أنه أرسل إلى جميع الرسل بذلك فقال تعالى [ 25 الأنبياء ] : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } وقال تعالى [ 36 النحل ] : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } وقال تعالى لبنى إسرائيل [ 56 العنكبوت ] : { يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون } [ 31 البقرة ] : { وإياي فاتقون } [ 21 البقرة ] : { يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون } قال تعالى [ 56 الذاريات ] : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } وقال تعالى [ 11 الزمر ] : { قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين * وأمرت لأن أكون أول المسلمين * قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم * قل الله أعبد مخلصا له ديني * فاعبدوا ما شئتم من دونه } وكل رسول من الرسل افتتح دعوته بالدعاء إلى عبادة الله كقول نوح ومن بعده عليهم السلام [ 59 الأعراف ] : { اعبدوا الله ما لكم من إله غيره }
(1/27
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
وفي المسند عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ بعثت بالسيف بين يدى الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمرى ] وقد بين أن عباده هم الذين ينجون من الشيطان قال الشيطان [ 39 الحجر ] : { بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين } قال الله تعالى [ 42 الحجر ] : { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين } وقال [ 82 ص ] : { فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين } وقال في حق يوسف عليه السلام [ 24 يوسف ] : { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } وقال [ 159 الصافات ] : { سبحان الله عما يصفون * إلا عباد الله المخلصين } وقال [ 99 النحل ] : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون }
وبها نعت كل من اصطفاه من خلقه كقوله تعالى [ 45 ص ] : { واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار * إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار } وقوله { واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب } وقال عن سليمان [ 30 ص ] : { نعم العبد إنه أواب } وعن أيوب [ 44 ص ] : { نعم العبد } وقال [ 41 ص ] : { واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه } وقال عن نوح عليه السلام [ 3 الإسراء ] : { ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا } وقال [ أول سورة الإسراء ] : { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا } وقال [ 19 الجن ] : { وأنه لما قام عبد الله يدعوه } وقال [ 23 البقرة ] : { وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا } وقال { فأوحى إلى عبده ما أوحى } وقال [ 6 الإنسان ] : { عينا يشرب بها عباد الله } وقال [ 63 الفرقان ] : { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا } ومثل هذا متعدد في القرآن
وبها نعت كل من اصطفاه من خلقه كقوله تعالى [ 45 ص ] : { واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار * إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار } وقوله { واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب } وقال عن سليمان [ 30 ص ] : { نعم العبد إنه أواب } وعن أيوب [ 44 ص ] : { نعم العبد } وقال [ 41 ص ] : { واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه } وقال عن نوح عليه السلام [ 3 الإسراء ] : { ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا } وقال [ أول سورة الإسراء ] : { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا } وقال [ 19 الجن ] : { وأنه لما قام عبد الله يدعوه } وقال [ 23 البقرة ] : { وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا } وقال { فأوحى إلى عبده ما أوحى } وقال [ 6 الإنسان ] : { عينا يشرب بها عباد الله } وقال [ 63 الفرقان ] : { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا } ومثل هذا متعدد في القرآن
(1/28)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة
إذا تبين لك ذلك فمعلوم أن الناس في هذا الباب يتفاضلون فيه تفاضلا عظيما وهو تفاضلهم في حقيقة الإيمان وهم ينقسمون فيه إلى عام وخاص ولهذا كانت ربوبية الرب سبحانه لهم فيها عموم وخصوص وضروب ولهذا كان الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتفش إذا أعطى رضى وإذا منع سخط ] فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدرهم وعبد الدينار وعبد القطيفة وعبد الخميصة وذكر ما فيه ما هو دعاء وخبر وهو قوله : [ تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتفش ] والنقش إخراج الشوكة من الرجل والمنقاش ما يخرج به الشوكة وهذه حال من إذا أصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكونه تعس وانتكس فلا نال المطلوب ولا خلص من المكروه وهذه حال من عبد المال وقد وصف ذلك بأنه إذا أعطى رضى وإن منع سخط كما قال تعالى [ 58 التوبة ] : { ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون } فرضاهم لغير الله وسخطهم لغير الله وهكذا حال من كان متعلقا برئاسة أو بصورة - ونحو ذلك من أهواء نفسه - إن حصل له رضى وإن لم يحصل له سخط فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له إذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته فما استرق القلب واستعبده فهو عبده ولهذا يقال :
( العبد حر ما قنع ... والحر عبد ما طمع ) وقال الشاعر :
( اطلعت مطامعى فاستعبدنى ولو أنى قنعت لكنت حرا )
ويقال : الطمع غل في العنق وقيد في الرجل فإذا زال الغل من العنق زال القيد من الرجل
إذا تبين لك ذلك فمعلوم أن الناس في هذا الباب يتفاضلون فيه تفاضلا عظيما وهو تفاضلهم في حقيقة الإيمان وهم ينقسمون فيه إلى عام وخاص ولهذا كانت ربوبية الرب سبحانه لهم فيها عموم وخصوص وضروب ولهذا كان الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتفش إذا أعطى رضى وإذا منع سخط ] فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدرهم وعبد الدينار وعبد القطيفة وعبد الخميصة وذكر ما فيه ما هو دعاء وخبر وهو قوله : [ تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتفش ] والنقش إخراج الشوكة من الرجل والمنقاش ما يخرج به الشوكة وهذه حال من إذا أصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكونه تعس وانتكس فلا نال المطلوب ولا خلص من المكروه وهذه حال من عبد المال وقد وصف ذلك بأنه إذا أعطى رضى وإن منع سخط كما قال تعالى [ 58 التوبة ] : { ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون } فرضاهم لغير الله وسخطهم لغير الله وهكذا حال من كان متعلقا برئاسة أو بصورة - ونحو ذلك من أهواء نفسه - إن حصل له رضى وإن لم يحصل له سخط فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له إذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته فما استرق القلب واستعبده فهو عبده ولهذا يقال :
( العبد حر ما قنع ... والحر عبد ما طمع ) وقال الشاعر :
( اطلعت مطامعى فاستعبدنى ولو أنى قنعت لكنت حرا )
ويقال : الطمع غل في العنق وقيد في الرجل فإذا زال الغل من العنق زال القيد من الرجل
(1/29)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
قال عمر : الطمع فقر وإذا يئس المرء من شيء استغنى عنه
وروي عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال : الطمع فقر واليأس غنى وإن أحدكم إذا يئس من شئ استغنى عته وهذا أمر يجده الإنسان من نفسه فإن الأمر الذي ييأس منه لا يطلبه ولا يطمع به فلا يبقى قلبه فقيرا إليه ولا إلى من يفعله وأما إذا طمع في أمر من الأمور رجاء وتعلق قلبه به فصار فقيرا إلى حصوله وإلى من يظن أنه سبب في حصوله وهذا في المال والجاه والصور وغير ذلك قال الخليل صلى الله عليه وسلم [ 17 العنكبوت ] : { فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له }
لا تحل المسألة إلا لذى غرم مفظع أو دم موجع أو فقر مدقع
فالعبد لا بد له من رزق وهو محتاج إلى ذلك فإذا طلب رزقه من الله صار عبدا لله فقيرا له وإذا طلبه من مخلوق صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا له ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الأصل وإنما أبيحت للضرورة وفي النهى عنها أحاديث كثيرة في الصحاح والسنن والمسانيد كقوله صلى الله عليه وسلم : [ لا تزال المسألة بأحدكم حتى يأتى يوم القيامة وليس في وجهه مزعه لحم ] وقوله : [ من سأل الناس وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا أو خموشا أو كدوحا في وجهه ] وقوله : [ لا تحل المسألة إلا لذى غرم مفظع أو دم موجع أو فقر مدقع ] وهذا المعنى في الصحيح وفيه أيضا : [ لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ] وقال : [ ما أتاك من هذا المال وأنت غير سائل ولا مستشرف فخذه ومالا فلا تتبعه نفسك ] فكره أخذه من سؤال اللسان واستشراف القلب وقال في الحديث الصحيح : [ من يستغن يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ] وأوصى خواص أصحابه أن لا يسألوا الناس شيئا أصلا
وروي عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال : الطمع فقر واليأس غنى وإن أحدكم إذا يئس من شئ استغنى عته وهذا أمر يجده الإنسان من نفسه فإن الأمر الذي ييأس منه لا يطلبه ولا يطمع به فلا يبقى قلبه فقيرا إليه ولا إلى من يفعله وأما إذا طمع في أمر من الأمور رجاء وتعلق قلبه به فصار فقيرا إلى حصوله وإلى من يظن أنه سبب في حصوله وهذا في المال والجاه والصور وغير ذلك قال الخليل صلى الله عليه وسلم [ 17 العنكبوت ] : { فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له }
لا تحل المسألة إلا لذى غرم مفظع أو دم موجع أو فقر مدقع
فالعبد لا بد له من رزق وهو محتاج إلى ذلك فإذا طلب رزقه من الله صار عبدا لله فقيرا له وإذا طلبه من مخلوق صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا له ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الأصل وإنما أبيحت للضرورة وفي النهى عنها أحاديث كثيرة في الصحاح والسنن والمسانيد كقوله صلى الله عليه وسلم : [ لا تزال المسألة بأحدكم حتى يأتى يوم القيامة وليس في وجهه مزعه لحم ] وقوله : [ من سأل الناس وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا أو خموشا أو كدوحا في وجهه ] وقوله : [ لا تحل المسألة إلا لذى غرم مفظع أو دم موجع أو فقر مدقع ] وهذا المعنى في الصحيح وفيه أيضا : [ لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ] وقال : [ ما أتاك من هذا المال وأنت غير سائل ولا مستشرف فخذه ومالا فلا تتبعه نفسك ] فكره أخذه من سؤال اللسان واستشراف القلب وقال في الحديث الصحيح : [ من يستغن يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ] وأوصى خواص أصحابه أن لا يسألوا الناس شيئا أصلا
(1/30
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
عبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب
فالحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب كما أن الغنى غنى القلب [ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس ] وهذا لعمري إذا كان قد استبعد قلبه صورة مباحة فإما من استعبد قلبه صورة محرمة امرأة أو صبي فهذا هو العذاب الذي لا ثوب فيه وهؤلاء من أقل الناس ثوابا وأعظمهم عذابا فإن العاشق لصورة إذا بقي متعلقا بها متعبدا بها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لم يحصه إلا رب العباد ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى فداوم تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة أشد ضررا عليه ممن فعل ذنبا ثم يتوب منه ويزول أثره من قلبه وهؤلاء بالسكارى والمجانين كما قيل :
( سكران سكر هوى وسكر مدامة ومتى إفاقة من به سكران ) وقيل في آخر ( قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم ... العشق أعظم مما بالمجانين )
( العشق لا يستفيق الدهر صاحبه وإنما يصرع المجنون في حين )
ومن أعظم هذا البلاء إعراض القلب عن الله فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن شيء قط عنده أحلى من ذلك ولا أطيب ولا ألذ
فالحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب كما أن الغنى غنى القلب [ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس ] وهذا لعمري إذا كان قد استبعد قلبه صورة مباحة فإما من استعبد قلبه صورة محرمة امرأة أو صبي فهذا هو العذاب الذي لا ثوب فيه وهؤلاء من أقل الناس ثوابا وأعظمهم عذابا فإن العاشق لصورة إذا بقي متعلقا بها متعبدا بها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لم يحصه إلا رب العباد ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى فداوم تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة أشد ضررا عليه ممن فعل ذنبا ثم يتوب منه ويزول أثره من قلبه وهؤلاء بالسكارى والمجانين كما قيل :
( سكران سكر هوى وسكر مدامة ومتى إفاقة من به سكران ) وقيل في آخر ( قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم ... العشق أعظم مما بالمجانين )
( العشق لا يستفيق الدهر صاحبه وإنما يصرع المجنون في حين )
ومن أعظم هذا البلاء إعراض القلب عن الله فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن شيء قط عنده أحلى من ذلك ولا أطيب ولا ألذ
(
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
والإنسان لا يترك محبوبا إلا بمحبوب آخر يكون أحب إليه منه أو خوفا من مكروه فالحب الفاسد إنما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح أو بالخوف من الضرر قال تعالى في حق يوسف عليه السلام [ 24 يوسف ] : { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصورة والتعلق بها ويصرف عنه الفحشاء بإخلاص لله ولهذا يكون قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله والإخلاص بغلبة نفسه على اتباع هواها فإذا ذاق طعم الإخلاص وقوى في قلبه انقهر له هواه بلا علاج قال الله تعالى [ 45 العنكبوت ] : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر } فإن في الصلاة دفعا للمكروه وهو الفحشاء والمنكر وفيها تحصيل المحبوب وهو ذكر الله وحصول هذا المحبوب أكبر من دفع ذلك المكروه فإن ذكر الله وعبادة القلب لله مقصودة لذاتها
فأما اندفاع الشر عنه فهو مقصود لغيره في سبيل التبع والقلب خلق يحب الحق ويريده ويطلبه فلما عرضت له إرادة الشر طلب دفع ذلك فإنه يفسد القلب كما يفسد الزرع بما ينبت فيه من الدغل
فأما اندفاع الشر عنه فهو مقصود لغيره في سبيل التبع والقلب خلق يحب الحق ويريده ويطلبه فلما عرضت له إرادة الشر طلب دفع ذلك فإنه يفسد القلب كما يفسد الزرع بما ينبت فيه من الدغل
(1/32
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
ولهذا قال تعالى [ 9 الشمس ] : { قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها } وقال [ 14 الأعلى ] : { قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى } وقال تعالى [ 30 النور ] : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم } وقال تعالى [ 21 النور ] : { ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا } فجعل سبحانه غض البصر وحفظ الفرج هو أزكى للنفس وبين أن ترك الفواحش من زكاة النفوس وزكاة النفوس تتضمن زوال جميع الشرور من الفواحش والظلم والشرك والكذب وغير ذلك وكذلك طالب الرياسة والعلو في الأرض قلبه رقيق لمن يعينه عليها ولو كان في الظاهر مقدمهم والمطاع فيهم فهو في الحقيقة يرجوهم ويخافهم فيبذل لهم الأموال والولايات ويعفوا عنهم ليطيعوه ويعينوه فهو في الظاهر رئيس مطاع وفي الحقيقة عبد مطيع لهم والتحقيق أن كلاهما فيه عبودية للآخر وكلاهما تارك لحقيقة عبادة الله وإذا كان تعاونهما على العلو في الأرض بغير الحق كانا بمنزلة المتعاونين على الفاحشة أو قطع الطريق فكل واحد من الشخصين هواه الذي استعبده واستقه للآخر وهكذا أيضا طالب المال فإن ذلك يستعبده ويسترقه
وهذه الأمور نوعان : منها ما يحتاج إليه العبد كما يحتاج إلى طعامه وشرابه ومسكنه ومنكحه ونحو ذلك فهذا يطلبه من الله ويرغب إليه فيه فيكون المال عنده يستعمله في حاجاته بمنزلة حماره الذي يركبه وبساطه الذي يجلس عليه بل بمنزلة الكنيف الذي يقضى فيه حاجته من غير أن يستعبده فيكون هلوعا إذا مسه الخير منوعا
وهذه الأمور نوعان : منها ما يحتاج إليه العبد كما يحتاج إلى طعامه وشرابه ومسكنه ومنكحه ونحو ذلك فهذا يطلبه من الله ويرغب إليه فيه فيكون المال عنده يستعمله في حاجاته بمنزلة حماره الذي يركبه وبساطه الذي يجلس عليه بل بمنزلة الكنيف الذي يقضى فيه حاجته من غير أن يستعبده فيكون هلوعا إذا مسه الخير منوعا
(1/33
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
ومنها ما لا يحتاج إليه العبد فهذه لا ينبغي له أن يعلق قلبه بها فإذا تعلق قلبه بها صار مستعبدا لها وربما صار معتمد على غير الله فيها فلا يبقى معه حقيقة العبادة لله ولا حقيقة التوكل عليه بل فيه شعبة من العبادة لغير الله وشعبة من التوكل على غير الله وهذا من أحق الناس بقوله صلى الله عليه وسلم : [ تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة ] وهذا هو عبد لهذه الأمور ولو طلبها من الله فإن الله إذا أعطاه إياها رضى وإن منعه إياها سخط وإنما عبد الله من يرضيه ما يرضى الله ويسخطه ما يسخط الله ويحب ما أحب الله ورسوله ويبغض ما أبغضه الله ورسوله ويوالى أولياء الله ويعادى أعداءه وهذا الذي استكمل الإيمان كما في الحديث : [ من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ] وقال : [ أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ]
(1/34
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
قال أبوبكر الصديق : أمرني خليلي أن لا أسأل الناس شيئا
وفي المسند [ أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يسقط من يده الشيء فلا يقول لأحد ناولني إياه ويقول : إن خليلي أمرني أن لا أسأل الناس شيئا ] وفي صحيح مسلم وغيره [ أن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم بايعه في طائفة وأسر إليهم كلمة خفية أن لا يسألوا الناس شيئا فكان بعض أولئك النفر ليسقط السوط من يد أحدهم فلا يقول لأحج ناولني إياه ] وقد دلت النصوص على الأمر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع كقوله [ 7 { ألم نشرح } ] : { فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب } وقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس [ إذا سألت فأسال الله واذا استعنت فاستعن بالله ] ومنه قول الخليل عليه السلام [ 17 العنكبوت ] { فابتغوا عند الله الرزق } ولم يقل فابتغوا الرزق عند الله لأن تقديم الظرف يشعر بالإختصاص والحصر كأنه قال لا تبتغوا الرزق إلا عند الله وقد قال تعالى [ 32 النساء ] { واسألوا الله من فضله } والإنسان لابد له من حصول ما يحتاج إليه من الرزق ونحوه ومن دفع ما يضره وكلا الأمرين شرع له أن يكون دعاؤه لله فله يسأل وإليه يشتكي كما قال يعقوب [ 86 يوسف ] { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله }
والله تعالى ذكر في القرآن الهجر الجميل والصبر الجميل وقد قيل إن الهجر الجميل هو الهجر بلا أذى والصفح بلا معاتبة والصبر الجميل صبر بلا شكوى إلى المخلوق
ولهذا قرئ على أحمد بن حنبل حتى مات
وأما الشكوى إلى الخالق سبحانه فلا تنافي الصبر الجميل فإن يعقوب عليه السلام قال [ 18 83 يوسف ] { فصبر جميل } وقال [ 86 يوسف ] : { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في الفجر بسورة يونس ويوسف والنحل فمر بهذه الآي فبكى حتى سمع نشيجه من آخر الصفوف
وفي المسند [ أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يسقط من يده الشيء فلا يقول لأحد ناولني إياه ويقول : إن خليلي أمرني أن لا أسأل الناس شيئا ] وفي صحيح مسلم وغيره [ أن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم بايعه في طائفة وأسر إليهم كلمة خفية أن لا يسألوا الناس شيئا فكان بعض أولئك النفر ليسقط السوط من يد أحدهم فلا يقول لأحج ناولني إياه ] وقد دلت النصوص على الأمر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع كقوله [ 7 { ألم نشرح } ] : { فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب } وقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس [ إذا سألت فأسال الله واذا استعنت فاستعن بالله ] ومنه قول الخليل عليه السلام [ 17 العنكبوت ] { فابتغوا عند الله الرزق } ولم يقل فابتغوا الرزق عند الله لأن تقديم الظرف يشعر بالإختصاص والحصر كأنه قال لا تبتغوا الرزق إلا عند الله وقد قال تعالى [ 32 النساء ] { واسألوا الله من فضله } والإنسان لابد له من حصول ما يحتاج إليه من الرزق ونحوه ومن دفع ما يضره وكلا الأمرين شرع له أن يكون دعاؤه لله فله يسأل وإليه يشتكي كما قال يعقوب [ 86 يوسف ] { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله }
والله تعالى ذكر في القرآن الهجر الجميل والصبر الجميل وقد قيل إن الهجر الجميل هو الهجر بلا أذى والصفح بلا معاتبة والصبر الجميل صبر بلا شكوى إلى المخلوق
ولهذا قرئ على أحمد بن حنبل حتى مات
وأما الشكوى إلى الخالق سبحانه فلا تنافي الصبر الجميل فإن يعقوب عليه السلام قال [ 18 83 يوسف ] { فصبر جميل } وقال [ 86 يوسف ] : { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في الفجر بسورة يونس ويوسف والنحل فمر بهذه الآي فبكى حتى سمع نشيجه من آخر الصفوف
(
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
ومن دعاء موسى عليه السلام ( اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك ) وفي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل به أهل الطائف ما فعلوا : [ اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضفين وأنت ربي اللهم إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري ؟ أن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي سخطك أو يحل علي غضبك لك العتبى حتى ترضى فلا حول ولا قوة إلا بك ] وفي بعض الروايات : [ ولا حول ولا قوة إلا بك ] وكلما قوى طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له ويأسه منه يوجب غناء قلبه عنه ـ كما إلى من شئت تكن أسيره ـ فكذلك طمع العبد في ربه ورجاؤه له يوجب عبوديته له وإعراض قلبه عن الطلب من الله والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله لا سيما من كان يرجو المخلوق ولايرجو الخالق بحبث يكون قلبه معتمدا إما على رياسته وجنوده وأتباعه ومماليكه وإما على أهله وأصدقائه وإنما على أمواله وذخائره وإما على ساداته وكبارئه كمالكه وملكه وشيخه ومخدومه وغيرهم ممن هو قد مات أو يموت قال تعالى [ 58 الفرقان ] : { وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا }
(1/36)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
وكل من علق قلبه بالمخلوقين أن ينصروه أويرزقوه أو يهدوه خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك وإن كان في الظاهر أميرا لهم مديرا لهم متصرفا بهم فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له يبقى قلبه أسيرا لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد وهو في الظاهر سيدها لأنه زوجها وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها لا سيما إذا درت بكفقرة إليها وعشقه لها وأنه لا يعتاض عنها بغيرها فإنها تحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه بل أعظم فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن فإن من استبعد بدنه استرق وأسر لا يبالي إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقا مستعبدا لغير الله فهذا هو الذل والأسر المحض والعبودية لما استعبد القلب وعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب فإن المسلم لوأسره كافر أواسترقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك إذا كان قائما بما يقدر عليه من الواجبات ومن استعبد بحق إذا أدى حق الله وحق مواليه له أجران ولو أكره على التكلم بالكفر فتكلم به وقلبه مطمئن بالإيمان لم يضره ذلك وأما من استعبد قلبه فصار عبدا لغير الله فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس
(1/37
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : [ ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذا أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ] فهذا وافق ربه فيما يحبه وما يكرهه فكان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأحب المخلوق لله لا آخر فكان هذا من تمام حبه لله فإن محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب فإذا أحب أنبياء الله وأولياءه لأجل قيامهم بمحبوبات الحق لا لشيء آخر فقد أحبهم الله لا لغيره وقد قال تعالى [ 54 المائدة ] : { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } ولهذا قال الله تعالى [ 31 آل عمران ] : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } فإن الرسول يأمر بما يحبه الله وينهى عما يبغضه ويفعل ما يحبه الله ويخبر بما يحب الله التصديق به فمن كان محبا لله لزم أن يتبع الرسول فيصدقه فيما أخبره ويطيعه فيما أمر ويتأسى به فيما فعل ومن فعل هذا فقد فعل ما يحبه الله فيحبه الله تعالى فجعل الله لأهل محبته علامتين : اتباع الرسول والجهاد في سبيله وذلك لأن الجهاد حقيقة الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان وقد قال تعالى [ 24 التوبة ] : { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره } فتوعد من كان أهله وماله أحب إليه من الله ورسوله والجهاد في سبيله بهذا الوعيد بل قد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ والذي نفسى بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ] وفي الصحيح [ أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال له : يا رسول الله لأنت أحب ألي من كل
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : [ ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذا أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ] فهذا وافق ربه فيما يحبه وما يكرهه فكان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأحب المخلوق لله لا آخر فكان هذا من تمام حبه لله فإن محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب فإذا أحب أنبياء الله وأولياءه لأجل قيامهم بمحبوبات الحق لا لشيء آخر فقد أحبهم الله لا لغيره وقد قال تعالى [ 54 المائدة ] : { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } ولهذا قال الله تعالى [ 31 آل عمران ] : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } فإن الرسول يأمر بما يحبه الله وينهى عما يبغضه ويفعل ما يحبه الله ويخبر بما يحب الله التصديق به فمن كان محبا لله لزم أن يتبع الرسول فيصدقه فيما أخبره ويطيعه فيما أمر ويتأسى به فيما فعل ومن فعل هذا فقد فعل ما يحبه الله فيحبه الله تعالى فجعل الله لأهل محبته علامتين : اتباع الرسول والجهاد في سبيله وذلك لأن الجهاد حقيقة الاجتهاد في حصول ما يحبه الله من الإيمان والعمل الصالح ومن دفع ما يبغضه الله من الكفر والفسوق والعصيان وقد قال تعالى [ 24 التوبة ] : { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره } فتوعد من كان أهله وماله أحب إليه من الله ورسوله والجهاد في سبيله بهذا الوعيد بل قد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ والذي نفسى بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ] وفي الصحيح [ أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال له : يا رسول الله لأنت أحب ألي من كل
(1/38)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
شيء إلا نفسى فقال لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك قال : فو الله لأنت أحب ألي من نفسي فقال : الآن يا عمر ]
فحقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب وهو موافقته في حبه ما يحب وبغض ما يبغض والله يحب الإيمان والتقوى ويبغض الفسوق والعصيان ومعلوم أن الحب يحرك إرادة القلب وكلما قويت المحبة في القلب طلب فعل المحبوبات فإذا كانت المحبة تامة استلزمت إرادة جازمة في حصول المحبوبات فإذا كان العبد قادر عليها حصلها وإن كان عاجزا عنها ففقد ما يقدر عليه من ذلك كان له كأجر الفاعل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ من دعا إلى هدى كان له مكن الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ] وقال [ إن بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم قالوا : وهم بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة حبسهم العذر ]
فحقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب وهو موافقته في حبه ما يحب وبغض ما يبغض والله يحب الإيمان والتقوى ويبغض الفسوق والعصيان ومعلوم أن الحب يحرك إرادة القلب وكلما قويت المحبة في القلب طلب فعل المحبوبات فإذا كانت المحبة تامة استلزمت إرادة جازمة في حصول المحبوبات فإذا كان العبد قادر عليها حصلها وإن كان عاجزا عنها ففقد ما يقدر عليه من ذلك كان له كأجر الفاعل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ من دعا إلى هدى كان له مكن الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ] وقال [ إن بالمدينة رجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم قالوا : وهم بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة حبسهم العذر ]
(1/39)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
الجهاد بذل القدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق
والجهاد هو بذل الوسع والقدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه ومعلوم أن المحبوبات لا تنال غالبا إلا باحتمال المكروهات سواء كانت محبة صالحة أو فاسدة فالمحبون للرياسة والمال والصور لا ينالون مطالبهم ألا بضرر يلحقهم في الدنيا مع ما يصيبهم من الضرر في الدنيا والآخرة فالمحب لله ورسوله إذا لم يحتمل ما يرى ذو الرأى من المحبين لغير الله في حصول محبوبهم دل ذلك على ضعف محبته لله إذا كان ما سلكه أولئك هو الطريق الذي يسير به العاقل ومن المعلوم أن المؤمن أشد حبا لله قال تعالى [ 165 البقرة ] : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } نعم قد يسلك المحب لضعف عقله وفساد تصوره طريقا لا يحصل بها المطلوب فمثل هذه الطريق لا تحمد إذا كانت المحبة صالحة محمودة فكيف إذا كانت المحبة فاسدة والطريق غير موصل كما يفعله المتهورون في طلب الرياسة والمال والصور في حب أمور توجب لهم ضررا ولا تحصل لهم مقصودا وإنما المقصود الطرق التي يسلكها العاقل لحصول مطلوبه
كلما ازداد القلب حبا لله ازداد عبودية له وحرية عما سواه
إذا تبين هذا فكلما ازداد القلب حبا لله ازداد له عبودية وحرية عما سواه وكلما ازداد له عبودية ازداد له حبا وحرية عما سواه
والقلب فقير بالذل إلى الله من جهتين : من جهة العبادة والعلة الغائية ومن جهة الاستعانة والتوكل وهي العلة الفاعلية فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا سير ولا يلتذ ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه والإنابة إليه ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن إذ فيه فقر ذاتى إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة
والجهاد هو بذل الوسع والقدرة في حصول محبوب الحق ودفع ما يكرهه الحق فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه ومعلوم أن المحبوبات لا تنال غالبا إلا باحتمال المكروهات سواء كانت محبة صالحة أو فاسدة فالمحبون للرياسة والمال والصور لا ينالون مطالبهم ألا بضرر يلحقهم في الدنيا مع ما يصيبهم من الضرر في الدنيا والآخرة فالمحب لله ورسوله إذا لم يحتمل ما يرى ذو الرأى من المحبين لغير الله في حصول محبوبهم دل ذلك على ضعف محبته لله إذا كان ما سلكه أولئك هو الطريق الذي يسير به العاقل ومن المعلوم أن المؤمن أشد حبا لله قال تعالى [ 165 البقرة ] : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } نعم قد يسلك المحب لضعف عقله وفساد تصوره طريقا لا يحصل بها المطلوب فمثل هذه الطريق لا تحمد إذا كانت المحبة صالحة محمودة فكيف إذا كانت المحبة فاسدة والطريق غير موصل كما يفعله المتهورون في طلب الرياسة والمال والصور في حب أمور توجب لهم ضررا ولا تحصل لهم مقصودا وإنما المقصود الطرق التي يسلكها العاقل لحصول مطلوبه
كلما ازداد القلب حبا لله ازداد عبودية له وحرية عما سواه
إذا تبين هذا فكلما ازداد القلب حبا لله ازداد له عبودية وحرية عما سواه وكلما ازداد له عبودية ازداد له حبا وحرية عما سواه
والقلب فقير بالذل إلى الله من جهتين : من جهة العبادة والعلة الغائية ومن جهة الاستعانة والتوكل وهي العلة الفاعلية فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا سير ولا يلتذ ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه والإنابة إليه ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن إذ فيه فقر ذاتى إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة
(1/40)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
وهذا لا يحصل إلا باعانة الله له لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله فهو دائما مفتقر إلى حقيقة { إياك نعبد وإياك نستعين } فإنه لو أعين على حصول ما يحبه ويطلبه ويشتهيه ويريده ولم يحصل له عبادة الله بحيث يكون هو غاية مراده ونهاية مقصوده وهو المحبوب له بالقصد الأول وكل ما سواه فإنه يحبه لأجله لا يحب شيئا لذاته إلا الله فمتى لم يحصل له هذا لم يكن قد حقق حقيقة ( لا إله إلا الله ) ولا حقق التوحيد والعبودية والمحبة وكان فيه من النقص والعيب بل ومن الآلام والحسرة والعذاب بحسب ذلك ولو سعى في هذا المطلوب فلم يكن مستعينا بالله متوكلا على الله مفتقرا إليه في حصوله لم يحصل له فإن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فهو مفتقر إلى الله من حيث هو المطلوب المحبوب المراد المعبود ومن حيث هو المسئول المستعان به المتوكل عليه فهو إلهه لا إله له غيره وهو ربه لا رب له سواه ولا تتم عبوديته لله إلا بهذين فمتى كان محبا لغير الله لذاته أو ملتفتا إلى غير الله أنه يعينه كان عبدا لما أحبه وعبدا لما رجاه بحسب حبه له ورجائه إياه وإذا لم يحب لذاته إلا الله وكل ما أحبه سواه فإنما أحبه له ولم يرج قط شيئا إلا الله وإذا فعل ما فعل من الأسباب أو حصل ما حصل منها كان شاهدا أن الله هو الذى خلقها وقدرها وأن كل من في السماوات والأرض فالله ربه ومليكه وخالقه وهو فقير إليه كان قد حصل من تمام عبوديته لله بحسب ما قسم له من ذلك
والناس في هذا على درجات متفاوتة لا يحصى طرقها إلا الله فأكمل الخلق وأفضلهم وأعلاهم وأقربهم إلى الله وأقواهم وأهداهم أتمهم عبودية لله من هذا الوجه
والناس في هذا على درجات متفاوتة لا يحصى طرقها إلا الله فأكمل الخلق وأفضلهم وأعلاهم وأقربهم إلى الله وأقواهم وأهداهم أتمهم عبودية لله من هذا الوجه
(1/41
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
حقيقة الإسلام أن يستسلم المسلم لله لا لغيره فالمستسلم له ولغيره مشرك والممتنع عن الإسلام مشرك
وهذا هو حقيقة دين الإسلام الذي أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه وهو أن يستسلم العبد لله لا لغيره فالمستسلم له ولغيره مشرك والممتنع عن الاستسلام له مستكبر
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : [ أن الجنة لا يدخلها من في قلبه مثقال ذرة من كبر ] كما أن النار لا يدخلها من في قلبه مثقال ذرة من إيمان فجعل الكبر مقابل الإيمان فإن الكبر ينافى حقيقة العبودية كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ يقول الله : العظمة إزارى والكبرياء ردائى فمن نازعنى واحدا منهما عذبته ] فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية والكبرياء أعلى من العظمة ولهذا جعلها بمنزلة الرداء كما جعل العظمة بمنزلة الإزار
ولهذا كان شعار الصلاة والأذان والأعياد هو التكبير وكان مستحبا في الأمكنة العالية كالصفا والمروة وإذا علا الإنسان شرفا أو ركب دابة أو نحو ذلك وبه يطفأ الحريق وإن عظم وعند الأذان يهرب الشيطان قال الله تعالى [ 60 غافر ] : { ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين }
وكل من استكبر عن عبادة الله لا بد أن يعبد غير الله فإن الإنسان حساس متحرك بالإرادة
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ أصدق الأسماء حارث وهمام ] والحارث الكاسب الفاعل والهمام فعال من الهم والهم أول الإرادة فالإنسان له إرادة دائما وكل إرادة فلا بد لها من مراد تنتهى إليه فلا بد لكل عبد من مراد محبوب هو منتهى حبه وإرادته فمن لم يكن الله معبوده ومنتهى حبه وإرادته بل استكبر عن ذلك فلا بد أن له مراد محبوب يستعبده غير الله فيكون عبدا لذلك المراد المحبوب إما المال والجاه وإما الصور وإما ما يتخذه إلها من دون الله كالشمس والقمر والكواكب والأوثان وقبور الأنبياء والصالحين أو من الملائكة والأنبياء الذين يتخذهم أربابا أو غير ذلك مما عبد من دون الله
الاستقراء يدل على أنه كلما كان الرجل أعظم استكبارا عن عبادة الله كان أعظم إشراكا بالله
وهذا هو حقيقة دين الإسلام الذي أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه وهو أن يستسلم العبد لله لا لغيره فالمستسلم له ولغيره مشرك والممتنع عن الاستسلام له مستكبر
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : [ أن الجنة لا يدخلها من في قلبه مثقال ذرة من كبر ] كما أن النار لا يدخلها من في قلبه مثقال ذرة من إيمان فجعل الكبر مقابل الإيمان فإن الكبر ينافى حقيقة العبودية كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ يقول الله : العظمة إزارى والكبرياء ردائى فمن نازعنى واحدا منهما عذبته ] فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية والكبرياء أعلى من العظمة ولهذا جعلها بمنزلة الرداء كما جعل العظمة بمنزلة الإزار
ولهذا كان شعار الصلاة والأذان والأعياد هو التكبير وكان مستحبا في الأمكنة العالية كالصفا والمروة وإذا علا الإنسان شرفا أو ركب دابة أو نحو ذلك وبه يطفأ الحريق وإن عظم وعند الأذان يهرب الشيطان قال الله تعالى [ 60 غافر ] : { ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين }
وكل من استكبر عن عبادة الله لا بد أن يعبد غير الله فإن الإنسان حساس متحرك بالإرادة
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ أصدق الأسماء حارث وهمام ] والحارث الكاسب الفاعل والهمام فعال من الهم والهم أول الإرادة فالإنسان له إرادة دائما وكل إرادة فلا بد لها من مراد تنتهى إليه فلا بد لكل عبد من مراد محبوب هو منتهى حبه وإرادته فمن لم يكن الله معبوده ومنتهى حبه وإرادته بل استكبر عن ذلك فلا بد أن له مراد محبوب يستعبده غير الله فيكون عبدا لذلك المراد المحبوب إما المال والجاه وإما الصور وإما ما يتخذه إلها من دون الله كالشمس والقمر والكواكب والأوثان وقبور الأنبياء والصالحين أو من الملائكة والأنبياء الذين يتخذهم أربابا أو غير ذلك مما عبد من دون الله
الاستقراء يدل على أنه كلما كان الرجل أعظم استكبارا عن عبادة الله كان أعظم إشراكا بالله
(1/42)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
وإذا كان عبدا لغير الله يكون مشركا وكل مستكبر فهو مشرك ولهذا كان فرعون من أعظم الخلق استكبارا عن عبادة الله وكان مشركا قال الله تعالى [ 23 - 35 غافر ] : { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب * فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال * وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد * وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب } إلى قوله { ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا } - إلى قوله - { كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار } وقال تعالى [ 29 العنكبوت ] : { وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين } وقال تعالى [ 4 القصص ] : { إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين } - إلى قوله { فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين * وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين } ومثل هذا في القرآن كثير وقد وصف فرعون بالشرك في قوله [ 127 الأعراف ] : { وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك } بل الاستقراء يدل على أنه كلما كان الرجل أعظم استكبارا عن عبادة الله كان أعظم إشراكا بالله لأنه كلما استكبر عن عبادة الله ازداد فقره وحاجته إلى المراد المحبوب الذي هو مقصود القلب بالقصد الأول فيكون مشركا بما استعبده من ذلك ولن يستغنى القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ولا يتوكل إلا عليه ولا يفرح إلا بما يحبه ويرضاه ولا يكره إلا ما يبغضه الرب ويكرهه
ولا يوالى إلا من والاه الله ولا يعادى إلا من عاداه الله ولا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله فكلما قوى إخلاص دينه لله كملت عبوديته لله واستغناؤه عن المخلوقات وكمال عبوديته لله يبرئه من الكبر ومن الشرك
ولا يوالى إلا من والاه الله ولا يعادى إلا من عاداه الله ولا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله فكلما قوى إخلاص دينه لله كملت عبوديته لله واستغناؤه عن المخلوقات وكمال عبوديته لله يبرئه من الكبر ومن الشرك
(1/43)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
الشرك غالب على النصارى 31 التوبة والكبر غالب على اليهود 87 البقرة
فالشرك غالب على النصارى والكبر غالب على اليهود قال الله تعالى في النصارى [ 31 التوبة ] : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون } وقال في اليهود [ 87 البقرة ] : { أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون } وقال [ 146 الأعراف ] : { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا }
الكبر مستلزم للشرك والشرك ضد الإسلام وهو الذنب الذي لا يغفره الله
ولما كان الكبر مستلزما للشرك والشرك ضد الإسلام وهو الذنب الذي لا يغفره الله قال الله تعالى [ 116 النساء ] : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا } كان الأنبياء جميعهم مبعوثين بدين الإسلام فهو الدين الذي لا يقبل الله غيره لا من الأولين ولا من الآخرين
فالشرك غالب على النصارى والكبر غالب على اليهود قال الله تعالى في النصارى [ 31 التوبة ] : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون } وقال في اليهود [ 87 البقرة ] : { أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون } وقال [ 146 الأعراف ] : { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا }
الكبر مستلزم للشرك والشرك ضد الإسلام وهو الذنب الذي لا يغفره الله
ولما كان الكبر مستلزما للشرك والشرك ضد الإسلام وهو الذنب الذي لا يغفره الله قال الله تعالى [ 116 النساء ] : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا } كان الأنبياء جميعهم مبعوثين بدين الإسلام فهو الدين الذي لا يقبل الله غيره لا من الأولين ولا من الآخرين
(1/44)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
الأنبياء جميعهم مبعوثون بدين الإسلام وهو الدين الذي لا يقبل الله غيره
قال نوح عليه السلام [ 72 يونس ] : { فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين } وقال تعالى في حق إبراهيم [ 130 البقرة ] : { ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين * إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } وقال يوسف عليه السلام [ 101 يوسف ] : { توفني مسلما وألحقني بالصالحين } وقال موسى عليه السلام [ 84 يونس ] : { يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين * فقالوا على الله توكلنا } وقال تعالى [ 44 المائدة ] : { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا } وقالت بلقيس [ 44 النمل ] : { رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين } وقال تعالى [ 111 المائدة ] : { وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون } وقد قال تعالى [ 196 آل عمران ] : { إن الدين عند الله الإسلام } وقال تعالى [ 85 آل عمران ] : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } وقال تعالى [ 83 آل عمران ] : { أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها }
قال نوح عليه السلام [ 72 يونس ] : { فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين } وقال تعالى في حق إبراهيم [ 130 البقرة ] : { ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين * إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } وقال يوسف عليه السلام [ 101 يوسف ] : { توفني مسلما وألحقني بالصالحين } وقال موسى عليه السلام [ 84 يونس ] : { يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين * فقالوا على الله توكلنا } وقال تعالى [ 44 المائدة ] : { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا } وقالت بلقيس [ 44 النمل ] : { رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين } وقال تعالى [ 111 المائدة ] : { وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون } وقد قال تعالى [ 196 آل عمران ] : { إن الدين عند الله الإسلام } وقال تعالى [ 85 آل عمران ] : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } وقال تعالى [ 83 آل عمران ] : { أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها }
(1/45)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
إن الله وإن كان خلق ما خلقه بأسباب فهو خالق السبب والمقدر له وكل ما هو سبب فهو محتاج إلى سبب آخر يعاونه وإلى ما يدفع عنه الضرر الذي يعارضه ويمانعه
فذكر إسلام الكائنات طوعا وكرها لأن المخلوقات جميعها متعبدة له التعبد العام سواء أقر المقر بذلك أو أنكره وهم مدينون مدبرون فهم مسلمون له طوعا وكرها ليس لأحد من المخلوقات خروج عما شاءه وقدره وقضاه ولا حول ولا قوة إلا به وهو رب العالمين ومليكهم يصرفهم كيف شاء وهو خالقهم كلهم وبارئهم ومصورهم وكل ما سواه فهو مربوب مصنوع مفطور مأثور فقير محتاج معبد مقهور وهو الواحد القهار الخالق البارئ المصور وهو وإن كان قد خلق ما خلقه بأسباب فهو خالق السبب والمقدر له وهذا مفتقر إليه كافتقار هذا وليس في المخلوقات سبب مستقل يفعل ولا دفع ضرر بل كل ما هو سبب فهو محتاج إلى سبب آخر يعاونه وإلى ما يدفع عنه الضرر الذي يعارضه ويمانعه وهو سبحانه وحده الغنى عن كل ما سواه ليس له شريك يعاونه ولا ضد يناوئه ويعارضه
فذكر إسلام الكائنات طوعا وكرها لأن المخلوقات جميعها متعبدة له التعبد العام سواء أقر المقر بذلك أو أنكره وهم مدينون مدبرون فهم مسلمون له طوعا وكرها ليس لأحد من المخلوقات خروج عما شاءه وقدره وقضاه ولا حول ولا قوة إلا به وهو رب العالمين ومليكهم يصرفهم كيف شاء وهو خالقهم كلهم وبارئهم ومصورهم وكل ما سواه فهو مربوب مصنوع مفطور مأثور فقير محتاج معبد مقهور وهو الواحد القهار الخالق البارئ المصور وهو وإن كان قد خلق ما خلقه بأسباب فهو خالق السبب والمقدر له وهذا مفتقر إليه كافتقار هذا وليس في المخلوقات سبب مستقل يفعل ولا دفع ضرر بل كل ما هو سبب فهو محتاج إلى سبب آخر يعاونه وإلى ما يدفع عنه الضرر الذي يعارضه ويمانعه وهو سبحانه وحده الغنى عن كل ما سواه ليس له شريك يعاونه ولا ضد يناوئه ويعارضه
(1/46)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
أعظم الظلم الشرك إن الشرك لظلم عظيم
قال تعالى [ 38 الزمر ] : { قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون } وقال تعالى [ 17 الأنعام ] : { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير } قال تعالى عن الخليل [ 79 الأنعام ] : { يا قوم إني بريء مما تشركون * إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين * وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون * وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون * الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون * وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه } وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه : [ أن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله : آينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ فقال إنما هو الشرك ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح : { إن الشرك لظلم عظيم } ] وإبراهيم الخليل إمام الحنفاء المخلصين حيث بعث وقد طبق الأرض دين المشركين قال الله تعالى [ 124 البقرة ] : { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين } فبين أن عهده بالإمامة لا يتناول الظالم فلم يأمر سبحانه أن يكون الظالم إماما
قال تعالى [ 38 الزمر ] : { قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون } وقال تعالى [ 17 الأنعام ] : { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير } قال تعالى عن الخليل [ 79 الأنعام ] : { يا قوم إني بريء مما تشركون * إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين * وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون * وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون * الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون * وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه } وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه : [ أن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله : آينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ فقال إنما هو الشرك ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح : { إن الشرك لظلم عظيم } ] وإبراهيم الخليل إمام الحنفاء المخلصين حيث بعث وقد طبق الأرض دين المشركين قال الله تعالى [ 124 البقرة ] : { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين } فبين أن عهده بالإمامة لا يتناول الظالم فلم يأمر سبحانه أن يكون الظالم إماما
(1/47)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
وأعظم الظلم الشرك قال تعالى [ 120 النحل ] : { إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين } والأمة هو القدوة بفعل الخير الذي يتم به كمال القدوة الذى يقتدى به والله تعالى جعل في ذريته النبوة والكتاب وإنما بعث الأنبياء بعده بملته قال تعالى [ 123 النحل ] : { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين } وقال تعالى [ 68 آل عمران ] : { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين } وقال تعالى [ 67 آل عمران ] : { ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين } وقال تعالى [ 135 البقرة ] : { وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين * قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون }
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم خير البرية فهو أفضل الأنبياء بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو خليل الله
الرافضة أعظم المنتسبين إلى القبلة إشراكا بالبشر
وقد ثبت في الصحيحين من غير وجه أنه قال صلى الله عليه وسلم : [ إن الله اتخذنى خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ] وقال [ لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله ] يعنى نفسه
وقال : [ لا يبقى في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبى بكر ] وقال [ إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إنى أنهاكم عن ذلك ] وكل هذا في الصحيح وفيه أنه قال قبل موته بأيام وذلك من تمام رسالته فإن في ذلك تمام تحقيق مخالته لله تعالى التي أصلها محبة الله تعالى العبد خلافا للجهمية
وفي ذلك تحقيق توحيد الله وأن لا يعبد إلا الله ردا على أشباه المشركين وفيه رد على الرافضة الذين يبخسون الصديق حقه وهم أعظم المنتسبين إلى القبلة إشراكا بالبشر
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم خير البرية فهو أفضل الأنبياء بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو خليل الله
الرافضة أعظم المنتسبين إلى القبلة إشراكا بالبشر
وقد ثبت في الصحيحين من غير وجه أنه قال صلى الله عليه وسلم : [ إن الله اتخذنى خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ] وقال [ لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله ] يعنى نفسه
وقال : [ لا يبقى في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبى بكر ] وقال [ إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إنى أنهاكم عن ذلك ] وكل هذا في الصحيح وفيه أنه قال قبل موته بأيام وذلك من تمام رسالته فإن في ذلك تمام تحقيق مخالته لله تعالى التي أصلها محبة الله تعالى العبد خلافا للجهمية
وفي ذلك تحقيق توحيد الله وأن لا يعبد إلا الله ردا على أشباه المشركين وفيه رد على الرافضة الذين يبخسون الصديق حقه وهم أعظم المنتسبين إلى القبلة إشراكا بالبشر
(1/48)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
لفظ العبودية يتضمن كمال الذل وكمال الحب يقولون : قلب متيم إذا كان متعبدا للمحبوب والتيم التعبد وتيم الله عبده
والخلة هي كمال المحبة المستلزمة من العبد كمال العبودية لله ومن الرب سبحانه كمال الربوبية لعباده الذين يحبهم ويحبونه
ولفظ العبودية يتضمن كمال الذل وكمال الحب فإنهم يقولون قلب متيم إذا كان متعبدا للمحبوب والتيم التعبد وتيم الله عبده وهذا أعلى الكمال حصل لأبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم ولهذا لم يكن له من أهل الأرض خليل إذ الخلة لا تحتمل الشركة فإنه كما قيل في المعنى :
( قد تخللت مسلك الروح منى ... وبذا سمى الخليل خليلا )
بخلاف أصل الحب فإنه [ صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث الصحيح في الحسن وأسامة : اللهم إنى أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما ] [ وسأله عمرو بن العاص : أي الناس أحب إليك ؟ قال عائشة : قال فمن الرجال ؟ قال : أبوها ] [ وقال لعلى رضى الله عنه : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ] وأمثال ذلك كثير
وقد أخبر تعالى أنه يحب المتقين ويحب المحسنين ويحب المقسطين ويحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص وقال [ 54 المائدة ] : { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } فقد أخبر بمحبته لعباده المؤمنين ومحبة المؤمنين له حتى قال [ 165 البقرة ] : { والذين آمنوا أشد حبا لله }
وأما الخلة فخاصة وقول بعض الناس إن محمدا حبيب الله وإبراهيم خليل الله وظنه أن المحبة فوق الخلة قول ضعيف فإن محمدا أيضا خليل الله كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة المستفيضة
وما يروى أن العباس يحشر بين حبيب وخليل وأمثال ذلك كأحاديث موضوعة لا تصلح أن يعتمد عليها
والخلة هي كمال المحبة المستلزمة من العبد كمال العبودية لله ومن الرب سبحانه كمال الربوبية لعباده الذين يحبهم ويحبونه
ولفظ العبودية يتضمن كمال الذل وكمال الحب فإنهم يقولون قلب متيم إذا كان متعبدا للمحبوب والتيم التعبد وتيم الله عبده وهذا أعلى الكمال حصل لأبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم ولهذا لم يكن له من أهل الأرض خليل إذ الخلة لا تحتمل الشركة فإنه كما قيل في المعنى :
( قد تخللت مسلك الروح منى ... وبذا سمى الخليل خليلا )
بخلاف أصل الحب فإنه [ صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث الصحيح في الحسن وأسامة : اللهم إنى أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما ] [ وسأله عمرو بن العاص : أي الناس أحب إليك ؟ قال عائشة : قال فمن الرجال ؟ قال : أبوها ] [ وقال لعلى رضى الله عنه : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ] وأمثال ذلك كثير
وقد أخبر تعالى أنه يحب المتقين ويحب المحسنين ويحب المقسطين ويحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص وقال [ 54 المائدة ] : { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه } فقد أخبر بمحبته لعباده المؤمنين ومحبة المؤمنين له حتى قال [ 165 البقرة ] : { والذين آمنوا أشد حبا لله }
وأما الخلة فخاصة وقول بعض الناس إن محمدا حبيب الله وإبراهيم خليل الله وظنه أن المحبة فوق الخلة قول ضعيف فإن محمدا أيضا خليل الله كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة المستفيضة
وما يروى أن العباس يحشر بين حبيب وخليل وأمثال ذلك كأحاديث موضوعة لا تصلح أن يعتمد عليها
(1/49)
waell- مدير الموقع
- البلد : الشام
العمر : 65
صديقة مقربة : بنت القدس
صديقة مقربة : لمووووش
صديقة : مينيرفا
إبن عم : Dr.abdo
إبنة عم : ام التوت
إبنة أخ : سمورة
إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
أخت : yasmin
عدد الرسائل : 29437
العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
تاريخ التسجيل : 27/09/2007
مستوى النشاط : 65971
تم شكره : 59
محبة الله : محبة ما أحب الله
وقد قدمنا أن محبة الله محبة ما أحب كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال [ ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ] أخبر صلى الله عليه وسلم أن هذه الثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان لأن وجود الحلاوة بالشيء يتبع المحبة له فمن أحب شيئا واشتهاه إذا حصل له مراده فإنه يجد الحلاوة واللذة والسرور بذلك واللذة أمر يحصل عقيب إدراك الملائم - كما يقوله من المتفلسفة والأطباء - فقد غلط في ذلك غلطا بينا فإن الإدراك يتوسط بين اللذة والمحبة فالإنسان مثلا يشتهى الطعام فإذا أكله حصل له عقيب ذلك اللذة فاللذة تتبع النظر إلى الشيء فإذا نظر إليه التذ واللذة التي تتبع النظر ليست نفس النظر وليست هي رؤية الشيء بل تحصل عقيب رؤيته قال تعالى [ 71 الزخرف ] : { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين } وهكذا جميع ما يحصل للنفس من اللذات والألم من فرح أو حزن وأمثال ذلك يحصل بالشعور بالمحبوب أو الشعور بالمكروه وليس نفس الشعور هو الفرح ولا الحزن
فحلاوة الإيمان المتضمنة من اللذة به والفرح ما يجده المؤمن الواجد لحلاوة الإيمان تتبع كمال محبة العبد لله وذلك بثلاثة أمور :
تكميل هذه المحبة وتفريعها ودفع ضدها
فتكملها أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما فإن محبة الله ورسوله لا يكتفى فيها بأصل الحب بل لابد أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما كما تقدم
وتفريعها أن يحب المرء لا يحبه إلا لله
ودفع ضده أن يكره ضد الإيمان أعظم من كراهية الإلقاء في النار
وقد قدمنا أن محبة الله محبة ما أحب كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال [ ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ] أخبر صلى الله عليه وسلم أن هذه الثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان لأن وجود الحلاوة بالشيء يتبع المحبة له فمن أحب شيئا واشتهاه إذا حصل له مراده فإنه يجد الحلاوة واللذة والسرور بذلك واللذة أمر يحصل عقيب إدراك الملائم - كما يقوله من المتفلسفة والأطباء - فقد غلط في ذلك غلطا بينا فإن الإدراك يتوسط بين اللذة والمحبة فالإنسان مثلا يشتهى الطعام فإذا أكله حصل له عقيب ذلك اللذة فاللذة تتبع النظر إلى الشيء فإذا نظر إليه التذ واللذة التي تتبع النظر ليست نفس النظر وليست هي رؤية الشيء بل تحصل عقيب رؤيته قال تعالى [ 71 الزخرف ] : { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين } وهكذا جميع ما يحصل للنفس من اللذات والألم من فرح أو حزن وأمثال ذلك يحصل بالشعور بالمحبوب أو الشعور بالمكروه وليس نفس الشعور هو الفرح ولا الحزن
فحلاوة الإيمان المتضمنة من اللذة به والفرح ما يجده المؤمن الواجد لحلاوة الإيمان تتبع كمال محبة العبد لله وذلك بثلاثة أمور :
تكميل هذه المحبة وتفريعها ودفع ضدها
فتكملها أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما فإن محبة الله ورسوله لا يكتفى فيها بأصل الحب بل لابد أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما كما تقدم
وتفريعها أن يحب المرء لا يحبه إلا لله
ودفع ضده أن يكره ضد الإيمان أعظم من كراهية الإلقاء في النار
(1/50)