من طرف waell الثلاثاء 20 نوفمبر 2012 - 19:04
وفي الحديث عنه، صلى الله عليه وسلم، قال: اللّهم إِني أَعوذ بك من المَأْثَمِ والمَغْرَمِ؛ المَأْثَمُ: الأَمرُ الذي يَأْثَمُ به الإِنسان أَو هو الإِثْمُ نفسهُ، وَضْعاً للمصدر موضع الاسم. وقوله تعالى: لا لَغْوٌ فيها ولا تأْثِيمٌ، يجوز أَن يكون مصدر أَثِمَ، قال ابن سيده: ولم أَسمع به، قال: ويجوز أَن يكون اسماً كما ذهب إِليه سيبويه في التَّنْبيت والتَّمْتين؛ وقال أُمية بن أَبي الصلت:
فلا لَغْوٌ ولا تأْثيمَ فيها، | |
وما فاهُوا به لَهُمُ مُقِيمُ |
والإِثمُ عند بعضهم: الخمر؛ قال الشاعر:
شَرِبْتُ الإِثَمَ حتى ضَلَّ عَقْلي، | |
كذاكَ الإِثمُ تَذْهَبُ بالعُقـولِ |
قال ابن سيده: وعندي أَنه إِنما سمَّهاها إِثْماً لأَن شُرْبها إِثْم، قال: وقال رجل في مجلس أَبي العباس:
نَشْرَبُ الإِثمَ بالصُّواعِ جِهارا، | |
وتَرى المِسْكَ بيننا مُسْتَعارا |
أَي نَتَعاوَره بأَيدينا نشتمُّه، قال: والصُّواعُ الطِّرْجِهالةُ، ويقال: هو المَكُّوكُ الفارسيُّ الذي يَلْتَقِي طَرفاه، ويقال: هو إِناء كان يشرَب فيه المِلك. قال أَبو بكر: وليس الإِثمُ من أَسماء الخمر بمعروف، ولم يصح فيه ثبت صحيح. وأَثِمَتِ الناقة المشي تأْثَمُه إِثْماً: أَبطأَت؛ وهو معنى قول الأَعشى:
جُمالِيَّة تَغْتَلي بالـرِّداف، | |
إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا |
يقال: ناقة آثِمَةٌ ونوق آثِماتٌ أَي مُبْطِئات. قال ابن بري: قال ابن خالويه كذب ههنا خفيفة الذال، قال: وحقها أَن تكون مشدّدة، قال: ولم تجئ مخففة إِلا في هذا البيت، قال: والآثِمات اللاتي يُظنُّ أَنهنَّ يَقْوَيْن على الهَواجِر، فإِذا أَخْلَفْنه فكأَنهنَّ أَثِمْنَ.
أثن
الأُثْنةُ: منبِتُ الطَّلْحِ، وقيل: هي القِطْعةُ من الطَّلْح والأَثْلِ. يقال: هبَطْنا أُثْنةً من طلحٍ ومن أَثْلٍ. ابن الأَعرابي: عِيصٌ من سِدْرٍ، وأُثْنةٌ من طلحٍ، وسلِيلٌ من سَمُر. ويقال للشيء الأَصِيل: أَثِينٌ.
أجأ
أَجَأ على فَعَلٍ بالتحريك: جبلٌ لطيِّءٍ يذكَّر ويؤَنَّث. وهنالك ثلاثةُ أَجبُل: أَجَأ وسَلْمَى والعَوْجَاءُ. وذلك ان أَجَأً اسمُ رجُل تعشَّق سَلْمَى وجمعَتْهما العَوْجاءُ، فهرب أَجأ بسَلمى وذهبَت معهما العوجاءُ، فتبِعهم بعلُ سلمى، فأَدركهم وقتلهم، وصلبَ أَجأً على أَحدِ الأَجْبُلِ، فسمِّيَ أَجأً، وصلب سلمى على الجبل الآخرِ، فسمِّيَ بها، وصلب العوجاءَ على الثالث، فسمِّيَ باسمها. قال:
إذا أَجَأ تَلفَّعتْ بشِـعـافِـهـا | |
عليَّ، وأَمْستْ، بالعماءِ، مُكلَّله |
وأَصْبَحَتِ العَوْجاءُ يَهتَزُّ جِيدُها، | |
كَجِيدِ عَرُوسٍ أَصْبَحَتْ مُتَبَذِّلَه |
وقول أَبي النَّجم:
قدْ حيَّرَتْهُ جِنُّ سَلْمى وأَجا |
أَراد وأَجأ فخفَّف تخفيفاً قياسيّاً، وعامَلَ اللفظ كما أَجاز الخليل رأْساً مع ناس، على غير التخفيف البدَلي، ولكن على معاملة اللفظ، واللفظُ كثيراً ما يراعَى في صناعة العربية. أَلا تَرى أَن موضوعَ ما لا ينصرف على ذلك، وهو عند الأَخفَش على البدل. فأَما قوله:
مِثْل خَناذِيذِ أَجا وصخْرهِ |
فإِنه أَبدل الهمزةَ فقلبها حرف علَّة للضرورة، والخَناذِيذُ رؤُوس الجبال: أَي إِبل مثل قِطع هذا الجبل. الجوهري: أَجأ وسلمى جبلان لطيءٍ يُنْسب إليهما الأَجئِيّون مثل الأَجعِيُّون. ابن الأَعرابي: أَجَأَ إذا فَرَّ.
أجج
الأَجِيجُ: تَلَهُّبُ النار. ابن سيده: الأَجَّةُ والأَجِيجُ صوت النار؛ قال الشاعر:
أَصْرِفُ وَجْهي عن أَجِيج التَّنُّور، | |
كأَنَّ فِيه صوتَ فِيلٍ مَنْـحُـور |
وأَجَّتِ النارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِيجاً إذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها؛ قال:
كأَنَّ تَـرَدُّدَ أَنـفـاسِــهِ | |
أَجِيجُ ضِرامٍ، زفَتْهُ الشَّمَالْ |
وكذلك ائْتَجَّتْ، على افْتَعَلَتْ، وتَأَجَّجَتْ، وقد أَجَّجَها تَأْجيجاً.
وأَجِيجُ الكِيرِ: حفيفُ النار، والفعل كالفعل.
والأَجُوجُ: المضيءُ؛ عن أَبي عمرو، وأَنشد لأَبي ذؤَيب يصف برقاً:
يُضيءُ سَنَاهُ راتِقاً مُتَكَشِّـفـاً، | |
أَغَرَّ، كمصباح اليَهُودِ، أَجُوج |