يهرب الكثيرون من تنظيم ذواتهم وشؤونهم لأنه -كما يعتقدون- يحيل حياتهم إلى أداء رتيب ممل، ولأنه في الوقت نفسه يستهلك حضورهم الذهني وينهك قواهم البدنية حيث يتطلب التخطيط الدقيق واليقظة الدائمة والمتابعة المستمرة والمثابرة المتواصلة. ولكن هل التنظيم بكل هذا السوء؟ دعونا معاً نكتشف أبعاده لنحكم عن قرب.
راحة ومتعة ومنفعة
لا شك أن طلب الراحة والمتعة والمنفعة هدف لكلا الطرفين: المنظمين والفوضويين... يلقي الفوضوي أغراضه كيفما اتفق طلباً للراحة، ويضعها المنظم في مكانها الصحيح للسبب ذاته. يريح الفوضوي ذهنه من التفكير والتخطيط لشؤونه طلباً للراحة، ويشغل المنظم ذهنه بذلك للهدف نفسه.
ولكن بالمقابل يبحث المنظم عن حاجته فيجدها فوراً فيرتاح، ويبحث الفوضوي عنها ساعات أو أياماً أو سنوات وقد لا يجدها بعد ذلك! ويحصد المنظم نتائج تخطيطه بمرور الأعوام، بينما تمر السنوات سريعة على الفوضوي فيفاجأ ببلوغه مرفأ النهاية خالي الوفاض!
تعود النظام تألفه
ليس التنظيم شبحاً جاثماً أو مللاً قاتلاً، وإنما هو أسلوب حياة، فكما يتعود الفوضوي على الفوضى يعتاد المنظم على النظام، ثم تصبح راحة كل منهما فيما اعتاد عليه.
إن اعتياد النظام في تصريف شؤون الحياة يجعلها أكثر سلاسة وانسياباً، ويقلل من الهدر في الموارد المتاحة من وقت ومال وجهد، وذلك من خلال الإعداد الجيد، وفرز الأشياء وتصنيفها بدقة، ثم التركيز على إنجاز المهمة حتى الانتهاء منها.
الإعداد أولاً
قبل الشروع في أي عمل لا بد من الإعداد الجيد له سواء كان العمل كبيراً أم صغيراً، وإذا التزمت بذلك ستجد أنه ليس هناك توقف أو تردد بعد البدء في التنفيذ، وأنك أنجزت المهمة في الوقت المحدد وبالتكلفة المتوقعة.
التصنيف ثانياً
من المهم لاكتمال التنظيم أن تصنف الأشياء في مجموعات متجانسة حسب استخدامك لها وأن يكون لديك موقع رئيسي لكل مهمة تود القيام بها يحوي ما يحتاجه إنجاز هذه المهمة من أدوات. إن جمع الأشياء المتشابهة في موقع واحد يوفر الكثير من الوقت والجهد، ويساعد على الإنجاز.
التركيز ثالثاً
إن التركيز في أداء الأعمال يزيد من الإنتاجية ويرضي الذات والآخرين. ومن أسوء ما يصاب به المرء ما يعرف إدارياً بداء الفراشة، وقد سمي بذلك لأن الفراشة تقضي وقتها في التجول بين الزهور دون أن تثبت على زهرة واحدة، وكذا المصاب بهذا الداء لا يستمر في عمل ولا ينهي ما بدأ به. ومما يعين على ذلك وجود الأهداف الواضحة وتحديد الأولويات، وتخصيص الوقت الكافي لإنجازها أولاً بأول، ومنع المقاطعات من أي نوع.
------------------------------
لتنظيم كل شيء
وضعت شيري بايكوفيسكي كتاباً بهذا العنوان ذكرت فيه أفكاراً عديدة لتنظيم كثير من الأشياء، ونقتطف لك خمساً منها:
1) خطط جيداً قبل البدء في أي عمل أو الخروج لشراء أو تجهيز للسفر.
2) لا تعتمد على الأنظمة الجاهزة، وابتكر لنفسك النظام الذي يلائم احتياجاتك.
3) ضع قلماً واحداً على الأقل بكل مكان من البيت مع أوراق.
4) يجب أن تحتوي الأدراج العلوية في بيتك على الأشياء التي يتكرر استخدامها.
5) عندما تسافر أو تخرج وزع نقودك في أكثر من مكان حتى لا تفقدها جميعاً لو تعرضت للسرقة.
----------------------
اقرأ لتنظيم الذات
رؤية إدارية وتربوية في تنظيم الذات
محمد عبدالجواد
دار البشير - ط1- 1420
«تخيلت إنساناً منظماً، وتخيلت معه حجم النجاح.. ليس على مستواه الشخصي فحسب، بل كيف يتعدى أثره إلى من حوله؟ كيف سيكون منتجاً؟ كيف سيكون هادئاً ومستقراً يعرف مواطن أقدامه؟ كيف ستنطلق تصوراته من رؤى واقعية تطمح إلى النجاح؟ كيف سيتاح له أن يرى الأمور بأبعادها؟ ومن ثم يعرف ما يقدم منها وما يؤخر، وما ينجز اليوم وما يؤجل لغد». هذا بعض ما قال مؤلف هذا الكتاب في مقدمته حول موضوع كتابه.
قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أبواب تناول في الأول أهمية تنظيم الذات على الشخص وأسرته ومجتمعه، وأعطى أمثلة واقعية على أثر التنظيم، ووسائل وتجارب عملية في ذلك. أما الباب الثاني فذكر فيه معاني التنظيم وملامحه في الكتاب والسنة وفي خلق الله المحكم، ودلل على ذلك بمواقف من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ، وذكر بعض النماذج من الشخصيات المنظمة في القديم والحديث. وخصص الباب الثالث للحديث عن ملامح العقلية المنظمة وكيف يؤدي التركيز على الأولويات إلى تنظيم الذات والحياة.
يتميز الكتاب باختصاره واعتماده على النقاط المركزة دون الحديث المسهب، ويحوي بين دفتيه العديد من الأمثلة والتمارين العملية.
-------------------------------------
7 أفكار في تنظيم الذات
-1 الناجحون دائماً منظمون.
-2 المنظم ينتج أضعاف ما ينتجه الفوضوي.
-3 كلما قل عدد الأماكن التي تبحث فيها عن أشيائك قل عدد الأشياء التي تضيع لديك.
-4 افتح ملفاً جديداً لكل عمل جديد تقوم به لتحفظ فيه كل ما يتعلق به.
-5 احرص على كتابة جميع الأعمال التي تريد القيام بها.
-6 تأكد من توافر جميع ما تحتاج قبل البدء في أي عمل.
-7 ضع كل شيء في مكانه من المرة الأولى، ولا تكوم الأشياء فوق بعضها.
راحة ومتعة ومنفعة
لا شك أن طلب الراحة والمتعة والمنفعة هدف لكلا الطرفين: المنظمين والفوضويين... يلقي الفوضوي أغراضه كيفما اتفق طلباً للراحة، ويضعها المنظم في مكانها الصحيح للسبب ذاته. يريح الفوضوي ذهنه من التفكير والتخطيط لشؤونه طلباً للراحة، ويشغل المنظم ذهنه بذلك للهدف نفسه.
ولكن بالمقابل يبحث المنظم عن حاجته فيجدها فوراً فيرتاح، ويبحث الفوضوي عنها ساعات أو أياماً أو سنوات وقد لا يجدها بعد ذلك! ويحصد المنظم نتائج تخطيطه بمرور الأعوام، بينما تمر السنوات سريعة على الفوضوي فيفاجأ ببلوغه مرفأ النهاية خالي الوفاض!
تعود النظام تألفه
ليس التنظيم شبحاً جاثماً أو مللاً قاتلاً، وإنما هو أسلوب حياة، فكما يتعود الفوضوي على الفوضى يعتاد المنظم على النظام، ثم تصبح راحة كل منهما فيما اعتاد عليه.
إن اعتياد النظام في تصريف شؤون الحياة يجعلها أكثر سلاسة وانسياباً، ويقلل من الهدر في الموارد المتاحة من وقت ومال وجهد، وذلك من خلال الإعداد الجيد، وفرز الأشياء وتصنيفها بدقة، ثم التركيز على إنجاز المهمة حتى الانتهاء منها.
الإعداد أولاً
قبل الشروع في أي عمل لا بد من الإعداد الجيد له سواء كان العمل كبيراً أم صغيراً، وإذا التزمت بذلك ستجد أنه ليس هناك توقف أو تردد بعد البدء في التنفيذ، وأنك أنجزت المهمة في الوقت المحدد وبالتكلفة المتوقعة.
التصنيف ثانياً
من المهم لاكتمال التنظيم أن تصنف الأشياء في مجموعات متجانسة حسب استخدامك لها وأن يكون لديك موقع رئيسي لكل مهمة تود القيام بها يحوي ما يحتاجه إنجاز هذه المهمة من أدوات. إن جمع الأشياء المتشابهة في موقع واحد يوفر الكثير من الوقت والجهد، ويساعد على الإنجاز.
التركيز ثالثاً
إن التركيز في أداء الأعمال يزيد من الإنتاجية ويرضي الذات والآخرين. ومن أسوء ما يصاب به المرء ما يعرف إدارياً بداء الفراشة، وقد سمي بذلك لأن الفراشة تقضي وقتها في التجول بين الزهور دون أن تثبت على زهرة واحدة، وكذا المصاب بهذا الداء لا يستمر في عمل ولا ينهي ما بدأ به. ومما يعين على ذلك وجود الأهداف الواضحة وتحديد الأولويات، وتخصيص الوقت الكافي لإنجازها أولاً بأول، ومنع المقاطعات من أي نوع.
------------------------------
لتنظيم كل شيء
وضعت شيري بايكوفيسكي كتاباً بهذا العنوان ذكرت فيه أفكاراً عديدة لتنظيم كثير من الأشياء، ونقتطف لك خمساً منها:
1) خطط جيداً قبل البدء في أي عمل أو الخروج لشراء أو تجهيز للسفر.
2) لا تعتمد على الأنظمة الجاهزة، وابتكر لنفسك النظام الذي يلائم احتياجاتك.
3) ضع قلماً واحداً على الأقل بكل مكان من البيت مع أوراق.
4) يجب أن تحتوي الأدراج العلوية في بيتك على الأشياء التي يتكرر استخدامها.
5) عندما تسافر أو تخرج وزع نقودك في أكثر من مكان حتى لا تفقدها جميعاً لو تعرضت للسرقة.
----------------------
اقرأ لتنظيم الذات
رؤية إدارية وتربوية في تنظيم الذات
محمد عبدالجواد
دار البشير - ط1- 1420
«تخيلت إنساناً منظماً، وتخيلت معه حجم النجاح.. ليس على مستواه الشخصي فحسب، بل كيف يتعدى أثره إلى من حوله؟ كيف سيكون منتجاً؟ كيف سيكون هادئاً ومستقراً يعرف مواطن أقدامه؟ كيف ستنطلق تصوراته من رؤى واقعية تطمح إلى النجاح؟ كيف سيتاح له أن يرى الأمور بأبعادها؟ ومن ثم يعرف ما يقدم منها وما يؤخر، وما ينجز اليوم وما يؤجل لغد». هذا بعض ما قال مؤلف هذا الكتاب في مقدمته حول موضوع كتابه.
قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أبواب تناول في الأول أهمية تنظيم الذات على الشخص وأسرته ومجتمعه، وأعطى أمثلة واقعية على أثر التنظيم، ووسائل وتجارب عملية في ذلك. أما الباب الثاني فذكر فيه معاني التنظيم وملامحه في الكتاب والسنة وفي خلق الله المحكم، ودلل على ذلك بمواقف من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ، وذكر بعض النماذج من الشخصيات المنظمة في القديم والحديث. وخصص الباب الثالث للحديث عن ملامح العقلية المنظمة وكيف يؤدي التركيز على الأولويات إلى تنظيم الذات والحياة.
يتميز الكتاب باختصاره واعتماده على النقاط المركزة دون الحديث المسهب، ويحوي بين دفتيه العديد من الأمثلة والتمارين العملية.
-------------------------------------
7 أفكار في تنظيم الذات
-1 الناجحون دائماً منظمون.
-2 المنظم ينتج أضعاف ما ينتجه الفوضوي.
-3 كلما قل عدد الأماكن التي تبحث فيها عن أشيائك قل عدد الأشياء التي تضيع لديك.
-4 افتح ملفاً جديداً لكل عمل جديد تقوم به لتحفظ فيه كل ما يتعلق به.
-5 احرص على كتابة جميع الأعمال التي تريد القيام بها.
-6 تأكد من توافر جميع ما تحتاج قبل البدء في أي عمل.
-7 ضع كل شيء في مكانه من المرة الأولى، ولا تكوم الأشياء فوق بعضها.