صديقة مقربة
مقال كتبته سابقا ولم ينشر في حينها ولذا قررت نشره لأن الوضع لم يتغير رغم التغييرات التي طرأت على العالم وعلى كثير من الدول العربية فمازال الأغنياء في مكانهم والفقراء في تزايد.
------------------------------------------------------------------------------------
نشرت جريدة الوطن في عددها 2826 بتاريخ 25 يونيو 2008 بصفحة الإقتصاد خبراً جاء فيه: ( أن ثروة أثرياء العالم أزدادت بنسبة 9,4% عن العام الماضي ليصل مجموع أموالهم إلى 40.7 تريليون دولار ، وأن عدد الأثرياء في العالم أرتفع أرتفع بنسبة 6% ، كما أزداد عدد كبار الأثرياء بنسبة 8,8% حيث تجاوز متوسط قيمة الثروات الفردية 4 ملايين دولار، وأن أثرياء الشرق الأوسط حققوا أعلى المكاسب إذ أرتفع عددهم بنسبة 15,6% وزادت ثرواتهم بنسبة 17،5% مشيراً إلى أن عدد الأثرياء السعوديين أرتفع إلى 101 ألف ثري مقابل 90 ألفا عام 2006 لتصل ثرواتهم الموحدة إلى 182 مليار دولار ) .. وللخبر بقية لكن أكتفي منه بهذا القدر الذي توقفت عنده مع أثرياء بلدنا - ماشاء الله لاقوة إلا بالله –فهم في زيادة عددا ً وثروة ً ، ومع هذا نرى في المقابل زيادة في نسبة الفقراء والمحتاجين بل المعدمين – الذين لايجدون حتى قوت يومهم ولامأوى لهم – في أنحاء مختلفة من وطننا الغالي ، ولايتسطيع أحد أن ينكر وجودهم لأنهم حقيقة في كثير من القرى والأحياء الشعبية والمناطق النائية ، وصورهم موجودة لدى الجمعيات الخيرية التي لاتستطيع تلبية كافة إحتياجاتهم خصوصا مع تزايدهم المستمر ، وبالتالي فهم في قائمة الإنتظار لعلهم يحصلون على شيء من المعونات التي تساعدهم لرفع بعض من معاناتهم.
إنني أتخيل بل أجزم بأنه لوقام كل الأغنياء بأداء فريضة الزكاة فقط – غير الصدقات التطوعية - لتم تغطية كافة الإحتياجات الأساسية والضرورية لحياة كل واحد من الفقراء ، وليتذكر كل ثري أن ماأنعم الله عليه من أموال هي في الواقع نعمة وإختبار له وحتى لاتتحول إلى نقمة عليه في الدنيا والآخرة فهو مطالب – شرعا ً – بالإنفاق فيما فرضه الله عليه من زكاة وأيضا ليطهر ماله ، كما أن الصدقات تزيد من بركة المال ولاتنقصه ، قال تعالى : ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) .
إن الأغنياء سيسألون عن الفقراء .. وعن مالهم فليستعدوا لذلك الموقف ، قال صلى الله عليه وسلم : ( لن تزولا قدما عبد حتى يسئل عن أربع .. ومنها .. عن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه ) .. والحمدلله يوجد كثير من المنفقين في الخير ، لكن ربما أنشغل غيرهم بأموالهم ومصالحهم عن التفكير في البر ، ونذكرهم بأيات الحث على الإنفاق في كتاب الله وهي كثيرة ومنها : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) .
ومن المفارقات التي جاءت في التقرير أن أعلى نسبة حققتها دولة في إزدياد نسبة الأثرياء وهي 22.7% كانت في الهند !!! والعجيب مانشاهده من المحتاجين والفقراء المقيمين في الشوراع هناك وكأنها مساكنهم !!
ثروات العالم في يد 10 ملايين شخص ، وتعداد سكان الكرة الأرضية يزيد عن خمسة مليارات ، مما يعني أن نسبة قليلة من البشر تستمتع بالكثير ، والباقي إما ذوي دخل متوسط يكافحون من أجل الحياة ، والغالبية تحت خط الفقر !!!
كل هذه المعلومات الموثقة بالأرقام هي مؤشر واضح على عدم الموازنة بين الفقر والغنى في عالمنا ، والتي أوجد لها الإسلام الحل الأمثل في أوجه عديدة منها الزكاة والصدقات والكفارات -التي منها إطعام المساكين – بل وجعل الإنفاق هو من افضل القربات إلى الله .
ولا حل لمشكلة الفقر عمليا ً إلا بزيادة الإنفاق من الأغنياء ليس على أنفسهم أو متعهم بل على جياع العالم وعلى أبواب الخيرالمشرعة أمامهم .
ومن المشاريع الرائعة التي ندعوهم إليها إنشاء بنك الفقراء ،وهي تجربة واقعية نفذها البورفيسور محمد يونس وبدأت عام 1983في بنغلاديش، تحت إسم مصرف جرامين ( وتعني بالبنغالية مصرف القرية ) وهو أول مصرف للفقراء فقط ، حيث يقترض منه الفقير مبلغ من المال للبدء في مشروعه الصغير ليحصل منه على دخل ثابت ، مما يغنيه عن السؤال وإنتظار مساعدة الغير ، وبالطبع لاتكون هناك فوائد على القرض ، ويتم تسديده على دفعات بأقساط شهرية أو سنوية .
وكما يقول المثل: بدل أن تعطيني سمكة علمني كيف أصطاد .
كل عام والصديقة البوقري بألف خير
------------------------------------------------------------------------------------
نشرت جريدة الوطن في عددها 2826 بتاريخ 25 يونيو 2008 بصفحة الإقتصاد خبراً جاء فيه: ( أن ثروة أثرياء العالم أزدادت بنسبة 9,4% عن العام الماضي ليصل مجموع أموالهم إلى 40.7 تريليون دولار ، وأن عدد الأثرياء في العالم أرتفع أرتفع بنسبة 6% ، كما أزداد عدد كبار الأثرياء بنسبة 8,8% حيث تجاوز متوسط قيمة الثروات الفردية 4 ملايين دولار، وأن أثرياء الشرق الأوسط حققوا أعلى المكاسب إذ أرتفع عددهم بنسبة 15,6% وزادت ثرواتهم بنسبة 17،5% مشيراً إلى أن عدد الأثرياء السعوديين أرتفع إلى 101 ألف ثري مقابل 90 ألفا عام 2006 لتصل ثرواتهم الموحدة إلى 182 مليار دولار ) .. وللخبر بقية لكن أكتفي منه بهذا القدر الذي توقفت عنده مع أثرياء بلدنا - ماشاء الله لاقوة إلا بالله –فهم في زيادة عددا ً وثروة ً ، ومع هذا نرى في المقابل زيادة في نسبة الفقراء والمحتاجين بل المعدمين – الذين لايجدون حتى قوت يومهم ولامأوى لهم – في أنحاء مختلفة من وطننا الغالي ، ولايتسطيع أحد أن ينكر وجودهم لأنهم حقيقة في كثير من القرى والأحياء الشعبية والمناطق النائية ، وصورهم موجودة لدى الجمعيات الخيرية التي لاتستطيع تلبية كافة إحتياجاتهم خصوصا مع تزايدهم المستمر ، وبالتالي فهم في قائمة الإنتظار لعلهم يحصلون على شيء من المعونات التي تساعدهم لرفع بعض من معاناتهم.
إنني أتخيل بل أجزم بأنه لوقام كل الأغنياء بأداء فريضة الزكاة فقط – غير الصدقات التطوعية - لتم تغطية كافة الإحتياجات الأساسية والضرورية لحياة كل واحد من الفقراء ، وليتذكر كل ثري أن ماأنعم الله عليه من أموال هي في الواقع نعمة وإختبار له وحتى لاتتحول إلى نقمة عليه في الدنيا والآخرة فهو مطالب – شرعا ً – بالإنفاق فيما فرضه الله عليه من زكاة وأيضا ليطهر ماله ، كما أن الصدقات تزيد من بركة المال ولاتنقصه ، قال تعالى : ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) .
إن الأغنياء سيسألون عن الفقراء .. وعن مالهم فليستعدوا لذلك الموقف ، قال صلى الله عليه وسلم : ( لن تزولا قدما عبد حتى يسئل عن أربع .. ومنها .. عن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه ) .. والحمدلله يوجد كثير من المنفقين في الخير ، لكن ربما أنشغل غيرهم بأموالهم ومصالحهم عن التفكير في البر ، ونذكرهم بأيات الحث على الإنفاق في كتاب الله وهي كثيرة ومنها : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) .
ومن المفارقات التي جاءت في التقرير أن أعلى نسبة حققتها دولة في إزدياد نسبة الأثرياء وهي 22.7% كانت في الهند !!! والعجيب مانشاهده من المحتاجين والفقراء المقيمين في الشوراع هناك وكأنها مساكنهم !!
ثروات العالم في يد 10 ملايين شخص ، وتعداد سكان الكرة الأرضية يزيد عن خمسة مليارات ، مما يعني أن نسبة قليلة من البشر تستمتع بالكثير ، والباقي إما ذوي دخل متوسط يكافحون من أجل الحياة ، والغالبية تحت خط الفقر !!!
كل هذه المعلومات الموثقة بالأرقام هي مؤشر واضح على عدم الموازنة بين الفقر والغنى في عالمنا ، والتي أوجد لها الإسلام الحل الأمثل في أوجه عديدة منها الزكاة والصدقات والكفارات -التي منها إطعام المساكين – بل وجعل الإنفاق هو من افضل القربات إلى الله .
ولا حل لمشكلة الفقر عمليا ً إلا بزيادة الإنفاق من الأغنياء ليس على أنفسهم أو متعهم بل على جياع العالم وعلى أبواب الخيرالمشرعة أمامهم .
ومن المشاريع الرائعة التي ندعوهم إليها إنشاء بنك الفقراء ،وهي تجربة واقعية نفذها البورفيسور محمد يونس وبدأت عام 1983في بنغلاديش، تحت إسم مصرف جرامين ( وتعني بالبنغالية مصرف القرية ) وهو أول مصرف للفقراء فقط ، حيث يقترض منه الفقير مبلغ من المال للبدء في مشروعه الصغير ليحصل منه على دخل ثابت ، مما يغنيه عن السؤال وإنتظار مساعدة الغير ، وبالطبع لاتكون هناك فوائد على القرض ، ويتم تسديده على دفعات بأقساط شهرية أو سنوية .
وكما يقول المثل: بدل أن تعطيني سمكة علمني كيف أصطاد .
كل عام والصديقة البوقري بألف خير
