شام
انطفأت شمعه الصباح
وهاجر شوارع الشام ضجيجها
بين إحساس الساحل المرهف
ورائحة الجبال المترف
دفنت أنوثة الحياة
عاشت طفلتها جريحة الاتهامات
دمرت براءة الطفولة فيها
لتدفن بعين الشمس
وعلى مرأى من أعين الأحرار
وماذا بقي منهم سوى
خفايا الليل و خضوعه
لنعيش تحت غلظة جموده
اشتاقت إليها الابتسامات
فلطالما مشت على أراضيها الخضراء
و أحبت نسيم الهواء
و انتظرت على رصيف الزمان
بعض الحضارات
وشيء من كرامة الشهداء
قبل أن يكحل القمر عينيه بالدماء
كيف تعيشين الآن يا شام
بعد ما انتهوا منك الأنام
بعد ما شربوا منك كأس النسيان
بعد ما هدموا منك الكبرياء
عشت فيكِ فله كنتِ رائحتها
عشت فيكِ جبلا كنتِ شموخه
عشت فيكِ بحرا كنتِ غدره
عشت فيكِ حبا كنتِ عشقه
عشت فيكِ أحلاما كنتِ ذكرياته
عشت فيكِ نبضا كنتِ قلبه
عشت بي روحا روحا روحا
أحس بها تحتضر
لا لا لا تخافي يا صغيرتي
فأحلام الإنس تتحقق
و الموت فيهم يبدو رقيقا
ستعيشين أرضا تنبت منها خيوط الشمس
ويوما ما يا حبيبتي
ستكون السماء منك قريبه
أض
-------------
منقول من مدونة
ندى 1985
كل الشكر ل ندى