بين العين والقلب
لما كانت العين رائدا، و القلب باعثا و طالبا، و هذه هي لذة الرؤية ، و هذا له لذة الظفر ، كانا في الهوى شريكي عنان،،،،،،و لما و قعا في العناء و اشتركا في البلاء اقبل كل منهما يلوم صاحبه و يعاتبه
فقال القلب للعين :
أنت التي سقتني إلى موارد المهلكات و أوقعتني في الحسرات بمتابعتك اللحظات و نزهت طرفك في تلك الرياض و طلبت الشفاء من الحدق المراض و خالفت قول احكم الحاكمين <قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم >
و قال الرسول –ص- النظر إلى المرأة سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركه من خوف الله عز وجلَ أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه
و قال احد العقلاء : من سرح ناظره ، اتعب خاطره ، و من كثرت لحظاته ، دامت حسراته ، و ضاعت عليه أوقاته ، وفاضت عبراته
و قالت العين للقلب:
ظلمتني أولا و آخرا ، و بؤت باثمي باطنا و ظاهرا و ما أنا إلا رسولك الداعي إليك فأنت الملك المطاع ، ونحن الجنود الأتباع فلو أمرتني أن أغلق بابي و أرخي حجابي لسمعت و أطعت ، و لما رعيت في الحمى و ارتعت ، وأرسلتني لصيد قد نصبت لك حبائله و أشراكه,........................
و استدارت حولك فخاخه و شباكه ، فغدوت أسيرا بعد أن كنت أميرا ، و أصبحت مملوكا بعد أن كنت مليكا
وهذا قول اعدل الحكام عليه الصلاة و السلام: إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ......ألا و هي القلب
ابن القيم
من كتاب روضة المحبين و نزهة المشتاقين
لا أريد الإطالة عليكم لكن أتمنى أن تكون رسالتي قد وصلت إليكم أحبتي في الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لما كانت العين رائدا، و القلب باعثا و طالبا، و هذه هي لذة الرؤية ، و هذا له لذة الظفر ، كانا في الهوى شريكي عنان،،،،،،و لما و قعا في العناء و اشتركا في البلاء اقبل كل منهما يلوم صاحبه و يعاتبه
فقال القلب للعين :
أنت التي سقتني إلى موارد المهلكات و أوقعتني في الحسرات بمتابعتك اللحظات و نزهت طرفك في تلك الرياض و طلبت الشفاء من الحدق المراض و خالفت قول احكم الحاكمين <قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم >
و قال الرسول –ص- النظر إلى المرأة سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركه من خوف الله عز وجلَ أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه
و قال احد العقلاء : من سرح ناظره ، اتعب خاطره ، و من كثرت لحظاته ، دامت حسراته ، و ضاعت عليه أوقاته ، وفاضت عبراته
و قالت العين للقلب:
ظلمتني أولا و آخرا ، و بؤت باثمي باطنا و ظاهرا و ما أنا إلا رسولك الداعي إليك فأنت الملك المطاع ، ونحن الجنود الأتباع فلو أمرتني أن أغلق بابي و أرخي حجابي لسمعت و أطعت ، و لما رعيت في الحمى و ارتعت ، وأرسلتني لصيد قد نصبت لك حبائله و أشراكه,........................
و استدارت حولك فخاخه و شباكه ، فغدوت أسيرا بعد أن كنت أميرا ، و أصبحت مملوكا بعد أن كنت مليكا
وهذا قول اعدل الحكام عليه الصلاة و السلام: إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ......ألا و هي القلب
ابن القيم
من كتاب روضة المحبين و نزهة المشتاقين
لا أريد الإطالة عليكم لكن أتمنى أن تكون رسالتي قد وصلت إليكم أحبتي في الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته