عذرا اسكندريتي إذما عجزت عن منحك نفسي بأي صفة تمنيت
ففاقد الشيء لا يعطيه
وما نفسي بملك لي
يا مصرُ تيهي في هوى البحارِ
فلقدْ أتيتُكِ سابقاً إعصاري
حتّى إذا جنّتْ رياحِيَ أُهمِدَتْ
في خافقٍ عنْكِ الرّياحَ يُداري
إسكندريّة لا تحبّيني فقدْ
شاءَتْ فراقاً بينَنَا أقداري
إسكندريّةُ لا تزيديني هوىً
أخشى عليْكِ تغرّبي فحذارِ
وسرحْتُ أذكرُ وجهَها وسكوتُها
في اللاذقية فاضِحُ الأسرارِ
قالَتْ ولا حرفٌ يُداعبُ ثغرَها
وخدودُها تَنْدى بدمعٍ جارِ
قالَتْ حبيبي قدْ عشقتُكَ طفلةً
ورحيقُها بوحٌ منَ الأزهارِ
فتَفتّحَتْ فيّ الأنوثَةُ برعُماً
وكأنّ لمْ يقطِفْ سواكَ ثماري
واليومَ ترحلُ والسّماءُ كئيبةٌ
منْ همّها تشكيكَ بالأمطار
ما عدْتُ أملكُ أنْ أقولَ اسكنْ هُنا
يا ليتَ لوْ كانَ القرارُ قراري
فضمَمْتُها بينَ الجوانِحِ علَّها
تصْفو وتدري ما لَها أعذاري
وأجبْتُها مِنْ بعدْ ما قبّلتُها
والناسُ تسرقُ خِلسَةَ الأنظارِ
الشّمسُ حينَ تغيبُ تقسِمُ أنّها
سَتَعودُ يوماً أجمَلَ الأنوارِ
إسكندريّةُ لا تحبّيني فما
زالَتْ رهيْنَةَ حبّها أفكاري
إسكندريّة لا تزيديني هوىً
لا ليسَ تعشَقُ غيرَها أشعاري