كلنا نعلم .. أن للعملة وجهين .. لا نستطيع أن نرى كِلا الوجهين في
ذات اللحظة .. إلا لو عُرضت تلك العُملة أمام مرآة حينها فقط نستطيع
أن نرى وجهي العملة .. في آنٍ واحد !
وللمعاني .. في هذه الحياة .. أيضاً وجهان ..
نرى أحدهما .. ولكننا لا نرى الآخر ! .. تعالوا معي ..
لنكشف الستار .. عن ذاك الوجه الآخر من العملة !
مسلسل
( الوجه الآخر للعملة )
تأليف : شاباً .. صغير السن .. ماتَ عجوزاً
المشهد الأول
الكاميرا .. تنقل لنا مشهد لـ
بزر ...... طفل
وفي جنوب افريقيا .. يسمونه ورع
المهم
بزر .. شو مالو .. جاي وماسك كتاب الرياضيات بايده .. ويقول
يما .. ساعديني .. ما عرفت احل الواجب ..
تلتفت امه .. وتقول :
ياللي ما تستحي على حالك .. مش شايفني مشغولة
بخلص الكتاب اللي قاعدة أقراه ..
وليش ما تروح عند ابوك .. بدل ما هوي غاطس هالتلفزيون ..
يغير نظراته من مذيعة الى مذيعة .. يلا روح هناك ..
انتهى المشهد
معلومة بسيطة .. الكتاب اللي كانت تقرأة الأم
.. اسمه فن تربية الأبناء
المشهد الثاني
ثانوية مدرسة بنات
الكاميرا .. على ( الست عواطف ) .. وهي عم تشرح للبنات ..
درس عن الغزو الفكري , وتحذرهم .. من الانقياد .. و الانبهار ..
بزبائل الثقافة الغربية .. ومن اقتدى بهم .. من العرب
انتهت الحصة.
الست عواطف .. طلعت مع السائق .. رن جوالها ..
الست عواطف ردت
أهليييين حنوونة تكلم الست حنان .. عم بتدلعها وهي عندها 45.
يالله حسن الخاتمة بس
الست حنان : لا تفوتك مجلة سيدتي .. لأنو حاطين صورة
هيفاء وهبي على الغلاف .. تهبل والله ..
الست عواطف : بالله .. وشو لابسة .. احكيلي الله يخليكي
الست حنان : لا .. اشتري المجلة وانتي بتعرفي لحالك
الست عواطف .. سكرت الخط بوجهها .. وهي حالفة ..
ما توصل البيت .. إلا بعد ما تشتري المجلة
انتهى المشهد
المشهد الثالث
متوسطة مدرسة بنين
الكاميرا .. على الاستاذ تامر .. وهوي عم يشرح للطلاب
درس عن الصدق
في الفسحة الأولى .. وخلال حديثه مع أحد المدرسين .. أبدى ذاك
المدرس .. اعجابه بالقلم اللي بجيبة الأستاذ تامر ..
فأخبره الأستاذ تامر أنه اشتراه بــ مبلغ معين
وعند نهاية الدوام
الأستاذ فهد .. سلم على الاستاذ تامر .. وحكاله
أستاذ تامر.. أتمنى بس القلم اللي اهديتك اياه .. يكون اعجبك
انتهى المشهد
المشهد الرابع
شارع الجندي المجهول بغزّة
الكاميرا على عسكري مرور .. ماله خلاق ولا طايق حدا
مداوم من الصبح بكير .. ونفسه بس يخالف واحد
ويفش كل خلاقه فيه ..
العسكري .. شاف الدكتور فهد .. وهو كاسر طبلون السيارة..
وماشي بسرعة وقطع إشارة المرور وصوت الموتور عالي كتير ..
العسكري : يا صاحب البي ام .. وقف على جنب
العسكري : يا حبيبي ليش سيارتك هيك .. عاملة ازعاج مرور ..
د ـ فهد : معلش .. بس عندي بالجامعة .. ندوة توعوية عن
احترام انظمة ولوائح المرور .. وما بدي أتأخر
انتهى المشهد
المشهد الخامس
الكاميرا .. في احدى المستوصفات
دـ زكي السيد زكي : شو ما بدك تبطل دخان ..
نفسي أعرف حاجة وحدة بس .. شو بتستفيد لمـّا اتدخن ؟
المريض : ولله أنا حر .. أحسن لالي من هالدنيا الخربانة
د ـ زكي السيد زكي : طيب ما فكرت بالأمراض .. بعيلتك وحياتك ؟
المريض : يا دكتور .. ما سمعت الحكماء شو قالوا :
( احرق الروح قبل لا تروح .. وارسم على القلب طفايه )
" دليل على أن المخ مثل الزائدة الدودية ..
لا عمل له على الأطلاق .
د ـ زكي : فكر كويس يا ابن الحلال .. وحاول تبطلها ..
( يعني محاضرة طويلة .. والظاهر انه المريض اقتنع ) ..
الكاميرا على المريض .. وهوي بيرمي باكيت المارلبورو
من السيارة طبعا ما نسي يسحب سيجارتين قبل الرمي
دكتور زكي .. يفتح الدرج .. ويطلع باكيت ( دخان ) وهوي يقول :
يا شيخ موتني الله ينكبك .. روح ان شاء الله عنك ما بطلت سجاير ..
وانا مالي فيك جننت اهلي .. وأشعل الدكتور زكي سيجارة
.
.
هنا نتأمل
طالما كتبتُ ساخراُ من المجتمع .. ومن وجوههِ التي لا نراها
إلا من عينٍ واحدةٍ .. ومن منظارٍ قاصر الرؤية
محدود الزوايا .. وكنتُ أحاولُ دائماً .. في سخريتي
أن أكشف بعض الخبايا
والتي أطلق عليها اسم ( خبايا ) ظلماً وعدواناً
فهيَ لا تخفى على أحد .. ولكننا نتجاهلها
إمّا خوفاً .. وإمّا إستسلاماً للأمرِ الواقع
من باب ( ضعف ذات اليد ) .. و قلّة الحيلة
عابَ على الكثيرون ذلك .. فكففّت ... وكانت حجّتهم
أن التشاؤم .. لا يعدو عن كونهِ محفزاً لهرمونات الإحباط
لدى الإنسان
أنا لا أقولُ .. أن من ينصح بترك الشيء .. وهو مقترفْ له
لا أقولُ أنهُ غير كفؤ لأن يدعو إلى تركهِ .. فكل العينات التي ذكرت
هيَ من قومٍ يحاولون التستر على عيوبهم
وجزاهم الله عنّا كل خير .. في اخفاء عيوبهم عن الناس
ولكنْ .. عندما تكونُ الأمثلةُ كلها .. والعيوبُ جلّها
من أناسٍ يفترضُ أنهم القدوة .. والنبراس
والموجه لهذه الأمّة .. فأي رقي نرجوهُ من أمّة هذهِ حالها؟
المسألةُ ليست تصيد أخطاء .. وليست متابعة وانشغالاً بشؤون الغير
المسألةُ .. هي أن يفقد الشبابَ الإيمان بقدوتهم .. حين تتساقط الرموز ..
وتتهاوى الأقنعة .. وتضمحل ضمائر المربيين .. والمثقفين .. والقادة
فقدنا المربي والمعلم .. وبقي الأستاذ .. اسماً خاوياً .. لا معنى له
وظيفة بمرتّبٍ آخر كل شهر .. بقي الاستاذ .. معنى من المعاني التي
لا حياة فيها
فقدنا الطبيب .. الذي يعبرُ عن كرههِ للأمراض .. من خلال ذاتهِ ونفسهِ ..
وبقي لنا الطب .. صنعةً .. وحرفةً .. فقط
ونتعجب .. لماذا باتتْ الأمة غير قادرة حتى على ابتكار عود ثقاب ! ؟
المكيف والغسالة .. والفرن .. وحتى ( شبشب الحمام ) أكرمكم الله ..
هي من انتاج الغير
كل هذا بسبب أننا .. نذكر شعارات .. ومبادئ ... دون تقيد حقيقي
وبلا قناعة صادقة ! هنا .. أتذكر قول المثل الصيني ..
( من جرف إلى دحديرة .. ويا قلب لا تحزن ! )
ذات اللحظة .. إلا لو عُرضت تلك العُملة أمام مرآة حينها فقط نستطيع
أن نرى وجهي العملة .. في آنٍ واحد !
وللمعاني .. في هذه الحياة .. أيضاً وجهان ..
نرى أحدهما .. ولكننا لا نرى الآخر ! .. تعالوا معي ..
لنكشف الستار .. عن ذاك الوجه الآخر من العملة !
مسلسل
( الوجه الآخر للعملة )
تأليف : شاباً .. صغير السن .. ماتَ عجوزاً
المشهد الأول
الكاميرا .. تنقل لنا مشهد لـ
بزر ...... طفل
وفي جنوب افريقيا .. يسمونه ورع
المهم
بزر .. شو مالو .. جاي وماسك كتاب الرياضيات بايده .. ويقول
يما .. ساعديني .. ما عرفت احل الواجب ..
تلتفت امه .. وتقول :
ياللي ما تستحي على حالك .. مش شايفني مشغولة
بخلص الكتاب اللي قاعدة أقراه ..
وليش ما تروح عند ابوك .. بدل ما هوي غاطس هالتلفزيون ..
يغير نظراته من مذيعة الى مذيعة .. يلا روح هناك ..
انتهى المشهد
معلومة بسيطة .. الكتاب اللي كانت تقرأة الأم
.. اسمه فن تربية الأبناء
المشهد الثاني
ثانوية مدرسة بنات
الكاميرا .. على ( الست عواطف ) .. وهي عم تشرح للبنات ..
درس عن الغزو الفكري , وتحذرهم .. من الانقياد .. و الانبهار ..
بزبائل الثقافة الغربية .. ومن اقتدى بهم .. من العرب
انتهت الحصة.
الست عواطف .. طلعت مع السائق .. رن جوالها ..
الست عواطف ردت
أهليييين حنوونة تكلم الست حنان .. عم بتدلعها وهي عندها 45.
يالله حسن الخاتمة بس
الست حنان : لا تفوتك مجلة سيدتي .. لأنو حاطين صورة
هيفاء وهبي على الغلاف .. تهبل والله ..
الست عواطف : بالله .. وشو لابسة .. احكيلي الله يخليكي
الست حنان : لا .. اشتري المجلة وانتي بتعرفي لحالك
الست عواطف .. سكرت الخط بوجهها .. وهي حالفة ..
ما توصل البيت .. إلا بعد ما تشتري المجلة
انتهى المشهد
المشهد الثالث
متوسطة مدرسة بنين
الكاميرا .. على الاستاذ تامر .. وهوي عم يشرح للطلاب
درس عن الصدق
في الفسحة الأولى .. وخلال حديثه مع أحد المدرسين .. أبدى ذاك
المدرس .. اعجابه بالقلم اللي بجيبة الأستاذ تامر ..
فأخبره الأستاذ تامر أنه اشتراه بــ مبلغ معين
وعند نهاية الدوام
الأستاذ فهد .. سلم على الاستاذ تامر .. وحكاله
أستاذ تامر.. أتمنى بس القلم اللي اهديتك اياه .. يكون اعجبك
انتهى المشهد
المشهد الرابع
شارع الجندي المجهول بغزّة
الكاميرا على عسكري مرور .. ماله خلاق ولا طايق حدا
مداوم من الصبح بكير .. ونفسه بس يخالف واحد
ويفش كل خلاقه فيه ..
العسكري .. شاف الدكتور فهد .. وهو كاسر طبلون السيارة..
وماشي بسرعة وقطع إشارة المرور وصوت الموتور عالي كتير ..
العسكري : يا صاحب البي ام .. وقف على جنب
العسكري : يا حبيبي ليش سيارتك هيك .. عاملة ازعاج مرور ..
د ـ فهد : معلش .. بس عندي بالجامعة .. ندوة توعوية عن
احترام انظمة ولوائح المرور .. وما بدي أتأخر
انتهى المشهد
المشهد الخامس
الكاميرا .. في احدى المستوصفات
دـ زكي السيد زكي : شو ما بدك تبطل دخان ..
نفسي أعرف حاجة وحدة بس .. شو بتستفيد لمـّا اتدخن ؟
المريض : ولله أنا حر .. أحسن لالي من هالدنيا الخربانة
د ـ زكي السيد زكي : طيب ما فكرت بالأمراض .. بعيلتك وحياتك ؟
المريض : يا دكتور .. ما سمعت الحكماء شو قالوا :
( احرق الروح قبل لا تروح .. وارسم على القلب طفايه )
" دليل على أن المخ مثل الزائدة الدودية ..
لا عمل له على الأطلاق .
د ـ زكي : فكر كويس يا ابن الحلال .. وحاول تبطلها ..
( يعني محاضرة طويلة .. والظاهر انه المريض اقتنع ) ..
الكاميرا على المريض .. وهوي بيرمي باكيت المارلبورو
من السيارة طبعا ما نسي يسحب سيجارتين قبل الرمي
دكتور زكي .. يفتح الدرج .. ويطلع باكيت ( دخان ) وهوي يقول :
يا شيخ موتني الله ينكبك .. روح ان شاء الله عنك ما بطلت سجاير ..
وانا مالي فيك جننت اهلي .. وأشعل الدكتور زكي سيجارة
.
.
هنا نتأمل
طالما كتبتُ ساخراُ من المجتمع .. ومن وجوههِ التي لا نراها
إلا من عينٍ واحدةٍ .. ومن منظارٍ قاصر الرؤية
محدود الزوايا .. وكنتُ أحاولُ دائماً .. في سخريتي
أن أكشف بعض الخبايا
والتي أطلق عليها اسم ( خبايا ) ظلماً وعدواناً
فهيَ لا تخفى على أحد .. ولكننا نتجاهلها
إمّا خوفاً .. وإمّا إستسلاماً للأمرِ الواقع
من باب ( ضعف ذات اليد ) .. و قلّة الحيلة
عابَ على الكثيرون ذلك .. فكففّت ... وكانت حجّتهم
أن التشاؤم .. لا يعدو عن كونهِ محفزاً لهرمونات الإحباط
لدى الإنسان
أنا لا أقولُ .. أن من ينصح بترك الشيء .. وهو مقترفْ له
لا أقولُ أنهُ غير كفؤ لأن يدعو إلى تركهِ .. فكل العينات التي ذكرت
هيَ من قومٍ يحاولون التستر على عيوبهم
وجزاهم الله عنّا كل خير .. في اخفاء عيوبهم عن الناس
ولكنْ .. عندما تكونُ الأمثلةُ كلها .. والعيوبُ جلّها
من أناسٍ يفترضُ أنهم القدوة .. والنبراس
والموجه لهذه الأمّة .. فأي رقي نرجوهُ من أمّة هذهِ حالها؟
المسألةُ ليست تصيد أخطاء .. وليست متابعة وانشغالاً بشؤون الغير
المسألةُ .. هي أن يفقد الشبابَ الإيمان بقدوتهم .. حين تتساقط الرموز ..
وتتهاوى الأقنعة .. وتضمحل ضمائر المربيين .. والمثقفين .. والقادة
فقدنا المربي والمعلم .. وبقي الأستاذ .. اسماً خاوياً .. لا معنى له
وظيفة بمرتّبٍ آخر كل شهر .. بقي الاستاذ .. معنى من المعاني التي
لا حياة فيها
فقدنا الطبيب .. الذي يعبرُ عن كرههِ للأمراض .. من خلال ذاتهِ ونفسهِ ..
وبقي لنا الطب .. صنعةً .. وحرفةً .. فقط
ونتعجب .. لماذا باتتْ الأمة غير قادرة حتى على ابتكار عود ثقاب ! ؟
المكيف والغسالة .. والفرن .. وحتى ( شبشب الحمام ) أكرمكم الله ..
هي من انتاج الغير
كل هذا بسبب أننا .. نذكر شعارات .. ومبادئ ... دون تقيد حقيقي
وبلا قناعة صادقة ! هنا .. أتذكر قول المثل الصيني ..
( من جرف إلى دحديرة .. ويا قلب لا تحزن ! )