رموز تاريخنا تموت مرتين
لم تعد النميمة مقتصرة على سيرة الأحياء، وإنما أمتدت لتشمل الموتى فى قبورهم، فهناك ولع لدى بعض مَنْ يدعون الانتساب إلى الثقافة، بتدمير سيرة الرموز التاريخية، وهو ولع برز بعد قيام 23 يوليو 1952م، إذ انهالت الأقلام تسود صفحة الملك فاروق، مضيفة إلى سيرته كل ما أمكنها حصره من نقائص كسبًا لرضاء قادة العهد الجديد، وحين توفى الزعيم جمال عبد الناصر، قامت أقلام طالما سبحت بحمده وتمرغت تقبل التراب تحت قدميه، لتكيل له بعد رحيله عشرات السوءات، متجاهلة ما حققه من انجازات، والشيء نفسه حدث مع بطل الحرب والسلام الرئيس أنور السادات، فكثير ممن امتدحوه فى حياته، انهالوا عليه تقريعًا بعد استشهاده.
ويبدو أن بعضهم فضل السلامة والابتعاد عن انتقاد الذين رحلوا قبل سنوات، كيلا يتعرض لأذى من أنصارهم، ففضل أن يتجه بنميمته إلى رموز بعيدة تفصلنا عن زمانها عقود وعقود، فطالت الحملة الإمام البخارى أحد أبرز من حموا السنة النبوية الشريفة بجمعها وتنقيتها وتصنيفها، وبرغم سجن صاحب الحملة إلا أنه لم يرتدع، ولا يزال يواصل باسم حرية الرأى نبش علماء الإسلام فى قبورهم.
ودخل أحدهم الحلبة ليستعرض علمه ويصف الناصر صلاح الدين الأيوبى أحد أعظم القواد الذين خدموا الإسلام، بأنه أحقر الشخصيات فى تاريخ الإنسانية متهمًا إياه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال حملته التصحيحية الهادفة لإعادة المذهب السنى إلى مصر واستئصال المذهب الشيعى الفاطمى الرافضي.
وكال الكاتب إياه لصلاح الدين الأيوبى اتهامات لم يقل بها حتى غلاة مؤرخى الشيعة، وجاء رأيه متسقًا ومتواكبًا مع حملة شيعية ضارية تستهدف الإسلام السنى ورموزه، فكان الهجوم على صلاح الدين بصفته أحد أعظم الحكام والقادة العسكريين فى تاريخ المسلمين السنة، أقرب إلى توظيف الفكر فى خدمة أهداف سياسية غير معلنة.
وليس أدل على ذلك أن الكاتب نفسه قد سبق وأن أحدث جلبة كبيرة، حين زعم فى وقت سابق أن المسجد الموجود فى مدينة القدس المحتلة ليس هو المسجد الأقصى ذا القدسية الدينية الذى ذُكر فى القرآن الكريم والذى أسرى الرسول إليه وأن المسجد الأقصى الحقيقى الذى ذكر فى القرآن يوجد على طريق الطائف والمسجد المتواجد فى فلسطين لم يكن موجودًا من الأساس فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن من بناه هو عبد الملك بن مروان فى العصر الأموى واستطرد متبنيًا وجهة النظر الصهيونية القائلة إن زما يحدث حاليًا هو صراع سياسى حول أرض، ولا يوجد علاقة للدين به.
ويبقى كل ما قيل مجرد نميمة على الأموات لا تؤثر فيما قدموا لأمتهم من أعمال، فقط مبعث خطرها فى محاولتها تفسير التاريخ عبر رؤية فردية تفتقر إلى روح البحث العلمي، رؤية يختلط فيها الباطل بالحق وتقدم قراءة مشوهة لتاريخ تليد، وتؤثر سلبيا فى شبابنا التواق إلى القدوة.
ويبدو أن بعضهم فضل السلامة والابتعاد عن انتقاد الذين رحلوا قبل سنوات، كيلا يتعرض لأذى من أنصارهم، ففضل أن يتجه بنميمته إلى رموز بعيدة تفصلنا عن زمانها عقود وعقود، فطالت الحملة الإمام البخارى أحد أبرز من حموا السنة النبوية الشريفة بجمعها وتنقيتها وتصنيفها، وبرغم سجن صاحب الحملة إلا أنه لم يرتدع، ولا يزال يواصل باسم حرية الرأى نبش علماء الإسلام فى قبورهم.
ودخل أحدهم الحلبة ليستعرض علمه ويصف الناصر صلاح الدين الأيوبى أحد أعظم القواد الذين خدموا الإسلام، بأنه أحقر الشخصيات فى تاريخ الإنسانية متهمًا إياه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال حملته التصحيحية الهادفة لإعادة المذهب السنى إلى مصر واستئصال المذهب الشيعى الفاطمى الرافضي.
وكال الكاتب إياه لصلاح الدين الأيوبى اتهامات لم يقل بها حتى غلاة مؤرخى الشيعة، وجاء رأيه متسقًا ومتواكبًا مع حملة شيعية ضارية تستهدف الإسلام السنى ورموزه، فكان الهجوم على صلاح الدين بصفته أحد أعظم الحكام والقادة العسكريين فى تاريخ المسلمين السنة، أقرب إلى توظيف الفكر فى خدمة أهداف سياسية غير معلنة.
وليس أدل على ذلك أن الكاتب نفسه قد سبق وأن أحدث جلبة كبيرة، حين زعم فى وقت سابق أن المسجد الموجود فى مدينة القدس المحتلة ليس هو المسجد الأقصى ذا القدسية الدينية الذى ذُكر فى القرآن الكريم والذى أسرى الرسول إليه وأن المسجد الأقصى الحقيقى الذى ذكر فى القرآن يوجد على طريق الطائف والمسجد المتواجد فى فلسطين لم يكن موجودًا من الأساس فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن من بناه هو عبد الملك بن مروان فى العصر الأموى واستطرد متبنيًا وجهة النظر الصهيونية القائلة إن زما يحدث حاليًا هو صراع سياسى حول أرض، ولا يوجد علاقة للدين به.
ويبقى كل ما قيل مجرد نميمة على الأموات لا تؤثر فيما قدموا لأمتهم من أعمال، فقط مبعث خطرها فى محاولتها تفسير التاريخ عبر رؤية فردية تفتقر إلى روح البحث العلمي، رؤية يختلط فيها الباطل بالحق وتقدم قراءة مشوهة لتاريخ تليد، وتؤثر سلبيا فى شبابنا التواق إلى القدوة.