ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


    مصر والسعودية بين المسئولية والمؤامرة

    محمد منسى
    محمد منسى
    أسرة ورد الشام
    أسرة ورد الشام


    البلد : مصــــــــــــــــر
    ذكر
    العمر : 45
    صديقة مقربة صديقة مقربة : مــآآآري
    صديقة مقربة صديقة مقربة : سما فكري
    عدد الرسائل : 5243
    العمل/الهواية : الشعر * الشطرنج * كرة القدم
    تاريخ التسجيل : 09/06/2009
    مستوى النشاط : 23507
    تم شكره : 24
    القوس

    مصر والسعودية بين المسئولية والمؤامرة Empty مصر والسعودية بين المسئولية والمؤامرة

    مُساهمة من طرف محمد منسى الجمعة 28 أبريل 2017 - 2:00

    مصر والسعودية بين المسئولية والمؤامرة


    فى توقيت صعب ولحظة فارقة جاء اللقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والعاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين..يأتى اللقاء وسط سحابة صيف عابرة تأزمت فيها المواقف بين مصر والمملكة العربية السعودية رغم رصيد تاريخى ينبغى أن يتجاوز كل هذه الأزمات لأنه لا يتعلق فقط بمستقبل شعبين ولكنه يرتبط بمصير امة تعيش واحدة من اكبر المآسى والمحن فى تاريخها الحديث.. جاءت الزيارة وسط غيوم كثيرة وتراشقات هنا وهناك وصرخات إعلامية لم تكن على مستوى الأمانة والحرص والمسئولية..

    هنا ينبغى أن نتوقف عند المناخ العام والظروف التى تحيط بهذا اللقاء فى اكبر بلدين عربيين من حيث الدور والتأثير والمكانة فهناك بعض الجوانب التى ينبغى أن تكون واضحة أمامنا:

    > نحن أمام حالة من التفكك والفوضى لم تحدث فى تاريخ العالم العربى الحديث..هناك امة تتفكك أراضيها وتتغير جغرافيتها وتدخل فى سرداب مظلم من الصراعات والحروب الأهلية ولم يبق من هذه الكتلة البشرية والحضارية غير ما بقى للعرب من مصادر القوة متمثلة فى مصر والسعودية وهما الدولتان المحاصرتان بكل مظاهر الفوضى التى لحقت بالأمة العربية فى السنوات الأخيرة..ان السعودية تعيش محنة قاسية ما بين اليمن وسوريا والعراق وهناك سهول ممتدة تربط هذه الكتلة البشرية التى هاجر سكانها وتحطمت مرافقها ودمرت جيوشها ودخلت فيها قوات غازية من كل لون وجنس وعقيدة..

    لم يعد التهديد قاصرا على هذه الدول التى انهارت ثوابتها فى كل شىء ولكنها أصبحت تمثل تهديدا للوطن السعودى فى مواجهة ضارية مع حشود الإرهاب فى هذه الدول ومعها جيوش غازية لا أحد يعرف هويتها..

    على الجانب الآخر تخوض مصر معركة على أرضها فى سيناء منذ ثلاث سنوات دخلت فيها اطراف وقوات وأموال خارجية ومازالت المعركة تزداد كل يوم شراسة وهى تدق أبواب القاهرة وتسعى لتدمير علاقات تاريخية بين ابناء الوطن الواحد من المسلمين والأقباط..على الجبهة الغربية مازالت ليبيا وما يجرى فيها تمثل تهديدا حقيقيا للأمن القومى المصرى, ولهذا حشدت مصر قواتها على الحدود خاصة إذا تدفقت حشود الإرهاب من العراق وسوريا عبر المتوسط إلى الأراضى الليبية وحاولت الضغط على الجيش المصرى آخر ما بقى من مصادر القوة لهذه الأمة..هنا لابد أن يلتقى القرار المصرى والسعودى لأن الظرف التاريخى واحد والعدو واحد والجغرافيا تطرح مخاوف كثيرة, وحشود الغزاة تحيط بنا من كل جانب حتى وان رفعت بعضها رايات العقيدة.

    > فى ظل حالة العنف التى اصابت أربع دول عربية فى لحظة واحدة وهى العراق وسوريا وليبيا واليمن يبقى السؤال: ماذا حدث لهذه الدول التى تفككت جيوشها وقدراتها ومؤسساتها وأصبحت غنيمة أمام المغامرين..ان هذه الدول تعيش أكثر من محنة ما بين قوات أجنبية تحارب على أراضيها وحشود إرهابية لا احد يعرف من يحركها وكيف كانت نشأتها وما هى مطامعها؟!..

    فى هذه الحالة ووسط هذا الركام تقف مصر والسعودية امام هذا السيل من الانهيارات التى لحقت بالمنطقة ملايين المهاجرين . مذابح بشرية من كل لون حروب أهلية خلفت وراءها مشاعر من الكراهية تحتاج مئات السنين حتى يغتسل الناس من أدرانها, والأخطر من ذلك حروب عقائدية قسمت ابناء الشعب الواحد إلى اكثر من دين واكثر من عقيدة..هنا يقف الذئاب حول الوليمة كل ذئب يريد أن يقتطع جزءا..

    ان ايران لن تكتفى بالعراق والشيعة فيه بل انها تمد نظرها ومطامعها حتى دمشق والجيش الإيرانى يحارب فى حلب والأخطر من ذلك أن ايران تحارب الآن فى اليمن وحشدت الحوثيين فى حرب أهلية دمرت واحدة من اعرق حضارات العرب..

    فى الجانب الآخر تقف تركيا وأمامها خريطة جديدة لدولة استعمارية صاعدة بعد أن رفضها الغرب لتكون ضمن ولايته فلم يجد السلطان أردوغان غير أن يتجه إلى أطلال الدولة العثمانية القديمة لعله يجد عند العرب زعامة جديدة بعد أن خسروا كل شىء..

    هنا أيضا لابد أن نتوقف عند قوات روسية فى سوريا وقواعد عسكرية فى اللاذقية وحاملات طائرات وغواصات أمام الوطن السورى وحين يأتى وقت التقسيم فلن يكون غريبا أن يختلف الذئاب وتدور المعارك بينهم على الأرض العربية لأن أمريكا لن تكون بعيدة ولأن قوات الأطلنطى لن تفرط فى ليبيا وهى حارسة فى جنوب اوروبا وشمال المتوسط ومع هذا كله فإن ايران لن تنسى مطامعها فى دول الخليج..تقف مصر والسعودية فى هذه اللحظة التاريخية وسط كل هذه العواصف وهما الدولتان الوحيدتان المؤهلتان لإنقاذ العرب من هذه المؤامرة بحكم الإمكانيات البشرية والإقتصادية والعسكرية, وقبل هذا كله فإن الجغرافيا تفرض الآن حسابات اخرى على الدولتين لأن الحصار حولهما يضيق كل يوم من داعش ومن قوى خارجية ومن صراعات اهلية ودول لها مطامع.

    > لا أحد يستطيع أن يتجاهل أن الغرب يخوض حملة ضارية ضد الإسلام بدعوى أن الإرهاب صناعة إسلامية وان مصر والسعودية بحكم المسئولية الدينية والتاريخية تتحملان مسئولية الإتجاهات المتشددة فى الإسلام وان داعش فى الأساس تمتد جذورها الفكرية إلى الوهابية فى السعودية والإخوان المسلمين فى مصر..وهنا تجد الدولتين مصر والسعودية فى موقف الدفاع لأن كلتيهما تتعرض لهجوم ارهابى رهيب..وفى ظل حكومات جديدة فى الغرب تضع محاربة الإرهاب فى قائمة مسئوليتها يأتى دور السعودية مهبط الرسالة المحمدية ويأتى دور الأزهر الشريف الذى رعى هذه الرسالة أكثر من ألف عام.. لن يكون غريبا فى عمليات التراشق حول فكر الإرهاب ودوافعه أن تشير اصابع الإتهام فى الغرب إلى الدولتين من حيث الفكر والمنبع, وهنا لابد أن تستعد المؤسسات الدينية والفكرية والثقافية بل والسياسية فى مصر والسعودية لمواجهة هذا الهجوم الضارى من حكومات متشددة فى الغرب ضد الإسلام والمسلمين وقد تتخذ مواقف حادة ضد الرعايا المسلمين حتى وان حملوا جنسيات غربية..لقد اتخذت امريكا إجراءات ضد الأموال السعودية تحت دعاوى ضحايا 11 سبتمبر والتنظيم العالمى للإخوان المسلمين مازال يدير معركة شرسة فى الغرب من اجل الوصول إلى السلطة وإسقاط النظم فى العالم الإسلامى, كما أن داعش مازالت حتى الآن محسوبة على الفكر الإسلامى رغم الغموض الشديد الذى يحيط بنشأتها وهويتها وأهدافها الحقيقية..سوف يفرض الغرب فى لحظة ما على مصر والسعودية مواجهة الفكر الإسلامى المتطرف بحكم المسئولية والأماكن المقدسة التى توجد فى الدولتين.

    > هناك اهداف مشتركة بين مصر والسعودية تفرض صيغة من التنسيق بين البلدين على المستوى الخارجى وحتى الداخلي..ان السعودية تحتاج مصر بقواتها فى البحر الأحمر وهو بحيرة عربية وتحتاج مصر فى دعم دول الخليج امام اطماع ايرانية واضحة وصريحة وتحتاج مصر فى مواجهة ما تتعرض له المنطقة من عوامل الدمار والتخريب, وعلى الجانب الآخر فإن مصر تحتاج المال السعودى لإعادة بناء سيناء, ولا يعقل أن يكون حجم التبادل التجارى بين مصر والسعودية 6 مليارات جنيه سنويا..ومصر تحتاج الدعم السعودى شعبيا ورسميا فى ازمة سد النهضة مع اثيوبيا لأن مليارات الريالات تتجه إلى الإستثمار فى مجال الزراعة حول سد النهضة وليس المطلوب من السعودية أن توقف استثماراتها فى اثيوبيا ولكن أن تحرص على حصة مصر من مياه النيل وهذه مسئولية تفرضها المصالح بين بلدين شقيقين..أن المال السعودى الذى يتعرض الآن لعواصف شديدة فى دول الغرب ــ أمام الاتهامات بالإرهاب وامام تراجع سعر البترول وامام حسابات جديدة لحكومات جديدة تسعى إلى فرض صيغة لعلاقات اخرى قد تتعارض مع مصالح الشعوب العربية يمكن أن تكون مصر هى الملاذ لهذه الأموال المطاردة فى دول الغرب خاصة أن المنطقة العربية إذا شاء لها الله أن تستقر مرة أخرى سوف تحتاج إلى أموال ضخمة لإعادة إعمارها وهنا يمكن أن يتعاون المال السعودى مع العنصر البشرى المصرى لإنجاز هذه المهمة.

    > بقيت امامى نقطة اخيرة تحتاج إلى حوار أوسع وهى المستقبل الذى ترسمه إسرائيل للمنطقة بعد توزيع الغنائم والحلم الصهيونى القديم ما بين النيل والفرات, ورغم انه حلم اسرف فى شططه إلا أن الواقع العربى الذى نشهده الآن يحمل الكثير من المآسي..

    ان ما حدث فى الشهور الأخيرة من سحابة عابرة بين مصر والسعودية ربما كشف لنا عن جوانب قصور كثيرة فى هذه العلاقات ينبغى أن تكون دروسا مستفادة سواء كانت حول صفقات بترول تعثرت اوتراشق إعلامى بغيض لم يدرك مسئولية لحظة تاريخية صعبة وأعباء لابد أن تفرض نفسها على الشعبين الشقيقين..

    ان وراء مصر والسعودية تاريخ طويل من علاقات الود والتواصل على المستوى الشعبى والرسمى ولدينا من رصيد الثقة والتعاون ما يجعلنا نؤمن دائما بأن المصير واحد, قد تعبر رياح هنا او هناك ولكن الهدف واحد والغاية تجمعنا دائما لإنقاذ امة تتهاوى كل اركانها ولم يعد لها غير مصر والسعودية وهما آخر ما بقى من مصادر القوة لهذه الأمة المنكوبة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 8 مايو 2024 - 1:57