الشاعر والمؤرخ الأديب الباحث الأستاذ وليد قنباز

في ذكرى رحيله .. ولـيـد قنـبـاز.. حروف من خشب النواعير ..
يصادف في هذا اليوم العاشر من آذار الذكرى العاشرة لرحيل الأستاذ وليد قنـباز الذي يعتبر أحد كتاب حماه وعشاقها المشهورين في فترة حياته التي امتدت ما يقارب السبعين عاماً..
وليد قنباز أديب "حماة" وراويتها؛ وأحد سدنة تراثها وصائني جمالها، والمأخوذين بحبها ومفاتنها، ماءً وتراباً وتاريخاً وفكراً، أعطاها من حبه وعمله ونشاطه وتفكيره، حتى أضحت حياته مسيرة جهود غايتها صون تراث "حماة" وإظهاره ناصعاً ..
ولد الأستاذ وليد في مدينة "حماة" عام 1935، تلقى دراسته الابتدائية في دار "العلم والتربية"، والإعدادية والثانوية في ثانوية "أبي الفداء"، أتم تحصيله العالي في جامعة "دمشق" كلية الآداب - قسم اللغة العربية، ثم في كلية التربية، فحصل على شهادة الدبلوم فيها، عين مدرساً للغة العربية في ثانويات: "معرة النعمان"، و"سلمية"، و"حماة". وتسلم إدارة ثانوية "ابن رشد"، قصد "الجزائر" في البعثة التعليمية لتعريب التعليم واستقر في مدينة "باتنة" بين عامي 1967-1972، وكان لهذه السنوات أثر واضح في حياته وشعره وزار أوروبا واطلع على آثارها وأوابدها وحضاراتها ومتاحفها ما أغنى تجربته وآفاقه، عاد إلى "حماة" ليستأنف عمله في التدريس وانتقل بعدها إلى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش مفتشاً ثم مديراً لفرع الهيئة، متزوج وله خمسة أولاد».
وفي حديث مع عضو اتحاد كتاب العرب الدكتور "موفق أبو طوق" يقول: «بيني وبين الأديب الكبير "وليد قنباز" أواصر متينة وصلات حميمة وصداقة موغلة في القدم، وذكريات تعود إلى ربع قرن أو يزيد، كان اسمه مرافقاً لمخيلتي منذ نعومة أظفاري، فقد تردد في مجالس الكبار وعلى ألسنة الطلاب والمعلمين، وفي الأمسيات والمحاضرات والندوات الأدبية، وعلى صفحات جريدة "الفداء" منذ مطلع الستينيات، وعبر مقالاته المتكررة عن النواعير في "حماة" التي أحبها وأحبته وبادلته وفاء بوفاء، حتى أصبح الوجه المرتبط بل الملتصق بها فـ"وليد" شاعر مجيد وناثر مبدع، ومؤرخ بارز وخطيبٌ مفوه، وناقد لاذع وباحث لا يشق له غبار».
ويضيف: «توجه "وليد" أواخر السبعينيات إلى كتابة التحقيقات المصورة في مجلة "الفيصل"، فبدأ بمدينته التي خصها بموضوع مطول، استعرض فيه نشأة المدينة وجغرافيتها وتاريخها وسورها وأبوابها وأوابدها ومنتزهاتها ومساجدها وقصورها ونواعيرها وأسواقها وأدبائها ومكتباتها وصناعاتها، وكان لهذا التحقيق صدىً كبيراً لدى الأوساط المثقفة في "حماة"، كان أسلوبه متميزاً ونفسه الأدبي امتزج بنفسه المعلوماتي، وكانت تحقيقاته مرفقة غالباً بنماذج شعرية أو مقاطع نثرية تؤكد المعلومة».
بدوره الشاعر "معاوية كوجان" تحدث قائلاً: «الشاعر "وليد قنباز" من الشخصيات الأدبية المعروفة في "سورية" مارس الأدب تدريساً ورواية وإبداعاً ونقداً، كتب مئات الدراسات والمقالات ونشر في معظم الصحف والمجلات العربية، كما حاضر في عدد كبير من المراكز الثقافية والنوادي الأدبية في القطر وخارجه، وتميز بذاكرة واعية وثقافة واسعة، وإلقاء معبر رائع وحديث جذاب، ساهم في برامج التلفاز العربي السوري وإذاعة "دمشق"، ومعظم القنوات الفضائية العربية والغربية».
ويضيف: «كتب الراحل الشعر الكلاسيكي العمودي؛ وتميز بقوة نسجه ومتانة ديباجاته، فله قصائد في الغزل والمديح والوطنيات والوجدانيات، بعضها من القصائد الطويلة والأخرى مقطوعات خفيفة، كما نلحظ في نتاجه نصاعة شعره واستقامة تعبيره الشعري، وفي ديوانه "الحبيبة والعشيقة" أظهر تعلقه الشديد بمدينته "حماة" التي خصها بأكثر من قصيدة، فوصف نواعيرها وبساتينها وأشاد بأعلامها، فيقول:
"يا درة العاصي وأنت عجيبةٌ.. يا سحر روضٍ في العوالم يورقُ
مــن لا يراكِ أميرةً ومليــكة.. فالطـــرفُ منه أحولٌ أو ضيقُ
أو مــا رأى تلك النواعير التي.. ما مثلها قدٌ أدقُ وأرشـــقُ".
وأثناء إقامته في "الجزائر" لم تغب "حماة" ونواعيرها عن مخيلته، فكتب قصيدة "وداع ولقاء" قال فيها:
"قالت: متى عودُنا والعين دامعةٌ.. فقلت: حسبُكِ، قد هيجت أشجاني.
قالت: لقد بعدت عنا مرابعنا.. فأين أهلي، وأحبابي، وخلاني
وأين ناعورة العاصي ومقصفها.. وأين نبع الشذى في عشنا الهاني؟".
رحل الشــاعر والأديـب "وليد قنباز" عام 2005 تاركاً لنا العديد من الإصدارات، منها: خمس دراسات في الأدب، إضافة إلى عدة دواوين مطبوعة، منها: "ديوان من القلب"، "ديوان الحبيبة والعشيقة"، "ديوان ألوان" وهو مازال قيد الطبع، "رجال من بلدي" ترجمة، "محمد العيد"– أمير شعراء الجزائر – دراسة في حياته وشعره، "الدكتور وجيه البارودي كما عرفته" دراسة أدبية ونقدية، "أفامية عبر التاريخ"، "شيزر عبر التاريخ" دراسة تاريخية وأثرية وسياحية، وهناك الآلاف من المقالات والدراسات في الصحف والمجلات السورية والعربية.
___________________
عن مقال لــ أ. عمار جواش - صفحة الأستاذ وليد قنباز

الشاعر والمؤرخ الأديب الباحث الأستاذ وليد قنباز
19 فبراير · تم التعديل ·
من وجوه حماه الكرام الطبيب الإنسان ( نديم محمد سالمة )
الدكتور نديم سالمة أحد رواد الجراحة البولية في سورية وحماة ، درس الطب في ألمانيا وتخرج من جامعاتها كان له فضل كبير ومايزال في نشأة وتطوير الجراحة البولية فيها عدا عن مساهماته المتميزة في معظم نشاطات الجمعية السورية لجراحة المسالك البولية ، وذلك عرفاناً وتقديراً من الجمعية لخدماته المتميزة على مدى سنين طويلة. جرى تكريمه عام 2008 وذلك بتقديم شهادات التقدير والهدايا الرمزية تقديراً لجهوده في هذا المجال.
له إسهامات كبيرة في ت...قديم العون والمساعدات الطبية عن طريق الجمعيات الخيرية ..
الدكتور نديم سالمة أطال الله في عمره دائما سباق لفعل الخير، نسأل الله له التوفيق والنجاح .
صفحة الأستاذ وليد قنباز
مشاهدة المزيد

‏الشاعر والمؤرخ الأديب الباحث الأستاذ وليد قنباز‏ و‏‎Mulham Baroudi‎‏
15 فبراير ·
أول لقاء بين الأستاذ وليـد قنباز والدكتور وجيه البارودي رحمهما الله في منزل الأستاذ وليد عام "1960م" عندما كان الأستاذ وليد في السنة الأخيرة في كلية الآداب يسعى إلى كتابة بحث طلبه منه الدكتور ( جميل صليبا ) "عضو مجمع اللغة العربية وأستاذه في الجامعة" فكان بحثا عن (حياة البارودي) ،الأستاذ وليد هنا في الخامسة والعشرين من عمره والدكتور وجيه في الخامسة والخمسين من عمره ، ومن بعد هذا اللقاء استمرت الصداقة الحميمة على مدى سبعة وثلاثين عاماً ..
ونذكر ما قال عنهما الدكتور رياض نعسان آغا :
كان شاعر حماة المغرد الدكتور وجيه البارودي من أحب شعراء الشام إلي ، وقد عرفني إليه صديقي الشاعر وليد قنباز الذي كان من الظرفاء والمتندرين الذين يبهرون من يلتقون بهم ، بعذوبة الحديث ولطف الدعابة وسعة المعرفة في التاريخ والأدب والفنون ، وكانت ذاكرته مدهشة في حفظه للشعر ، وبخاصة شعر صديقه وجيه البارودي ، حتى إن وليداً نسي نفسه شاعراً ، ورضي أن يصير راوية لشعر البارودي إخلاصاً لصديقه ، وهو الذي أطلق الطبيب الشاعر في وسائل الإعلام ثم على المنابر الشعرية ..
وكنت قد زرت حماة منتصف السبعينات لأسجل أول حديث تلفزيوني مع البارودي ، مستخدما كاميرا سينمائية ( قبل وصول الأشرطة المغناطيسية إلى التلفزيون ) وكان من الطرائف أنني فتنت بالشكل عن المضمون ، فرحت أبحث عن مكان تظهر فيه نواعير حماة في عمق الصورة ، فاخترت متنزهاً جميلاً على مقربة من الناعورة في الهواء الطلق ، وجلست قبالة شاعرنا لأسجل الحلقة التي لم يكن ممكناً اختبار ما تسجله حتى يعود من معمل التحميض ، وكان الحديث مع البارودي وحكايات عشقه قد شدني بمتعته ، وهو ينشد أجمل أشعاره ، فإذا نسي بيتاً سرعان ما يذكره بمطلعه راويته وليد ، وحين انتهى تحميض الفيلم ، مضيت إلى طاولة (المونتاج ) فكانت المفاجأة المؤسفة التي لم أنتبه إليها ولم ينبهني إليها المخرج أيضاً ( لضعف خبرتنا يومها ) ، أن صوت الناعورة يطغى على صوتنا ، ومع ذلك تم بث الحلقة لأن صوتنا كان مرتفعاً إلى ما يوازي أنين الناعورة ، وسر ذلك أن وليد رحمه الله نبهني إلى ضرورة أن أعلي صوتي لأن شاعرنا ضعيف السمع ، ومن يشكو من ضعف السمع يرفع صوته كذلك ، وهذا ما أتاح للحلقة أن تبث رغم رداءة الصوت ، وما زلت أذكر شعوري بالضيق عند اكتشاف هذا الخطأ الفني المربك ، وحين نظرت إلى المخرج معاتباً هرب من غضبي إلى غناء ضاحك لأغنية تراثية شهيرة في سورية هي (سمعت عنين الناعورة،وعنينها شغل بالي ) وغرقنا في الضحك ، لكن الحلقة نبهت المشاهدين العرب إلى أهمية البارودي على صعيد شعبي ..
لم يغفل البارودي عن دور صاحبه ( الأستاذ وليد ) في حياته ، فقد قال فيه ( وبعصرنا ولألف عام بعدنا ، يرعى تراثي باحث ومفكرُ ، ووليد راويتي وشارح سيرتي ، وهو ابن جني في الحديث وأقدرُ ، وسيلجئون إليه في أبحاثهم ، فلديه سر قصائدي والدفترُ ) وأما الدفتر فقصته مضحكة محزنة ، ذاك أن الشاعر البارودي لم يكن يخفي أسرار عشقه في قصائده ، ولعل هذا ما ضايق زوجته ، وحسب القارئ أن يتذكر قول البارودي ( إن تطلبي حباً كحب بثينة لجميلها ، يا بُعد ذاك المطلب ، ذهبت بثينة وانقضت أيامها ، وطوى جميل في حضارة يعربِ ، العصر عصر الواقعية فاشربي خمر الغريزة ، واسكبي ليَ أشربِ ) كي يقدر غضب الزوجة التي مزقت مخطوطة الديوان ، فاضطر أن يخبئ (الدفتر الثاني ) عند صديقه وليد ، وهو ما أشار إليه وجيه ..
ولوليد قنباز شعر عذب لطيف ، وله مجموعتان هما ( من القلب ) و ( الحبيبة والعشيقة ) وله أبحاث هامة عن (أبي الفداء ) وكتاب بعنوان ( رجال من بلدي ) وكان وليد ضيف العديد من برامجي الثقافية ، يهرع من حماة ملبياً دعوتي للمشاركة في الحديث عن الشعر والشعراء ، وقد لفت انتباه الناس لبراعته في حلقتين لا أنساهما ، مرة حين استضفته للحديث عن شاعر الجزائر الكبير محمد العيد آل خليفة ( وقد اخترته لأنه أمضى سنوات أستاذاً للأدب في الجزائر ) ومرة للحديث عن أبي القاسم الشابي في حلقة كان لها صدى طيب في الوطن العربي وفي تونس بخاصة ، وكان رحمه الله بارعاً في إنشاد الشعر ، يرجعه ويقطعه ، ويؤكد حين ينشده ، أن الشعر نصفُه إلقاء .
صفحة الأستاذ وليـد قنـباز

الشاعر والمؤرخ الأديب الباحث الأستاذ وليد قنباز
10 فبراير ·
الحاضر الصّغير ..
السوقان الأكثر قرباً من حارتنا، والأكثر اكتظاظاً بالباعة والمشترين، والأكثر احتضاناً للخضار والفواكه واللحوم ومشتقات الألبان والأكثر انسجاماً مع أذواق الزُبُن، وأمزجتهم الشخصية ورغباتهم الشرائية الانتقائية.. كانا سوقي «الموقف» و«الحاضر الصغير» نتّجه نحو الأول شمالاً، ونحو الثاني جنوباً، يلاصق الأول خان «العسكر» ويجاور الثاني خان «رستم باشا»، وكلا هذين الخانين العثمانيين كان ثكنة عسكرية في عهد الانتداب الفرنسي.
- سُمّي سوق الحاضر «الصغير» بهذا الاسم، تمييزاً ...له عن الحاضر «الكبير» الذي يعتبر نصف مدينة حماة الشمالي، فنهر العاصي كما نعلم يشطر حماة شطرين: الشطر الشمالي وهو الحاضر، والشطر الجنوبي وهو السوق.. على كل حال، الحاضر الصغير لم يكن بهذا الشكل، بل لم يكن في الأصل سوقاً للخضار ، لقد كان في الربع الأول من القرن الماضي عبارة عن قطعة أرض كبيرة، تسمى ببستان العدسة «غريب أمر هذه التسمية، فهذا البستان عبارة عن أرض جرداء لاشجر فيها ولازرع!».
عندما تحوّل بستان العدسة إلى سوق «الحاضر الصغير»، لم يكن بهذا الترتيب وذلك التنظيم، وكانت هناك فسحة سماوية مرتفعة تشغل قسماً كبيراً منه، وكانت تغطّى بأكياس وأقمشة اتقاءً لمطر الشتاء وشمس الصيف، وكان الباعة في هذه الفسحة ينثرون خضارهم وفواكههم على الأرض، لكن هذه الفسحة تحولت فيما بعد إلى شقق ودكاكين، كذلك تم مؤخراً سقف السوق بكامله على غرار سوق الطويل.
أما سوق «الموقف» فهو السوق الملاصق لخان «العسكر» وهناك بناء أثري آخر في منطقة «الموقف»، هو حمام «الأدربك»،وكان يسمى سابقاً بحمام «يردبك»، وهو اسم لأحد الأمراء الأتراك، وقد هُدم هذا الحمام منذ نصف قرن أو أكثر.
كذلك هناك جامع « المسعود»، وهو اختصار لاسم الصحابي الجليل «عبدالله بن مسعود»،. وكان بناؤه القديم «الذي هُدم قبل نصف قرن أيضاً» يخالف في هندسته العمرانية البناء الحالي.
يختلف سوق الموقف عن سوق الحاضر الصغير، بكثرة فروعه، أيضاً باتصاله بسوق اللبن الذي كان مورداً رئيساً للألبان والأجبان في أسواق حماة عامة، وكذلك باعتدال أسعاره مقارنة بغيره، بالإضافة إلى قربه من باب البلد منزل البدو وبضاعتهم، وقربه أيضاً من المدخل الجنوبي لسوق المنصورية «سوق الطويل».
استمر سوق «»الموقف» يؤدي وظيفته الاقتصادية، حتى منتصف ستينيات القرن الماضي، حين تم شق شارع 8آذار، ثم تمت إزاحة ماتراكم من بناء أمام خان «العسكر».. وقد نقل الكثير من باعة «الموقف» نشاطهم التجاري إلى الشارع المذكور، وأصبح مدخله الجنوبي سوق خضار جديداً، تُشغل فيه الأرصفة، وتتكاثر فيه عربات الباعة المتجولين!..
- مازلنا نذكر أياماً في طفولتنا، كنا نسعى فيها مع ربّ الأسرة، نحو «الموقف» أو «الحاضر الصغير»، ونحن نتعثّر بحمل «الشنطة» المصنوعة من الجلد، أو «الأرطل» المنسوج من عيدان القصب، فيتسابق الباعة إلى استقبالنا، والحفاوة بنا، وعرض بضاعتهم أمامنا، ودعوتنا إلى تذوق مانشاء، وحثّنا على انتقاء مانريد، بكل نفس رضية، ووجه باش.. سقى الله هاتيك الأيام، حين كان الخير وفيراً، والعطاء كثيراً، حين كان كل من يطأ السوق، مواطناً سَمْحاً، إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى..!
عن مقال لــ د. موفق أبو طوق - صفحة الأستاذ وليد قنباز على الفيس بوك
مشاهدة المزيد

الشاعر والمؤرخ الأديب الباحث الأستاذ وليد قنباز
5 فبراير ·
قـــلـــعـــة مـــد يـــنـــة حـــمـــاة ..
تقع قلعة حماة في وسط المدينة وفي بقعة سياحية رائعة ، وتبدو الآن بشكل ترابي يكون خاليا إلا من آثار الحفريات الأثرية التي نقلت بعض مكتشفاتها إالى متاحف دمشق وحلب و كوبنهاجن ( الدنمارك ) واللِوفر ( فرنسا ) ..
كانت القلعة كاملة وشبيهة ببناء قلعة حلب ، ولكن سنة (552 هـ ) ( 1157 م ) هزت أرض حماة زلزال عظيم سمي بـ ( الزلزلة الحموية ) في عهد الملك نور الدين محمود بن عماد الدين الزنكي، ونجم عنه خراب أسوار القلعة وأبوابها ، فأعاد "الملك نور ا...لدين الزنكي" بناء معظم ماتهدم من قلعة حماة ، وبعد ذلك استحوذ صلاح الدين الايوبي سنة ( 572 هـ ) (1177 م) على مدينة حماة وقد ولى عليها ابن أخته "تقي الدين عمر" وأصبحت مركز لإمارة أيوبية وسادها استقرار وازدهار ومن أبرز من تولاها ( مدينة حماة ) أبو الفداء عام ( 710 هـ 1310م ) ، وبقى فيها إلى أن توفي سنة (732هـ 1331 م ) ، ودفن فيها ، ودخلت حماة من بعد في حوزة المماليك فنالت في عهدهم حظاً موفوراً من العمران من بعد ماعاثوا فيها فساداً وتدميراً جيوش المغول بقيادة زعيمهم " هولاكو " في القرن السابع الهجري ، وفي عام ( 922 هـ ) ( 1516 م) دخلت حماة في حكم العثمانيين ونقلت أحجار القلعة إلى شرقي العاصي واستعملت في البناء ، وصارت القلعة ركاماً ترابياً ..
في الماضي القريب تم تشجير سطحها وأقيم عليها منتزها شعبياً لتمكن السياح والسكان معاً من قضاء وقت ممتع من خلال الإطلالة على أجمل مناظر مدينة حماة الطبيعية وأكثرها سحراً وألقاً ..
صفحة الأستاذ وليد قنباز على الفيس بوك
مشاهدة المزيد

الشاعر والمؤرخ الأديب الباحث الأستاذ وليد قنباز
1 فبراير ·
الدكتور مـحـمد شـكـيـب الـدلال ..
ولد عام 1928 وكان واسط العقد لأبناء سبعة لوالده الدكتور عمر الدلال أول طبيب مختص في المدينة ،عملت والدته في التدريس ، وعمه الشيخ علي الدلال أستاذ الفقه الحنفي في ثانويات حماة ، هذه البيئة المثقفة مهدت له أن يبدأتعليمه في مدارس حماة حتى حصوله على الشهادة الثانوية . .
غادر بعدها الى فرنسا لدراسة الهندسة المدنية ،لكنه عاد في السنة التالية ليدرس الطب في جامعة دمشق وحصل على شهادة الطب عام 1956 ، سافر بعدها الى النمسا ليكمل دراسته حتى عام 1961 بحصو...له على الاختصاص في طب الأطفال من جامعة فيينا ..
افتتح عيادته المعروفة في ساحة العاصي ..امتاز علاجه للأطفال بالعلم والحكمة والرحمة جعلت منه علما"يشار اليه في مهنته .
اتصف بدقة تحديده للأمراض من خلال استخدامه للسماعة الطبية وإجرائه للتحاليل في عيادته . . أحب الناس وكان خفيف الظل سريع البديهة داوم على الاتصال بجامعته وجامعات أخرى للاطلاع على ما استجد من علوم تخص مهنته . .
كان يهوى السياحة والسفر للكثير من دول العالم . .وكانت الأوابد والآثار والمعالم التاريخية من اهتماماته كونه شغوفا"بقراءة التاريخ ..
أحب الموسيقا والأغنيات الشرقية لكبار المطربين . .وكان عازفا"على آلة العود عالما"بالأنغام الموسيقية . .
تزوج عام 1964 وأنجب خمسة أبناء أحسن مع زوجته أم أسامة تربيتهم وتعليمهم :
ثلاثة أطباء . .أسامة _ ندى _ أمجد ..
ومهندسان :مي _ أنس ..
توفي رحمه الله عام 1998 في مدينة حماة ودفن فيها .
_________________________
صفحة الأستاذ وليد قنباز .. مع الشكر الجزيل لـ م. عمر الدلال
مشاهدة المزيد

الشاعر والمؤرخ الأديب الباحث الأستاذ وليد قنباز
28 يناير ·
ويبقى لرائحة الماضي عبق الأصالة والخلود .. حـمـاة عام 1964 ..
المصور يقف على شرفة فندق حماة الكبير الذي أصبح اسمه في ستينات القرن الماضي (فندق أبي الفداء ) حيث يظهر جسر المراكب على نهر العاصي الخالد الذي يؤدي الى الى ماتبقى من كان يعرف بطاحونة الغزالة التاريخية ثم الى ناعورة اليزبكية (الجسرية) التي تظهر على يمين الناظر يليها بداية تنظيم حديقة ام الحسن مكان الأرض الزراعية التي حملت نفس الاسم سابقا.
وفي الخلفية يظهر حي الزنبقي و على اليسار مئذنة جامع الشيخ ابراهيم الكيلاني في... مدخل حي الكيلانية ثم تظهر قبة قاعة الذهب المميزة في قصر العظم الحموي توازيها ناعورة اينال (المأمورية) و الجبل الذي يظهر يمين الصورة في الخلفية هو جبل زين العابدين شمال مدينة حماه .
_______________
صفحة الأستاذ وليد قنباز - مع الشكر الجزيل :لــ حماة ذاكرة الايام ،و المتحف الفوتوغرافي السوري على الفيس بوك ..
مشاهدة المزيد

الشاعر والمؤرخ الأديب الباحث الأستاذ وليد قنباز
26 يناير ·
من رواد مهنة التعليم في حماة .. الأستاذ رسمي أبو طوق ..
يعد الأستاذ رسمي أبو طوق من أوائل من درّس في مدارس المدينة ، أحيل على التقاعد في أوائل عام 1964 ، بعد بلوغه السن القانونية أي الستين عاما ، وكان قد مضى ( وقتئذ ) على انتسابه الى سلك التدريس ، حوالي أربعين عاما ، في البداية ( أي في عشرينيات القرن الماضي ) كان أستاذا للغة الفرنسية ، واستمر في تدريس هذه المادة الى أن تم الجلاء عن سورية الحبيبة ، ولكن بعد الاستقلال ، وبعد أن تم الغاء تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الابتد...ائية ، عيّن مديرا لمدرسة نور الدين الشهيد ، الكائنة في منطقة جورة حوا قرب الزاوية الشرابية ، وقد بقي في منصبه هذا حتى يوم احالته على التقاعد ..
تخرج عل يد والدي الأستاذ رسمي أبو طوق الآلاف من أبناء مدينة حماة ، والأجيال القديمة كلها كانت تذكره , بحاصة الطبقات المثقفة والمتعلمة منها ، كذلك هناك العديد من الزعماء السياسيين الذين أخرجتهم حماة ، قد تتلمذوا على يديه ، وكانوا يكنّون له كل تقدير واحترام !......... كان هادئا ، متزنا، رصينا ، وقورا ، يميل الى الصمت أكثر من ميله الى الكلام ، يفرض احترامه على من حوله ، ولا يتوانى عن ابداء احترامه للآخرين ..
كنت تلميذا عنده في المدرسة ، وكان بالاضافة الى منصبه الاداري ، يدرّسنا مادتي ( الديانة ) و ( الأشياء ) ، وكان متفانيا في تدريسه ، عمليا في اعطائه ، بخاصة ما يتعلق بمادة الديانة ، فقد كان يشرح فرائضها شرحا واقعيا ، والكثير من أصدقائي في تلك الأيام البعيدة ، كانوا يردون الفضل الى والدي بمواظبتهم على الصلاة ، لأنه علمهم اياها بطريقته العملية !.
لم بكن يعاملني معاملة خاصة حين كنت عنده في المدرسة ، بل العكس تماما ، كان يتابع هفواتي ، ويدقق في ارتكابي أي خطأ.. لدرحة أنني كنت أتمني أن لاأكون ابن المدير ، وأن لاأكون تلميذا في مدرسته !!!.... له اسلوبه في تربيتنا ، لم يمد يده اطلاقا لضربي أو تأديبي ، ولكننا كنا نهابه كثيرا ، وياويلنا اذا هددت أمنا أحدنا بان تشكو تصرفاته اليه ، فهنا كانت المصيبة الكبرى!!!! على كل حال ، في هذا القدر كفاية ، ربما في المستقبل أفيض أكثر في حديثي عنه ..
كل الشكر لـ الدكتور موفق أبو طوق .. رحم الله أباك وأطال الله في عمرك
صفجة الأستاذ وليد قنباز على الفيس بوك
مشاهدة المزيد

الشاعر والمؤرخ الأديب الباحث الأستاذ وليد قنباز
18 يناير ·
الشاعر "علي دمر"... مسافرٌ وزاده الشِعر
ولد الشاعر "محمد عالي حمراء" المعروف بـ"علي دمر" في نهاية الربع الأول من القرن العشرين (1925) ونشأ في رياض العاصي في مدينة "حماة"، تفتحت عيناه على مجالسها البديعة واكتحلت بجمالها وسمع من ألحان نواعيرها الخالدة، ذاق مرارة اليتم منذ الصغر فعاش حياة صراع بين جمال الموهبة وما يطحنها من حياة البؤس، درس الابتدائية في مدرسة "أبي الفداء" الأهلية التي كان يشرف عليها الشيخ "محمد سعيد النعسان".
وما إن بلغ الصف الخامس الابتدائي حتى بدأ ينظم مقطوعات صغيرة، وكان الامتحان الشفوي يجري أمام لجنة من أعلام المدينة في الأدب والعلم، في أحد هذه الاختبارات زكاه الشيخ "محمود شقفة" للحاضرين وطلب منه أن ينظم على الفور أبياتاً للحاضرين في وصف الامتحان وكان شاعر "حماة" الكبير "بدر الدين الحامد" من بين الحاضرين، فتنحّى دقائق ثم عاد وفي يده أبيات مطلعها:
إن شئت أن ترنو ليوم المحشر/ فادخل فحوص السبت هيا وانظر
حشد من الطلاب صخاب له/ في البهو طول تفاخر وتبختر
فنال إعجاب الحضور بسرعة/ بديهته وسلامة نظمه».
وأضاف: «والشاعر ذو صوت جميل اكتشفه الشيخ "محمود الشقفة" في "المدرسة المحمدية"، فنصحه بأن يشارك في إنشاد المدائح النبوية، ولم يلبث أن غادر المدرسة المحمدية إلى مدرسة "المقاصد الإسلامية" في "بيروت" ثم "الكلية الشرعية الثانوية" في بدمشق ثم إلى كلية اللغة العربية في جامعة "الأزهر" بالقاهرة وتخرج منها في عام (1955) وبدأ رحلة الغربة التي لم يستطع التخلص من مرارتها إلى أن لاقى وجه ربه».
وعن حياة الغربة التي عاناها حدثنا الأستاذ "طاهر زينو " بقوله:
«لم يعمل "علي دمر" إلا في مجال التدريس، حيث أفنى ثلاثين عاماً من حياته يربي الأجيال ويغرس في نفوس أبنائها اللغة العربية، حيث عمل مدرساً في قرية "اورم الجوز" لثلاثة أعوام ثم تعاقد في المملكة العربية السعودية ومكث فيها خمسة عشر عاماً ثم عاد إلى سورية، وبعد عودته عين مدرساً في ثانوية "السقيلبية" في "حماة" لأربعة أعوام ثم اضطر إلى العودة للمملكة وأمضى فيها أحد عشر عاماً انتهت بوفاته في عام (1985)ودفن في قرية "الطرف" في منطقة "الإحساء" في المملكة».
وعن الدواوين التي أصدرها خلال حياته قال:
«أصدر المرحوم "علي دمر" خلال حياته ثمانية دواوين، هي :
"رعشات" عام (1946) و"عواصف على هضاب فلسطين" عام (1948) و"حنين الليالي" عام (1954)، وديوان "المجهولة" عام (1968)، و"إشراق الغروب" عام(1978)، "رسائل محرجة إلى نزار قباني" عام (1981)، وديوان أغفل الشاعر زمان صدوره وكان بعنوان "شعب الله المختار"، وآخر ديوان شعري صدر له بعد وفاته حيث أصدره النادي الأدبي في "جدة" وكان بعنوان "ديوان علي دمر" هذا في مجال الشعر، وشاعرنا ما أغفل النثر في حياته ومن آثاره النثرية "مصفاة الشعر" وهو موسوعة في علم العروض وموسيقا الشعر وأوزانه وقوافيه، و"ملامح عمري" وهو عبارة عن مقدمة نثرية لديوانه المخطوط، وله أيضاً "مناقشات ودراسات في العروض والشعر الحديث"، كما ألف الدكتور "رجا سمرين" كتاباً عنه بعنوان "علي دمر شاعر الحب والغربة والحنين"».
ومما يذكر أن اتحاد كتاب العرب في "حماة" أقام في 27 تموز 2009 معرض الخط العربي الثالث بـ"حماة" بمناسبة مرور ربع قرن على رحيل "علي دمر"، حيث عرضت أعمال لخطاطين رسموا لوحات من أشعاره ومنها:
كم شهرة قرعت طبول دعاية/ ثم اختفت كالومض في الظلماء
ولكم كنوز تحت أطباق الثرى/ خلدت وشعت عند كشف غطاء
ما ضر أني عشت مجهولا ولم/ اعرف وذاعت شهرتي زملائي
إن ضعت عن زمني فيكفي أنني/ آهات وجد في دم الشعراء
عن مقال لـ أ.زاهر النقار
_________________________________
نماذج من شعره :
أحلى لقاء
اسألـي الـبحـرَ بعـد ذاك اللقـــــــــاءِ
هل سـيرْعَى مكـانَ عهدِ الـوفــــــــــــاءِ
أي نجـوى بحنـا بـهـا لـمسـاء الشْشَطِّ
كـانـت تُذيبنـا فـي الخـفـــــــــاء
سنـواتٌ ونحن فـيـهـا أُســــــــــــــارَى
لقـيـودٍ ثقـيلةٍ مـن حـيـــــــــــــــاء
وجـرى الـوعـدُ يـا مـنـايَ حنـــــــــونًا
والـتقـيـنـا هـنـاك ذاتَ مســـــــــــاء
مـنحتْنـا بـيروتُ أحـلَى مكـــــــــــــانٍ
نـتهـادَى إلـيـه فـــــــــــــــي خُيلاء
وتـنـاولــــــــــــــــتِ سمحةً كفِّيَ الغا
فـي، فضجَّتْ فـي الكفِّ كلُّ دِمـائـــــــــــي
وجلسْنـا ثـم الـتقى نـاظرانــــــــــــا
فـارْتفعْنـا لكـوكبٍ متـنـائـــــــــــــي
لـمحةٌ أوجزتْ جـمـيعَ مـنـانـــــــــــــا
عـرضتْ قصَّةً بــــــــــــــــــدون ابتداء
واندمـجْنـا فـي الـبحـر، فـي الأفقِ غبنـا
فـي خضمِّ العـوالـمِ الزرقــــــــــــــاء
وتعـرّفتُ بعـد طـولِ ضلالــــــــــــــــي
كـنهَ ذاتـي ومـولـدي وفـنـائـــــــــــي
وصـمتـنـا خـوفًا مـن الزمــــــــــن الآ
تـي، ومـا فـي الغُيـوب مـــــــــن أنْواء
وافتـرقْنـا والكفُّ بـــــــــــــالكفِّ غنّتْ
مـوعـدًا آخرًا لأحـلَى لقـــــــــــــــاء
صفحة الأستاذ وليد قنباز على الفيس بوك

الشاعر والمؤرخ الأديب الباحث الأستاذ وليد قنباز
30 ديسمبر، 2014 ·
قصيدة : دنـيـا الـمـصـالـح
شعر: وليد قنباز

إن المصـالحَ في الدُّنيا تُســــيِّــــرُنا...
فما وجــدتُ صديقـــاً قلبُـــهُ طَـلِـقُ
كأنَّمــا ضــاقتِ الأكوانُ ، فـانْعَـــدَمَتْ
فِيَها الصَّـــــداقَــةُ والإخـلاصُ والخُـلُـقُ
الكــلُّ يجــري وراءَ النَّــفْــعِ مُجتـــهِـداً
عنـوانُـهُ الــدَّجَــلُ المــدروسُ والمَــلَـقُ
فـإن تـراءَتْ لـه الأَخْـلافُ مُـغْـدِقَـةً
زادَ التَّـقــارُبَ حتّى كــاد يَلْـتَصِــقُ
وإنْ بــدَتْ في المجــالي أيُّ بـارِقـةٍ
بــاعَ الصـداقـةَ .. لم يظـهرْ بـهِ قَـلَـقُ
هــذي النَّـماذجُ قد عاشَـتْ بـزُخـرُفِـها
وفي الحنــايـا أقـامَ الكِـذبُ والـزَّلَـقُ
إلاكَ (( ياعـمُّ )) /1/ ياصِـنْــوَ الوفــاءِ ، ويـا
رمــزَ الإخــاءِ إذا ما الصحـبـةُ اختـلقــوا
عجمــتُ عـودَكَ والأحــداثُ نــازِلَــةٌ
فـكنـتَ صُـلْـبَ القنـــا ، والوجــهُ مــؤتِلــقُ
في الشام كنت رفيقا، مخلصا ، أَنَـسَـاً
وفـي الجـزائـرِ أنـتَ البيــتُ والغَــلَـقُ
هذا شعـــوري ، وخُـلْـقُ الأمـسِ تعـرفُـهُ
ومـا تغــــيَّـــــرَ في تَـــرْحَـالـيَ الخُـــلُـــقُ
لكنَّـــهـا زفــــراتٌ في الــدّجـى عصفَـتْ
وكـــادَ يقتُـــلُنِـــــي مــنْ طولِــــهِ الغَــسَــقُ
ألا ترى في خلاقِ الصَّحـــبِ مَــنْقَـــصَــةً
كأنمــــا جُبــــلوا في الزِّيـــفِ ، وانطـــلقـــوا
عاشـــوا لقرشِــهِــمُ ، تعنُـــو الجبــاهُ لـهُ
طـــــولُ الليــــالي ، ومـــا فـي غيْــرِه أَلَــقُ
والحــبُّ عنـدهُــمُ .. قِــرْشٌ يُضـــافُ إلى
آلافهــــــمْ ، وعلى توجــــيهِـــهِ عشِـــقُـــوا
أمــا المبــــادىءُ والأخلاقُ فهـــيَ هـــــوىً
يدنُو ، ويبعُـــدُ ، حيـــثُ القِرشُ مُـمْـتَـشَـقُ
قــدْ جــــرَّعتْنــــا الليــالي منهُـــمُ غُصَــصَــاً
وَمَـســنَــا فـــي النَّــوى التزويــرُ والطُّرُقُ
عامينِ عِـشْـنـا ، ضبــابُ الزَّيْـفِ يَخْـدَعُــنَا
ونحنُ نُصــــفـي الهَـــوَى ، والقــلـبُ مُنْطـلِـقُ
ومــا دَرَيْــنـــا وَرِيـــحُ الصَّـــفْـــوِ تَـدْفَـعُـنَـا
أنَّ الصِّحــابَ بمــاءِ الصَّفــوِ قــد شرقوا
تَعْســــــاً لنـــا .. كــمْ صَـــفَـوْنا في تودُّدِنــا
والآخـــرونَ مــنَ التّــكــديرِ قـد خُـلِـقُــوا
كنَّـــا عــلى شَــــفَـــــــةِ الأيَّـــامِ أُغنيــــةً
خضراءَ ، ينـــدى لهـــا السُّــمَّـارُ والأُفُــقُ
نـرتـــادُ شطــــآنَ أكــوانٍ غَـفَـوْنَ على
جَفْــنِ النُّجـــومِ ، على الفيروزِ نحترِقُ
مـا عنــدَنـا في الحنــايـــا غيرُ دافقةٍ
مِـنَ النَّقـــاءِ ، ورَوْضُ المُــــلتــقى وَرِقُ
نُـريـقُ في صُـبْحِــنَـا صَـفْـوَ الصَّـفاءِ ، وفي
جُـنْـحِ الـدُّجـى منْ وفــانــا ينتشـــي العَبَقُ
واليـــومَ بِتْــــنــا ، طفـــولاتٌ تُمـــــزِّقُـنَـا
وننــثــني منْ جنــــاها في الحشى حُرَقُ
ونبصرُ اللُّــؤمَ في صُـفْـِر الوُجوهِ ، ألَا
ســـاءَ اللِّئــــامُ ، وساءَ اللؤمُ والحنَقُ
حتّامَ نسقي الهوى صِرفاً لطائفةٍ
دينارُهــا في دُنــاهــا الرُّوحُ والحَـدَقُ
سـنُقْنِعُ النفسَ أنْ تحيا بغربَتِهـا
في غربتينِ إلى أنْ ينجلي الفَــلَـقُ
حتَّى نعودَ إلى العاصي وملعبِهِ
ونلثُمَ التُّرْبَ فيه ، والأُلى صَدَقُـوا
وننهلَ الحبَّ والإخلاصَ بعد ظَمَا
فقـــد تباعَدَ عنَّا في النَّوى الخُلُقُ
باتنة – الجزائر 22/6/1971
_______________________________
/1/ - العم هو الصديق (( محي الدين ضبعان )مدرس اللغة العربية الذي كنا نناديه بالعم لطيبته وأريحيته ونوادره ، وهو صديق قديم .. قديم
مشاهدة المزيد