هل وضعت في موقف كان لزاماً عليك إتخاذ قرار معين في حينه

صبحك بالنور أم أسامة وأنا لاشك سأعود لا حقا
لانني أحمل في جعبتي الكثير من المواجع
والمواقف الطريفة كذلك

صباح الخير لكل أصدقاء ورد الشام
وصباح الخير أخص فيها أم اسامة لأنني منذ عشرة ايام أو أكثر كتبت أنني سأعود للموضوع
ولم أتمكن من ذلك
صباح الخير مع التحية أم اسامة
صحيح أن هذا القسم من المنتدى قسم تجاربنا الخاصة وما نمر أو نشعر به قسم يعنينا مباشرة
وهذا كان سبب غيابي وتأخري في الرد والمشاركة
لآن الكتابة هنا تحتاج كتابة بصدق وبحب أكثر من اي مكان آخر
اليوم موضوعنا هو عن القرارات التي إضطررنا لآخذها أو أخذناها في حياتنا
لا أدري لماذا هل هي الحقيقة دائما هي هكذا أم أنه شعور أشعر به أو أظنه
أن اي قرار نتخذه بحق غيرنا موجبه وسلبه للغير يكون أسهل من القرار الذي نتخذه لأنفسنا أو عن أنفسنا
بما يخصنا نحن
في الحقيقة ولا أخفيكم هذه الأيام أحتاج لإتخاذ قرار وقرار وقرار ولا أعلم هل سأتخذ أم لا كعادتي
فأنا طويل البال أصير كثير من الحاجيات لله ومتوكل كثيرا لدرجة أعتبر ذلك سلبياً
من القرارات القريبة الماضية والتي لم أتخذها
هو أن عرضت علي سهام أن تسافر لألمانيا هي وزوجها وأولادها كهجرة وحجتها في ذلك أن كثير من السورييين هذه الأيام يسافرون بطرق شتى همهم الوصول إلى هناك والذي أعتبره مجهول
وخاصة أن طريقة السفر والدخول كنازح أو لاجئ لا أراها طريقة منطقية بل هي بالأساس طريقة قصرية يستعملها البعض لخوض تجربة ومغامرة مجهولة النتائج
لا أخفيكم دائما أفكر في نواحي الطموح وووو أمور كثيرة وكذلك اخذ جانب الحرية الشخصية قبل إبداء اي راي
لكن تخوفي من خوض هكذا تجربة جعلني أتخذ قرار عدم الموافقة وخاصة أن هيفاء ذو العشرة سنوات وهي مقبله أن تكبر وتكبر سوف تواجه مجتمع غربي جدا إبتداء من قوانينه إلى مالا نهائة ما يسمح به الغرب يمكن لأو أن هيفاء تجاوزة العشر سنوات القادمة وهي الأخطر من عمرها ما بين العشرة سنوات حتى الخمسة وعشرون سنة كان إستقرارها أكثر طمآنينة لخوض هكذا تجربة
لذلك لم أقر بالموافقة

من القرارات والتي الحمد لله أعتبر نفسي إتخذتها وفي حينها بل في ساعتها وسعيد لذلك
هذه القصة المؤلمة
في عام ال 1987 وأثر حادث مروع على طريق دمشق حلب على مفرق إدلب تحديدا
إصطدم أخي نورث بسيارته والتي كان فيها آنذاك زوجه فدوى بحدود 26 سنة رحمها الله
وإبنته نجوى عمر 3 سنوات في حينها
وأخي الأكبر علي 45 سنة في حينها
وصديق أخي علي بنفس عمره تقريباً واللذات كانا ضيفين من عمان عندنا وكانا برفقة أخي نورث وزوجه فدوى في زيارة لحلب وقد أصطدما بباص ركاب كبير توفت زوجة أخي على أثر الحادث بعد ساعات قليلة حيث كان الحادث في الثانية ليلاً وهي توفيت الفجر
ونقل البقية إلى أحد مشافي حلب الخاصة
أخي نورث
وأخي علي وكنت إصابة علي الأكبر فقد طار من الزجاج الخلفي على أثر الضربة أمتار بعيدة بعد أن طار في الهواء وسقط في أحد برك الماء مستقبل سقوطه على وجهه وفكيه وجلسنا في المشفى الخاصة بحلب قرابة العرين يوماً
وكان ظاهريا أن حالة نورث هي الأخف طبياً
وفي أحد الليالي والمراجعات لدكتور مختص بحلب لمراقبة الحالة الصحية لنورث من حالات نزيف داخلي أو غيره
أخبرنا الدكتور الخاص بالكشف على نورث أنه يحتاج خلال ساعة لفتح الجمجمة وإستئصال الدم من تحت الجمجمة من دماغ نورث وأنه سوف يموت خلال ساعات إن لم يقم بالعملية ويفتح جمجمة نورث

هنا بيت القصيد في القصة وفي إتخاذ القرار وكان ذلك من الصعب علي في حينها فالقرار يرجع لي بالموافقة بذلك فالدكتور لم يقبل طبعا بموفقة حماته أم زوجه رحمها الله وهي بدورها آنذاك أحالت الموافقة علي لآنه قرار مصيري
وكذلك الوالد رجل كبير بالأساس لم نستطع إخباره أو الإعتماد عليه وكان لزاماً علي ليلتها بل في حينها أن أتخذ القرار

دائما الله هو الهادي وهو من يصرف أمور عباده خير تصريف وهو فعال لما يريد بيده الخير كله
كان لي إبنة عم والدي في دمشق سميرة الصيداوي أم هيثم بحكم عمل زوجها وكذلك مرض زوجها كانت تعرف اشهر الأطباء في مدينة دمشق وخاصة كل أطباء مشفى الشامي المشهوريين في حينها
فما كان مني سوى أن هداني الله أن أتصل بها واستشيرها بما قيل لنا في حلب وأن نورث ساعاته معدودة وسوف يموت

طبعا الحال هنا أكثر من مرعب وأكثر من ليلة عزاء واشد إيلاما من حالة موت أحدهم
هنا لم يقال لك أن فلان توفاه الله فتقول إنا لله وإنا إليه لراجعون مسلما بأن الموت حق
هنا من يقول لك فلان سوف يموت بعد ساعات فتخيل الموقف في الحال الطبيعي واليومي هنالك بشكل يومي قرابة ال 45 شخص بعوائلهم ونسائهم وبناتهم تاركين بيوتهم وأعمالهم واشغالهم في دمشق وبشكل يومي في حلب في بيت عم نورث بيت حماه من كثر الناس البعض إتخذ من ممرات العمارة مكان للجلوس على الأرض غرف النوم غرف الإستقبال ممرات المنزل المطبخ على أطراف الممرات في حديقة المنزل في البرندا البيت جموع فوق بعضها الكل مصدوم الكل صامت واحد بعد واحد الكل ينظر إلى نورث وهو في سريره أعين مخنوقة بالدمع نورث يقرأ في عيونهم وتطليعاتهم مر الكلام يسالهم بصوت عالي وبحرقة عن سبب صمتهم سبب بكائهم الصامت
كانت ساعة من اعنف الساعات تمر علينا يومها

وما هي إلا دفائق معدودة لا تزيد عن نصف ساعة حتى إتصلت بنت عمي من دمشق قال مطمئنة وبقلب مطمئن لا تعمل شيء لآخوك أخوك بخير وحالته عادية جداً كل ما عليك فعله أن تنقله بسيارة خاصة تلف بها جنبات راسه ببطانية لتقلل إهتزازه والأمر بسيط بإذن الله

طبعا وبفضل الله وعنايته نقلناه لمشفى الرازي بدمشق بسيارة صديقه آنذاك وعلى ما أذكر لليوم نورث وهو اصدقاء وعلى تواصل
ونقلنا أخي علي بسيارة إسعاف من حلب لدمشق كذلك لمشفى الرازي
وكان علاج نورث من فضل الله مراقبة حالة النزيف فقط عبر الأشعة والتصوير الطبقي المحوري كل يوم وقياس حالة النزيف هل هو في تضائل وتقلص أم في إزدياد حتى في حال الإزدياد كان هناك طريقة آمنة وهي السحب بالإبرة بطريقة آمنة
مغايرة تماما لمقولة الدكتور الحلبي الذي فجعنا يومها
والحمد لله دائما على كل حال
وكان من المفارقات في حينها في مشفى الرازي أن الغرفة كانت بسريرين سرير ل علي وسرير ل نورث بجوار بعض
والدكتور سمح لنورث بأن ياكل كل ما يفيده ويغذي جسمه وكنا كل يوم نحضر له ما يشتهي وما حرم منه طيلة ايام المنع
وكان أخي علي أطال الله في عمره ممنوع عليه أن يأكل شيء فكانت مفارقات ضاحكة كل يوم بعدما إستقرت حالة الأثنين بفضل الله