نهاية رجل شجاع -------------------------------------------------
بموت صدام تكون طويت صفحة من تاريخ رجل كان في بؤرة الأحداث وصناعة التاريخ وإثارة الجدال والخلاف على مدى أكثر من ثلاثة عقود. ولقد تعرض الرجل من الإعلام العربي الرسمي -والعالمي بالطبع- إلى تشويه متعمد مبالغ فيه، لتسويغ غزو العراق من ناحية، ولتبرير هذه النهاية المأساوية من ناحية أخرى.. لقد صور وكأن كل شرور الأرض تركزت فيه، بحيث انه إذا انتهى من حكم العراق، أو انتهى وجوده من الدنيا استراح العالم من العناء، واغتنى الفقراء، وشبع الجياع، وقامت العدالة في الأرض وانتصب ميزانها، وعم الرخاء، وتحقق الرجاء.
كما قال بوش الصغير: «لقد غدا العالم أكثر أمناً بعد صدام»، ولا يقلق الأمن إلا أمريكا.. وها قد غادر الرجل فما تحقق من كل ما قالوا شيء.. بل إن الأمور تتدهور في اتجاه الأسوأ وعلى كل صعيد.
والنقطة الأولى التي نتحدث عنها في هذه العجالة: من الذين رحبوا بموت الرجل؟ إن الإجابة عن هذا السؤال هي فاتحة الحديث، وهي موجة السير في طريق فهم الرجل والحدث. لعل كلمة ثعلب السياسة الإسرائيلية «بيرس» تعقيباً على جريمة قتله قوله: «إعدام صدام ضرورة تاريخية».. أظن أن الكلام عربي مبين واضح هل فهمتم يا عربان معنى «ضرورة تاريخية؟».
إن الثعلب اللئيم صديق الأعراب الحميم يريد أن يقول بالفصيح: هذا مصير كل من تجرأ على النظر شراً إلى «إسرائيل».. فكيف بمن تجرأ وألقى عليها عدداً من الصواريخ؟ وها إنهم أكرموك (أعني الأحلاف) بأن أعدموه لك يوم سبتك! وثاني المعلقين مجرم الحرب بوش الذي اعتبر إعدام الرجل تحقيقاً للعدالة، ولن نناقش هذا المعتوه المجرم فأي عدالة في أن تسلم متهماً لمجرمين قتلة سفلة يهتفون بالثارات والانتقام؟ إن دولة الميليشيات هذه لن تحقق عدالة. وإن الصفقة المشبوهة بين إمبريالية أمريكا وشوفينية الميليشيات المنغلقة والمنفلتة المتعصبة لا يمكن أن تنهض بوطن أو ترسي دعائم استقرار أو تصنع عدالة. والناطق الرسمي الإسرائيلي أعاد حكاية العدالة التي يعرفها الصهاينة جيداً، ويمارسونها بكل كفاءة في فلسطين.
وثالث المتحدثين عن إعدامه كلب بوش: بلير، الذي أعاد قريباً مما قيل.. ورابعهم إيران.. التي قالت إن إعدامه انتصار للعراقيين. إن إيران تعتبر العراق ميليشياتها وأزلامها، وليس العراق بكل فئاته وطوائفه وشرائحه وأعراقه.
لقد كان صدام يعامل العراقيين جميعاً على سوية واحدة.. لا سنة فيها ولا شيعة. وللرجل أخطاؤه، لكن قولوا لنا هل جئتم لقيادة العراق بمن هو أفضل منه؟ وهل استقر العراق؟ وأما الحديث عن المقابر الجماعية في عهده فممجوج سمج، ما أشبهه بحديث اليهود عن الهولوكوست. لقد جعلوا هذا الحديث تبريراً لكل الذي فعلوه بشعب فلسطين. وجعلتم أنتم ما جرى لكم ذريعة لكل الإجرام الذي تزاولونه. فأولاً لم نالكم ما نالكم؟ ألأنكم شيعة؟ هذا افتراء وكذب وتزوير؟ إنكم عوقبتم ربما بمبالغة، لكن على مؤامرات، مرة لاغتياله، ومرة للطعن في الظهر والعراق يتعرض للغزو الأمريكي؛ فأعلنتم انتفاضة الجنوب بالتنسيق مع أمريكا وإيران، ثم تخلت عنكم كل من أمريكا وإيران وتركتكم لمصيركم.. لماذا تركزون على العقاب ولا تركزون على الفعل؟ إنها عقدة المظلومية.
وثورة الأكراد التي استمرت خمسين سنة مدعومة من «إسرائيل» وأمريكا وإيران، واستنزفت طاقة العراق وأبناءه وجيشه.. لو كانت في بلد آخر كإيران مثلاً، بماذا كانت سترد عليهم، أبا لورود؟ وهل موقفها من السنة وعرب الأهواز الشيعة أحسن حالاً ومن غير ثورة؟! ومن كل بيته العراء فلا يبالغ في تعليمنا دروس الإنشاء في الإنسانية والرحمة والأخلاق.
هذا حديث عن النقطة الأولى: قل لي من فرح بموت الرجل أقل لك من كان وراء هذا الاغتيال، وأقل لك من هو الرجل وما هو الرجل؟! فيكفيه أن «إسرائيل» أول الشامتين فيه..
وللحديث عود إن شاء الله.
بموت صدام تكون طويت صفحة من تاريخ رجل كان في بؤرة الأحداث وصناعة التاريخ وإثارة الجدال والخلاف على مدى أكثر من ثلاثة عقود. ولقد تعرض الرجل من الإعلام العربي الرسمي -والعالمي بالطبع- إلى تشويه متعمد مبالغ فيه، لتسويغ غزو العراق من ناحية، ولتبرير هذه النهاية المأساوية من ناحية أخرى.. لقد صور وكأن كل شرور الأرض تركزت فيه، بحيث انه إذا انتهى من حكم العراق، أو انتهى وجوده من الدنيا استراح العالم من العناء، واغتنى الفقراء، وشبع الجياع، وقامت العدالة في الأرض وانتصب ميزانها، وعم الرخاء، وتحقق الرجاء.
كما قال بوش الصغير: «لقد غدا العالم أكثر أمناً بعد صدام»، ولا يقلق الأمن إلا أمريكا.. وها قد غادر الرجل فما تحقق من كل ما قالوا شيء.. بل إن الأمور تتدهور في اتجاه الأسوأ وعلى كل صعيد.
والنقطة الأولى التي نتحدث عنها في هذه العجالة: من الذين رحبوا بموت الرجل؟ إن الإجابة عن هذا السؤال هي فاتحة الحديث، وهي موجة السير في طريق فهم الرجل والحدث. لعل كلمة ثعلب السياسة الإسرائيلية «بيرس» تعقيباً على جريمة قتله قوله: «إعدام صدام ضرورة تاريخية».. أظن أن الكلام عربي مبين واضح هل فهمتم يا عربان معنى «ضرورة تاريخية؟».
إن الثعلب اللئيم صديق الأعراب الحميم يريد أن يقول بالفصيح: هذا مصير كل من تجرأ على النظر شراً إلى «إسرائيل».. فكيف بمن تجرأ وألقى عليها عدداً من الصواريخ؟ وها إنهم أكرموك (أعني الأحلاف) بأن أعدموه لك يوم سبتك! وثاني المعلقين مجرم الحرب بوش الذي اعتبر إعدام الرجل تحقيقاً للعدالة، ولن نناقش هذا المعتوه المجرم فأي عدالة في أن تسلم متهماً لمجرمين قتلة سفلة يهتفون بالثارات والانتقام؟ إن دولة الميليشيات هذه لن تحقق عدالة. وإن الصفقة المشبوهة بين إمبريالية أمريكا وشوفينية الميليشيات المنغلقة والمنفلتة المتعصبة لا يمكن أن تنهض بوطن أو ترسي دعائم استقرار أو تصنع عدالة. والناطق الرسمي الإسرائيلي أعاد حكاية العدالة التي يعرفها الصهاينة جيداً، ويمارسونها بكل كفاءة في فلسطين.
وثالث المتحدثين عن إعدامه كلب بوش: بلير، الذي أعاد قريباً مما قيل.. ورابعهم إيران.. التي قالت إن إعدامه انتصار للعراقيين. إن إيران تعتبر العراق ميليشياتها وأزلامها، وليس العراق بكل فئاته وطوائفه وشرائحه وأعراقه.
لقد كان صدام يعامل العراقيين جميعاً على سوية واحدة.. لا سنة فيها ولا شيعة. وللرجل أخطاؤه، لكن قولوا لنا هل جئتم لقيادة العراق بمن هو أفضل منه؟ وهل استقر العراق؟ وأما الحديث عن المقابر الجماعية في عهده فممجوج سمج، ما أشبهه بحديث اليهود عن الهولوكوست. لقد جعلوا هذا الحديث تبريراً لكل الذي فعلوه بشعب فلسطين. وجعلتم أنتم ما جرى لكم ذريعة لكل الإجرام الذي تزاولونه. فأولاً لم نالكم ما نالكم؟ ألأنكم شيعة؟ هذا افتراء وكذب وتزوير؟ إنكم عوقبتم ربما بمبالغة، لكن على مؤامرات، مرة لاغتياله، ومرة للطعن في الظهر والعراق يتعرض للغزو الأمريكي؛ فأعلنتم انتفاضة الجنوب بالتنسيق مع أمريكا وإيران، ثم تخلت عنكم كل من أمريكا وإيران وتركتكم لمصيركم.. لماذا تركزون على العقاب ولا تركزون على الفعل؟ إنها عقدة المظلومية.
وثورة الأكراد التي استمرت خمسين سنة مدعومة من «إسرائيل» وأمريكا وإيران، واستنزفت طاقة العراق وأبناءه وجيشه.. لو كانت في بلد آخر كإيران مثلاً، بماذا كانت سترد عليهم، أبا لورود؟ وهل موقفها من السنة وعرب الأهواز الشيعة أحسن حالاً ومن غير ثورة؟! ومن كل بيته العراء فلا يبالغ في تعليمنا دروس الإنشاء في الإنسانية والرحمة والأخلاق.
هذا حديث عن النقطة الأولى: قل لي من فرح بموت الرجل أقل لك من كان وراء هذا الاغتيال، وأقل لك من هو الرجل وما هو الرجل؟! فيكفيه أن «إسرائيل» أول الشامتين فيه..
وللحديث عود إن شاء الله.