نادية ابنة عمى تسبقنى بعام فقط وبينما كانت تحادثنى تأملتها كثيراً .
كبرت نادية تهتم بأظافرها ولفة طرحتها وحتى بشعرها وبطريقة لبسها وجهها يمثل الأنوثة .
كما أن سما أختى الأصغر منى بعامين أيضاً كَبرت كثيراً تلك الطَفلة التى كانت تبكى لى لأن إحدى الأطفال فى الشارع استفزوها كبرت هى أيضاً وأصبح لها ذوق مختلف فى الموضة وكما أنها أصبحت كثيراً تتمنى ان تصبح أم بسرعة . بسرعة كبيرة .
حتى أن رؤى أختى الصغرى ذات التسع سنوات تحكى لى عن فتى أحلامها كما أنها تضع طلاء الأظافر "المانكير "وتستأذنى بأن تُجرب ان تلف طرحى كما أنها تختار ملابسها بعناية لا تشبه الأطفال .
تغيرت بهم كثير من الأشياء وأنا كل مافعله هو أننى ألتزم بالمشاهدة من بعيد .
للحظات نظرت إلىّ .
إلى أظافرى وطرحتى وشعرى ووجهى وإلى ملابسى . كل شىء فوضاوى فوضوية أطفال .
مازلت ألقب طلاء الأظافر ب " المونكير " بدل " المَانكير " .
ولا زلت أجهل الماركات وتسريحات الشعر وكيف ألبس بعض الملابس وكيف أتمخطر بالكعب العالى وكيف يوضع المكياج .
وأتذكر جيداً أنه قبل كل زفاف ينهوا لبسهم أولاً لكىّ يساعدوننى .
بينما أنا أقف ألعن اليوم الذى ولدت فيه أنثى وألعن كل ماهو موضوع أمامى وأكتفى بقول ..
_ يعنى فيها حاجة لو روحت الفرح ببيجامة والله مش فيها حااجة .
*************
أخبرتنى رؤى ذات يوم كنت واقفة فيه أمام المرآة أصنع ابتسامات مضحكة ربما يومها كنت فى حالة مزاجية جيدة .
_ عارفة ياتقى عمرى ماتخيلت انك تكبرى .
وعلى الجانب الآخر يخبرنى ابن عمى محمد ذات يوم عندما كنت " أغلس عليهم " .
_ عندك جينات طفولة زايدة على فكرة انتى .
*********
اذاً لماذا لا أكبَر ..
مَازالت الطفولة تسارع الأنوثة بدَاخلى ولا يهدأ الصراع .
حرب أهلية بداخل جسدى .
واذا كُنت بروح طفلة وبوجه شقىّ وبعيون متكلمة لماذا اذاً أعُاقب على تصرفاتى كالكبار ..
اذاً فلتتركنى الطفولة قليلاً ..
حتى أحب الحياة أقل .
وأحب الحب أقل .
حتى تهدأ أمومتى .
حتى أستقبل الصباح بموضوعية .
أودع المساء بواقعية .
فلتتركنى الطفولة قليلاً ..
ربما أكبر قليلاً ..
ولربما أصبحت ذات هم أقل ..
وذات حزن أقل وذات صراع أقل ..
فلتتركنى الطفولة قليلاً ..
ربما أصبحت ذات أوهام أقل .
وذات أحلاماً سوداء أو بيضاء سئمت الأحلام الرمادية ..
********************
اذا كنت كبرت حقاً .
لماذا اذاً عندما يرى أبى قناة تليفزيونية كرتونية يكتفى بالقول .
_ عفاريت تقى بنتى اهم .
هى ليست عفاريتى انه عقلى الأبله .
فأنا مازلت أجلس بكل تمعن وتركيز اشاهد الكرتون .
تدخل ابنة عمى نادية وتحدثنى وانا لست هنا .
لتخبر أمى ..
_ امتى هتكبر دى !؟ .
امممممم
" رُبمَا أنَا لاَ أكَبر قَط " .
Touqa Amer
كبرت نادية تهتم بأظافرها ولفة طرحتها وحتى بشعرها وبطريقة لبسها وجهها يمثل الأنوثة .
كما أن سما أختى الأصغر منى بعامين أيضاً كَبرت كثيراً تلك الطَفلة التى كانت تبكى لى لأن إحدى الأطفال فى الشارع استفزوها كبرت هى أيضاً وأصبح لها ذوق مختلف فى الموضة وكما أنها أصبحت كثيراً تتمنى ان تصبح أم بسرعة . بسرعة كبيرة .
حتى أن رؤى أختى الصغرى ذات التسع سنوات تحكى لى عن فتى أحلامها كما أنها تضع طلاء الأظافر "المانكير "وتستأذنى بأن تُجرب ان تلف طرحى كما أنها تختار ملابسها بعناية لا تشبه الأطفال .
تغيرت بهم كثير من الأشياء وأنا كل مافعله هو أننى ألتزم بالمشاهدة من بعيد .
للحظات نظرت إلىّ .
إلى أظافرى وطرحتى وشعرى ووجهى وإلى ملابسى . كل شىء فوضاوى فوضوية أطفال .
مازلت ألقب طلاء الأظافر ب " المونكير " بدل " المَانكير " .
ولا زلت أجهل الماركات وتسريحات الشعر وكيف ألبس بعض الملابس وكيف أتمخطر بالكعب العالى وكيف يوضع المكياج .
وأتذكر جيداً أنه قبل كل زفاف ينهوا لبسهم أولاً لكىّ يساعدوننى .
بينما أنا أقف ألعن اليوم الذى ولدت فيه أنثى وألعن كل ماهو موضوع أمامى وأكتفى بقول ..
_ يعنى فيها حاجة لو روحت الفرح ببيجامة والله مش فيها حااجة .
*************
أخبرتنى رؤى ذات يوم كنت واقفة فيه أمام المرآة أصنع ابتسامات مضحكة ربما يومها كنت فى حالة مزاجية جيدة .
_ عارفة ياتقى عمرى ماتخيلت انك تكبرى .
وعلى الجانب الآخر يخبرنى ابن عمى محمد ذات يوم عندما كنت " أغلس عليهم " .
_ عندك جينات طفولة زايدة على فكرة انتى .
*********
اذاً لماذا لا أكبَر ..
مَازالت الطفولة تسارع الأنوثة بدَاخلى ولا يهدأ الصراع .
حرب أهلية بداخل جسدى .
واذا كُنت بروح طفلة وبوجه شقىّ وبعيون متكلمة لماذا اذاً أعُاقب على تصرفاتى كالكبار ..
اذاً فلتتركنى الطفولة قليلاً ..
حتى أحب الحياة أقل .
وأحب الحب أقل .
حتى تهدأ أمومتى .
حتى أستقبل الصباح بموضوعية .
أودع المساء بواقعية .
فلتتركنى الطفولة قليلاً ..
ربما أكبر قليلاً ..
ولربما أصبحت ذات هم أقل ..
وذات حزن أقل وذات صراع أقل ..
فلتتركنى الطفولة قليلاً ..
ربما أصبحت ذات أوهام أقل .
وذات أحلاماً سوداء أو بيضاء سئمت الأحلام الرمادية ..
********************
اذا كنت كبرت حقاً .
لماذا اذاً عندما يرى أبى قناة تليفزيونية كرتونية يكتفى بالقول .
_ عفاريت تقى بنتى اهم .
هى ليست عفاريتى انه عقلى الأبله .
فأنا مازلت أجلس بكل تمعن وتركيز اشاهد الكرتون .
تدخل ابنة عمى نادية وتحدثنى وانا لست هنا .
لتخبر أمى ..
_ امتى هتكبر دى !؟ .
امممممم
" رُبمَا أنَا لاَ أكَبر قَط " .
Touqa Amer