الكاتب المسرحي سعد الله ونوس

ملخص المسرحية :
قبل البدء في تلخيص النص المسرحي أود أن أعطي فكرة عامة عن هذا النص ، حيث يمكننا القول إن مسرحية حفلة سمر من أجل 5 حزيران تشكل أداة نقد لاذعة للأنظمة العربية الرسمية عموما ؛حيث كتبها ونوس إثر نكسة 1967 كي يعبر فيها عن ما أحدثته تلك النكسة من شعور عام بالسخط لدى الفنانين والشعوب العربية عامة ، وإن كان هذا النقد لا يعرضه ونوس بوضوح من أول المسرحية إلا أنه يبدأ بوضوح من منتصف المسرحية حتى نهايتها التي تكشف قصد الكاتب من كل النص .
ما يجدر بنا التنويه إليه ، هو أن المسرحية لا يتوفر فيها أبطالا يساهمون في تحرك الأحداث فالأبطال ما هموا سوى وسيلة استخدمها الكاتب ليعرضوا أفكاره بل وأفكار كل المواطنين المكبوتين فهم بمثابة العقول الباطنة الناطقة باسم الشعوب العربية ، وقد يرجع ذلك إلى أن المسرحية لا تحمل شكلا دراميا أكثر من كونها نصا يحمل رسائل توعوية ونقدية .
تبدأ المسرحية ، بمشهد يعرض فيه المتفرجون وهم بانتظار عرض مسرحي لمسرحية بعنوان " صفير الأرواح " إلا أن العرض يطول ويبدأ الجمهور بالتذمر ، إلى أن يصل المخرج الذي يبدأ بدوره الاعتذار من الجمهور وذلك بأنه لم يتمكن من عرض المسرحية ، ولكنه كي يؤكد حسن نواياه يبدأ بعرض الأسباب التي حالت دون تمكنه من العرض فيقوم بقص ما حصل معه هو والكاتب المسرحي " عبد الغني " من خلال القيام بعرض تمثيلي لما حدث بينهما ، ويظهر عبد الغني ويبدءان الحوار فيأخذ المخرج يطرح أفكاره حول المسرحية التي كانت ستعرض وبأنه سيصور الحرب وكيف الناس يهربون فارين من ويلاتها ، وفي الوقت نفسه يصور لنا شخصيات أربعة جنود في خندق يصطنعه من خياله وكيف يقوم هؤلاء بمقاومة الطائرات إلى أن يموتوا ، ولكنه يعود ويبث فيهم الحياة من جديد في المشهد التالي حيث يلقي الضوء في هذا المشهد على قرية مهددة بالحرب ، ولكن الناس فيها منقسمون بين مؤيدين للهرب وبين معارضين للهرب ومع المقاومة حتى الموت أولئك المعارضون يظلون ثابتين على أرض المعركة ويقوموا بقتل نسائهم وبناتهم كي لا يلحق بهم العار ان هزموا ، وتبدأ الطائرات بقصفهم فيشوه العديد من الأطفال ويموت كثير من الناس والعائلات ونتيجة لذلك يهرب معظم سكان القرية ولا يبقى فيها سوى " عبد الله " ( الثائر منذ البداية والمصر على أنه سينتصر على الأعداء ) ومعه الجنود الأربعة الذين أفاقهم المخرج من ميتتهم وينتهي هذا المشهد بخروج أهل القرية وهم حزانى ومتألمين وفيهم الكثير من الضحايا ، ويقومون بتوصية عبد الله والجنود الأربعة بحماية قريتهم من الأعداء أثناء غيابهم .
مع نهاية هذا المشهد يقول المخرج تلك كانت فكرتي ويوضح حينها للجمهور أن عبد الغني هو السبب في عدم عرض تلك المسرحية وبأنه هو من تراجع عن عرضها بعد أن انتهى من كتابتها ، وهنا يعلق عبد الغني بالقول :" قلت لنفسي وكأنني أصحو من شرود طويل . حين تكون رائحة الفم كريهة ينبغي ألا يتكلم المرء "
في هذه اللحظة يبادر المخرج بعرض حله للجمهور وذلك بتقديم عرض موسيقي تتخلله أغاني شعبية ومقاطع راقصة كاعتذار منه عن عدم تمكنه من عرض المسرحية ، ولكن قبل بدء الفرقة الموسيقية يخرج من الجمهور فلاحا اسمه " عبد الرحمن " ويقف على منصة التمثيل ويبدأ يسأل المخرج عن تلك القرية التي تحدث عنها فيقول له المخرج تلك قرية خيالية إلا أن عبد الرحمن لا يصدق المخرج ويقول تلك القرية هي قريتنا التي هربنا منها قسرا أثناء الحرب وهنا يظهر المخرج استياءه الواضح ويحاول إنزال عبد الرحمن ولكنه لايستطيع حيث نجد أن عبد الرحمن ينادي صديقه فرج ويأخذان استذكار قريتهما ويبدأ العديد من المتفرجين مشاركتهم الحوار ما يزيد من حنق المخرج ولكنه لا يستطيع أن يفعل شيئا ، في حين نجد الكاتب عبد الغني يشجع المتفرجين على الحديث ويستمتع بما يسمعه منهم فيبدأ المتفرجون كل منهم يعبر عن رأيه في الحرب وكيف أنهم خدعوا فيها من الأنظمة ومن الإذاعات الكاذبة ، ويبدءون يقولون إننا مكممو الأفواه ، وإننا أجساد بلا روح وغير ذلك من التعليقات التي تعبر عن واقعهم السيء والتي أراد الكاتب من خلالها أن يوجه انتقاداته إلى النظام الرسمي المصري ؛ فمنهم من يقول نحن شعب مهزوم ونحن ملايين من الاسلنة المقطعة تتراكم خلف أبواب مغلقة في أفواه مغلقة وفي مراحيض مغلقة ، ومع كل تعليق يستشيط المخرج غضبا ويقول تلك بالتأكيد مؤامرة بينما يسعد عبد الغني مما سمعه فكأنهم يقولون ما عجز هو في التعبير عنه ، ويظل الجمهور على هذه الحال من التنفيس عما بدواخلهم ، إلى أن يظهر رجل من رجال الدولة الرسميين ويلقي القبض على جميع من كان على خشبة المسرح ويأخذ يخطب بالجمهور ويقول لهم أولئك هم أصحاب المؤامرة ، فالأعداء يستخدمونهم كوسيلة لإيقاعنا ولكننا دائما متيقظين لكل المؤامرات لذا سنعرف كيف نتصرف مع هؤلاء المتآمرين على النظام والمتواطئين مع الأعداء يسكت الجمهور ، وفي أثناء خروجهم من المسرح تنتهي المسرحية بحوار يدور بين المتفرجين فمنهم من يصف أولئك بالشجعان ويقر بأن كل ما قالوه على خشبة المسرح صحيح ولكنهم يعقبون في نفس الوقت بالقول بأنهم كانوا على ثقة بأن هذا هو مآلهم وبهذا الشكل ستكون نهايتهم ..