أردوغان... صباحُك «تقسيم»
محمد الساعد
الأربعاء ٥ يونيو ٢٠١٣
ماذا تعني تلك المظاهرات الصاخبة والعنيفة في إسطنبول، وهي «العاصمة» التي يقدمها الإخوان نموذجاً يفاخرون به في المنطقة، أليست هي «المثال» الذي يحاول أن يقدمه المقطم للأميركان والأوروبيين، للتأكيد على أنهم قادرون على بناء إمبراطورية «عثمانية إخوانية» جديدة، عاصمتها «إسطنبول»، ومرشدها في «القاهرة»، وأموالها التي تمطر عليها ذهباً أسود وأخضر من الخليج – كما يحلمون -، الكلمة الفصلى فيها للتنظيم العالمي، وتطبق فيها القيم الإخوانية.
إذاً ها هي عاصمتهم المدللة، وقاعدتهم الخلفية، ضربت في مقتل «الحرية» الذي يدعونه، ويزعمونه تحت كل سماء، وفوق كل أرض، جاءتهم بغتة وهم لا يعلمون.
تابعوا فقط، وكالة أنباء الأناضول، التي تحولت لتكون مكتباً إعلامياً تابعاً للمقطم، تنشر أخباره، وتنافح عن مشروعه الإخواني الأممي، وتسهم في تمكينه والتبرير له.
وعليكم أن تتنبهوا أيضاً لأسبوع «أربكان»، وتسألوا عمن يشارك فيه من السعوديين والخليجيين، بجانب كثير غيرهم من العرب والعجم، ولماذا يشاركون، وعن ماذا يبحثون، وعلى ماذا يتفقون؟
تسألوا عن المداولات، والاجتماعات وما يدور فيها، وطقوس الانضمام للتنظيم، ومجالس الشورى التي تعقد فيه، والقرارات السرية الصادرة عنه، أليست هي إسطنبول التي يحج إليها الحركيون لـ«التكاثر» في كل سانحة.
لقد صدمتهم مظاهرات إسطنبول وأنقرة، وبقية أقاليم الأناضول، يا الله.
كيف ارتعدت مفاصلهم خوفاً من سقوط «حلمهم المدلل»، الذي ينافحون عن كل أخطائه، ومراوغاته، من أجل عيون المقطم، وعيون مشروعهم الكبير.
إنها إسطنبول، وهي شوارع «تقسيم»، وهم شباب تركيا، وبناتها، وعواجيزها، وهناك ميدان حريتها، إذ يقام عرس الحرية الجديد، هي ليست طرابلس الغرب، ولا شوارع القاهرة، ولا ميادين صنعاء، ولا أبوظبي، إذ كان للإخوان قصب السبق في التأليب، والمؤامرة والمشاركة.
هي مدينة من مال، واقتصاد، وظلم، وتمكين، وغطرسة الحزب الواحد، والمستفيدين، والأغنياء والفقراء، والمقهورين، هي كل ذلك، هي مدينة بشرية، وليست «مدينة نبوية»، وبالتأكيد أردوغان ليس هارون ولا عمر ولن يكون.
إنها تقول للعالم لا زلت عاصمة عادية ككل العواصم، أنا لست بغداد «الخلافة»، ولا دمشق «الأمويين»، ولا غرناطة «الأندلس».
اليوم تقول الأقدار، وسنن السياسة، أن التمكين، ونشر الأفكار، والأتباع، وغسل الأدمغة، والسياسات الحزبية، في مفاصل الدولة، والتصاريح النارية «الفشنك»، لا تخلق ولاءات وطنية حقيقية، ولا تغش الأحرار، بل تؤكد على أن ما تزرعه في أرض العرب، وميادين عواصمهم، تلاقيه بين ظهرانيك، مهما كنت ذكياً، وديكتاتوراً، وجباراً، وغنياً.
محمد الساعد
الأربعاء ٥ يونيو ٢٠١٣
ماذا تعني تلك المظاهرات الصاخبة والعنيفة في إسطنبول، وهي «العاصمة» التي يقدمها الإخوان نموذجاً يفاخرون به في المنطقة، أليست هي «المثال» الذي يحاول أن يقدمه المقطم للأميركان والأوروبيين، للتأكيد على أنهم قادرون على بناء إمبراطورية «عثمانية إخوانية» جديدة، عاصمتها «إسطنبول»، ومرشدها في «القاهرة»، وأموالها التي تمطر عليها ذهباً أسود وأخضر من الخليج – كما يحلمون -، الكلمة الفصلى فيها للتنظيم العالمي، وتطبق فيها القيم الإخوانية.
إذاً ها هي عاصمتهم المدللة، وقاعدتهم الخلفية، ضربت في مقتل «الحرية» الذي يدعونه، ويزعمونه تحت كل سماء، وفوق كل أرض، جاءتهم بغتة وهم لا يعلمون.
تابعوا فقط، وكالة أنباء الأناضول، التي تحولت لتكون مكتباً إعلامياً تابعاً للمقطم، تنشر أخباره، وتنافح عن مشروعه الإخواني الأممي، وتسهم في تمكينه والتبرير له.
وعليكم أن تتنبهوا أيضاً لأسبوع «أربكان»، وتسألوا عمن يشارك فيه من السعوديين والخليجيين، بجانب كثير غيرهم من العرب والعجم، ولماذا يشاركون، وعن ماذا يبحثون، وعلى ماذا يتفقون؟
تسألوا عن المداولات، والاجتماعات وما يدور فيها، وطقوس الانضمام للتنظيم، ومجالس الشورى التي تعقد فيه، والقرارات السرية الصادرة عنه، أليست هي إسطنبول التي يحج إليها الحركيون لـ«التكاثر» في كل سانحة.
لقد صدمتهم مظاهرات إسطنبول وأنقرة، وبقية أقاليم الأناضول، يا الله.
كيف ارتعدت مفاصلهم خوفاً من سقوط «حلمهم المدلل»، الذي ينافحون عن كل أخطائه، ومراوغاته، من أجل عيون المقطم، وعيون مشروعهم الكبير.
إنها إسطنبول، وهي شوارع «تقسيم»، وهم شباب تركيا، وبناتها، وعواجيزها، وهناك ميدان حريتها، إذ يقام عرس الحرية الجديد، هي ليست طرابلس الغرب، ولا شوارع القاهرة، ولا ميادين صنعاء، ولا أبوظبي، إذ كان للإخوان قصب السبق في التأليب، والمؤامرة والمشاركة.
هي مدينة من مال، واقتصاد، وظلم، وتمكين، وغطرسة الحزب الواحد، والمستفيدين، والأغنياء والفقراء، والمقهورين، هي كل ذلك، هي مدينة بشرية، وليست «مدينة نبوية»، وبالتأكيد أردوغان ليس هارون ولا عمر ولن يكون.
إنها تقول للعالم لا زلت عاصمة عادية ككل العواصم، أنا لست بغداد «الخلافة»، ولا دمشق «الأمويين»، ولا غرناطة «الأندلس».
اليوم تقول الأقدار، وسنن السياسة، أن التمكين، ونشر الأفكار، والأتباع، وغسل الأدمغة، والسياسات الحزبية، في مفاصل الدولة، والتصاريح النارية «الفشنك»، لا تخلق ولاءات وطنية حقيقية، ولا تغش الأحرار، بل تؤكد على أن ما تزرعه في أرض العرب، وميادين عواصمهم، تلاقيه بين ظهرانيك، مهما كنت ذكياً، وديكتاتوراً، وجباراً، وغنياً.