قالوا عن حمص (9)
المهندس جورج فارس رباحية
كثيرون من الجغرافيين والرحّالة الذين ذكروا حمص في كتبهم أثناء مرورهم فيها منهم :
1 ـ شيخ الربــوة (1) لقد وصف حمص وجندها في كتابه :( نخبة الدهر في عجائب البر والبحر ) فقال :
(( ومن جنود الشام حمص ، وهي مملكة حسنة وبها كرسي الملك ودار الإمارة ونيابة السلطة وهي أصغر ممالك الشام التركية وآخرها رتبة .
وحمص مدينة قديمة تُسَمّى سورية ، ماؤها وهواؤها صحيح . ومن حسن بناء حمص أنه لا يوجد فيها دار إلاّ وتحتها في الأرض مغارة أو مغارتان وماء ينبع للشرب (2) وهي مدينة فوق مدينة (3) . وأهل مدينة حمص يوصَف عامّتهم بقلّة العقل ، ويُحكى عنهم حكايات تشبه الخرافات )) .
2 ـ ابن الــوردي (4) لقد ذكر حمص في كتابه : " خريدة (5) العجائب وفريدة الغرائب "
فقـــال :
(( وأما حمص فهي مدينة حسنة في مستوى ، مقصودة من سائر النواحي . وأهلها في خصب ورغد عيش ، وفي نسائها جمال فائق . وكانت في قديم الزمان من أكبر البلاد . ويُقال إنها مُطلسمة لا يدخلها حيّة ولا عقرب لأنها متى وصلت إلى باب المدينة هلكت (6) . ويحمل من تراب حمص إلى سائر البلاد فيوضع على لسعة العقرب فتبرأ . وبها القبّة العالية (7) التي في وسطها صنم من نحاس على صورة إنسان راكب على فرس تدور مع الريح كيفما دارت . وفي حائط القبّة حجر فيه صورة عقرب يأتي الملدوغ والملسوع ومعه طين فيطبعه على تلك الصورة ويضعه على اللدغة أو اللسعة فتبرأ لوقتها . وجميع شوارع المدينة وأزقّتها مفروشة بالحجر الصلد (8) وبها جامع كبير (9) . )) .
11/11/2011 المهندس جورج فارس رباحية
المفـــردات :
(1) ـ شيخ الربوة : هو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري الصـوفي
وُلِد َفي دمشق سنة 1256 م وولّي مشيخة الربوة في ضواحي دمشق وأخذ لقبه منها
وكان ذكيّاً فطناً ينظم الشعر ويصنف في كل علم، سواء عرفه أم لم يعرفه لفرط ذكائه
وأصابه صمم سنة 1317 م فأضرّ بإحدى عينيه . توفي في صفد ( فلسطين ) سـنة
1327 م . وضمّن كتابه ( نخبة الدهر في عجائب البر والبحر ) : وصف هيئـــة
الأرض وأقاليمها واختلاف القدماء في ذلك ، وما فيها من البحار والجزر والجبــال
والطرق والآثار والعيون والآبار والحيوان النادر والنبات الغريب والمعادن والحجارة
الكريمة ومساحات الأرض ومسافاتها . طُبعَ كتــابه في بطرسبورج سنة 1865 م
وتُرْجِمَ إلى الفرنسية وطُبعَ في باريس سنة 1898 م .
(2) ـ يقصد به : بئر ماء داخل الدار .
(3) ـ يُقال أن حمص الحالية مبنيّة فوق أكثر من مدينة حيث طمرتها الهزات الأرضيــة
(4) ـ ابن الوردي : هو زين الدين أبي حفص عمر بن الوردي هو شاعر وأديب ، وُلِدَ في
معرة النعمان سنة 1292 م وتوفي في حلب سنة 1349 م . ألَف كتب مختلفة .
(5) ـ خريدة : أي لؤلؤة .
(6) ـ لقد انتشرت هذه الأسطورة التي تنفرد بها مدينة حمص من بين مدن العالم وتعود معها
إلى عقود التاريخ القديمة والتي تعني بحقيقة الأمر أن حمص مرصودة من العقـارب
( أي لا يعيش فيها ولا يدخلها عقرب ) . وقد ذكر هذه الأسطورة مل من المؤرخين :
الإدريسي في كتابه ( نزهة المشتاق ) والقزويني في كتابــه ( عجائب المخلوقات )
وبعد انتهاء عهد الأساطير وانتشار العلم والمعرفة أُعطيَ تفسير علمي لهذا الســبب
فقال الخوري عيسى أسعد في كتابه ( تاريخ حمص الجزء الأول ):" إن منشـأ هـذا
الاعتقاد فيما أرى أن تربة حمص غير صالحة لبيوض العقارب . وهذا ســرّ فقدان
العقارب فيها ". ثم حاول البعض أن يُوَضّح السبب بشكل علمي فاضاف : " أن وجود
نسبة من الزئبق في تربة حمص هي السبب الحقيقي في اختفاء العقارب منــها .
فالعقرب يُعْرَفْ في كل أنحاء العالم كرمز للقوة الغادرة . وعدم وجوده في مـكان ما
يعني انعدام الغدر منه وانتشار المحبّة والوداعة والطيبة ، وهي صفات عُرِفَتْ بهـا
حمص بإسطورة رصد العقارب أو بدونها . فهذه الأسطورة تُعطي رمزاً معنويـــاً
كبيراً لهذه المدينة .
(7) ـ القبّة العالية : يقصد بها قلعة حمص .
(8) ـ حجر الصلد : يقصد به الحجر البازلتي الأسود المشهورة به حمص .
(9) ـ يقصد به : جامع خالد بن الوليد .
المصــادر والمـراجع :
ـ تاريخ حمص الجزء الأول : الخوري عيسى أسعد ، الطبعة 1 ، 1939
ـ تاريخ حمص الجزء الثاني : منير الخوري عيسى أسعد ، الطبعة 1 ، 1984
ـ المنجد في اللغة والأعلام : بيروت 1973
ـ قالوا عن حمص (3) : المهندس جورج فارس رباحية
المهندس جورج فارس رباحية
كثيرون من الجغرافيين والرحّالة الذين ذكروا حمص في كتبهم أثناء مرورهم فيها منهم :
1 ـ شيخ الربــوة (1) لقد وصف حمص وجندها في كتابه :( نخبة الدهر في عجائب البر والبحر ) فقال :
(( ومن جنود الشام حمص ، وهي مملكة حسنة وبها كرسي الملك ودار الإمارة ونيابة السلطة وهي أصغر ممالك الشام التركية وآخرها رتبة .
وحمص مدينة قديمة تُسَمّى سورية ، ماؤها وهواؤها صحيح . ومن حسن بناء حمص أنه لا يوجد فيها دار إلاّ وتحتها في الأرض مغارة أو مغارتان وماء ينبع للشرب (2) وهي مدينة فوق مدينة (3) . وأهل مدينة حمص يوصَف عامّتهم بقلّة العقل ، ويُحكى عنهم حكايات تشبه الخرافات )) .
2 ـ ابن الــوردي (4) لقد ذكر حمص في كتابه : " خريدة (5) العجائب وفريدة الغرائب "
فقـــال :
(( وأما حمص فهي مدينة حسنة في مستوى ، مقصودة من سائر النواحي . وأهلها في خصب ورغد عيش ، وفي نسائها جمال فائق . وكانت في قديم الزمان من أكبر البلاد . ويُقال إنها مُطلسمة لا يدخلها حيّة ولا عقرب لأنها متى وصلت إلى باب المدينة هلكت (6) . ويحمل من تراب حمص إلى سائر البلاد فيوضع على لسعة العقرب فتبرأ . وبها القبّة العالية (7) التي في وسطها صنم من نحاس على صورة إنسان راكب على فرس تدور مع الريح كيفما دارت . وفي حائط القبّة حجر فيه صورة عقرب يأتي الملدوغ والملسوع ومعه طين فيطبعه على تلك الصورة ويضعه على اللدغة أو اللسعة فتبرأ لوقتها . وجميع شوارع المدينة وأزقّتها مفروشة بالحجر الصلد (8) وبها جامع كبير (9) . )) .
11/11/2011 المهندس جورج فارس رباحية
المفـــردات :
(1) ـ شيخ الربوة : هو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي طالب الأنصاري الصـوفي
وُلِد َفي دمشق سنة 1256 م وولّي مشيخة الربوة في ضواحي دمشق وأخذ لقبه منها
وكان ذكيّاً فطناً ينظم الشعر ويصنف في كل علم، سواء عرفه أم لم يعرفه لفرط ذكائه
وأصابه صمم سنة 1317 م فأضرّ بإحدى عينيه . توفي في صفد ( فلسطين ) سـنة
1327 م . وضمّن كتابه ( نخبة الدهر في عجائب البر والبحر ) : وصف هيئـــة
الأرض وأقاليمها واختلاف القدماء في ذلك ، وما فيها من البحار والجزر والجبــال
والطرق والآثار والعيون والآبار والحيوان النادر والنبات الغريب والمعادن والحجارة
الكريمة ومساحات الأرض ومسافاتها . طُبعَ كتــابه في بطرسبورج سنة 1865 م
وتُرْجِمَ إلى الفرنسية وطُبعَ في باريس سنة 1898 م .
(2) ـ يقصد به : بئر ماء داخل الدار .
(3) ـ يُقال أن حمص الحالية مبنيّة فوق أكثر من مدينة حيث طمرتها الهزات الأرضيــة
(4) ـ ابن الوردي : هو زين الدين أبي حفص عمر بن الوردي هو شاعر وأديب ، وُلِدَ في
معرة النعمان سنة 1292 م وتوفي في حلب سنة 1349 م . ألَف كتب مختلفة .
(5) ـ خريدة : أي لؤلؤة .
(6) ـ لقد انتشرت هذه الأسطورة التي تنفرد بها مدينة حمص من بين مدن العالم وتعود معها
إلى عقود التاريخ القديمة والتي تعني بحقيقة الأمر أن حمص مرصودة من العقـارب
( أي لا يعيش فيها ولا يدخلها عقرب ) . وقد ذكر هذه الأسطورة مل من المؤرخين :
الإدريسي في كتابه ( نزهة المشتاق ) والقزويني في كتابــه ( عجائب المخلوقات )
وبعد انتهاء عهد الأساطير وانتشار العلم والمعرفة أُعطيَ تفسير علمي لهذا الســبب
فقال الخوري عيسى أسعد في كتابه ( تاريخ حمص الجزء الأول ):" إن منشـأ هـذا
الاعتقاد فيما أرى أن تربة حمص غير صالحة لبيوض العقارب . وهذا ســرّ فقدان
العقارب فيها ". ثم حاول البعض أن يُوَضّح السبب بشكل علمي فاضاف : " أن وجود
نسبة من الزئبق في تربة حمص هي السبب الحقيقي في اختفاء العقارب منــها .
فالعقرب يُعْرَفْ في كل أنحاء العالم كرمز للقوة الغادرة . وعدم وجوده في مـكان ما
يعني انعدام الغدر منه وانتشار المحبّة والوداعة والطيبة ، وهي صفات عُرِفَتْ بهـا
حمص بإسطورة رصد العقارب أو بدونها . فهذه الأسطورة تُعطي رمزاً معنويـــاً
كبيراً لهذه المدينة .
(7) ـ القبّة العالية : يقصد بها قلعة حمص .
(8) ـ حجر الصلد : يقصد به الحجر البازلتي الأسود المشهورة به حمص .
(9) ـ يقصد به : جامع خالد بن الوليد .
المصــادر والمـراجع :
ـ تاريخ حمص الجزء الأول : الخوري عيسى أسعد ، الطبعة 1 ، 1939
ـ تاريخ حمص الجزء الثاني : منير الخوري عيسى أسعد ، الطبعة 1 ، 1984
ـ المنجد في اللغة والأعلام : بيروت 1973
ـ قالوا عن حمص (3) : المهندس جورج فارس رباحية