فى عصر العولمة، وموجات الغزو الثقافى التى تجتاح عالمنا المعاصر، وتؤثر على حركة الشباب سلبًا وإيجابًا يصبح على عاتق العاملين فى مجال الصحة النفسية، والخدمة الاجتماعية، والقانونيين أخذ مواقعهم فى التصدى للخطر القادم الذي يريد اغتيال قيمنا، وتشويه سلوك شبابنا، دافعًا بهم إلى أتون الانحراف والجريمة فى مخالفة صريحة لقيمنا وذلك بتناول مظاهر الانحراف السلوكى بين الشباب وصولاً لاستراتيجية وقائية تحمي مجتمعاتنا من ذلك الغزو.
والدراسة الميدانية التى بين أيدينا كتبها الدكتور محمد محمد بيومى خليل – أستاذ علم النفس البيئى والتنموى والصحة النفسية، ووكيل كلية التربية جامعة الزقازيق المصرية تحت عنوان: «انحرافات الشباب فى عصر العولمة» .
دوافع انحراف الشباب
يؤكد المؤلف فى هذا الكتاب أن المجتمع المصرى فتيُّ شابٌ، حيث إن 43% من السكان صغار السن، وحتى لا تتحول هذه الطاقات المبدعة الخلاقة إلى طاقات هدم، وتعويق لحركة المجتمع، أو طاقات معطلة فى مصحات الإدمان، وخلف القضبان، فإنه يحاول البحث عن الأسباب الحقيقية لانحراف الشباب فى محاولة لوضع هذه المشكلة فى إطارها الصحيح، حتى يمكن مساعدة الشباب فى اجتياز هذه المرحلة اجتيازًا يقوى ثقتهم بأنفسهم، وبمن حولهم فى الحاضر والمستقبل.
فليست المشكلات كلها مشكلات شباب، ولكنها أيضًا مشكلات الآباء الذين يضيقون ذرعًا بأبنائهم وكذلك مشكلات المعلمين الذين يريدون تعليم الشباب أشياء لا يريد أن يتعلمها، ومشكلات المجتمع الذى يفرض على الشباب قيودًا جامدة يثور الشباب عليها، أو يخضع لها مكرهًا.
أنماط الشباب
يقسم الكتاب أنماط الشباب إلى:
- الشباب الخامل الهادئ: غير المهتم بما يجرى فى مجتمعه من أمور وقضايا سياسية واجتماعية.
- الشباب الإيجابى المحافظ: المتقبل للأوضاع القائمة المستغرق فى عملية الإبقاء عليها.
- الشباب المغترب: الرافض للقيم الاجتماعية والمؤسسات القائمة بمجتمعهم.
- الشاب المبادئ المتفاعل: وتضم فئتين من الشباب: الشباب المتفاعل البناء، والشباب المتطرف.
ويرى أن مشكلات الشباب فى صورها المختلفة هى المسئولة عن انحراف الشباب، حيث يترتب على هذه المشكلات حالة من سوء التوافق بين الفرد وذاته، وبين الفرد ومجتمعه، فيكون الانحراف تعبيرًا عن عدم التوافق.
دراسة ميدانية
وبعد أن يستعرض المؤلف مجموعة من الدراسات والبحوث السابقة، والتى تناولت مشكلات الشباب المصرى والعربى، والشباب فى دول العالم الثالث، والشباب فى العالم الغربى فإنه يقدم دراسته الميدانية، والتى تم اختيار عينتها من مجموعتين إحداهما تمثل عينة الشباب من جميع القطاعات (طلاب – عمال – فلاحون – موظفون) من الجنسين، وبلغ حجمها 495 شابًا منهم 282 ذكورًا، 213 إناثًا.
والمجموعة الثانية عينة القيادات التى تشغل مواقع قيادية تتعامل مع الشباب، وبلغ حجمها 254 قيادة منهم 200 قيادة ذكور، و54 قيادة نسائية، وتشمل أساتذة جامعات، وشخصيات إعلامية وسياسية، ورعاية شباب الجامعات.
وقد بدأ إعداد استطلاع الرأى بسؤال مفتوح طرحه الكاتب على المشاركين، ما هى أهم دوافع انحراف الشباب من وجهة نظرك؟ وهل يختلف ترتيب دوافع انحراف الشباب لدى الشباب عن القيادات الشبابية؟
وقد تبين من نتيحة السؤال الأول أن أهم دوافع انحراف الشباب تأتى على الترتيب: الدوافع المتعلقة بالجوانب الدينية والخلقية – الثقافية والإعلامية – التربوية – الاجتماعية – السياسية – النفسية – الاقتصادية، ومن المثير أن يحتل الجانب الاقتصادى المرتبة الأخيرة رغم ما يعانيه الشباب من مشكلات اقتصادية.
وبناء عليه أوضحت هذه النتائج أهمية البعد الدينى، والخلقى، والثقافى، والإعلامى فى تربية الشباب، والتأثير على سلوكه سلبًا، وإيجابًا، وهذا يلقى بمسؤولية انحراف الشباب على هذه المؤسسات التى لم تحسن القيام بدورها، فانصرف عنها الشباب، وكون لنفسه تنظيمات صنعها، أو صنعت له فى عوالم الإدمان، والاغتصاب، والقتل، والسرقة.
وذكرت النتائج أيضًا أن ترتيب دوافع انحراف الشباب من وجهة نظر القيادات هو نفس ترتيب دوافع انحراف الشباب من وجهة نظر الشباب، مما يؤكد تطابق وجهتى نظر القيادات والشباب.
دوافع الانحراف عند الشباب
سؤال آخر طرحه المؤلف، وهو: ما هي أهم دوافع انحراف الشباب المتعلقة بالجوانب الدينية، والخلقية، والثقافية، والإعلامية، والاجتماعية، والسياسية، والنفسية، والاقتصادية، وهل تختلف هذه الدوافع لدى الشباب عنها لدى القيادات؟
وقالت نتائج الدراسة أن أهم دوافع انحراف الشباب المتعلقة بالجانب الدينى والخلقى أهمها فى المرتبة الأولى: غلبة القيم المادية على القيم الروحية، مما يوضح مدى تغير سلم القيم، وهبوط القيم الروحية والدينية من عليائها لتحل مكانها القيم المادية، وقد أفقد هذا الصراع القيمى الشباب الإحساس بإنسانيتهم، خاصة أنه كل شيء قد تحول إلى سلعة تباع وتشترى، ووقع الشباب فى حيرة بين قيم دينية، وخلقية يقدمها ويحترمها، وبين قيم مادية لها سيادتها وطغيانها.
وجاء فى المرتبة الثانية عدم إقامة الحدود الشرعية، فيما احتل عقم وتخلف أساليب الوعظ والإرشاد الدينى المرتبة الثالثة فى انحراف الشباب، وانصرافهم إلى التطرف الدينى، واتفقت القيادات مع الشباب فى هذه الدوافع.
أما أهم دوافع انحراف الشباب المتعلقة بالجوانب الثقافية والإعلامية، فهى ضعف اهتمام الإعلام بقضايا الشباب، وتناقض بعض المواد الإعلامية مع قيم المجتمع، وعجز المؤسسات الثقافية عن قيادة حركة التنوير فى المجتمع.
غياب دور الأسرة
وفيما يتعلق بالجوانب التربوية تمثلت دوافع الانحراف فى: ضعف الرقابة الأسرية الواعية على سلوك الأبناء، مما يتيح الفرصة لرفاق السوء إلى دمج هؤلاء فى أنشطة منحرفة، وضعف فاعلية مناهج التربية الدينية فى إعداد الشباب، وغياب دور المعلم القدوة.
أما الدوافع المتعلقة بالجوانب الاجتماعية، فيندرج فى إطارها: تشوه بعض القيم الاجتماعية مثل: أن الكرم أصبح هو العبط بعينه، والتضحية من أجل المبادئ ضرب من ضروب الجنون، ونتيجة لهذا غلبت الأنانية، وضعف التكافل الاجتماعى بين الناس.
وجاءت أهم الدوافع المتعلقة بالجانب السياسى كالتالى: ضيق المشاركة السياسية أمام الشباب بسبب احتكار الكبار للمواقع، وضعف الوعى السياسى للشباب، وعدم وجود لغة مشتركة بين الشباب والمؤسسات الشبابية.
أما الدوافع النفسية فتمثلت فى: عجز الشباب عن تحقيق ذاته، وغياب هدف أسمى للحياة، والضيق بالحاضر، واليأس من المستقبل.
كما اتضح أن أهم دوافع انحراف الشباب المتعلقة بالجوانب الاقتصادية هى: ضيق فرص العمل، وبطالة الخريجين، وأزمة السكن، واستغلال معاناة الشباب.
روح التفاؤل
وخرج الكتاب ببعض التوصيات التى تعالج الانحرافات السابقة وأهمها:
- ينبغى على الحكومات توفير الأمن والأمان، والاستقرار لجميع أفراد المجتمع بمفهومه الخاص، والاقتصادى، والسياسى، والنفسى، والاجتماعى، وقيام المؤسسات التربوية بدورها فى تعديل نظرة الأفراد إلى الحياة بشكل إيجابى.
- ينبغى على الأسرة إشاعة روح التفاؤل بين أفرادها، وتدعيم إحساس الأبناء بالذات، والثقة بالنفس، والقدرة على تحمل المسئوليات، وكل هذا من شأنه جعل الشباب مقبلاً على الحياة، بعيدًا عن النظرة السالبة لها التى من الممكن أن تسهم فى انحرافه.
الضمير .. بين الضعف والبناء
ويذكر المؤلف أنه فى ظل التغيرات المادية تجملت المفاهيم السالبة بشكل يبرر وجودها، ويحقق لها القبول الاجتماعى، ويضعف دور الضمير فى مقاومتها، فالرشوة إكرامية، والنصب والفهولة ذكاء، والنفاق والرياء ذكاء اجتماعى، والمحسوبية سند وعمل واجب، والعبث بالقانون والقيم شطارة، والغاية تبرر الوسيلة.
وفي المقابل هبطت القيم الروحية والدينية العليا من عليائها، وتتوجت القيم المادية مليكة على القيم، وأصبح كل شيء يباع ويشترى، وهو ما يعبر عن ظاهرة خطيرة هى ضعف الضمير الخلقى، وانعدامه، وتفشى الوصولية بين بعض الشباب، وهى سلوك منحرف اجتماعيًا، وخلقيًا يعبر عن شخصية مريضة نفسيًا، تفتقر للاجتماعية، وتتسم بالأنانية، والتضحية بكل القيم، ويتخذ الوصوليون صورًا عديدة من السلوك للوصول إلى أهدافهم بطرق غير مشروعة منها: النفاق الاجتماعى، والرشوة، والمحسوبية، والفهلوة، والنصب، والعبث بالقانون، والقيم، واستغلال النفوذ.
ويدعو إلى بناء الضمير الخلقى من خلال الأسرة والمدرسة، ووسائل الإعلام، والأندية، والساحات، ومراكز الشباب، والبناء الرقابى، وتقوية البناء القضائى «الجزائى»، ووقاية الشباب من الاندفاع نحو ممارسة الأساليب الوصولية من خلال الأسرة، والمعاهد التعليمية، والمؤسسات الدينية، ووسائل الإعلام والثقافة.
على اعتبار أن قضية الوصولية، وتفشى أساليبها فى مجتمعنا شهادة على عجز جميع المؤسسات التربوية الرسمية وغير الرسمية.
والدراسة الميدانية التى بين أيدينا كتبها الدكتور محمد محمد بيومى خليل – أستاذ علم النفس البيئى والتنموى والصحة النفسية، ووكيل كلية التربية جامعة الزقازيق المصرية تحت عنوان: «انحرافات الشباب فى عصر العولمة» .
دوافع انحراف الشباب
يؤكد المؤلف فى هذا الكتاب أن المجتمع المصرى فتيُّ شابٌ، حيث إن 43% من السكان صغار السن، وحتى لا تتحول هذه الطاقات المبدعة الخلاقة إلى طاقات هدم، وتعويق لحركة المجتمع، أو طاقات معطلة فى مصحات الإدمان، وخلف القضبان، فإنه يحاول البحث عن الأسباب الحقيقية لانحراف الشباب فى محاولة لوضع هذه المشكلة فى إطارها الصحيح، حتى يمكن مساعدة الشباب فى اجتياز هذه المرحلة اجتيازًا يقوى ثقتهم بأنفسهم، وبمن حولهم فى الحاضر والمستقبل.
فليست المشكلات كلها مشكلات شباب، ولكنها أيضًا مشكلات الآباء الذين يضيقون ذرعًا بأبنائهم وكذلك مشكلات المعلمين الذين يريدون تعليم الشباب أشياء لا يريد أن يتعلمها، ومشكلات المجتمع الذى يفرض على الشباب قيودًا جامدة يثور الشباب عليها، أو يخضع لها مكرهًا.
أنماط الشباب
يقسم الكتاب أنماط الشباب إلى:
- الشباب الخامل الهادئ: غير المهتم بما يجرى فى مجتمعه من أمور وقضايا سياسية واجتماعية.
- الشباب الإيجابى المحافظ: المتقبل للأوضاع القائمة المستغرق فى عملية الإبقاء عليها.
- الشباب المغترب: الرافض للقيم الاجتماعية والمؤسسات القائمة بمجتمعهم.
- الشاب المبادئ المتفاعل: وتضم فئتين من الشباب: الشباب المتفاعل البناء، والشباب المتطرف.
ويرى أن مشكلات الشباب فى صورها المختلفة هى المسئولة عن انحراف الشباب، حيث يترتب على هذه المشكلات حالة من سوء التوافق بين الفرد وذاته، وبين الفرد ومجتمعه، فيكون الانحراف تعبيرًا عن عدم التوافق.
دراسة ميدانية
وبعد أن يستعرض المؤلف مجموعة من الدراسات والبحوث السابقة، والتى تناولت مشكلات الشباب المصرى والعربى، والشباب فى دول العالم الثالث، والشباب فى العالم الغربى فإنه يقدم دراسته الميدانية، والتى تم اختيار عينتها من مجموعتين إحداهما تمثل عينة الشباب من جميع القطاعات (طلاب – عمال – فلاحون – موظفون) من الجنسين، وبلغ حجمها 495 شابًا منهم 282 ذكورًا، 213 إناثًا.
والمجموعة الثانية عينة القيادات التى تشغل مواقع قيادية تتعامل مع الشباب، وبلغ حجمها 254 قيادة منهم 200 قيادة ذكور، و54 قيادة نسائية، وتشمل أساتذة جامعات، وشخصيات إعلامية وسياسية، ورعاية شباب الجامعات.
وقد بدأ إعداد استطلاع الرأى بسؤال مفتوح طرحه الكاتب على المشاركين، ما هى أهم دوافع انحراف الشباب من وجهة نظرك؟ وهل يختلف ترتيب دوافع انحراف الشباب لدى الشباب عن القيادات الشبابية؟
وقد تبين من نتيحة السؤال الأول أن أهم دوافع انحراف الشباب تأتى على الترتيب: الدوافع المتعلقة بالجوانب الدينية والخلقية – الثقافية والإعلامية – التربوية – الاجتماعية – السياسية – النفسية – الاقتصادية، ومن المثير أن يحتل الجانب الاقتصادى المرتبة الأخيرة رغم ما يعانيه الشباب من مشكلات اقتصادية.
وبناء عليه أوضحت هذه النتائج أهمية البعد الدينى، والخلقى، والثقافى، والإعلامى فى تربية الشباب، والتأثير على سلوكه سلبًا، وإيجابًا، وهذا يلقى بمسؤولية انحراف الشباب على هذه المؤسسات التى لم تحسن القيام بدورها، فانصرف عنها الشباب، وكون لنفسه تنظيمات صنعها، أو صنعت له فى عوالم الإدمان، والاغتصاب، والقتل، والسرقة.
وذكرت النتائج أيضًا أن ترتيب دوافع انحراف الشباب من وجهة نظر القيادات هو نفس ترتيب دوافع انحراف الشباب من وجهة نظر الشباب، مما يؤكد تطابق وجهتى نظر القيادات والشباب.
دوافع الانحراف عند الشباب
سؤال آخر طرحه المؤلف، وهو: ما هي أهم دوافع انحراف الشباب المتعلقة بالجوانب الدينية، والخلقية، والثقافية، والإعلامية، والاجتماعية، والسياسية، والنفسية، والاقتصادية، وهل تختلف هذه الدوافع لدى الشباب عنها لدى القيادات؟
وقالت نتائج الدراسة أن أهم دوافع انحراف الشباب المتعلقة بالجانب الدينى والخلقى أهمها فى المرتبة الأولى: غلبة القيم المادية على القيم الروحية، مما يوضح مدى تغير سلم القيم، وهبوط القيم الروحية والدينية من عليائها لتحل مكانها القيم المادية، وقد أفقد هذا الصراع القيمى الشباب الإحساس بإنسانيتهم، خاصة أنه كل شيء قد تحول إلى سلعة تباع وتشترى، ووقع الشباب فى حيرة بين قيم دينية، وخلقية يقدمها ويحترمها، وبين قيم مادية لها سيادتها وطغيانها.
وجاء فى المرتبة الثانية عدم إقامة الحدود الشرعية، فيما احتل عقم وتخلف أساليب الوعظ والإرشاد الدينى المرتبة الثالثة فى انحراف الشباب، وانصرافهم إلى التطرف الدينى، واتفقت القيادات مع الشباب فى هذه الدوافع.
أما أهم دوافع انحراف الشباب المتعلقة بالجوانب الثقافية والإعلامية، فهى ضعف اهتمام الإعلام بقضايا الشباب، وتناقض بعض المواد الإعلامية مع قيم المجتمع، وعجز المؤسسات الثقافية عن قيادة حركة التنوير فى المجتمع.
غياب دور الأسرة
وفيما يتعلق بالجوانب التربوية تمثلت دوافع الانحراف فى: ضعف الرقابة الأسرية الواعية على سلوك الأبناء، مما يتيح الفرصة لرفاق السوء إلى دمج هؤلاء فى أنشطة منحرفة، وضعف فاعلية مناهج التربية الدينية فى إعداد الشباب، وغياب دور المعلم القدوة.
أما الدوافع المتعلقة بالجوانب الاجتماعية، فيندرج فى إطارها: تشوه بعض القيم الاجتماعية مثل: أن الكرم أصبح هو العبط بعينه، والتضحية من أجل المبادئ ضرب من ضروب الجنون، ونتيجة لهذا غلبت الأنانية، وضعف التكافل الاجتماعى بين الناس.
وجاءت أهم الدوافع المتعلقة بالجانب السياسى كالتالى: ضيق المشاركة السياسية أمام الشباب بسبب احتكار الكبار للمواقع، وضعف الوعى السياسى للشباب، وعدم وجود لغة مشتركة بين الشباب والمؤسسات الشبابية.
أما الدوافع النفسية فتمثلت فى: عجز الشباب عن تحقيق ذاته، وغياب هدف أسمى للحياة، والضيق بالحاضر، واليأس من المستقبل.
كما اتضح أن أهم دوافع انحراف الشباب المتعلقة بالجوانب الاقتصادية هى: ضيق فرص العمل، وبطالة الخريجين، وأزمة السكن، واستغلال معاناة الشباب.
روح التفاؤل
وخرج الكتاب ببعض التوصيات التى تعالج الانحرافات السابقة وأهمها:
- ينبغى على الحكومات توفير الأمن والأمان، والاستقرار لجميع أفراد المجتمع بمفهومه الخاص، والاقتصادى، والسياسى، والنفسى، والاجتماعى، وقيام المؤسسات التربوية بدورها فى تعديل نظرة الأفراد إلى الحياة بشكل إيجابى.
- ينبغى على الأسرة إشاعة روح التفاؤل بين أفرادها، وتدعيم إحساس الأبناء بالذات، والثقة بالنفس، والقدرة على تحمل المسئوليات، وكل هذا من شأنه جعل الشباب مقبلاً على الحياة، بعيدًا عن النظرة السالبة لها التى من الممكن أن تسهم فى انحرافه.
الضمير .. بين الضعف والبناء
ويذكر المؤلف أنه فى ظل التغيرات المادية تجملت المفاهيم السالبة بشكل يبرر وجودها، ويحقق لها القبول الاجتماعى، ويضعف دور الضمير فى مقاومتها، فالرشوة إكرامية، والنصب والفهولة ذكاء، والنفاق والرياء ذكاء اجتماعى، والمحسوبية سند وعمل واجب، والعبث بالقانون والقيم شطارة، والغاية تبرر الوسيلة.
وفي المقابل هبطت القيم الروحية والدينية العليا من عليائها، وتتوجت القيم المادية مليكة على القيم، وأصبح كل شيء يباع ويشترى، وهو ما يعبر عن ظاهرة خطيرة هى ضعف الضمير الخلقى، وانعدامه، وتفشى الوصولية بين بعض الشباب، وهى سلوك منحرف اجتماعيًا، وخلقيًا يعبر عن شخصية مريضة نفسيًا، تفتقر للاجتماعية، وتتسم بالأنانية، والتضحية بكل القيم، ويتخذ الوصوليون صورًا عديدة من السلوك للوصول إلى أهدافهم بطرق غير مشروعة منها: النفاق الاجتماعى، والرشوة، والمحسوبية، والفهلوة، والنصب، والعبث بالقانون، والقيم، واستغلال النفوذ.
ويدعو إلى بناء الضمير الخلقى من خلال الأسرة والمدرسة، ووسائل الإعلام، والأندية، والساحات، ومراكز الشباب، والبناء الرقابى، وتقوية البناء القضائى «الجزائى»، ووقاية الشباب من الاندفاع نحو ممارسة الأساليب الوصولية من خلال الأسرة، والمعاهد التعليمية، والمؤسسات الدينية، ووسائل الإعلام والثقافة.
على اعتبار أن قضية الوصولية، وتفشى أساليبها فى مجتمعنا شهادة على عجز جميع المؤسسات التربوية الرسمية وغير الرسمية.