يعتمد تشخيص المرض على اجتماع ظهور الأعراض مع نتائجالاختبارات وبعد استبعاد الأمراض الأخرى; وللمساعدة في التفرقة بين مرض الذئبةالحمراء والأمراض الأخرى وضع أطباء الكلية الأمريكية للروماتيزم لائحة مكونة من 11عرض والتي تمثل أكثر الأعراض شيوعاً في مرض الذئبة ولتشخيص المرض يجب ظهور 4 أعراضمن بين هؤلاء الأحد عشر عرضاً في أي وقت منذ حدوث المرض ويكون الطبيب المتمرسقادراً على تشخيص المرض
وتشمل اللائحة الأعراض التالية:
1-الطفح الجلدي: يظهرالطفح الجلدي على شكل الفراشة ويكون لونه أحمراً ويظهر على الخدين وحاجزالأنف.
2-الحساسية من ضوء الشمس: وتحدث نتيجة تفاعل الجلد عند تعرضه لأشعةالشمس بينما لا تتأثر الأجزاء المغطاة بالملابس بأشعة الشمس.
3-التهاب الذئبةالحمراء الجلدي الدائري: ويظهر على شكل طفح جلدي دائري مرتفع عن ما حوله من جلدومغطى بالقشور ويظهر في الوجه أو فروه الرأس، الأذن، القفص الصدري أو الزراعينويكون أكثر شيوعاً في الأطفال الداكنى البشرة.
4- قرح الأغشية المخاطية: وهى قرحصغيرة تظهر في الفم والأنف وتكون غير مؤلمة وقد تؤدى قرح الأنف إلى حدوث فصام أونزيف من الأنف.
5- التهاب المفاصل: يعانى معظم الأطفال المصابين بالمرض من آلامبالمفاصل والتي قد تتورم أيضاً ولعل أشهر المفاصل تعرضاً للالتهاب هي مفاصل اليد،الرسغ، الكوع، الركبة. ومن الممكن أن تنتقل الآلام من مفصل إلى آخر. كذلك فقد تحدثالالتهابات في نفس المفاصل في الناحيتين من الجسم إلا أنه في أغلب الأحوال لا يؤدىالتهاب المفاصل في مرض الذئبة الحمراء إلى حدوث تشوهات مزمنة.
6-التهاب الغشاءالبللورى للرئة/القلب: قد يحدث التهاب في الأغشية المحيطة بالقلب والرئة مما يؤدىإلى حدوث آلام بالصدر خاصة مع التنفس وقد يتجمع بعض السائل حول القلب أوالرئة.
7-الكلى: تتأثر الكلى في معظم الأطفال المصابين بمرض الذئبة الحمراءوتتراوح الإصابة ما بين البسيطة والخطيرة. والبداية غالباً ما تكون بدون أعراض ويتمالكشف عنها بعمل تحليل للبول أو تحليل للدم لقياس وظائف الكلى وقد تتطور الإصابةفيظهر دم في البول وتتورم القدمين والوجه.
8-الجهاز العصبي: لعل الصداع هو أشهرأعراض تأثر الجهاز العصبي في مرض الذئبة الحمراء إلا أنه قد تحدث بعض التشنجات أوبعض الأعراض النفسية والعصبية كصعوبة التركيز والتذكر، تقلب المزاج، اكتئاب وتغيرالسلوك.
9-اضطراب خلايا الدم: في مرض الذئبة الحمراء تتكون أجسام مضادة تهاجمخلايا الدم وحيث أن خلايا الدم الحمراء هي التي تنقل الأكسجين من الرئة إلى باقيأجزاء الجسم يؤدى ذلك إلى تكسير كرات الدم الحمراء وحدوث نوع من أنواع الأنيمياوإذا كان التكسير سريعاً فقد يؤدى ذلك إلى حالة حرجة وخطيرة. أما تكسير كرات الدمالبيضاء فغالباً لا يكون خطيراً في مرض الذئبة الحمراء أما تكسير الصفائح الدمويةفينتج عنه حدوث كدمات ونزيف في أجزاء مختلفة من الجسم سواء تحت الجلد أو في الجهازالهضمي، البولي، الرحم، أو المخ.
10-الاضطرابات المناعية: المقصود بها الأجسامالمضادة الموجودة في الدم والتي تشير إلى وجود مرض الذئبة الحمراء وتشمل:
أ- مضادات الأحماض النووية (مضاد د ن أ/ DNA-Anti):وهى أجسام مضادة للمادة الوراثيةفي الخلية ويمكن تكرار قياس كمية هذه الأجسام المضادة أثناء المرض لأن كميتها تزيدمع مم زيادة نشاط المرض، ولذلك هي تعطى دلالة للطبيب عن نشاط المرض.
ب- مضادة سم (Sm-Anti): تحمل هذه الأجسام المضادة اسم أول مريض اكتشف وجودها عنده (سميث) وظهورها يؤكد تشخيص الذئبة الحمراء.
ج- مضادات الدهون الفسفورية (antibodies phospholipidAnti):.
د- مضاد أ ن أ (ANA): وهى أجسام مضادة ضد نواةالخلية وتظهر في كل مرضى الذئبة الحمراء تقريباً ولكن وجودها وحده ليس بدليل قاطععلى مرض الذئبة الحمراء إذ أنه من الممكن تواجدها في أمراض أخرى كما تتواجد في 5% من الأطفال الأصحاء.
ما هيأهمية هذه الاختبارات؟
تساعد الاختبارات المعملية على تشخيص مرض الذئبةالحمراء وتحديد مدى إصابة أعضاء الجسم فاختبارات البول والدم الدورية تساعد علىتقييم نشاط وشدة المرض، كما تحدد مدى استجابة جسم المريض للأدوية المستخدمة وبيانأية أعراض جانبية قد تظهر خلال فترة العلاج.
ويمكن تقسيمالاختبارات المعملية التي يتم عملها لمريض الذئبة الحمراء إلى الآتى:
1- التحاليل الروتينية:
مثل سرعة ترسيب كريات الدم الحمراء ومعامل البروتينالمتفاعل-س وكلاهما يزيد مع الالتهاب. وقد يتراوح مستوى البروتين المتفاعل-س ما بينالطبيعي إلى ارتفاع كبير خاصة عند حدوث بعض الالتهابات البكتيرية.
كذلك من المهمعمل صورة كاملة للدم لبيان وجود فقر دم (أنيميا) وعدد صفائح الدم وكرات الدمالبيضاء. كذلك قد يظهر فصل بروتينات الدم زيادة في شق الجاما جلوبيولين الدال علىحدوث التهاب أو نقصان في الزلال إشارة إلى إصابة الكلى.
كذلك من الهام عملالفحوصات الكيميائية التي توضح مدى تأثر بعض الأعضاء خاصة الكلى (زيادة في مستوىاليوريا والكرياتينين بالدم)، أو الكبد (ارتفاع في منسوب إنزيمات الكبد)، أوالعضلات (ارتفاع إنزيمات العضلات). كذلك تساعد تحاليل البول في تشخيص مرض الذئبةالحمراء ومتابعة المريض لتقييم مدى إصابة الكلى. ومن الأفضل عمل هذه التحاليل فيمواعيد منتظمة حتى لو كان المرض غير نشط فظهور كميات كبيرة من الزلال في البول أوكرات دم حمراء قد يشير إلى درجة إصابة الكلى، وفي بعض الأحيان قد يطلب من الطفلالمصاب تجميع البول لمدة 24 ساعة كى يتمكن الطبيب المعالج من تقييم شدة إصابةالكلى.
2-الاختباراتالمناعية:
- الأجسام المضادة للنواة (أ ن أ).
- مضاد الأحماض النووية (د نأ).
- مضاد س م.
- مضاد الدهون الفوسفورى.
- الاختبارات المعملية لقياسالمكمل الثالث والرابع وهذه هي بروتينات موجودة طبيعياً في الدم ووظيفتها هيالمساعدة في تدمير البكتيريا وتنظيم رد فعل الجهاز المناعي في حالة حدوث التهاب،لذلك عندما تكون نسبة هذه المكملات قليلة في الدم يكون ذلك إشارة إلى نشاط المرضوخاصة إصابة الكلى.
كما أن هناك بعض الفحوصات الأخرى والتي تساعد على تقييم مدىتأثير مرض الذئبة الحمراء على أعضاء الجسم المختلفة مثل أخذ عينة من الكلى وهواختبار هام لأنه يعطى معلومات عن نوع ودرجة إصابة الكلى مما يساعد على اختيارالعلاج المناسب. كذلك قد يساعد أخذ عينة من الجلد على تشخيص التهاب الأوعية الدمويةفي الجلد وطبيعة أنواع الطفح الجلدي. كذلك قد يحتاج الطبيب المعالج إلى عمل أشعةعادية على الصدر للكشف عن القلب والرئة، رسم قلب، عمل وظائف التنفس لتقييم مدىكفاءة الرئتين، رسم مخ، رنين مغناطيسي للمخ وأخذ عينات من الأنسجةالمختلفة.
هليمكن علاج مرض الذئبة الحمراء وشفائها؟
حتى الآن لا يوجد علاج ناجعوجذري للمرض ولكن يهدف العلاج إلى منع المضادات وعلاج أعراض ومضاعفات المرض. وعندمايتم تشخيص مرض الذئبة الحمراء يكون المرض غالباً في أشد مراحل نشاطه، وفي هذهالمرحلة يحتاج الطبيب إلى استخدام كمية كبيرة من الأدوية للسيطرة على المرض ومنعتلف الأعضاء، وفي معظم الأطفال يكون العلاج ناجحاً وتتم السيطرة على المرض الذييبدأ نشاطه في التراجع ويتم سحب الأدوية تدريجياً حتى يحتاج المريض إلى جرعات قليلةأو قد يتم الاستغناء عن العلاج تماماً. (الجزء الثالث الحلقة القادمة كيفيفة العلاج