ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك

    زهرة النرجس
    زهرة النرجس
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : دمشــقية الهــوى
    انثى
    العمر : 43
    صديق مقرب صديق مقرب : ورد الشام
    أخت أخت : زهرة الشام
    عدد الرسائل : 7730
    تاريخ التسجيل : 17/08/2010
    مستوى النشاط : 24978
    تم شكره : 31
    الدلو

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك Empty عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك

    مُساهمة من طرف زهرة النرجس الأحد 29 يناير 2012 - 15:12



    عبد الوهاب مطاوع - صاحب القلم الرحيم

    Abdelwahab Metawe

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك 320245_212387645484794_158133514243541_590645_7203254_n


    عبد الوهاب مطاوع
    (11 نوفمبر 1940(دسوق) - الأحد 6 أغسطس 2004(القاهرة))
    صحفي مصري شهير راحل، كان يشغل منصب مدير التحرير في جريدة الأهرام المصرية قبل وفاته، حيث كان محرراً وأشرف على باب بريد الجمعة الشهير الذي كان يتلقى آلاف الرسائل شهرياً منذ عام 1982 وحتى لحظة وفاته، كما كان محرراً لصفحة بريد القراء اليومية.

    لقب عبد الوهاب مطاوع بلقب " صاحب القلم الرحيم"، حيث كان يتصدى شخصياً ومن خلال مكتبه وطاقمه المعاون لمساعدة الناس وحل مشاكلهم سواء كانت مادية أو اجتماعية أو صحية.

    كان عبد الوهاب مطاوع يستخدم اسلوباً راقياً في الرد على الرسائل التي يختارها للنشر من آلاف الرسائل التي تصله أسبوعياً ،حيث كان أسلوبه في الرد على صاحب المشكلة أسلوباً أدبياً، يجمع بين العقل والمنطق والحكمة ويسوق في سبيل ذلك الأمثال والحكم والأقوال المأثورة وكان يتميز برجاحة العقل وترجيح كفة الأبناء واعلاء قيم الأسرة فوق كل شيء أخر.

    حرر باب بريد الجمعة لما يقرب من ربع قرن من الزمان، وفي عهده انتشر بابه الأسبوعي وأصبح من أسباب زيادة التوزيع لعدد الجمعة.أهم ما كان يميز شخصيته هو جديته في العمل، وتواضعه مع كل من حوله والدقة في التعامل مع مشاكل وتبرعات القراء


    عدل سابقا من قبل زهرة النرجس في الأحد 29 يناير 2012 - 15:15 عدل 1 مرات
    زهرة النرجس
    زهرة النرجس
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : دمشــقية الهــوى
    انثى
    العمر : 43
    صديق مقرب صديق مقرب : ورد الشام
    أخت أخت : زهرة الشام
    عدد الرسائل : 7730
    تاريخ التسجيل : 17/08/2010
    مستوى النشاط : 24978
    تم شكره : 31
    الدلو

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك Empty رد: عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك

    مُساهمة من طرف زهرة النرجس الأحد 29 يناير 2012 - 15:13



    حصل عبد الوهاب مطاوع على جائزة أحسن صحفي يكتب في الموضوعات الاجتماعية والإنسانية.

    ولعبد الوهاب مطاوع العديد من المؤلفات وهي ماكان يجمعه من رسائل وردود أو روايات من وحي القصص الانسانية التي كانت ترد إليه منها :


    - أصدقاء على الورق (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولى عام 1986 م
    - يوميات طالب بعثة (أدب رحلات) صدرت الطبعة الأولى عام 1987 م
    - صديقي ما أعظمك (مقالات وصور أدبية) صدرت الطبعة الأولى عام 1991 م
    - صديقي لا تأكل نفسك(مقالات وصور أدبية) صدرت الطبعة الأولى عام 1990
    - العصافير الخرساء (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولى عام 1991 م
    - نهر الحياة (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولى عام 1990 م
    - سائح في دنيا الله (أدب رحلات) صدرت الطبعة الأولى عام 1997 م
    - نهر الدموع (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولى عام 1995 م
    - رسائل محترقة (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولى عام 1993 م
    - أزواج وزوجات (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولى عام 1993 م
    - أعطي للصباح فرصة (مقالات وصور أدبية) صدرت الطبعة الأولى عام 1995 م
    - أرجوك لا تفهمني (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولى عام 1993 م
    - افتح قلبك (مقالات وصور أدبية) صدرت الطبعة الأولى عام 1992 م
    - عاشوا في خيالي (مقالات وصور أدبية)
    - أيام السعادة والشقاء (قصص إنسانية)صدرت الطبعة الأولي عام 1999 م
    - حصاد الصبر ( قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولي عام 2001 م
    - صوت من السماء (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولي عام 2001 م
    - أرض الأحزان (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولي عام 2006 م
    - نافذة علي الجحيم (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولي عام 2006 م
    - بعد مغيب القمر (قصص إنسانية) صدؤت الطبعة الأولي عام 2006 م
    - فتاة من قاع المدينة (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولي عام 2006 م
    - هتاف المعذبين (قصص إنسانية)صدرت الطبعة الأولي عام 1988 م
    - نهر الحياة (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولي عام 1989 م
    - دموع صامتة (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولي عام 1991 م
    - العيون الحمراء (قصص إنسانية) صدرت الطبعة الأولي عام 1991 م
    - إندهش ياصديقي (مقالات وصور أدبية) صدرت الطبعة الأولي عام 1992 م
    زهرة النرجس
    زهرة النرجس
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : دمشــقية الهــوى
    انثى
    العمر : 43
    صديق مقرب صديق مقرب : ورد الشام
    أخت أخت : زهرة الشام
    عدد الرسائل : 7730
    تاريخ التسجيل : 17/08/2010
    مستوى النشاط : 24978
    تم شكره : 31
    الدلو

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك Empty رد: عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك

    مُساهمة من طرف زهرة النرجس الأحد 29 يناير 2012 - 15:18



    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك D2E39481
    زهرة النرجس
    زهرة النرجس
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : دمشــقية الهــوى
    انثى
    العمر : 43
    صديق مقرب صديق مقرب : ورد الشام
    أخت أخت : زهرة الشام
    عدد الرسائل : 7730
    تاريخ التسجيل : 17/08/2010
    مستوى النشاط : 24978
    تم شكره : 31
    الدلو

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك Empty رد: عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك

    مُساهمة من طرف زهرة النرجس الأحد 29 يناير 2012 - 15:33

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك 429272_291010647622493_158133514243541_817345_1251016015_n


    شجرة الصبر
    رسالة من بريد الجمعة
    كتاب العيون الحمراء

    أكتب إليك يا سيدى وأنا فى حال لا يعلم بها إلا الله سبحانة وتعالى ... لقد بدأت قصتى ... أو قصتنا أنا وشقيقى الوحيد, حين وجدنا نفسينا طفلين محرومين من حنان الأم ورعاية الأب. نعيش فى بيت قديم يقع على مشارف القاهرة ... ونلعب فى صالته مع طفلة دميمة شرسة , تعانى من تشوه خلقى فى ظهرها , كنت أظنها أختى حتى عرفت أنها ابنة خالى , وأن هذا البيت بيته وأنه ضمنا إلى أسرته بعد وفاة أبى وزواج أمى من آخر.
    وفى هذا البيت نشأنا وعشنا طفولتنا كما يعيشها طفلان محرومان من أبويهما ... ويعرفان أنهما ضيفان على الأسرة التى تؤويهما , لهذا فقد كنا نحس دائما بالانكسار. ونخجل من مطالبتهما بشئ ... ونتعجب للجرأة والشراسة التى تتعامل بها ابنتهما .. معنا ومعهما ومع الجميع ... وكان أخى الذى يكبرنى بعامين أكثر مسالمة وانكسارا منى ... فهو لا يعترض على شئ ... ولا يطلب شيئا ... ولا يسخط على شئ .. ويتحمل رذالات ابنه خالنا التى كثيرا ما كنت أضيق بها أنا.
    وكلما تعرضت لموقف أكون مطالبا فيه بشئ أضيق به يسارع شقيقى بالتطوع للقيام به بدلا عنى ليتجنب صدامى مع أحد.

    وكانت أمى تجئ لزيارتنا مرة كل شهر فتمضى معنا يوما وتعطينا بعض الهدايا الصغيرة وتخص ابنة خالى بأكثرها...وتدعو لخالى بالستر فى الدنيا والآخرة لأنه آوانا وسترنا بعد أن رفض زوجها ضمنا إلى أسرته المثقله بالأبناء من زوجة سابقة...ومضت بنا الحياة فالتحقت بالمدرسة. وكان خالى يملك محلا صغيرا لتجارة الأدوات الصحية ويعود إلى البيت للغذاء فينام ساعة ثم يرجع إلى محله, وحين بلغنا سن الصبا,بدأ خالى يطالبنا بالذهاب إلى محله فتره الظهيرة للعمل فيه خلال غيابه...وكنت أضيق بذلك لأنه يشغلنى عن دروسى وأؤديه ساخطا, ثم أنفس مع أخى عن ضيقى ونحن مستلقيان آخر الليل فى سريرنا..فيكبح جماحى بكلماته الحزينه...مرددا دائما أن هذا هو أبسط حقوق خالى علينا, وأننا ضيوف وأن الضيف ليس من حقه أن يعترض على صاحب البيت فى شئ...ثم يتطوع بالذهاب للمحل فى اليوم المخصص لى بدلا منى. ويقنع خالى بذلك...وتخلصت أنا من هذا الواجب الثقيل ولكن على حساب راحة شقيقى المضحى دائما الذى راح يضاعف من ساعات سهرة ...ليعوض انشغاله بأعمال المحل.
    أما فى الصيف فقد كنا نعمل فى المحل...من الصباح للمساء ونحمل الأدوات الثقيلة للعملاء...وأهرب أنا من هذه المهام الثقيلة أحيانا "فيغطينى" شقيقى, فضلا عن أنه دائما المسئول عن قضاء مطالب خالى وزوجته , فإذا أراد خالى أن يكلفنى بقضاء شئ....أسرع يقول أنه سوف يؤديه خيرا منى ليعفينى منه. ونفس الشئ فى أعمال البيت التى كنا نشارك فيها تخفيفا عن زوجة خالى,بينما ترفض ابنتها فى عصبية أن تؤدى أى عمل منها وتسخر منا ونحن نمسح البلاط وفى الصباح البارد فى الشتاء,حتى كدت مرة أبطش بها وأقذفها بالجردل لولا أن أسرع شقيقى فوقف بينى وبينها,وتلقى الجردل هو على ملابسه ...وعلى هذا الحال عشنا حياتنا نرضى بأقل القليل ونرتدى ملابس أبناء أقاربنا,وأضيق أنا لكل ذلك, أما أخى فلا يضيق بشئ حتى ولو تألم له صامتا...وأنهى شقيقى دراسته الثانوية وكان مجموعه يؤهله لللالتحاق بكلية تجارة القاهرة, وكنت الوحيد الذى يعرف أمنيته الصامته ككل أمانية وأحلامه ورغباته.لكن جلسة واحدة مع خالنا وأمى غيرت طريق حياته بغير أدنى اعتراض منه..فقد اقترح عليه خالى أن يختصر الطريق ويلتحق بمعهد لمدة عامين قريب من مقر إقامتنا, فوافق على الفور ولم يجرؤ على مجرد الكشف عن أمنيته أو رغبته الصامته. وحين عاتبته ونحن وحدنا فى الليل على استسلامه هكذا غلبته دموعه وهو يقول لى..وماذا تنتظر من شاب لا أب له ولا مال عنده ولا تملك أمه أمر نفسها,وبتنا ليلة كئيبة ... وتخرجت أنا بعده بسنه وأهلنى مجموعى للالتحاق بكلية الهندسة بجامعه القاهرة...فلم أستشر أحدا وقدمت أوراقى لمكتب التنسيق وحددت رغباتى ...وأخى يتعجب من أمرى ويسألنى عما سأفعل إذا حجب خالنا عنى مساعدته,فأجيبه ببساطه أنى سأعمل أى عمل وسأكسب رزقى إلى أن أتخرج..لكن خالى لم يعترض وإن كان قد استاء لعدم مشاورتى له فى الأمر ,ولم يحجب عنى مساعدته.
    وبدأت أنا أعمل فى الصيف لأوفر بعض مطالبى.وتخرج شقيقى وأدى خدمته العكسريه وعين فى وظيفة صغيرة..وتخرجت أنا بعد تعيينه بشهور وبدأت أستعد لأداء الخدمه العسكرية,ففوجئت بأمى تفاتحنى فى أمر غريب...هو ان أتقدم لخطبة ابنه خالى الشرسه التى تتشاجر مع الجميع والتى تنتابها حالات هياج عصبى شديد يخشاها أبواها,وفشلت فى الحصول على الثانوية العامة...ورفضت الفكرة بلا تردد,وشرحت لها أن أسباب رفضى ليست دمامتها أو عيبها الجسمى...وإنما سوء طباعها وشراستها التى تحملت أنا وأخى منها الكثير وبكت طويلا وهى تشرح لى أن خالى وزوجته ينتظران منى أنا بالذات لأنى المهندس الذى سيكون له شأن,أن أرد لهما الجميل بالزواج من ابنتهما التى لم يطلبها للزواج أحد..فلم أتحرك عن موقفى وقلت لها أنى أستطيع رد الجميل فى المستقبل بأكثر من طريقة.
    لكنى لن أضحى بسعادتى من أجل ذلك...وإنى سأغادر بيت خالى إن تمسكت بمطلبها,وانصرفت حزينه...وفى الليل رويت لشقيقى ما حدث فسمعنى صامتا وأسفت أشد الأسف لذلك لأنى لم أنتبه إلا فيما بعد إلى أن طلب أمى منى أنا بالذات بأن أتزوج ابنه خالى إنما يتضمن إساءة لشقيقى الكبير الذى ترى أمى أنى أفضل منه لأداء هذا الواجب لأنى مهندس...فى حين أنه لو لم يختصر الطريق راغما لما استطعت أنا مواصلته....وفى الصباح ذهبت لإدارة التجنيد وغبت 45 يوما ثم عدت فإذا بشقيقى قد خطب ابنة خالى.وفهمت على الفور ما حدث خلال غيابى, وعرفت أن أمى قد حدثته فشق عليه أن يخيب رجاءها,وربما شق عليه أن أبدو ناكرا للجميل أمام خالى وزوجته,فتقدم كعادته ليسدد عنى ديونى...فاصطحبته للخارج وقلت له مشفقا إنه ليس مطالبا بهذه التضحيه من أجلى,وأننا نستطيع لو ضاقت بنا الدنيا أن نقيم فى غرفة على السطح فى أى مكان وأن نبيت على الأرض إلى أن يغير الله من حالنا.لكنه أصر على أنه فعل ما فعل بإرادته وبرغبته...وأنه لا يكره ابنة خالنا رغم ما نالنا منها...ويعذرها ويغفر لها بعض طباعها بسبب ظروفها...ويأمل فى أنها سوف تتغير إلى الأحسن بعد الزواج,وهكذا استسلم شقيقى مرة أخرى لما آرادوه منه...و"فدانى" بالزواج من إبنه خالى وهو فى الخامسة والعشرين من عمره...ولم يتغير شئ فى حياته بعد الزواج سوى أنه استقل بغرفة فى البيت القديم مع زوجته,وأديت أنا الخدمة العسكرية وخرجت وتوفيت أمى وحزنا عليها كثيرا رغم انها لم تعطنا الكثير من رعايتها...وعملت انا مهندسا بوزارة الرى فى محطة للصرف فى منطقة العامرية الصحراوية...ووجدت نفسى أقيم فى بيت مخصص لمهندس الرى ويقوم على خدمتى فراش يطهو لى الطعام...وسعدت بالانتقال لهذا المكان تخلصا من الضيق الذى يخنقنى وأنا أرقب حال شقيقى الوحيد مع زوجته,التى ازدادت طباعها سوءا بعد الزواج ولم تتورع عن إهانته عند كل اختلاف عابر, أو عن تذكيره بأفضال أبيها عليه حتى بالرغم من ثورة الأب نفسه عليها عندما يسمع بذلك.
    وفى وحدتى تواصلت الرسائل بينى وبينه ووجد فى الكتابة لى متنفسا عما يطوى عليه صدره طوال السنين...فراح يبثنى نجواه وشوقه لى وافتقاده للسرير الذى كنا ننام فيه متجاورين كل ليلة.وأنا أنفس عما فى صدرى وهو يخفف عنى إلى أن أنام, ويتعرض فى كلمات قصيرة لزوجته التى أنجبت ولدا. وكيف أنه يرعى معها حقوق خاله وزوجه خاله التى ربتنا حتى النهاية طالبا الهداية من الله... وأفهم من وراء السطور أن طباعها قد ازدادت سوءا,لكنه يتصبر ويتعفف عن الشكوى.
    وتنقلت أنا بين مواقع العمل كلها خارج القاهرة ,وترقيت وازدات مسئولياتى...وشغلت لفترة عن الرد على رسائل شقيقى بعض الوقت...وعدت ذات يوم إلى بيتى فوجدت رسالة منه يعاتبنى فيها على إهمالى الرد على رسالته ويكتب لى فيها عبارة أوجعتنى_ومازالت حتى الآن_ قال فيها:
    "لو تذكرت كما أتذكر أنا دائما أنه بعد وفاة أمنا لم يعد لكل منا فى الدنيا على اتساعها سوى الآخر لما طاوعك قلبك على إهمال الرد على رسائلى" فتفجر الحب والعطف فى قلبى تجاهه..وأسرعت أرد على رسالته وأعتذر له ...وكنا نلتقى كلما سمحت ظروفى باجازة وأحمل له ولزوجتة ولطفله الهدايا...وأحمل الهدايا لخالى وزوجته ردا للجميل...وبعد سنوات أعرت للعمل فى دولة إفريقية عملت فيها 4 سنوات تحسنت خلالها أحوالى المادية جدا وأصبحت لى مدخرات كبيرة فأرسلت لأخى مبلغا من المال ليؤجر لى به شقة فى القاهرة فقام بالمهمة خير قيام واستأجر لى شقة فى حى جديد بخلو معتدل . وعلمت فى غربتى بوفاة زوجة خالى فحزنت عليها وترحمت عليها طويلا وحان موعد عودتى بعد 4 سنوات من الغياب والفراق..فاشتريت لأخى ملابس وقمصانا وأجهزة كهربائية وركبت الطائرة عائدا إلى مصر, وأنا أتخيل كيف سيكون لقاؤنا فى المطار وماذا سأفعل حين أرى ملامحه الطيبة وفرحته الصادقه بى...ووصلت الطائرة وخرجت من المطار فلم أجده فى انتظارى...ووجدت خالى يتعثر فى شيخوخته ,فسألته بلهفة عن شقيقى فقال أنه متعب بعض الشئ وفى المستشفى...وأحسست بانقباض شديد واستأجرت سيارة أجرة وضعت فيها حاجياتى وطلبت من خالى أن يعود بها إلى بيته....واستأجرت سيارة أخرى وانطلقت بها إلى المستشفى, وهناك صدمت حين عرفت أنه فى غرفة الانعاش وممنوع زيارته...وقابلت الطبيب المسئول وشرحت له ظروفى وألححت عليه فى السماح لى بزيارته فرقٌ لحالى وسمح لى بزيارة لمدة دقائق. ودخلت غرفة الانعاش ووجهتنى الممرضة إلى سريره,فرأيت شقيقى ممددا عليه فى جلباب أبيض وقد تحول إلى خيال ...واقتربت منه ودموعى تسبقنى وهو مقيد بأنابيب المحلول والأكسوجين...وأمسكت بيده وقبلتها وقلت له بصوت مرتعش...سلامتك يا خويا , فابتسم ابتسامه ضعيفه...وردد الكلمة مترنما بها كأنما يسترجعها لنفسه ببطء" ياخويا"...الله....من زمان ما سمعتهاش ثم راح فى غيبوبة...وسالت دموعى وسحبتنى الممرضة للخارج وهى تواسينى...وعلمت منها انه فى حالة توهان من يومين وأن اللحظة التى خاطبته فيها كانت لحظة إفاقة نادرة, وخرجت إلى الطبيب واستفسرت عن حالته وتجمدت أطرافى وأنا أسمع منه حقيقة مرضه الذى لا أعرف كيف بدأ.....لكنى لم أفقد أبدا الأمل فى الله...وفى تغلب شقيقى على مرضه,فهو شاب فى الثامنة والثلاثين...ولم يمرض أبدا قبل ذلك وذهبت إلى بيت خالى....وسمعت من زوجة شقيقى كل التفاصيل, وحملت حقيبتى وذهبت للإقامة فى فندق قريب من المستشفى ولازمت باب غرفة الانعاش...وكلما جاءتنى فرصة تسللت إليه وأمسكت بيده...وكانت حالة التوهان مستمرة ومع ذلك فقد سمعته فى إحدى المرات يهذى بكلمة "ياخويا" ويتمتم بها ببطء وهوغائب عن الوعى...فجاوبتها دموعى....وتمنيت أن يأذن الله بالشفاء لكى أعوضه عن كل ما لقى فى حياته من شقاء...ووثقت علاقتى بالعاملين بالغرفة وأغرقتهم بهداياى ليعتنوا به .وأعطيت أحد الممرضين تليفونى فى الفندق ليستدعينى عند الحاجه ...وعدت ذات ليلة من عنده متأخرا وفى غاية الاجهاد فنمت, ثم صحوت على تليفون من الممرض يدعونى للحضور , فنهضت مفزوعا وارتديت ملابسى على عجل وهرولت على قدمى للمستشفى ودخلته فى الفجر ,فجريت فى اتجاه غرفة الانعاش فإذا بالممرض ينادينى ثم يجذبنى من يدى فى صمت ويشير بيده إلى اتجاه آخر ويقول لى...من هنا ثم يقودنى إلى الثلاجة !
    نعم يا سيدى إلى الثلاجة لألقى النظرة الأخيرة على شقيقى الوحيد وأقبل جبهته وأغسلها بدموعى , فقد مات شقيقى فى ساعات الليل التى غبت فيها عنه, فخسرت سندى الوحيد فى الحياة والإنسان الوحيد الذى أحبنى ربما أكثر مما أحب نفسه...ورحل عن الدنيا بهذه البساطة.
    الإنسان الذى لم ياخذ من الدنيا شيئا...ولم تحمل نفسه كرها لأحد وعاش محروما من السعادة فى طفولته وفى صباه...وفى شبابه كأنما كتب عليه الشقاء من مولده إلى مماته.
    لقد مات شقيقى يا سيدى قبل أن أتمكن من سداد ديونه التى تثقل عنقى وتضحياته بنفسه ومستقبله من أجلى...وآثر أن يرحل وأنا أستعد لتحقيق حلمى الكبير, وهو أن أدعوه للإقامه معى فى شقتى الجديدة, وأن أغير عقد إيجارها بإسمه,واشترى شقه تمليك لى قبل أن اعود لنفس الدولة الافريقية بعد ثلاثة شهور عسى أن يخفف استقلاله بحياته وامتلاكه لشقة خاصة من غلواء زوجته أو على الأقل ليكون له مأوى إذا اختلف معها وعجز عن مواصلة الحياة معها,خاصة وأن لخالى شركاء هم إخوته فى بيته المتهالك البعيد...لكنه لم ينتظرنى لكى أقدم له حتى هذه الهدية ورحل وهو مستمر فى دفع فاتورة يتمنا ونشأتنا فى بيت خالى من صحته وسعادته حتى اللحظه الأخيرة.
    لهذا فأنا حزين...حزين يا سيدى أسأل نفسى دائما وأسألك ماذا أفعل لكى أخلص نفسى من الإحساس بالألم الذى يفرينى..وطيف يلازمنى ليل ونهار وأنا أستعرض شريط حياة شقيقى الوحيد كل يوم وأبحث فيها عن لحظة سعادة حقيقية فلا أجدها , وأجدنى مسئولا بعض الشئ عن ذلك لأنى تركته يستسلم دائما ويضحى من أجلى ويعيش حياته كشجرة الصبر...تشقى بالعطش...ولا تشكو عطشها.


    ولــكاتـــب هــذه الــرســالة أقــول:
    نعم يا صديقى هناك أناس يعيشون بيننا قد لا نكتشف وجودهم من فرط حرصهم على ألا يزعجوا الآخرين بأنينهم وسخطهم ورغباتهم وتطلعاتهم وصغائرهم,فيعبروا الحياة كما تعبر النسمة الرطيبة الوجوه فتلطفها فى شدة القيظ بغير أن نراها, ثم نحس فجأة بعمق خسارتنا فيهم,وبأهمية ما كانوا يمثلونه فى حياتنا من النبل الإنسانى,وبمدى ما خلفوه وراءهم من فراغ سحيق ,عندما يرحلون عن الحياة فى صمت بعد أن أعطوها الكثير وبغير أن يأخذوا منها الكثير, كأنما خلقوا ليكونوا أشجار للصبر تؤكد سمو الحياة المطرد وخيرتها والأمل ففيها.

    ومن هؤلاء كان شقيقك الوحيد بغير شك يا صديقى...وها قد دارت دورة الحياة فاختفت من مروجها زهرة أخرى وجاء دورك الآن لكى تؤدى واجبك الحزين تجاه ابنه الوحيد, كما أدى خالك من قبل واجبه الانسانى تجاهكما.فانهض لأداء هذا الواجب وتعزى به عما فاتك من تحقيق أمنيتك فى إسعاد شقيقك وهو على قيد الحياة, فنحن نعوض فى أبنائنا ما حرمنا منه نحن من أسباب السعادة فى صبانا وشبابنا وحياتنا..فلم لا يكون هذا الطفل اليتيم هو ابنك الذى تعوض فيه لأبيه كل ما حرم منه؟ لست أشك فى أنك سوف تفعل...لكنى أطمئنك إلى أن وطأة إحساسك بالألم لعجزك عن إسعاد شقيقك, سوف تختفى للأبد حين تنهض بمسئولية ابنه, لأن الآباء يتواصلون مع الحياة فى أبنائهم...ولا شك أنك ستكون الأب النبيل لهذا الابن الوحيد, وأنه سوف يتدفق داخلك نبع السعادة والرضا عن النفس عند قيامك بهذا الواجب...أما فراقك لشقيقك الوحيد الذى أحبك من أعماق قلبه, وحزنك لطريق الآلام الذى استغرق حياته القصيرة,فأفضل ما تفعله لكى تتخفف منه,هو أن تعطى الحياة كما أعطاها هو بسخاء, وأن تتزوج وتشكل أسرة صغيرة تمد جذورك فى الأرض وتخفف من إحساسك بالوحدة, وتجعل لحياتك قيمة ومعنى, وتظللها أنت بالحب والعدل والعطاء...فالشجرة التى لا تظل أحدا بأوراقها لا تعرف معنى السعادة الحقيقة التى عرفها شقيقك...ولربما كان نصيبه منها أكبر مما تتصوره أنت رغم خلو حياته من لمحاتها الظاهرة,فالسعادة سر خفى لا يعرف كنهه سوى أصحابها. وإسعاد الآخرين والتضحية من أجلهم والرضا بكل ما تحمله رياح الحياة....وخلو النفس من الكراهيه والحقد وزهدها فى كثرة الرغائب فضلا عن الإيمان بالله والرضا عن النفس, من أسرار السعادة الخفية التى قد لا تلوح مظاهرها للآخرين...وأحد الصوفية يعيش حياة جافه قاسيه محرومه من كل أسباب السعادة الظاهرة, ومع ذلك فقد قال
    " لو علم الحكام ما نحن فيه من نعيم.....لقاتلونا عليه بالسيوف" !
    فلم لا تكون لشقيقك_المضحى المبادر دائما لإرضاء الآخرين وإسعادهم_ هو أيضا سعادته الخاصة التى نعم بها خلال حياته القصيرة ؟

    إننى لا أقول لك ذلك تخفيفا عنك فقط....وإنما أيضا لكيلا تضاعف من خسارتك بفقده لسلامك النفسى ولكى تنطلق لأداء واجبك النبيل تجاه ابن شقيقك وانت غير مثقل بهذا الإحساس الأليم...وفقك الله لأدائه على خير وجه وحقق لك به كل ما ترجوه لنفسك من خير وجزاء.
    زهرة النرجس
    زهرة النرجس
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : دمشــقية الهــوى
    انثى
    العمر : 43
    صديق مقرب صديق مقرب : ورد الشام
    أخت أخت : زهرة الشام
    عدد الرسائل : 7730
    تاريخ التسجيل : 17/08/2010
    مستوى النشاط : 24978
    تم شكره : 31
    الدلو

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك Empty رد: عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك

    مُساهمة من طرف زهرة النرجس الأحد 29 يناير 2012 - 15:40

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك 635

    إن السعادة إشعاع داخلى ينفث أريجه من الداخل إلى الخارج، و ليس العكس.
    عبد الوهاب مطاوع
    زهرة النرجس
    زهرة النرجس
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : دمشــقية الهــوى
    انثى
    العمر : 43
    صديق مقرب صديق مقرب : ورد الشام
    أخت أخت : زهرة الشام
    عدد الرسائل : 7730
    تاريخ التسجيل : 17/08/2010
    مستوى النشاط : 24978
    تم شكره : 31
    الدلو

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك Empty رد: عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك

    مُساهمة من طرف زهرة النرجس الأحد 29 يناير 2012 - 15:41

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك 635

    الحب في مفهومه الحقيقي عطاء بلا تحفظات ولا حسابات يقابله غالبًا عطاء مماثل إن لم يزد عنه من جانب الشريك المحب.

    عبد الوهاب مطاوع
    زهرة النرجس
    زهرة النرجس
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : دمشــقية الهــوى
    انثى
    العمر : 43
    صديق مقرب صديق مقرب : ورد الشام
    أخت أخت : زهرة الشام
    عدد الرسائل : 7730
    تاريخ التسجيل : 17/08/2010
    مستوى النشاط : 24978
    تم شكره : 31
    الدلو

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك Empty رد: عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك

    مُساهمة من طرف زهرة النرجس الأحد 29 يناير 2012 - 15:42



    العشرة الجميلة والحب الصادق والعطف المتبادل كل ذلك لا يذهب سدى.. وإنما يترك بصمته على جدار القلب والنفس والوجدان.. ويخلف وراءه الذكرى الجميلة التي تملأ روح الإنسان وتشعره بأنه لم يفقد بعد من غاب عنه.. لأنه حاضر على الدوام في قلبه ومخيلته ووجدانه
    إنها رفقة من نوع آخر تختلف عن رفقة الجسد والمكان.. إنها رفقة الروح والوجدان التي يصاحب فيها الإنسان من أحبه وأخلص له الود في نفسه وقلبه ومخيلته, فكأنما يراه ويتحدث إليه ويأنس به ويستشيره ويتحاور معه.. وإن لم يستطع فقط أن يلمسه بيده!
    زهرة النرجس
    زهرة النرجس
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : دمشــقية الهــوى
    انثى
    العمر : 43
    صديق مقرب صديق مقرب : ورد الشام
    أخت أخت : زهرة الشام
    عدد الرسائل : 7730
    تاريخ التسجيل : 17/08/2010
    مستوى النشاط : 24978
    تم شكره : 31
    الدلو

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك Empty رد: عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك

    مُساهمة من طرف زهرة النرجس الأحد 29 يناير 2012 - 15:44

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك 315401_217713938285498_158133514243541_606407_2074953280_n
    زهرة النرجس
    زهرة النرجس
    مديرة ورد الشام
    مديرة ورد الشام


    البلد : دمشــقية الهــوى
    انثى
    العمر : 43
    صديق مقرب صديق مقرب : ورد الشام
    أخت أخت : زهرة الشام
    عدد الرسائل : 7730
    تاريخ التسجيل : 17/08/2010
    مستوى النشاط : 24978
    تم شكره : 31
    الدلو

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك Empty رد: عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك

    مُساهمة من طرف زهرة النرجس الأحد 29 يناير 2012 - 15:48

    عبد الوهاب مطاوع من اصدقاء الفيس بوك %D8%B9%D8%A8%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8%20%D9%85%D8%B7%D8%A7%D9%88%D8%B9
    خير انتقام ممن أساءوا إلينا ،هو ألا نصبح مثلهم قادرين على الإساءه للغير، و أن نسقطهم من تفكيرنا نهائياً فلا نسمح لهم بأن يشغلوا من فكرنا ما لا يستحقونه من مساحه حتى و لو كانت مساحة الرغبه في الانتقام منهم او التشفي فيهم.
    فالتشفي في الآخرين طرف من العجز.
    ___________________________
    من كتاب تحية المساء

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024 - 19:03