همسات ليلية

عصفت رياح الشوق باللب فجف
ربيعي الناضر
وغدت تباريح الجوى جمرات
تكون على خاطري
واستيقظت اوجاعي مع
بروق شتائي الماطر
وأهاتي من حولي تصفق
على اكف الليل العابر
فبت على قارعة الليل
اشكوه حظي العاثر
والعمر اشلاء تناثر
على اطراف الحاضر
فكيف ساسكت هموم قلبي
في الليل السامر
كم تمنيت فجرا ضحكوا
يشعل منابر
او عمرا جميلا يبهج خاطري
فأغني أغاني الحب لليل
للربيع الزاهر
أسافر مع الشمس
أحلق فوق الغيم الماطر
ولكن ما تمنيت غدا
من نثر خاطري
كلما اطل من خلف الظلام
وميض فجر ظاهر
وبدا العمر خيط نور
تسلل من شفق مهاجر
وتناسيت عبث الزمان
بجرحي الغائر
وأخفيت نيران روحي خلف دمعي الحائر
شفني الوجد وأشعل الشوق فيا ثري
وتهت كأوراق الخريف بين امسي وحاضري
ثار موج من الدمع في مقلتي قويا قاهر
وفاض مني الحنين

اذا زحف الليل فوق السهوب
ومرت على الآفق كف الغيوم
ولم يبق غير السكون الرهيب
ونام الدجى تحت جنح الوجوم
ولم يبق إلا نوام اليمام
وهمس السواقي وأناتها
ووقع خطى عابر في الظلام
تمر وتخفت أصواتها
جلست أناجي سكون المساء
وأرمق لون الظلام الحزين
وأرسل أغنيتي في الفضاء
وأبقي على كل قلب غبين
وأصيخ الى همسات اليمام
وأسمع في الليل وقع المطر
وأنات قمرية في الظلام
تغني على البعد بين الشجر
واهات طاحونة من بعيد
تنوح المساء وتشكو الكلال
تمر على مسمعي بالنشيد
وتفتا تصدح خلف التلال
وأصيخ ولا صوت غير الآنين
وأرنو ولا لون غير الدجى
غيوم وصمت وليل حزين
فلا عجب أن أحس الشجا
رأيت الحياة كهذا المساء
ظلامووحشة جو كئيب
ويحلم أبنائها بالضياء
وهم تحت ليل عميق رهيب
طبيعتها أبدا باكية
فصمت الدجى وأنين الرياح
وتنهيدة النسم السارية
ودمع الندى في عيون الصباح
وأبصرت عند ضفاف الشقاء
جموع الحزانى وركب الجياع
تشردهم صرخات القضاء
وما أرسلوا همسات الوداع
وأصغيت لكن سمعت النشيج
يدوي صداه على مسمعى
وراء القصور وفوق المروج
فمن يا ترى يتغنى معى؟
ساحمل قيثارتي في غد
وأبكي على شجن العالم
وارثي لطالعة الانكد
على مسمع الزمن الظالم