ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ورد الشام

ورد الشام
عزيزي الزائر
هنالك فرق في التصفح كـ زائر والتصفح كــ صديق مسجل مع أننا أتحنا كل أقسام ورد الشام لكي يستفاد بها الجميع الزائرين
كثيرة المنتديات التي يسجل بها البعض ولكن قد يهمل دخولهم وتسجيلهم
هنا في ورد الشام
جرب أن تهتم وسوف نهتم

ورد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أجتماعي ثقافي أدبي ترفيهي


    وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور

    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65466
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور Empty وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور

    مُساهمة من طرف waell الخميس 15 أبريل 2010 - 4:47

    إذا كان "المتنبي" مالئ الدنيا وشاغل الناس فإن الدكتور "وجيه البارودي



    وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور W_Barudi" مالئ "حماة" وشاغلها. فله امتداد في ذاكرة المجتمع والبلد امتداداً قلّ نظيره، فحنت الدنيا عليه تبادله الحب بالحب والوفاء بالوفاء مرددة في كل حين أشعاره على شجن النواعير ونسيمات العاصي. لنتعرف أكثر على عوالم حياة الدكتور "وجيه" التقى موقع ايسيريا الستا المحامي معتز البرازي الذي حدّثنا من خلال أبحاثه قائلاً:

    «
    إن عالم الطبيب المرحوم "وجيه البارودي" عالم رحب وواسع وشامل وهو الحكيم الإنسان، والشاعر الفنان والناقد الواعي والجريء المقدام والعاشق العُمري وشاهد القرن العشرين من عقده الأول إلى عقده الأخير».

    وعن نشأة الدكتور "وجيه" وبداياته في مدينته "حماة" قال: «ولد "البارودي" في "حماة" أوائل آذار عام 1906، وأمضى دراسته الأولى في الكتاتيب ومدرسة "ترقّي الوطن" في "حماة" ثم كانت الحرب العالمية الأولى التي أوقفت كل شيء، ومع نهايتها تمّ إرساله إلى "لبنان" ليتابع دراسته في "الكلية السورية الإنجيلية" في بيروت (الجامعة الأميركية اليوم) عام 1918. وأمضى الطالب "وجيه" هناك أربعة عشر عاماً شملت الدراسة الابتدائية والثانوية والجامعية وتخرّج طبيباً عام 1932».

    وعن تعامل الدكتور "وجيه" بعد عودته من لبنان مع مجتمعه أجاب: «عاد مباشرة إلى "حماة" وفتح عيادته الطبيّة في نفس العام وبقي يعمل ليلاً نهاراً. في البداية اقتنى درّاجة عاديّة وتعاقد مع بعض الأسر في "حماة" لمعالجتهم دون في النظر إلى عدد أفرادها لقاء أجر سنوي يتقاضاه في آخر العام، مثله مثل الحلاقين الذين كانوا يتبعون نفس الأسلوب في تعاملهم مع الناس. فقد كان يتم استدعاؤه للكشف على المرضى ووصف الدواء وزرق الإبر وتوليد النساء وإجراء الإسعافات الأولية. تطورت الأمور معه فاقتنى دراجة نارية وبقيت لديه حتى أواخر الأربعينيات من القرن المنصرم حيث استطاع اقتناء سيارة خاصة به. وأول إشكال حدث بينه وبين مجتمعه عندما رفع الطربوش الذي كان وضعه على الرأس عرفاً إلزامياً في المجتمع الحموي، حيث خرج الدكتور "وجيه" عن هذا العرف وخلع الطربوش ووضع بدلاً عنه "البرنيطة" ليُجابه بنقد جارح من قبل المجتمع الذي لم يعرف حتى الآن إنساناً تعامل مع مجتمعه في شتى المناسبات والأحوال مثل الدكتور "وجيه البارودي" فمن قمة المديح إلى ذروة الهجاء فقد أراد أن يجرب حظه في السياسة بناءً على اعتماده أن شعب "حماة" الذي مدّ له يد المساعدة طبيّاً وأدبياً ومعنوياً ومادياً سيقف معه في ترشيحه للمجلس النيابي عام 1949 فلم ينجح، فقال:

    «
    يعزُّ عليّ هجوك يا حماة/ ولكن الصفات هي الصفات

    سلي ينبئك هذا الليل عني/ وساعات النهار المحرقات

    وأطفال بعثت بها حياة/ سيلحقها الجميل الأمهات

    وكان بين "وجيه" و"حماة" مساجلات ومناقرات ومهاترات لكنه في الوقت ذاته لم يبخل في مديحها، وعلى الرغم مما لاقاه منها ومن شعبها تبقى بلده ومسقط رأسه ويبقى العاشق لها ومرتع طفولته، فقال في ذلك:

    وفي حماة مقيم لا أغادرها/ شاطئ البحر عندي ضفة النهر

    فيها النواعير والعاصي و/ شاعرها ثلاثة ميّزتنا حكمة القدر

    والمعروف عن الدكتور "وجيه" جمال طرائفه فذكر لنا الأستاذ "معتز" بعضها قائلاً: «قال الدكتور "وجيه" واصفاً نفسه (أنا أقدم طبيب في "حماة"، وأقدم سائق في حماة، وأقدم شاعر، وأتعس عاشق). كذلك كان له طرفة حين أتى إليه ابن عمه يطلب منه بعض أبيات الشعر في رثاء عمه المتوفى فطلب الدكتور "وجيه" مهلة ليكتب له الرثاء، ولكنه لم ينفذ ذلك لا في اليوم الأول ولا الثاني وفي اليوم الثالث ونتيجة إلحاح ابن عمه كتب له هذه الأبيات قائلاً:

    تُكلفني حزناً ونفسي طروبة/ وروحي تأباه وأنت تريد

    وهل يألف الأحزان من كان/ عاشقاً تجود له أحبابه ويجود

    فلا ترجو مني وصف حزن ٍ لأنني/ طروب والعهد بالبكاء بعيد





    ومن طرائفه أيضاً التي تأخذ طابع الحكمة الطبية قوله (من يأكل تازا ما بيتأذا). (نظّم الواصل، وفرّغ الحواصل، تبرى المفاصل). وطرفة أخرى تدلل على مدى استخدامه للعلاج النفسي في مداواة مرضاه (حيث طُلب إلى منزل امرأة على وشك الولادة ولكنها متعثرة، شاهدها الدكتور "وجيه" فطلب مباشرة من الأهل طبلة (دربكة) وبدأ بالنقر عليها والرقص مع الصبايا مما أدى إلى غرق المرأة الولادة بالضحك وأنجبت مع صديقه الباحث وليد قنباز مولودها دون أن تشعر بذلك، ولدى سؤال الدكتور "وجيه" عن سبب فعلته هذه أجاب: إن المرأة خائفة ومتشنجة وهذه الحالة لا يفكها إلا الضحك أو الفزع، لم أستطع على الثانية فقمت بالأولى). كانت طرائفه كثيرة ككثرة الناس التي عالجها وتعامل معها».

    وعن شعر الغزل الذي طغى في أشعار الدكتور "وجيه" حدثنا الأستاذ قائلاً: «يتميز شعر "وجيه" أغلبه بالغزل، فقد كان شاعراً هاوٍ لا محترف، لديه أربعة دواوين تحتوي الكثير من قصائد الغزل وله قصيدة مشهورة بعنوان "الصب الزائر" يقول فيها:

    أرى قدميّ نحوك تحملاني/ بروحي لا بعقلي تمشيان

    ولو أني ملكت زمام نفسي/ أهبت فلم أبرح مكاني

    فقد كان معجباً بالمطربة "ميادة الحناوي" ويحمل صورتها معه يريها لزواره ومرضاه معبراً عن حبه لها، وكان يرفض معاينة كل من يقول له (أنا لا أحبها) فكتب قائلاً:

    ميادة للقلب ينفذ صوتها/ فالسامعون متيمون سكارى

    ميادة أعجوبة الدنيا سأفتنها/ وأرسم مجدها أشعارا

    وكان معجباً أيضاً بغزل الشاعر "نزار قباني" ولكن كان له مأخذ عليه بأنه شاعر الحب فقط، أما الدكتور "وجيه" فهو شاعر العشق وفي ذلك كتب يقول:

    ونزار يهوى لا حدود لحبه/ ملك له كل الملاح جواري

    لا يعرف العشق الذي أنا غارق/ في بحره فنجا من الأخطارِ

    العشق غير الحب موهبة لها/ رهبانها والحب للأغرارِ

    وبعيداً عن الغزل كان الدكتور "وجيه" يحلو له سماع قصائد بعض الشعراء منهم الشاعر "المتنبي" وكذلك الشاعر "عمر أبو ريشة"

    وعن المراحل الأخيرة التي عاشها الدكتور "وجيه" قبل وفاته حدثنا يقول: «في مراحله الأخيرة حيث اقترب من التسعين فترهّل الجسد وأزفت النهاية، وبعد أن تهتكت شبكية عينيه وازداد ضعف سمعه وأضحى عزمه ضعيفاً أنشد يقول:

    أمشي إلى غايتي في منتهى التعب/ كأن ساقيّ قضباناً من الحطب

    فإن أكلت فأكلي جدُّ مختصر / من الخضار وحبات من العنب

    وقد فارق الشاعر "وجيه البارودي" الحياة في الساعة الثانية من صباح يوم الأحد 1131996 ولسان حاله يردد:

    أصلي لا أمل وفي صلاتي/ دعاءٌ يمحق الذنب الرديّا

    ولا موت أخاف لأن ربي/ سيلقاني بجنّته حفيّا

    وهكذا مضى سيد العشاق وسيد الأطباء وسيد المصلحين الدكتور "وجيه البارودي" بعد أن ملأ دنيانا بالرحيق والعبق الذكي.

    سيبقى صوته الرنان يدوي في كل مكان وزمان معلناً خلوده الأبدي السرمدي من خلال منجزات نضاله الاجتماعي وشعره العذب الندي الذي ما ذكرت هو نقطة من بحره، إضافة إلى طبّه المتفوق السامي وخبرته العميقة الطويلة وحبه العجيب النادر مرددين في نهاية المطاف ما قاله في هذين البيتين:

    أنا حيٌّ بمنجزات نضالي/ وبشعري الذي يظل طريّا

    وبطبي وخبرتي وحبي/ سوف أبقى مخلّداً أبديّا».
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65466
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور Empty وجيه البارودي والعاصي والنواعير علامات مدينة حماة

    مُساهمة من طرف waell الخميس 15 أبريل 2010 - 4:58



    وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور 859

    على الرغم من ابتعاده عن المراكز الثقافية الأساسية استطاع أن يترك أثره الكبير في الشعر العربي المعاصر، وليس في الشعر السوري وحسب، فقد كان شاعراً حقيقياً ومنتمياً حقيقياً إلى بيئته، إنه الشاعر الكبير الدكتور وجيه البارودي شاعر حماة أولاً، وشاعر الأطباء ثانياً، وأحد أهم شعراء القرن العشرين في سورية والعالم العربي، ولم يُظلم وجيه البارودي أو يَظلم نفسه بابتعاده عن المراكز وحسب، بل طاله ظلم آخر في طبع دواوينه، فهو لم يكن مكترثاً بطبع أشعاره في مجموعات تباعاً، وعندما قام بطبعها طبعها في مدينة حماة، لذلك كان توزيع هذه الدواوين محدوداً للغاية، وعن طريق المعارف والأصحاب والإهداء، وإن حاول أحدنا البحث عن هذه الدواوين لن يجدها، مع أنه كان من المفترض أن تطبع هذه الأشعار طبعات تليق بالشعر والشاعر، وأن تجد توزيعاً ملائماً، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، والشاعر لم يكن نادماً مطلقاً، ولم يفكر في تغيير سياسته في نشر أشعاره ،وربما كان ذلك عائداً لرؤيته بأنه هاو للشعر وليس محترفاً له.
    أسرته
    تعدُّ أسرة البارودي من الأسر الوجيهة في حماة، وهي ذات مال وجاه، وليس أدلّ على ذلك من أن هذه الأسرة أرسلت في بدايات القرن العشرين أحد عشر ابناً من أبنائها للدراسة في الكلية السورية الإنجيلية (الجامعة الأميركية) في بيروت، في وقت اجتاحت فيه المجاعات البلاد، ولم يكن الإنسان يجد لقمة العيش، لكن قدر الشاعر أن يتميز عن أبناء أسرته بوفاة والدته وزواج والده بأخرى مما أدى إلى حرمانه وأخواته من الحنان، ودفعه إلى العمل مبكراً ليحمل همّ أسرة كبيرة، كما كتب نديمه وراوية شعره الأستاذ وليد قنباز في تقديم واف لديوانه الثالث (سيد العشاق). ولد وجيه البارودي مطلع القرن العشرين يوم السبت 1/3/1906 في مدينة حماة، ورافق هذا القرن حتى نهايته، فعاش الحربين العالميتين والمجاعات، والحروب والأحداث التي عصفت بالمنطقة، لكنه نأى بنفسه عن كل تلك الأحداث، واكتفى بالعالم الذي اختاره لنفسه، عالم الشعر والمرأة، لذلك نجده يقول:
    أنا في السياسة ليس لي باع ولي في الحب أجنحة تحلق للعلى
    في عالم خاص جداً اختاره البارودي عاش حياته العامة دون أن يغيّره، فافتتح أول عيادة طبية في مدينته التي أحبها عام 1932، وبقي ممارساً لمهنة الطب حتى أخريات أيامه دون أن يمنعه تقدم السن من ممارسة مهنته المفضلة لديه، حتى كرمته وزارة الصحة بكونه أقدم ممارس للطب لمدة تزيد عن ستين عاماً في التسعينيات.
    تزوج وجيه البارودي مبكراً في عام 1931 من ابنة خالته (مسرّة علواني) وعاش معها خمسة وأربعين عاماً أنجب خلالها عشرة أولاد، سبعة ذكور، وثلاث إناث، وتوفيت إثر نوبة قلبية عام 1976، وبقي يبكيها حتى أخريات أيامه، ويناجيها بعد
    أن علّق صورتها الكبيرة في صدر صالته، والدموع تنحدر على وجنتيه كلما نظر إليها وتذكر غيرتها الشديدة حين أحرقت مسوّدات أشعاره الأولى، والتي كان يحفظها عن ظهر قلب.
    أصدقاؤه:
    لما كانت الجامعة الأميركية جامعة داخلية، فقد أتاحت لطلابها المزيد من التعارف والقيام بالأنشطة العديدة المفيدة، وفي الوقت الذي كان فيه البارودي يدرس الطب في الجامعة الأميركية كان الشاعر الفلسطيني الكبير ابراهيم طوقان طالباً فيها، وكان الباحث اللبناني الدكتور عمر فرّوخ طالباً، وكذلك شاعر العراق في زمانه حافظ جميل، ومع هؤلاء الأصدقاء أسس دار الندوة عام 1926، وصاروا يتبادلون المعارف فيما بينهم، فهذا يقول الشعر، وذاك ينتقد، هذا يقول وذاك يتابع ويجيز، فكانت النتيجة مجموعة من القصائد النادرة التي نظمها أكثر من شاعر كما في قصيدة (وادي الرمان) التي أثبتها البارودي في ديوانه (بيني وبين الغواني) 169 وهي قصيدة مشتركة بينه وبين ابراهيم طوقان. وهذا الجو جعل جميع مؤسسي الندوة من قائلي الشعر، حتى عمر فرّوخ الباحث والناقد نظم الشعر وجمعه فيما بعد في ديوان (فجر وشفق)، لكن الأشهر شعرياً كان ابراهيم طوقان والبارودي وأذكر أنني حين سألت البارودي عندما التقيته أول مرة في 10/12/1988 عن بعض خفايا هذه العلاقات رأيته يخص طوقان بالمزيد من الحب والتقدير، وقد أشار إلى أن الكثير من الأشعار التي تلصق بابراهيم طوقان ليست له، وليست من روحه، علاوة على أنها ليست في ديوانه.
    البارودي والسياسة
    في كل مناسبة كان البارودي يشير إلى اكتفائه بعوالم المرأة والعشق، ويؤكد زهده بالسياسة حياة وشعراً، لكن الحقيقة تخالف هذا الرأي، فأذكر أنني عندما سألته عن شعره السياسي عندما التقيته أجاب بحدة: أنا في السياسة ليس لي باع، وأذكر أنني التقيته في المركز الثقافي بحماة قبل أن يصطحبني إلى عيادته ثم إلى بيته، وكان يحضر أمسية شعرية عن الانتفاضة شارك فيها عدد من الشعراء بينهم الصديق الراحل الشاعر سعيد قندقجي، وقال لي البارودي يومها: تريد شعر السياسة؟! ابق في المركز، لقد ألقوا أشعاراً جميلة في الحجارة والنضال، أما أنا فأقول الشعر للمرأة والجمال. فهل كان وجيه البارودي بعيداً عن السياسة وشعرها من باب الزهد حقاً؟!.
    إن ديوان الشاعر بمجموعاته الثلاث وانفعالاته تؤكد انه لم يبتعد عن السياسة زهداً، وإنما ابتعد عنها لأنها ابتعدت عنه أولاً، ومن ثم تعمق إحساس الزهد بمن زهدوا به، واكتفى بعالمه الخاص.
    ففي انتخابات عام 1949 ترشح البارودي لكنه لم ينجح، وأثبت هذه التجربة في ديوانه بيني وبين الغواني ص 69 وكتب مقدمة للقصيدة تقول: "جرت الانتخابات في حماة عام 1949 فلعبت فيها الحزبية والشعوذة والليرات السورية والهدايا المستوردة دوراً كبا معه العلم وديست الكفاءات، فكان لزاماً عليّ أن أسجل بعدستي الشعرية هذا الموقف المشين وأنقل إلى النفوس شيئاً مما أشعر به من خيبة وقنوط".
    يعـــزّ علـــيّ هجـــوك يــــا حمــــاة ولكــــــن الصفــــــات هـــي الصفــــــــات
    أسأتُ أسأتُ حين غرست طيباً بـــأرض لا يطيب بهـــــــــــا النبـــــــــــــات
    ســـلي ينبئك هــــــذا الليل عني وســـــاعـــــات النهـــــــــار المحـــرقـــــــات
    وأطفـــــال بعثت بهــــا حيــــــــــاة فهـــــــل حفظـــت جميلــــي الأمهـــــــــات
    لئـــن جحد الذوات يدي فـــإني لأعجب كيـــــف يجحـــــــدني العفــــــــاة
    وحــــاربتِ العلوم فـــــــإن طبـــــاً وهنــــدســــــــــة بعـــــــرفــــك تـــرهــــــات
    وألّهــــت النحــــاة وبئس علمـــــاً يعلمــــــــه مشـــــــايخنــــــــا النحــــــــــــــاة
    أيخفق عــــالم والعـلـــم نـــــــــــور وتظفـــــــر بـــــالنيــــــــــابة شــــــعــــوذات
    إذن بين البهائم عشت عمري وآيــــــــــــــــات الــــــــدلائــــل بينـــــــــــــــات

    وحتى لا يذهب الظن بالقارئ بعيداً، فإن وجيه البارودي لم يهج حماة، فهي مدينته التي أحبها واختارها قرناً من الزمن، لكنه تناول ظواهر ومظاهر تكثر فيها أكثر من سواها، وهو في قصائد لا تحمل سمة الهجاء المباشر ينتقد مدينته ومظاهرها انتقاداً أكثر قسوة:
    إن قلت هذا الداء لا حيلـــــة للطب فيــــــــــــــــه قيــــــــــــل هـــــذا غبــــــاء
    وأقبل الدجال واستبشــــروا بســــــــــحره والســـــــــحر بعــض الــــــدواء
    واستسلموا لزيفه فانبــــرى ينفـــــث فيهــــــــــم ســمــــــــــه كيف شــــــاء
    فاطرب لتدجيل يدر الثراء وارث لشــــــــــعب يســـــــــتحـــــق الـــرثـــــاء
    يا نوح طوفانك عجل بـــــــه يـــــــــــــا نــــوح أدركنــــي بحــــق الســـــــماء

    فالشاعر وجيه البارودي أقدم على تجربة سياسية لم تكن ناجحة بكل المقاييس، بل إنها كشفت له عورات المجتمع الذي منحه حياته، لذلك ابتعد عن السياسة لأنه ليس متحزباً أو دجالاً أو مشعوذاً، ولكن ما يحمد لهذا الشاعر الكبير أن التجربة المرة لم تدفعه إلى الانكفاء، وربما الابتعاد عن حماة، بل دفعته إلى البقاء والمواجهة، ولولا أن في الأمر إثقالاً على القارئ لاستخلصنا من جميع القصائد الغزلية والاجتماعية الأبيات التي يحارب فيها وجيه البارودي الانغلاق والوشاية والنميمة والرقابة الشديدة على الناس. نعم لقد دفعته التجربة إلى الابتعاد عن السياسة ومعمعاتها بما تستلزمه من أدوات لا يملكها ولا يؤمن بها، لكنها دفعته إلى الانغماس أكثر في قضايا مجتمعه الاجتماعية، وهي في المحصلة انخراط في السياسة، بل في بنية السياسة الأولى، وهذه الخيبة لم تمنعه عندما أعجب بالرئيس حافظ الأسد وأعماله وسيرته أن يقول فيه:
    هو أسمى من أن يلــــــمّ مديـــــــح بمــــــــــــــزاياه فــــي العلــــــــــى والعطـــــــاء
    قد تواضعت في حياتــــــك حتـــى أنــــت مـــــــــــا بيننـــــــا مـــــن الأصـــــدقاء
    ليت عاماً من عمر كــــــل رفيــــق لك يهــــــــــدى حبـــــــــــاً لطــــول البقـــــــاء
    حفـــــظ الله حافظـــــــــاً ورعـــــاه يســـــــــتجيب الــــرحمن صـــــدق الرغــاء
    وجيه البارودي والمرأة
    يستحق وجيه البارودي كغيره من الشعراء أن تعقد حول شعره وحياته دراسات أكاديمية ذات مستوى عال، ودراسات جادة خاصة أشعاره الخاصة بالمرأة ومذهبه في الغزل، فهو يرى نفسه شاعر عشق لا يدانيه في ذلك شاعر آخر، ويحاول التمييز بين شعر الحب وشعر العشق فيرى أن شعر الحب يتناول القضايا الظاهرة بينما شعر العشق لا يكتفي بالظاهر للعيان، بل يتناول الأمور كلها، ويصور المغامرات، وهو أقرب إلى عمر بن أبي ربيعة في هذا المذهب، والدليل على ذلك تصويره لمغامراته في اللقاء مع محبوباته في مجتمع لا يسمح بمثل هذه اللقاءات.
    وعناوين قصائده تكشف مذهبه العشقي ومنها: عسرها وعسري، سبب التفرق، البرق الخلّب، حب ومغامرة، الهزار العاشق، الصب الزائر، مع الوشاة، القبلة الملتهبة، وجيه المغامر، الدونجوان، مع العرافة، هجرت ما هجرت، حبي على خطر، صيد المحصنات وغيرها من القصائد، إضافة إلى تصريحه بنفسه عن كونه شاعر عشق لا يجارى.
    يتميز شعر البارودي في المرأة بالوضوح والصراحة، ونحن إذا أردنا أن نتبع الطريقة المدرسية في تقسيم الغزل إلى عذري وصريح كان شعر البارودي من الشعر الصريح أو (العمري) نسبة إلى عمر بن أبي ربيعة، وصراحة البارودي تكمن في ذكر المغامرة والعلاقة التي تربطه بالمرأة، ولا تتجاوز الصراحة إلى الألفاظ النابية المزعجة في الأشعار، فشعره الصريح مهذب في ألفاظه، صريح في سرد مغامرته، وليس أدل على ذلك من قصائده في القبلة والقبلة الملتهبة وغيرها:
    راودتهــــا عـــن قبلـــة فتمنعــــــت وتصلبـــت بعنـــــادهــــــــــا لا تســــــــــمح
    وأنــــــا الملح وكيف أرجع خائبـــاً مــن كـــــان مثلــــــــي لا محــالــــة ينجح
    البارودي وخفة الظل
    البارودي يتمتع بخفة ظل لا مثيل لها، ولو قرأنا قصصه العشقية ومغامراته للمحنا هذه الخفة، وفي أكثر موضوعاته جدية نجده طريفاً، ولذلك لم يستطع البارودي أن يكون شاعر بكاء ورثاء –حتى في الموضوعات التي تمسه- وأشار إلى ذلك الأستاذ الناقد وليد قنباز في مقدمته، وأشير هنا إلى الطرف التي تروى عن البارودي وهي ليست في أشعاره أو الكتب التي تناولت شعره، فلشدة طرافة شخص البارودي اختلق الناس على لسانه طرفاً كثيرة لا يحسن أن تدون لأكثر من سبب، أهم هذه الأسباب أننا نرى الطرف مختلقة، وأحياناً تصل إلى مستوى دون مستوى البارودي، وتقترب من مستوى الأشعار التي صيغت على لسان البارودي وهي ليست له، وتندرج تحت باب الهجائيات، وأذكر عندما سألته عن إحدى هذه القصائد وسبب نظمها أنه غضب كثيراً، وصرخ في وجهي قائلاً: أنا لا أقول هذا الشعر مطلقاً، يا أخي هناك مجموعة من الشباب (كبانية) ينظمون الشعر وينسبونه لشاعر مشهور حتى يتحقق له الذيوع، وقد ألفّوا على لساني النكت البذيئة، أنا لا أقول مثل هذا..
    البارودي ونزار قباني
    قلما نجد شاعراً يعترف بشاعر آخر إلا في المحافل التي يبغي المعترف فيها أن يكسب جمهوراً عريضاً، فما بالك أن يعترف به ويزكيه ويذكره في شعره، وأذكر أنه دافع عن نزار دفاعاً شديداً عندما حاورته، ووضعه في مكانته التي يستحقها وقال بالحرف: نزار أهم شاعر حب في تاريخنا وأنا شاعر العشق وأنا أعشق نزار وأحبه حباً لا يعادله حب، وفي ديوانه سيد العشاق خصّه بقصيدة منها:
    هو سيد الشعراء في الدنيا وإنْ وردت قصائدهم بألف لسان
    أم اللغــــات فخـــــــــورة بنــــــزارهـــا وهــــــــي التــــــي تعتـــــــز بالقــــــــــرآن
    وأنــــا أزكيـــــــــــه.. وتـــــزكيتــــي لــه هـــــــــي غــــايـــة التحقيـــق والبرهان
    نشـــراتـــــــــه ممــــنــوعــــة لكنهـــــــا تـــــــأتــــي لطـالبـــــها مــــع الركبـــــان
    لو أنصفوا حملوا جـــوائـــز نـــوبــــل مـــــــن نـــــروج للشــــــــــاعر الفنــــان
    لكـــــــن إســـرائيــل خــلف بنــودهــا فلهـــــــــــــا مـــــــــرام جمــــة ومعــــــان
    لشموخه مــــــا أنصفـــوه وقدمــــوا مــــــــــن لا نقـــــــرّ لــــه بسحر بيـــــان
    ونزار ترعاه العروبة وهو يرعاها فـــــــــــــــلا يخشــــــى مــــن العـــــدوان

    البارودي والفن وميادة الحناوي
    البارودي محب للحسن والجمال، ومستمع مميز، يطرب للغناء الأصيل، وهذا ما جمعه بالمطربة السورية الكبيرة ميادة حناوي حيث خصها بمجموعة من القصائد التي تؤكد تعلق الشاعر بالجمال والمرأة على الرغم من تقدم سنه، فهو الذي تحدث عن حب السبعين والثمانين والتسعين، وتحدث عن معاناته من هذه الأعمار يقف أمام حسن الشكل والصوت ليلتقط صوراً من أجمل الصور وأطرفها على الإطلاق.
    ميادة للقلب ينفــــــــذ صوتهــــــا فـــــــــــالســــــــــامعون مقيمـــون سكـــــارى
    ناهيك عن إغرائها ذاك الذي يــــــــــــوري ويضــــرم في الجــــوارح نــــارا
    ميادة أعجوبة الدنيا سأفتنها وأرســـــــــــــم مجـــــــــــــدهـــــــــا أشعـــــــارا

    سيد العشاق والتراث
    إن القارئ العادي لسيرة البارودي يظنه بعيداً عن التراث وعشقه، لكن في الحديث المسجل معه تحدث عن أسباب إتقان اللغة العربية ومعرفة أسرارها، وضرب لي مثلاً بالبستاني الذي ترجم الإلياذة، وقبل أن يقدم على الترجمة اعتزل الناس سنوات وعقوداً حتى حفظ القرآن الكريم لإيمانه – وهو المسيحي- بأن من يريد أن يتقن العربية لا بد أن يكون صديقاً للقرآن، لذلك جاءت ترجمته قمة في الإتقان ولم يجارها أحد حتى الآن، وكذلك الحال مع أدباء عصر النهضة الذين تفوقوا بمعارفهم التراثية قبل تفوقهم بإبداعاتهم.
    وأخيراً سنوات مرت على رحيل الشاعر الكبير وجيه البارودي، ونحن لا نزال ننتظر إحدى المؤسسات العامة أو الأهلية لطباعة أشعاره ودفاتره ونثرياته لتكون ضمن ذخائر الوطن الذي افتخر به، كما ننتظر أن يتوجه الباحثون أو يوجهوا إلى دراسة أشعاره وحياته.








    منقول من مجلة جهنية



    http://www.jouhina.com/magazine/archive_article.php?id=859













    لايوجد في صفحات الشبكة اشعار مسموعة للشاعر البارودي

    مع أنني وجدت منتدى خاص بعائلة البارودي لكنهم مقلين ومقصرين بحق الشاعر
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65466
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور Empty رد: وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور

    مُساهمة من طرف waell الخميس 15 أبريل 2010 - 5:05


    قالت غداؤك عندي قلت يا فرحي
    هذا الغداء غذاء الروح و الجسد
    بالأمس أشحذ منها نظرة فإذا
    جادت حفظت لها العرفان للأبد
    و اليوم كأس مدام في مباهجها
    و العين بالعين لم تطرف و لم تحد
    و جوّنا بمزايا عطرها عبق
    فيا شذا وردنا إن غبت لا تعد
    تنزلت من سماء الوحي مائدة
    على وجيه فما عيسى بمنفرد
    شغلت باللحظ عن أكل و عن كرم
    فللصبابة معنى ليس في الدسم
    جوعانة عين من يهوى فلا شبعت
    من المحاسن عين العاشق النهم
    فيا جوارح قلبي من مفاتنها
    عبا و إن صام عن حلو الرضاب فمي
    تلمظت هوج أشواقي إلى شفة
    توحي إلى النفس معنى غير محتشم
    فكيف أصبر عن إغرائها أدباً
    لا عاش قلب لدى الإغراء كالصنم
    راودتها عن دعابات و عن قبل
    و رحت أغزل ألواناً من الغزل
    مستمتعاً بانتصارات فإن حنقت
    أوهمتها باشتطاط الشارب الثمل
    أروي لها سير العشاق متخذا
    من الرواية دور العاشق البطل
    و تنبري هي في دور الفتاة فإن
    أمرتها انسجمت في الدور تخضع لي
    فإن دنت قبلة ألهبْتها قبلاً
    و إن دنت جفوة عشنا على الأمل
    حتى إذا دارت الأيام دورتها
    إلى التلاقي تنادينا على عجل
    و كان ما كان من عتب و من جدل
    و من طرائف لولا الصبح لم تزل
    مرت سراعاً و لم نشهد نهايتها
    مات النهار و عمر الليل لم يطل
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65466
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور Empty وراء الجمال

    مُساهمة من طرف waell الخميس 15 أبريل 2010 - 5:09


    أجري وراء الجمال
    مغامرا لا أبالي
    مستمتعاً باندفاعي
    الأعمى و باستبسالي
    و كم عبثت بمالي
    فلم أوقر مالي
    و ساءت الحال حتى
    عانيت أسوأ حال
    ولى الصبا و تبقى
    حبي فيا لضلالي
    أرجو من الغيد ما لا
    أعطى فبئس النضال
    و الله والله حبي
    أضعاف حبي الخال
    فيا صبايا رويدا
    أساءكن اكتهالي
    أساءكن اتزاني
    الأقوال و الأفعال
    ألا أكون محباً
    إلا إذا الرأس خال
    الراح فيكن تجري
    لا في عروق الدوالي
    و أسعد العيش إني
    أشقى لنيل وصال
    ماذا وراء اجتهادي
    ماذا وراء اشتعالي
    ماذا وراء صلاتي
    ماذا وراء ابتهال
    أنتن طول نهاري
    أنتن طول الليالي
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65466
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور Empty عتاب

    مُساهمة من طرف waell الخميس 15 أبريل 2010 - 5:13




    هي :
    قلت وداعاً يا وجيه و أجهشت ببكائها
    فسألتها عن مبعث البلوى و موطن دائها
    فتململت و بدا الشحوب على أديم صفائها
    عهدي بها كالوردة الحمراء في أندائها
    ماذا جرى لك يا سنا عيني و ريق مائها
    ************
    أوجيهُ أخشى بعد طول مودة و صفاءِ
    أخشى انقلاباً في حياتكَ و احتمال جفاءِ
    أخشى افتضاحا بعد طول تكتم و خفاءِ
    أخشى عليكَ من النساء و أنتَ زير نساءِ
    أنا كيف لا أخشى و حبُكَ عالق بدمائي
    أوجيهُ لو نبقى على شوق و خيط رجاءِ
    نبقى على حب و إغراء بغير غذاءِ
    نبقى على ظمئ و لو لم يبق غير دماءِ
    أوجيهُ لو أفنى بحبك ما ألذ فنائي



    ـــــــــ
    أنا :
    مهما شرعت على البحار و سرت في الصحراء
    و سربت في الأعماق أو حلقت في الأجواء
    فرسوت في الجزر القصية في المحيط النائي
    و غزوت أجواز الفضاء و جبت كل سماء
    فولجت هالات السنا و سبحت في الأضواء
    غيري ويدب على الثرى و يمور كالرقطاء
    و يعيش في المستنقعات يموء بالأوباء
    و أنا بأجنحتي من الشعر إلى الجوزاء
    مهما انتشيت و تهت في كبري و في خيلائي
    و ركزت بند النصر فوق القمة الشماء
    و شربت نخب أحبتي و شربن من صهباء
    مهما شردت فعودتي أبدا إلى مينائي
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65466
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور Empty الغيارة

    مُساهمة من طرف waell الخميس 15 أبريل 2010 - 5:16




    قالت أتهواني ؟ لئن تكُ صادقاً
    يا ألف أهلا بالمحب الصادقِ
    أو كان حبك عابراً تسعى إلى
    عبث و تسلية فلست معانقي
    بالأمس سرت إلى يمينك غادةً
    قل لي بربك كيف أنت مرافقي
    غيارة أنا لا أريد شريكة
    في الحب إن الشرك سخط الخالق
    بالأمس كنت و لا أزال و في غدٍ
    لا لا أطيق تقلباً من عاشقي
    أو ما نظمت قصيدة رنانة
    لفلانة إبان حفل شائق
    فسرقت من حسني لها حسناً و من
    حبي لها حباً بغير تناسق
    فبدت كأقبح ما تكون عشيقة
    و بدوت أجوف في اهاب منافق
    الحسن هندام يليق بأهله
    كالعطر في أنفاس ورد عابق
    لا رجعة حتى تفيء إلى الهدى
    و تذوب وجداً في لهيب حرائقي
    ****
    أنا



    العندليب على الورود يحوم لا
    يرضى بديل الورد في البستان
    و مع الخريف أتى فحام فلم يجد
    للورد من أثر على الأغصان
    أيعود .. كلا لن يعود فهذه
    أزهار نسرين بغير أوان
    غنى على النسرين ألحان الهوى
    و العيش لا يحلو بلا ألحان
    فترنح النسرين من طرب لشدو
    العندليب ترنح النشوان
    و زها و تاه بطيشه و غروره
    و المجد في دنيا الغرور ثوان
    فالورد جاء بخيله و برجله
    يجتاح وجه الأرض في نيسان
    في كل نافذة سرت أنباؤه
    ليلاً و فاض الصبح بالإعلان
    دنيا من الأعراس و الأعياد فالز
    ينات و البشرى بكل مكان
    و العندليب مغرد متنقل
    من برتقاليٌ لأحمر قان
    متجاهل و الورد يحرجه فقد
    غنى و شبب بابنة الجيران
    فجرى عتاب ممتع و تراشقا
    هذا بأطياب و ذا بأغان
    و تصافيا بعد الخصام و أبرما
    عهداً إذا افترقا لينتظران
    لكن عهد العندليب مهلهل
    فأمامه النسرين ورد ثان
    و لكل زهر حسنه و عبيره
    و الورد أفضل حين يلتقيان
    ****
    هي :



    أغار أغار لست أطيق صبرا
    فلولا غيرتي لصبرت دهرا
    و لولا غيرتي ما هام قلبي
    و لا عرف الحياة و ظل غرا
    و لولا غيرتي ما صنت حباً
    فخرت به و لا أحرزت نصرا
    و لا غنيت للعشاق لحناً
    و لا أبدعت للشعراء شعرا
    أيا قلبي ارتضيت العيش مراً
    بمحض هواك فانتظر الأمرا
    لأن الغيرة العمياء داءٌ
    هو السرطان بل أدهى و أضرى
    حبيبي في الأساة يجس نبضاً
    و تفحص كفه بطناً و ظهرا
    و يصغي للفؤاد فليس يخفى
    عليه ما أجن و ما أسرا
    و لكني أعاتبه فيمضي
    و يزعم أن في أذنيه وقرا
    حديث القلب يسمعه فعتبى
    إذا عربدْت ليس يعيه جهرا
    فكيف عشقته و الحال هذي
    و كيف على مباذله استمرا
    و كيف الحب في ضحك و لهوٍ
    تغلغل في الجوارح و استقرا
    فهل من حيلة هل من حجاب
    إذا كتبوه للغيار يبرا
    من الصلوات أضعافا و صوماً
    لربي إن شفيت نذرت نذرا
    يداوي الضرس تسكيناً و خلعاً
    كذاك الساق إصلاحاً فبترا
    و يعتاض المريض بمستعار
    فيسعد و البديل أحط قدرا
    فهل لي من نطاسيٌ شهيرٌ
    يجرد مبضعاً و يشق صدرا
    يشرح مهجتي عرقاً فعرقاً
    و يقتلع الهوى و ينال أجرا
    ............................
    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65466
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور Empty رد: وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور

    مُساهمة من طرف waell الأحد 29 مارس 2015 - 9:11

    waell
    waell
    مدير الموقع
    مدير الموقع


    البلد : الشام
    ذكر
    العمر : 64
    صديقة مقربة صديقة مقربة : بنت القدس
    صديقة مقربة صديقة مقربة : لمووووش
    صديقة صديقة : مينيرفا
    إبن عم إبن عم : Dr.abdo
    إبنة عم إبنة عم : ام التوت
    إبنة أخ إبنة أخ : سمورة
    إبنة أخت إبنة أخت : بـ الشام ـــنـت
    أخت أخت : yasmin
    عدد الرسائل : 29434
    العمل/الهواية : بالديكورات واللوحات الشرقية
    تاريخ التسجيل : 27/09/2007
    مستوى النشاط : 65466
    تم شكره : 59
    الجوزاء

    وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور Empty رد: وجيه البارودي إبن حماه الشاعر والدكتور

    مُساهمة من طرف waell الأحد 29 مارس 2015 - 9:16


      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 19 مارس 2024 - 14:42